█ قال ﷺ ( لا يَزالُ النَّاسُ يَتَسَاءلُونَ حَتَّى يقول قائِلُهم : هذا الله خَلَقَ الخَلْقَ فَمَنْ الله؟ وَجَدَ مِنْ ذلِكَ شيئاً فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ وَلْيَنتِهِ ) وقد تَعَالَى ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَنِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العليم) ولما كان الشيطان نوعين 🔸️نوع يُرى عياناً وهو شيطان الإنس 🔸️ونوع الجن أمرَ سبحانه وتعالى نبيه أن يكتفي من شر بالإعراض عنه والعفو والدفع بالتي هي أحسن ومن بالاستعاذة بالله منه وجمع بين النوعين سورة الأعراف وسورة المؤمنين فصلت والاستعاذة القراءة والذكر أبلغ دفع شياطين والإعراض بالإحسان كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ وكان هديه ﷺ القنوت في النوازل خاصة ، وتركه عند عدمها ، ولم يكن يخصه بالفجر ، بل كان أكثر قنوته فيها لأجل ما شرع فيها من التطويل ، ولاتصالها بصلاة الليل ، وقربها من السَّحَر ، وساعة الإجابة ، وللتنزل الإلهي ، ولأنها الصلاة المشهودة التي يشهدها الله وملائكته . ❝
❞ كان ﷺ يتيمم بضربة واحدة للوجه والكفين ، ولم يصح عنه إنه تيمم بضربتين ، ولا إلى المرفقين ، وكان يتيمم بالأرض التي يصلي عليها ، ترابا كانت أو سبخة أو رملا ، وصح عنه إنه قال ( حيثما أدركت رجلا من امتي الصلاة ، فعنده مسجده وطهوره ) ، وأما ما ذكر في صفة التيمم من وضع بطون أصابع يده اليسرى على ظهور اليمني ، ثم إمرارها إلى المرفق ، ثم إدارة بطن كفه على بطن الذراع ، وإقامة إبهامه اليسرى كالمؤذن ، إلى أن يصل إلى إبهامه اليمني ، فيطبقها عليها ، فهذا مما يعلم قطعاً أن النبي ﷺ لم يفعله ، ولا علمـه أحـدا مـن أصـحـابـه ، ولا أمـر بـه ، ولا استحسنه ، وهذا هديه ، إليه التحاكم ، ولم يصح عنه التيمم لكل صلاة ولا أمر به ، بل أطلق التيمم وجعله قائما مقام الوضوء ، وهذا يقتضي أن يكون حُكمه حَكَمَه ، إلا فيما إقتضى الدليل خلافه . ❝
❞ الفَتحُ الأعظم ...
وأمر رسول الله ﷺ الناس بالجهاز ، وأمر أهله أن يُجهزوه ، فدخل أبو بكر على ابنته عائشة الله رضي عنها ، وهي تُحَرِّكُ بعض جهاز رسول الله ﷺ ، فقال : أي بنية ، أمركن رسول الله ﷺ بتجهيزه ؟ قالت : نعم ، فتجهز ، قال : فأين تَرَيْنَهُ يُريد ، قالت: لا والله ما أدري ، ثم إن رسول الله ﷺ أعلم الناس أنه سائر إلى مكة ، فأمرهم بالجد والتجهيز ، وقال ﷺ ( اللَّهُمَّ خُذِ العُيُونَ والأَخْبَارَ عَنْ قُرَيْشٍ حَتَّى نَبْغَتَهَا فِي بِلَادِهَا ) ، فتجهز الناسُ ، وكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش كتاباً يخبرهم بمسير رسول الله ﷺ إليهم ، ثم أعطاه امرأة ، وجعل لها جعلاً على أن تبلغه قريشاً ، فجعلته في قرون في رأسها ، ثم خرجَتْ به ، وأتى رسول الله ﷺ الخبرُ مِن السماء بما صنع حاطب ، فبعث ﷺ علياً والزبير ، وغير ابن إسحاق يقول : بعث علياً والمقداد والزبير ، فقال ﷺ ( انطلقا حتى تأتيا رَوْضَة خاخ ، فإنَّ بها ظعينة معها كتاب إلى قريش ، فانطلقا تعادى بهما خَيْلُهما ، حتى وجدا المرأة بذلك المكان ، فاستنزلاها ، وقالا : معك كتاب ؟ فقالت : ما كتاب ، ففتشا رحلها ، فلم يجدا شيئاً ، فقال لها علي رضي الله عنه : أحلف بالله ما كذب رسولُ اللهِ ﷺ ولا كذبنا ، والله لَتُخْرِجَنَّ الكِتَابَ أو لنُجَرِّدَنُكِ ، فلما رأت الجدَّ منه ، قالت : أَعْرِض ، فأعرض ، فحلت قرون رأسها ، فاستخرجت الكتاب منها ، فدفعته إليهما ، فأتيا به رسول الله ﷺ ، فإذا فيه : مِن حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم بمسير رسول الله ﷺ إليهم ، فدعا رسول الله ﷺ حاطبا ، فقال : ما هذا يا حَاطِبُ ؟ فقال : لا تَعْجَل عليَّ يا رسول الله ، والله إني لمؤمن بالله ورسوله ، وما ارتددتُ ، ولا بدَّلتُ ، ولكني كنتُ امرءاً ملصقاً في قريش لست من أنفسهم ، ولي فيهم أهل وعشيرة وولد ، وليس لي فيهم قرابة ، يحمونهم ، وكان مَنْ معك لهم قرابات يحمونهم ، فأحببتُ إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي ، فقال عُمَرُ بنُ الخطاب : دعني يا رسول الله أضرب عنقه ، فإنه قد خانَ الله ورسوله ، وقد نافق ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْراً ، وما يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ ، لَعَلَّ اللَّه قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُم ) ، فَذَرَفَتْ عَيْنَا عمر وقال : الله ورسوله أعلم ، ثم مضى رسول الله ﷺ وَهُوَ صائم ، والناسُ صيام ، حتى إذا كانوا بالحديد ـ وهو الذي تسميه النَّاسُ اليومَ قُدَيْداً أفطر وأفطر الناس معه . ❝