█ { إذ يرفـعُ إبراهيم القَواعـدَ مِـن البيت } كم هوَ عُمرك يا ؟ هِجرات ثلاث و سنوات ممتلِئَة بالتّضحيات بناء بيت لله مشاهدُ لا تُحصى ؛ مـِن مواقفِ الثَّبات ! بهذا تُقاسُ الأعمارُ سيّدي بِعُمقها ليس بِطولها ! تسكـنُ قاماتُ النّخيل العراقيّ فـي تتجذَّر أفعالك كأنَّها جُذور شجرة زيتونة مقدسيّة يتّسع كأنـّه صحراء الجَزيرة التي بَنيْتَ للهِ فيها بيتًا لهُ مثيل ! ما أطولَ فَرُبَّ عُمر اتّسعت آمادهُ كثُرت أمدادهُ أمطرت غيماته إلى قيام الساعـَة ! رَفَعْتَ فَرَفَعَ اللهُ لك ذِكّرَكَ رفَعَ مَقامك فلم يَلقكَ مُحّمدٌ ﷺ إلّا السّماء السّابعة مُسنِداً ظَهرَك البيتِ المَعمور وَحدكَ دُون الخلائِقِ امتلَكتَ هذا الشَّرف الجَليل ! مِـن انبَثَقَت يَقَظةُ الإنسان يـا فأنتَ مَن نَزع الحُجُب عن العَقلِ أثارَ كلّ تِلك التَّساؤلات علَّمَنا كيف يكونُ الإيمان مبصِراً واعياً ! كانت آمالُكَ كُلَّ مساء تَتَبخّر السّـماء تجمَعُها إرادةُ الله تكتُب بها مَواعيدك مَع غيثٍ ستَرتوي منه البشريّة جمعاء ! كم هي المسافةُ بيننا بينك ؟! كما بين كتاب خطى مجاناً PDF اونلاين 2024 كم هو إبراهيم؟ هِجرات وسنوات بالتَّضحيات وبناء بيتٍ ومشاهد من مواقف الثَّبات! بهذا سيِّدي بعُمقِها وليس بطُولِها! ورُبَّ اتَّسعت آماده وكثُرت أمداده وأمطرت الساعة! رَفَعْتَ فَرَ فَعَ ذِكرَكَ ورفَعَ يَلقَك مُحمدٌ إلا السَّماء السَّابعة مُسنِدًا ووَحدكَ الجَليل!
❞ حين تتجه إلى الكعبة تلتقي عيناك بقدم إبراهيم هادئةً في المقام، فقد انتهى السفر هناك؛ تراها ضاربةً جذورها في عمق التاريخ تقترب منها تحاول أن تفهم خبايا أسرارها فتراها صامدةً كلحظتها يومَ تقدمت نحو النار دون تلكؤ فقد كانت قدم إبراهيم قدمَ صدق كانت الجهات كلها في حس القوم منهارة إلا في بصيرة إبراهيم فقد كان يردد ˝إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً˝ .. يومها بدأ الابتلاء وقدر المسافات للغايات الجليلة أن تكون طويلة فانطلق إبراهيم وحده خارجاً من حدوده كي يبلغ المقام وانطلق إبراهيم من العراق إلى فلسطين حتى يبلغ الكعبة .. فهل تعني لك هذه الخارطة شيئاً .. ماذا كان يحمل هذا المهاجر في حقيبة سفره في سر صدره في خطاه المرسومة بحكمةِ الأقدار.. وبماذا كان يبوح في كل حواراته مع الشمس والقمر والنجوم فقد كان إبراهيم لا يتقن النظر إلا إلى النجوم كان قلبه هناك عالياً حيث العرش وكان عبداً كثير التأوه والدعاء إذ كان يوقن أن الأقدار التي تأتيك بعد الدعاء لا تدعك حيث وجدتك..
كان إبراهيم في ترحاله ينزف كثيراً كي يمنحنا الكثير .. كل رحلاته كانت غارقةً في التضحية .. كانت قدمه تسعى من فلسطين إلى مكة .. أتدري لماذا؟
كي تودع الصغير إلى الصحراء .. تلك رحلة الفناء عن الذات لله ومع كل خطوة كان إبراهيم يقترب من مقام الخليل .. رحلة كلما تقدمت فيها يا إبراهيم إلى مكة كان الدرب يفرق فوحدك أنتَ الزّحام ووحدك أنت بكل الأمام كل خطوة له كانت تعدل مسير أمة .. كل خطوة كانت ترفعك إلى حيث البيت المعمور في السماء السابعة .. من غيرك يا إبراهيم يطيق أن يودع ابنه للمجهول طفل السنوات التي أجدبت طويلاً دون صوتٍ كانت تشتاقهُ فطرتك العميقة .. إسماعيل هو طفل السنوات التي اشتهت ضمة الصغير واحدودب الظهر دونها يحمله إبراهيم لله دون أن يتعثر فقدم إبراهيم لا يليق بها إلا الثبات لذا ظل النور يمضي حيث تمضي يا إبراهيم
#بودكاست #بودكاست_أدب_خالد #على_خطى_إبراهيم #كفاح_أبوهنود #خالد_الدغيم . ❝