9 إجابة:
Heba Muhammad
Heba Muhammad:
الرقصة الأبدية

توسمت إليه بعمق وحبٍّ أعمق، ثمّ لفظت آخر جملة نطق به لسانها "إن لم أكن معك يومًا، إن لم تجدني أمامك بثوبي الأحمر الفاتن، كن على يقين يا عزيزي أن روحي ستأتي إليك لترقص معك رقصة السالسا على لحن الماريمبا."

كعادتها، تقفُ قبالة المرأةِ تتأملُ رونقها الساحر، مع بعض أدوات التجميل التي تُضيفُ إلى الجمال جمالًا. لمحت فتاةً صغيرةً أمامها في باحة دار الأيتام، تغرّدُ بصوتٍ عذبٍ كغردةِ عصافير الصباح. زينتْ مكحلها الناعم بخلخالٌ من الزهورٍ ، مرصعة.
لم تقوِ طبقةُ الأتربةِ التي احتلتْ مسامّ بشرتها على إخفاءِ جمالها الساحر. نظرةُ الانكسارِ لم تُطفئْ وميضَ عينيها، فهي أنثى خلقتْ من الصمود، صامدةٌ كجبلٍ لا يحركه عواصفُ القدر. حينها كانت كبيانو مهجور، لكنّه يملكُ من اللحنِ ما يهيمُ من يسمعه. تتمايلُ على ألحانِ نسيمِ الخريفِ وهي تمرّ بين غصونِ الأشجارِ فتتساقطُ على شعرها المموجِ بلونِ البنّ العربيّ أوراقُ الأشجارِ الذهبيةِ المهاجرة. ترقصُ رقصةَ السالسا وهنا تتخيلُ صديقًا خياليًا ذا رداءٍ رماديٍّ طويل. لا ملامحَ لديه، فقط ذو قامةٍ شاهقةٍ بِرداءٍ رماديٍّ طويل.

في هذه الأثناء، طرقَ البابُ، بعثرَ ما كانتْ تتخيله. اقتربَ منها رجلٌ يخالطُ الشيبُ رأسه، طبطبَ بيديهِ على كتفيها ثمّ قال: "هيا يا سيليا يا نجمتي المتألقة، الجميعُ بانتظاركِ." ابتسمتْ وامتَلاتْ عيناها دمعًا يقفُ أمامَ سيلانِهِ سدٌّ من التظاهرِ بالقوةِ.

أنه والدُها الروحيّ الذي تبناها عندَ سماعهِ لصوتِها الساحر، جعلَ منها نجمةً ساطعةً، مغنيةً ذاتِ صيتٍ وشهرةٍ واسعة.

ها هي سيليا تسيرُ وكم يليقُ بها الثوبُ الأحمرُ الفتان ، ملفت في حد ذاته، يزيّنُ عنقَها عقدُ لؤلؤٍ لامع، يتلاعبُ على مسامعِ الحضورِ صوتُ خطواتِها الهادئة.
ها هي صاحبةُ الحنجرةِ الماسية. أشرقتْ كشمسٍ في منتصفِ شهرِ يونيو، زادَ الصخبُ في الإرجاءِ .
فالجميعُ يحلمُ أنْ يحظى بضيائها.

بينهم ظلّ ساكنًا. مجرد رجلٌ بين الحشود، دونَ ردّةِ فعلٍ يظهرها أو تبدى عليه .
فقط يستمعُ بتمعّن، ما لفتْ انتباهَ سيليا رداءوه الرمادي الطويل !
حينها حاورتْ نفسها: "هل يصبح الأصدقاء الخيالين حقيقة ؟!"
"هل يتجسدون في الواقع؟!"
يالهي ، نقطتها بتنهيدة عميقة ، وهمست "لكم يشبهه"..

انهتْ حفلها، وعادتْ إلى جناحِها الملكيّ. لاحظتْ باقةَ من زهورِ الأوركيدِ البنفسجيةِ موضوعة بعانية على أريكتها، اقتربتْ قليلاً ولقت انتباههة رسالةً ورقيةً تختبئُ بينهم علي استحياء.
بأصابعها الرقيقه ، وبلهفة يرافقها فضول، تناولت الورقة، وداعبت عينيها الحروف "كم لاقَ بكِ الأحمرُ الغامق، ألم يأن الآوان أنْ أحظى برقصة السالسا معكِ؟" ولفت انتباهها ما ذيلت به الورقة "ذا الرداءِ الرماديّ".

هنا أخذ الإرتباك من جسدها منزلا، والرجفة من قلبها مسكنا، وبدأت إشاراتُ الاستفهامِ تعلو ملامحَها وتجد طريقها لغزو عقلها، من يكونُ ذا الرداء الرمادي؟! وماذا يريدُ؟ مرتْ الأيامُ وذاكَ السؤالُ باق في مخيلتها، كأن الوقت يزيده رسوخا .. لاحظته ، بدأ بالها بالإنشغال به ، وأصبح الفكر مشغولا ..
بدأت تلاحظه في كلّ حفلاتها أولَ الحضورِ وآخرهمْ رحيلاً ..
تحاول جاهدة استكشاف ملامحه دونَ جدوى، وكأنها تذوب في غياهب هذا الرداء ، الرمادي.

