█ أسموديوس_شرين_رضا ديوان العرب للنشر والتوزيع كتاب أسموديوس مجاناً PDF اونلاين 2024 مدن غارقة الظلام لا نرى منها سوى الأرصفة وجدائل الحكايات التي تروى عنها فنجلس أبواب الصفحات الفارغة ننتظر أن يأتي إلينا صاحب الحكاية فننصت له ونحنُ متأهبين متى يسدل الأخير ونعلم نهاية قصة الشيطان
❞ من رواية ˝أسموديوس˝
دلفت (هاله) إلى غرفتها بعد أن خلعت عنها رائحة الأدوية، توجهت نحو خزانتها، أخرجت بعض الملابس الفضفاضة للنوم ثم راحت تبدلها في شعور بالضيق والإرهاق، وأثناء ما كانت تفعل شعرت إن أحدا مر من خلفها، ألتفتت سريعا وسط دوي ضربات قلبها وصرخة لم تتعدى حنجرتها ولكنها لم تجد أحد فهي تعلم إن الممرضة غادرت وأمها قعيدة الفراش لا تتحرك وهما وحدهما في المنزل، راحت تتراجع إلى الخلف وبدأت تتحدث بلهجة يشوبها الخوف وتنادي ˝هل هناك أحد هنا˝ صارت تكرر تلك الكلمات وهي على يقين إن ليس هناك من أحد ولكنه الخوف الذي تملكها فور شعورها إنها قد تكون ليست وحدها، تحركت بسرعة وتوجهت نحو غرفة والدتها، فتحت الباب فوجدتها نائمة ولا تشعر بشيء، عادت مرة أخرى وبدأت تبحث في أرجاء المنزل خوفا وظنا منها إن يكون لص ولكنها لم تجد أحد، وقفت في منتصف الصالة واضعة يدها فوق جبينها متمتمه ˝لقد تعبت من هذا الأمر ولم يعد بوسعي المواصلة أكثر، أتمنى لو كنت هنا يا مصطفى لتساعدني˝ وفجأة سقط الإطار المعلق على الحائط وتهشم لأجزاء صغيرة جدا، انتفض جسدها وكاد قلبها أن يسقط أرضا، تراجعت للخلف ثم بدأت تتحرك نحو الصورة؛ فوجدتها صورة مصطفى وقد شُوهت نهائيا وكأن أحدا فعل هذا عن عمد. بدأت تشعر إن ما رأته ليس وهما وإن هناك أحدا معها في المنزل، أخذت تدور حول نفسها وتردد˝ هذا مستحيل ليس هناك من أحد، فقط أنا من يخيل لي هذا بسبب الكوابيس التي تراودني، ابتلعت ريقها بصعوبة، اغمضت عينيها وحاولت أن تستحضر شجاعتها، فبعد ما حدث معها الشهور المنصرمة عليها أن تكون أكثر قوة من هذا ولكنها كلما حاولت المرور من هذا المأزق تعود وتسقط داخل بئرا أكثر عمقا.
مر القليل من الوقت حاولت فيه تهدئة نفسها حتى بدأت تضيء كل الأنوار وتوجهت نحو غرفة والدتها لتبقى معها تلك الليلة ولكن الصدمة الحقيقية هي عندما فتحت باب الغرفة لم تجد والدتها في فراشها.
شرين_رضا . ❝
❞ أسموديوس وبعد فرحة وصولها للطبعة الثانية خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب والثقة إن هناك من يعمل بجهد للوصول بعملك لأعلى مكانة، الآن يتم اختيارها ضمن إصدارات دار ديوان العرب للنشر والتوزيع وترجمتها للغة الإنجليزية . ❝
❞ من داخل المنزل أخذت الممرضة تعيد ترتيب الغرفة وتعمل على نظافتها، وراحت تساعد السيدة نبيهة على ارتداء ملابس أخرى نظيفة وأثناء ما كانت تفعل لاحظت وجود علامات غريبة على ظهرها، حملها الفضول لترى ما تلك العلامات، وضعت يدها خلف ظهرها، أبقتها في وضعٍ مستقيمٍ، ثمّ جلست خلفها! وتفاجأت إنها مادة سوداء لزجة وعندما حاولت لمسها، فاح منها رائحة عفنة حتى شعرت برغبة في التقيؤ الأمر الذي جعلها تجذب يدها من خلف ظهرها سريعا مما جعل السيدة نبيهه تفقد توازنهة وتسقط على وجهها.
شعرت الممرضة بالفزع والخوف وخشت أن يصيب السيدة نبيهة أذى وعليه سوف تعاقبها (هالة) إذا علمت بالأمر، فحاولت أن تصعد بها فوق الفراش، ولكنها فشلت فجسدها هزيل على أن تحملها وحدها، وضعت الممرضة وسادةً أسفل وجهها الذي كان ملامساً للأرض، وأسرعت نحو الهاتف وطلبت المساعدة من صديق لها في الوحدة الطبية التي تعمل فيها، أنهت المكالمة وعادت إلى الغرفة سريعاً، ولكنها صدمت عندما رأتها ممددةً على الفراش، تنظر لسقف الغرفة بشكلٍ مخيفٍ وعيناها تحمّلق فيه.ظلت جامدة مكانها، لا تعرف ماذا يحدث، وصارت دقات قلبها تتسارع وتحولت نظراتها بين نبيهه والسقف لترى على ماذا تنظر ولكنها لم ترَ شيئاً، وفجأة استمعت لصوت جرس الهاتف، خرجت مسرعة وأمسكت به لتجيب بنبرة متذبذبة، ولكنها لم تستمع لصوت أحد، ألقت الهاتف من بين يديها عندما استمعت فجأة لصوت يردد: ˝لقد اقترب موعد قدومه˝.
أسرعت الفتاة نحو غرفة هالة لتستبدل ملابسها وأثناء ما كانت تفعل شعرت كأنّ هناك أحداً معها في الغرفة، فقد استمعت لصوت أقدام تسير بالقرب منها، حتى إنها شعرت بأنفاسه العالية والتي لامست وجهها وكأنه يقف أمامها.. فجأة أمسك أحدٌ بقدميها لتتعثر وتقع على الأرض، ظلت تصيح وتستغيث أن يأتي أحدٌ لنجدتها، وكلما حاولت الفرار من هذا الشيء غير المرئي وجدته يعود ليجرحها بقدميها بقوة تاركاً جروحاً عميقةً كانت تنزف منها بغزارة، وبعد صراع دام عدة دقائق استطاعت الهرب وقبل أن تصل إلى باب الشقة سقطت أمام غرفة نبيهه التي راحت تنظر لها بعين باكية وملامح محاها الخوف والرعب، وقبل أن تعتدل بجسدها لتهرب من هذا المكان سقط عليها ظلٌ أسود ليحتضنها وتختفي معه.
شرين_رضا . ❝