اليوم أخر حفل لها هذه السنة.
ما لعنةُ التفكيرِ هذه التي حلت عليها بينَ ليلةٍ وضحاها؟ أصبح للرمادي موطنا له في ذاكرتها .
أنها توشك علي الإنزلاق عابرة بوابة الجنون إلى العشق، حب غامض، مبهم بلا هوية وهيام .
هيام بلون رمادي ..

بحمرة الشغف، استقصدت ارتداء ذلك الثوبَ الأحمرَ .
ذلك الثوب الذي أشعل تلك النيران في عينيه إعجابا،
لعلهُ يتجرّأُ ويقدّمُ نفسهُ لها اليوم.

توقّفتْ خطواتُها في قلبِ القاعةِ، وراحتْ تحدّقُ في الوجوهِ تبحثُ عنهُ. هل غابَ عن الأنظارِ؟ أمْ تغيّبَ عن الليلةِ؟

تَتَمَوْجُ القاعةُ بِأجسادٍ راقصةٍ، وَتَتَيَهُ أنظارُها باحثةً عنْهُ.

تملك منها اليأس، رحل الأمل في رؤيتهِ .. عادتْ بخطواتٍ معاكسة، حينها مرّ على مسمعِها همس بنبرة مخملية هادئة لصوت عميق، لين .
"هل يعقلُ أنْ تتجمعَ تلكَ الصفاتُ في شخصٍ واحد؟ انحرفتْ بِرأسِها نحو مصدر الصوت، واتّسعتْ حدقتا عينيها بِدهشةٍ.،
إنهُ هو، ذا الرداءِ الرماديّ. ما أبهى تلكَ الملامحِ المتخفيةِ، يزيّنُهُ لحيةٌ خفيفةٌ والابتسامةُ تحتلّ ثغرهُ.
مدّ يديهِ إليها مقاطعا تأملاتها التي تلت دهشة عينيها قائلاً: "هل تسمحينَ لي بهذه الرقصة ؟"

لم تنطقْ،وكأنها مأخوذة، وبإرادة مسلوبة اشتبكتْ يداها بيديهِ، اقتربا كالمغناطيسِ وبدأوا بِالتمايلِ على لحنِ الماريمبا.
"تمايلت سيليا على إيقاع الموسيقى، ومع حركاتها الراقصة تتمايل خيوط شعرها كأمواج البحر الهادئة عندما تشرق الشمس بها ،بينما يمسك صاحب الرداء الرمادي بيدها بحنان، يقودها في رحلةٍ رومانسية عبر رقص السالسا.
فجأة ، توقف الكل ،، لا احد سواهما ،،
"تعجب الحضور من الكيمياء الساحرة التي تسكنهم، بريق عينيهم كاد أن يُنير المكان."

أيعقلُ أن هذا هو الحب من النظرةِ الأولى؟! هل هو حقيقي ؟!
فأنا أستطيعُ أنْ أقولَ متيمةٌ بكِ، واجعلني أمتّ بكِ حبًّا اليومَ. أتمنى أنْ تطولَ الرقصةُ إلى اللا نهاية، لا نهايةَ لشعوري ولهفتي. أرجوكمْ دعوا الموسيقى تمتدّ إلى الأبد."

هنا انتهتْ الرقصةُ وأمنياتُ سيليا تناثرتْ. عادَ صاحبُ الرداءِ الرماديّ بخطواتٍ خفيفةٍ، حينها تشسبثت سيليا بيديهِ بقوةٍ قائلةً: "لا ترحلْ."
ابتسمَ مجدّدًا ثمّ قال: "وهلْ يعقلُ أنْ ترحلَ الروحُ عنْ الجسدِ؟ فأنا مهووسٌ بكِ منذُ مدةٍ طويلة، عندما كنا معًا في دارِ الأيتام. كنتِ تتراقصينَ على رؤوسِ أصابعِ قدميكِ الصغيرتينِ، كنتُ أراقبكِ من وراءَ شجرةِ الصنوبرِ. حينها سمعتكِ تقولينَ: "ها قدْ أتى صاحبُ الرداءِ الرماديّ."

ظننتِكِ تقصدينني، اقتربتُ قليلاً، لكنْ حينها كنتِ تتخيلينَ صديقًا خياليًا معكِ. تمنّيتُ لو كنتُ أنا صاحبَ الرداءِ الرماديّ. ومنذُ ذلكَ اليومِ لا أرتدي إلاّ رداءً رماديًّا.

قاطعتهُ سيليا بلهفة: "من أنت؟"
أنا سيف، أعملُ طبيبًا جراحيًا في مستشفى تضجّ بِالمرضى." لكن بالنسبة لك انت يكفيني أنْ أكونَ صاحبَ الرداءِ الرماديّ."

"واخيرًا أصبحتْ حقيقةً، فهلا تدعني أجربُ لهفةَ الحبّ معكِ، لتكونَ حقيقةً منْ الآنَ فصاعدًا."

اختتمت كلماتهم عناقًا طويلًا،
وبدأتْ قصةُ الحبّ برقصةٍ،
"رقصةُ السالسا".

"حب ممزوج بالألم"
مرت سنوات كحلم جميل، تغلّفها مشاعر حب تفوق الوصف. عاش سيف و حبيبته قصة حب نادرة، انسجام تام، كأن روحيهما اتحدتا في جسد واحد. لم يفارق أحدهما الآخر لحظة، حتى في أحلامهما.

عاد سيف من عمله كالمعتاد، يملأ قلبه شوق اللقاء. فتح باب المنزل، و توقع سماع صوتها الرقيق وضحكاتها المرحة، بينما تهرع نحوه كالعصفور الصغير لتعانقه بحب.

لكن اليوم، ساد الصمت المكان. خيّم الهدوء على أرجاء المنزل، كأن نسمة حزن هبت على المكان.

"أين صغيرتي؟" تساءل سيف بقلق، "ألن تستقبلني اليوم بقبلة كما تفعل دائماً؟"

بحث عنها في كل مكان، حتى وجدها مستلقية على الأرض، جسدها هامد، ووجهها شاحب كالثلج، وعيناها مغلقتان بإحكام.

هرع سيف نحوها، وحملها بين يديه، يملأ قلبه الخوف والرهبة. "ماذا حدث يا حبيبتي؟" صرخ بصوت ممزوج بالبكاء.

أسرع بها إلى المستشفى، حيث أُخبر بأنها تعاني من ورم خبيث يسكن حنجرتها، في مراحله المتقدمة. "يجب أن تخضع للعلاج الكيميائي فوراً،" قال الطبيب بوجه شاحب.

"ألا نستطيع استئصاله؟" سأل سيف بصوت مرتعش، يملؤه الأمل في إنقاذ حبيبته.
"للأسف، لا نستطيع. هناك خطر كبير على حياتها."

انهار سيف على الأرض، حطّم الخبر قلبه، ودمّره الحزن. حبيبته، ملاذ روحه تواجه الموت الآن.
وأصبح المشفى ملجأ لها وسكنا ..

رقصة السالسا الأخيرة

جلست "سيليا"، زهرة الياسمين التي ذبلت أوراقها، قبالة المرأة العتيقة، تنظر إلى خصلات شعرها المتساقطة على الأرضية الباردة كقطرات الندى المتجمدة تحاكي في سقوطها أوراق الخريف، حزينة مصفرة، كأنها تُجسد موت أحلامها ..
حملت مقصًا وألقت نظرة أخيرة علي نفسها في المرآه،
اخذت شهيقا ، وتنهدت، ..
رافق تنهديتها دمعة إنسابت علي وجنتها، أبت المغادرة إلا بمرافقة إخوتها ..
فانهمر شلال من الدموع ،
والحزن ..
لم تتمالك نفسها ، أطلقت صرخه ..
ولكن ما فائدة الصراخ حين يدوى بداخلنا ،
أو يخرج مكتوما ..

"أليس ظلماً أن ينتهي الأمر بهذا الجمال البريء في سلة المهملات؟"
"دعه يكون في برواز يليق به"
هتفت بهذه الكلمات بصوت خافت أشبه بالهمس، وكأنها تخاطب روحها المنهكة، وهي تُلملم خصلات شعرها المتساقطة، كأنها تُحاول ضمّ ذكرياتها المتناثرة بين أصابعها الرقيقة.

بادر إليها "سيف" حبيبها المخلص يمنعها، ويدهُ تُلامسُ يدها المرتعشة، كأنّه يُرسلُ لها دفءَ مشاعرهِ عبرَ أصابعهِ، ليُشاركها آلامها ويُخفّفُ عنها .
سرت مع لمساته بجسدها ذلك الخدر الذي يصاحبه خفقان القلب ، هدأت لثوان ..
واضعة رأسها علي صدره، لم تستطع أن تمنع سيطرة تلك الذكرى التي تعاود فرض وجودها كلما سنحت لها الفرصة .

عاد وقع كلمات الطبيب المعالج لها يتردد علي مسامعها كقطرات من حمم بركانية،
"الورم في مراحله المتقدمة، ولا شفاء منه"
صرخت "سيليا"، ودموعها تغسل وجهها، رافضة الاستسلام.
"استأصل هذا الشيء الخبيث من حنجرتي!"
توسلت، ترجت، "لا أستطيع أن أستسلم"
"سيعود بقوى أكبر" حذرها الطبيب، "العلاج الكيميائي قد يمنحك بعض الوقت الإضافي فقط".
"بعض الوقت الإضافي؟" كررت "سيليا" الكلمات بمرارة، "هل سأبدأ لعبة المصارعة بين الحياة والموت؟"
مع أن الغلبة دائما في الحلبة يكون للموت ..
يفوز في كل مرة ..
لم تعد "سيليا" تستطيع الغناء،
صوتها العذب تحول إلى همسات مكتومة. تخلى عنها والدها الروحي، تاركاً إياها تواجه مصيرها المظلم.
فما فائدتها بالنسبة له ؟! لن تجنى له المزيد من المال بهذا الفحيح .

تمسك بها "سيف"، يحاول بشتى الطرق جاهدا أن يعيد إليها بريق الحياة، لكن دون جدوى.
فبالنسبة لها ، لم يتبق الكثير ،
أيام معدودات ..
آخذة في الذبول ، كزهرة أصبحت في طي النسيان .
ومعشوقها يحاول إبعاد ذلك الواقع القريب، وطرد تلك الفكرة من عقله ..
كيف سيواجه الحياة بمفرده ؟!
كيف سيعيش هو فيها دونها ..
ضعفت "سيليا"، حتى أنها لم تعد تقوى على الرقص، رقص السالسا الذي كان يجمعهما في لحظات رومانسية ساحرة.

في ليلة مظلمة، أشعلت "سيليا" شمعة، ومدت يديها المرتجفتين إلى "سيف".

"هل تسمح لي بأخر رقصة؟" سألته بصوت خافت.

امتلأت عينا سيف بنهر من الدموع، لكنه قاوم ذلك الإحساس،
نهض، وأشغل لحن الماريمبا الحزين.
بدءا مثل أول مرة ،
أول نظرة ..
الإختلاف في أنها لم تعد تجيد الحركات ..
خذلها ذلك الجسد الهزيل المتهالك ..
فهو في طريقه للفناء ..
عله يحرر الروح فتصدح بالغناء ..
حاولت "سيليا" أن ترقص ،
حاولت بكل ما أوتيت من قوة ..
لكن لا فائدة ..
فروحها منهكة ..

"إن لم اكن معك يوماً إن لم تجدني أمامك بثوبي الأحمر الفاتن.
فكن على يقين يا عزيزي بأن روحي ستأتي اليك لترقص معك رقصة السالسا على لحن الماريمبا"، همست في أذنه.

تجاهل "سيف" كلامها ،
حملها بين ذراعيه ، وبدأ يدور بها زوايا المنزل الحزينة.

ناظرا في عينيها ، تلك العينان التي لا يمل ابدا من التيه فيهما ، "أخيراً ضحكت أميرتي" .

تجمدت حواس "سيليا"، وتلاشت ضحكتها الأخيرة في الهواء ..
"عزيزتي ما بكِ؟ أجيبيني!" صرخ "سيف"، "صغيرتي، أرجوك تبسمي لي!"
"سيليا حبيبتي انهضي هيا الرقصة لم تنتهي بعد"
هل تحققت أمنيتك اليوم ؟!
هل ستكون هذه الرقصة دون نهاية ؟!
ستمتد للأبد ..

لكن "سيليا" رحلت، تاركةً وراءها "سيفًا" وحيدًا يرقص مع روحها على لحن الماريمبا.

رحلت "سيليا" رحلة أبدية ،
وضعت نقطة النهاية على سطر الحب ..
لكن لا نهاية لحب سيف لها ..
فهو يزور ضريحها كل ليلة ..

من يمر أمام "سيف" يظنه مختلًا عقليًا، ويشفق علي حاله المرير ..
يشاهدونه يرقص على ضريح "سيليا" .. ولا يعلمون أنها رقصتهما المشهورة.

"إن لم اكن معك يوماً إن لم تجدني أمامك بثوبي الأحمر الفاتن.
فكن على يقين يا عزيزي بأن روحي ستأتي اليك لترقص معك رقصة السالسا على لحن الماريمبا"
هو وحده من يصدق جملتها الأخيرة، ويرقص مع روحها، وهي مرتدية ثوبها الأحمر الفاتن.
فقط يتخيلها ، وبيديه صورة لها ..
يرقص ، وتراقصه ..

عهد سيف على نفسه أن يكرس حياته لمعالجة كل مريض دون ثمن، حتى يلتقي مجدداً بحبيبته في رقص أبدي على لحن الماريمبا.
انتهت قصتهم ..
لكن الرقصة لم تنتهي ..
رقصة السالسا ..
علي الحان الماريمبا ..

النهاية
بقلم هبه زمان
منذ 24 ايام
الكاتبة/آية ياسمين
الكاتبة/آية ياسمين:
في وقت بعيد عن هذا كانت لا تزال شمسهم دافئة و ليلهم هادئ ، لا يُبصَر في كيانهم أي ضغينة ولا حقد كانت الأمور تحت سيطرتهم و لم يكن يتدخل غريب في أُمورهم , إلى أن جاءت الغيوم و غطت كُل ما هُوَ ربيعيِّ و بدأت أنياب الشيطان تظهر إزداد الجوُّ سوادا و لم تعد السَّماء صافية، حينها ظهر ما كان مَخفيّا منذ ذلك الوقت البعيد فإتسعت بينهم فوجة الكُره ،لم يكن للطرف المتضرر حلاَّ سوى الإبتعاد و بتر الماضي لكنه لم يستطع أن يتخلص من المكائد و الإتهامات الباطلة من طرف المارِد للفوز بالمعركة . إلى أن حدث ما لم يكن في الحُسبان و إنقلب السِّحر على الساحر و ظهر النّور من جديد .
منذ 25 ايام
سحر العامري
سحر العامري:
في غابة قد خيم عليها الظلام الدامس كلُج في عمق البحر، يبدو المكان مخيفًا جداً، يشعر المرء بالقشعريرة تسري بجسده من شعر رأسه إلى أخمص قدميه، كان هناك شخص ما يبدوا أنه تائهًا، تسلل صوت صرصارالليل إلى مسامعه بحدة، تقدم خطوة إلى الأمام فسمع أصوات زئير حيوانات برية، بدا له كأنما هناك صوت زئير الأسود، فإزدادت ضربات قلبه بشدة ثم شعر بالرعب يأكل أحشائه بوحشية، نظر إلى أمامه مترقباً ضهور شيئاً ما فإذا به يرى شبح شيء ضخم يحدق به بعينان ثاقبتان فإذا بالشبح يحدق به بخبث، فتح الرجل عينيه بخوف وتسمر مكانه دون حراك، لوهلة صوب نحوه الضوء بهلع، فإذا به أسد بني اللون، تطير حوله في الهواء نساء قبيحات من نساء الجان، يمتلكن أضافر طويلة كأنها أضافر الصقور، وأنياب بارزة تخرج من فمهن بخبث، ويتميز جسدهن باللون الأخظر القاتم الذي يغطيه شعر رأسهن الطويل، تصبب العرق عليه بغزارة، كأنما أن هناك أحداً قد صب عليه دلو ماء شديد الحرارة، فتح الأسد فمه الكبير، وبرزت أنيابه الكبيرة، قفز مهرولًا نحو الرجل كي يلتهمه كفريسه لحم جاهزة، نظر الرجل إليه بهلع وعينان مفتوحتان، فإذا بالرؤية تحجب أمام عينيه ولم يعد يرى أمامه سوى فم الأسد المفتوح كأنه مغارة تريد أن تلتهمه.
نهض من الفراش جالسًا، بفزع واضعاً كلتا يديه على رأسه، استيقض من ذلك الكابوس اللعين، ما زال يشعر بنبضات قلبه المتسارعة، ومازال العرق يتصبب على جسده بغزارة، حمد الله ثناءً أنه في غرفة نومه، وأن تلك الغابة مجرد حلم، نظر إلى النافذة فإذا بأستار النافذة تتحرك يميناً ويساراً، خُيل له أن مقبض النافذة يتحرك في بطء بنفسه، أغمض عيناه وفركها بأنامله ثم أعاد النظر إليها، فالفعل أنه لا يتوهم ذلك، فُتحت النافذة لوحدها ثم أغلقت مرة أخرى، لوهلة شعر بالرعب الذي كان يشعر به قبل لحظات يتسلل إلى جسده ثانية، أغمض عينية ثم تسمر في مكانه كأنه تمثال لا يستطيع الحركة، فتحهما مرة أخرى ليرى الدماء ملطخة على المرآة المكتوب عليها ثلاث كلمات وهي:
" أجب على الهاتف ".
نظر إلى هاتفه فإذا به يضيء مؤشراً على وجود مكالمة واردة، كان المتصل هو رقم هاتف أمه المتوفية منذ عام، أخذ الهاتف ليجيب على المكالمة، فإذا به يسمع صوت خشن يقول له:
" أنزل إلى الأسفل، إنني أنتظرك هنا ".
صمت بخوف ولم يستطع النطق ولو بكلمة واحدة، بل ضل صامتًا دون أن ينبس ببنت شفه؛ أغلق الخط، وتسمر في مكانه وكأنه كرسي من خشب، فإذا بسهم يخترق المكان، كاد السهم يخترق أيسر كتفه، استقر على حافة رأس سريره، نهض الرجل مسرعًا ليرى نفسه على المرآة ملطخة بالدماء، بل كان يرى جسده بعنق مذبوح تملؤه الدماء، ورأسه معلق في الهواء، ثم صرخ بصوت هز أركان المنزل ليخر صاعقاً على الأرض.
سحرالعامري.
منذ 24 ايام
Abdel Rahman Alaskalany
Abdel Rahman Alaskalany:
ترجل من سيارته ،
فتح بابها الخلفي ، تناول من الكرسي الخلفي حقائب مشترياته ..
حمل اشياؤه كما الطفل بين يديه ..
بسرعة وبحركة اصبحت بالنسبة له من أساسيات تعامله ، اغلق باب سيارته بقدمه اليسرى متكئا علي اليمنى ، فاليدان مشغولتان بحملهما ..
لحظة إعتداله ليكمل مسيرته حيث يقبع منزله ، حانت منه التفاته الي تلك الحديقة الكائنة بالمنطقة التي يسكنها ..
لمحها واقفة هناك ، بفستانها الأحمر ..
وقف مذهولا من جمال ما رآه ..
أرجع البصر ،، ليس فيما راه من فطور ..
أرجع البصر كرتين ،، فانقلب إليه بصره وهو حسير ..
آية من الجمال عالقة في تلك الحديقة ،، والفجر يلوح في الأفق ..
لكن مهلا ..
انشغل بالنظر ،، وأهمل التفاصيل ..
أعاد عقله الصورة بسرعه ..
يبدو وكأنها في ورطة ، مشكلة وتحتاج الي منقذ ..
كأنما وقعت في حفرة بتلك الحديقة ، نصفها العلوي فقط هو ما يراه ..
شهامة الرجال جرت في عروقه ..
القى ما بيده علي الجزء الخلفي لسيارته ..
ترك معهما مفاتيحه وهاتفه ..
هرول جريا نحوها ..
يطير من علي الأرض طيرا ..
اخيرا ،،
إليها وصل ..
امعن النظر ،،
فكما يقال النظرة الأولى لك ..
والثانيه ؟!
توقف يا هذا أي ثانيه ..
إنها نظرة واحده ، وكفى ..
يكررها بإطالة وباستماته ..
أسماها ذات الرداء الأحمر..
شقراء الشعر ،، توقد القد وكفي !
تحاول جاهدة الخروج من تلك الحفرة ..
يابني ، من يردم كهذا جمال !
بسرعه ناداها ، يا هذه ،،
صوته من الإعجاب أبى الخروج !
حم مرتين ، ثلاثا ..
لا تتحركي ، أنا هنا لمساعدتك ..
مد يده ..
رأها تنظر إليه ، بادلته المدد ..
التقي كفه ، بكفها ..
لها كثير من الوقت معلقة بين الأرض وباطنها ، لهذا الكف بارد ..
زاد الضغط والسحب محاولا جذبها للخارج ..
أي قوة تلك ، تجذبه نحوها جذبا ،،
وتنجذب هي للأرض ..
لا تتزعزع ..
لا شئ يعلو فوق صوت صراخه ..
تهشم كفه تحت ضغطاتها ..
نظر بعين عبثيه إليها..
مابين طرفة عين ، هاله ما يرى ..
آلاف الأغصان خرجت من جسد فاتنته ،،
بدأت تلتف حول جسده ، بادئة بفاه ..
كتمت صرخاته تحت وطأة الأغصان ..
عينان فقط هي ما تبقت شاهدة علي ما يجرى ..
تحولت إلى زهرة ..
هناك أدرك الماهية ..
إنها مجرد نبتة ، وهو بالنسبة لها مجرد طعام ..
نبتة أكلة لحم بشري ..
هذا تنكرها ،، وطعمها ..
ظهرت حقيقتها ،،
فكين أخضرين عملاقين ، بأسنان صغيرة مدببة ، وكأسها الزهري أحمر اللون ..
لهذا كان نصفها في الأرض ، والنصف الأخر فوق الارض ..
لم تكن هي من بحاجة إلي الإنقاذ ..
هو من كان بحاجة لمن ينقذه ..
أنهت التفافاتها بأغصانها حوله ..
رفعته وبدأ الفكان في العمل ..
أخذ الصراخ يخفت ، ويخفت ..
ومعهما يعلو صوت دقات قلب النبتة النابض ..
ساد الصمت مره اخرى ..
لاح الصباح ..
وفي لمح البصر ،،
زينت تلك الحديقة زهرة حمراء ، ملفتة بلونها ..
تفوح منها رائحة الف زهره وزهره ..
صغيرة في حجمها ، براقة في شكلها ..
.
.
.
"حسنا يا أمى ، أعلم أنك قلقة علي ، لكن ما باليد حيلة فأنا ممرضة ، وعليك ان تعتادي تأخرى ليلا بحكم عملي ، لا تقلقي ، نعم سيارتي الان تحت المنزل وسأترجل منها بمجرد انتهائي من مكالمتك ،، شكرا علي اهتمامك بالطفلين ، سأحادثك عندما أصعد ، هيا تصبحين علي خير "

أغلقت الهاتف ، ترجلت من سيارتها ، وقفت قليلا تنهل من نسمات الغسق المنعشه ، تأكدت من إحكام إغلاق سيارتها..
بدأت بالتحرك ، حانت منها التفاته الي تلك الحديقة ..
صرخت بعلو صوتها يابنيتي؟! ماذا تفعل هذه الطفلة لوحدها هناك ، في هذا الوقت المتاخر ..
وقعت عيناها علي تلك الطفلة ذي القلنسوة الحمراء !
شعرت بقلب الأم أنها في ورطه ،
أسرعت إليها الخطى ، انتظري سأخرجك من تلك الحفره ..
واكملت المسير ..
.
.
وعلي الجانب الأخر ، كان هناك قلبا ينبض بالسعادة..
منتظرا قدومها لإنقاذه ..
من جوع محقق ..
فلا شئ بالنسبة لها أشهى من البشر ..
منذ 24 ايام
Řawan Ϻohamed Ãl-sayed Ãli Ŝabra
Řawan Ϻohamed Ãl-sayed Ãli Ŝabra:
بائسه صغيرة من كل شيء حولها.

"يحكي أنها كانت فتاة مرحة جداً رغم مأساتها وأوجاعها، كان والدها هو المشجع الوحيد لها عل تخطي المحن وصعوبات الحياة كان أبيها وأميها وأخيها كان كل شيء لها، كانت تعاني من عدم محبة عائلتها، كان دائماً الابن (الولد) الاكبر له أولوية الاهتمام بنسبة الاكثر للام، كانت تلك الفتاة تعاني من هذا كانت دائماً تشعر أنه بل فائدة وبلا نجاحات بسبب عدم اهتمام اهلها ومدحهم لها، كانت دائماً انطوائية بمفردها تبكي بداخلها عل ما تمر بيه، وبرغم كل حاجه مرت بيها ومازالت بتمر بيها كانت بتقول أنه لسه في عوض عن كل حاجه فقدتها من "حب، اهتمام، صداقه،.. الخ" كانت دائماً بتحسن الظن بالله انو مش هيسيبها وف كل موقف بتعدي بيه كانت بتقول انا عديت بالاصعب فالاكيد هتجاوز واعدي دا
هل العوض الل بتستناه تلك الفتاة فعلاً هيبقا عوض مش عادي وهيجي يوم تبكي فيه من كرم وتعويض ربنا ليها!؟ 🥺🫶🏻♥
منذ 19 ايام
Ibrahim Osama
Ibrahim Osama:
حكاية الكلب الضال في متحف المرايا


في قديم الزمان، كان هناك كلبٌ ضالٌ يُدعى ريكس، كانت حياته مليئة بالمغامرات والفضول. في يومٍ من الأيام، وجد نفسه أمام مبنى غامض يُدعى "متحف المدينة". دخل المبنى وتجول فيه، ولكن ما لفت انتباهه كانت غرفة كبيرة مليئة بالمرايا، كانت جدران وأرضية وسقف الغرفة مغطّاة بالمرايا ، حيث يُعكس كل شيء فيها.

رأى ريكس انعكاساته من كل جانب، وانتابته حيرة كبيرة حينما بدأ يعتقد أنه محاط بكلاب أخرى. بدأ في النباح والقفز، لكن لم يجد أي رد فعل سوى انعكاساته تتقلب وتنبح وتهرب منه. وقف ريكس مندهشًا ومرتبكًا، حيث بدأ صداه يملأ الغرفة الصامتة.

بدأ ريكس في كشف أنيابه والنباح، فردت عليه باقي الكلاب التي لم تكن إلا انعكاسًا له بالمثل.

ثم نبح ريكس مرة أخرى، وبدأ يقفز هنا وهناك في محاولة لإخافة الكلاب المحيطة به، لكنها تقمصت حركاته وقفزاته.

وهكذا استمر الكلب البائس في محاولاته لإخافة الكلاب وإبعادها، لكن دون جدوى.

في ذلك الوقت الحرج، ظهر حكيم من بين الأنعكاسات وقال لريكس: "يا صديقي، لا تضيع طاقتك في محاولة تغيير الظروف من حولك، بل انظر داخل نفسك وستجد الجواب."

ريكس لم يكن يفهم الوضع جيدًا، لكن بعد ذلك بدأ يدرك معنى حياته بشكل أفضل. غادر المتحف وهو يحمل الدروس في قلبه، وأصبح يفهم أكثر عن نفسه وما يبحث عنه في الحياة.

*الدروس المستفادة:*

  • لا تندمج في صورة الآخرين، بل ابحث داخلك عن هويتك الحقيقية.

  • القوة والحكمة لا تكمن في محاولة تغيير الظروف الخارجية، بل في تغيير مفهومك عن نفسك.

  • كل شخص له قوة داخلية، عليه أن يكتشفها ويستخدمها لتحقيق أهدافه.

  • العقل السليم من القلب السليم في الجسم السليم، فكن دائمًا على اتصال مع ذاتك الداخلية وحافظ على التحسّن المستمر وإفشاء السلام والامتنان لكل معروف.


  • *وأخيرًا،* لن يجلب لك العالم الخير أو الشر من تلقاء نفسه فكل شيء يحدث من حولنا ما هو إلا انعكاس للأفكار والمشاعر والأماني التي نحملها في قلوبنا وعقولنا. لذا، علينا أن نكون على دراية بأفكارنا ومشاعرنا ونعمل على تحسينها لنرى الخير ينعكس على العالم من حولنا.

    فكن أنت التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم، وستجد أن العالم سيستجيب بالمثل.
    منذ 23 ايام
    تسنيم أسامه محمود أحمد
    تسنيم أسامه محمود أحمد:
    كان بين ناس غريباً
    كان يعيش وحيداً في غرفة صغيرة لا يحب أن يخالط أحد أو أن يجلس مع أحد ،كان شخص أنطوائي جداً ،وفجاءة يري ذلك النور الصغير الذي سيؤنس وحدته يري على هيئة شخص ،وكأن عيناه أمتلاء بسعاده من جديد وكأنه أكثر الناس سعادة بعد أن كان وحيداً أتى ذلك الشخص وأناره وحدته،هي جعلته يري الحياة بمنظوراً أخر جعلته يري حقيقة ذاته، كانت مثل نجمة تحقيق الأحلام هي حبيبته رأها بجميع العالم وأحبها وكان يري سعاده فقط بوجودها،هي كانت ذلك النور الذي يعيد للأنسان بهجته 💜
    منذ 23 ايام
    الكاتبة بشرى دلهوم
    الكاتبة بشرى دلهوم:
    قصة روزا ولعنة الجنية
    روزا فتاة فائقة الجمال وحسنة الأخلاق كل من يراها يصاب بجنون حبها ،وهبها الله طاقة جدي المحبيم فكلهم يقعون في حبها دون سابق انذار كأنها لعنة ساحرة آفوم ،فروزا لم تعجب باحد منهم وكانت دائمة العبوس والحزن ، هي لم تكن نهتم بالجبال ولا المظهر بل نهتم بشخص يحبها ويأنسها ويصل لقلبها ليحرك مشاعها ، روزا كانت تتردد على شباب قريتها والقط أمنياتهم بأحجار كريمة في بحرية الشلال وكل يوم كانت تنتظر أمنيتها بفارغ الصبر ،لحبن جاء الفرج خرجت جنية فائقة الجمال والآناقة بزعنفة الحوريات وقالت لبيك ليلة عانت فالأمنية تريد التحقيق ، أريد شيء مقابل حبيب ،أريد جمالك مقابل شهادة قلبك ، لم تتردد روزا قبلت الشرط لتتحول بعد ان ألقت الجنية عليها تعويذات ،تحولت روزا الحورية بحر مخيفة لكن كسبت قلب ملك البحار نيجار البحار أقوى ملوك البحار.
    بقلم الكاتبة دلهوم بشرى البليدة الجزائر
    منذ 18 ايام
    محمد الغندور
    محمد الغندور:
    قلب يحترق؛
    يحكى انه كان طيبا قريبا من الكل لا يمل منه ولا يمل منهم.
    حتى راح في يوم من الايام يجوب شوارع مدينته التي إعتاد ان يكون فيها منذ سنوات طوال، لم يتذكر بعض ازقتها معتقدات انه قد أتى لمكان لا يعرفه ولم يعش فيه يوما، توجه صوب منزل احد اصدقاؤه المقربين الذي إعتاد ان يكون رفقته كيلو الفترة التي قضاها هناك، لما طرق الباب فتح شاب في العشرينات من العمر الباب ثم ردد:
    مرحبا كيف يمكنني ان اساعدك سيدي
    نظر اليه علي وهو شارد الذهن متعجب قائلاً:
    هل انت اه سفيان؟
    نظر اليه يتعجب وغرابة ثم قال له:
    من سفيان لا يعيش هنا سواي انا وامي؟
    ترنح علي معتذرا عن الازعاج ثم اتجه صوب وسط المدينة التي قد تغيرت كثيرا منذ رحيله عنها.
    ففي طريقه لاقى رجلا عجوزا في ا الأماكن العام فطلب منه الرحلة مساعدته على الوقوف، فلم يسع خاطر احمد الا يساعد الرجل العجوز المسن، فوافق وسعاده.
    ثم نظر اليه بغرابة وقال له:
    لقد رأيتك قبلا ايها الشاب لكنني لا اذكر اين!
    قال له علي:
    اعتقد انه تشابه عليك فقط يا عماه.
    لكن الرجل العجوز لم يفلته بل زادت شكوكه حول مكان رؤيته لعلي فقال له:
    لا بني لم يتشابه علي شيء بل لقد رأيتك في مكان ما وانا متأكد من ذلك!
    قال علي:
    يا عماه انا لم اعد القطن المدينة بل اعيش في مكان اخر منذ سنوات و هاته اول زيارة لي للقاء اصدقائي وجيراني لكنني لم اجد اي منهم!
    نظر اليه العجوز ثم قال:
    من اين انت بالتحديد؟
    اجاب علي قائلا:
    من إقامة الزهور امام البحر العالي

    قال له العجوز يتعجب:
    الان تذكرتك انت من جيراني السابقين اذا!
    فتعجب علي لما قاله العجوز فسئله الى اين راح كل اولائك الاشخاص الذين كانو يعيشون هناك.
    وبدأ العجوز بالحديث وأخباره بالقصة منذ رحيله
    يا بني لقد تحول المكان في غضون سنوات الى بقعة لا تصلح لا للسكن ولا للعيش بسبب تضييق العيش ودخول مشاريع جديدة للمكان فرحل من رحل ومات من مات بسبب كل ما عاشوا من ألم بسبب المشاريع التي أقيمت على ضفاف البحر والتي جعلت المكان لا يصلح لشيء.
    تعجب علي لما سمعه ولم يفهم ما حدث لكنه بقي له امل ان يجد كل من لازالت على قيد الحياة ليعرف القصة كاملة...
    منذ 17 ايام
    تسجيل الدخول