ملخص كتاب ❞كتاب ترجمة الإمام أحمد بن حنبل❝ 💬 أقوال عماد علي عبد السميع حسين 📖 كتاب ترجمة الإمام أحمد بن حنبل وقصته مع المسند وبيان الجهود المبذولة في خدمته

- 📖 من ❞ كتاب ترجمة الإمام أحمد بن حنبل وقصته مع المسند وبيان الجهود المبذولة في خدمته ❝ عماد علي عبد السميع حسين 📖

█ ملخص كتاب ❞كتاب ترجمة الإمام أحمد بن حنبل❝ حنبل وقصته مع المسند وبيان الجهود المبذولة خدمته مجاناً PDF اونلاين 2024 أبو عبد الله محمد الشيباني الذهلي (164 241هـ 780 855م) فقيه ومحدِّث مسلم ورابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة وصاحب المذهب الحنبلي الفقه الإسلامي اشتُهر بعلمه الغزير وحفظه القوي وكان معروفاً بالأخلاق الحسنة كالصبر والتواضع والتسامح وقد أثنى عليه كثير من العلماء منهم الشافعي بقوله: «خرجتُ بغداد وما خلَّفتُ بها أحداً أورع ولا أتقى أفقه حنبل» ويُعدُّ كتابه "المسند" أشهر كتب الحديث وأوسعها وُلد سنة 164هـ ونشأ فيها يتيماً كانت ذلك العصر حاضرة العالم تزخر بأنواع المعارف والفنون المختلفة وكانت أسرة توجهه إلى طلب العلم وفي 179هـ بدأ ابن يتَّجه النبوي فبدأ يطلبه شيخه هُشَيم بشير الواسطي حتى توفي 183هـ فظل يطلب 186هـ ثم برحلاته فرحل العراق والحجاز وتهامة واليمن وأخذ عن والمحدثين وعندما بلغ أربعين عاماً 204هـ جلس للتحديث والإفتاء الناس يجتمعون درسه يبلغ عددهم قرابة خمسة آلاف اشتُهر بصبره المحنة التي وقعت به والتي عُرفت باسم "فتنة خلق القرآن" وهي فتنة العباسي عهد الخليفة المأمون المعتصم والواثق بعده إذ اعتقد هؤلاء الخلفاء أن القرآن مخلوق محدَث وهو رأي المعتزلة ولكن وغيره خالفوا فحُبس وعُذب أُخرج السجن وعاد التحديث والتدريس الواثق مُنع الاجتماع بالناس فلما تولى المتوكل الحكمَ أنهى تلك الفتنة إنهاءً كاملاً شهر ربيع الأول مرض مات عمره سبعاً وسبعين سبب بأحمد هو دعا الفقهاء يقولوا مقالته فيقولوا إن كما يقول أصحابه الذين اختار وزراءه وصفوته لم يوافق رأيه ولم ينطق بمثل بل كان كلام أدى نزول الأذى الشديد والذي ابتدأ عصر توالى بوصية واتباعاً لمسلكه واستمر حبسه ثمانية وعشرين شهراً في المأمون لما الخلافة أحاط جل حاشيته رجالهم وأدناهم إليه وقرَّبهم نحوه وأكرمهم أبلغ الإكرام والسبب الميل أنه تلميذاً لأبي الهذيل العلاف الأديان والمقالات وأبو رؤوس ولما عقد المجالس للمناظرات والمناقشات المقالات والنحل هم السابقين والبارزين الخصوم لِما اختصوا دراسات عقلية واسعة فكان لهم أثر كبير نفس يجتبي يشاء لصحبته ويختار يريد لوزارته وخص أبي دؤاد بالرعاية والعطف والتقريب إنه أوصى أخاه بإشراكه معه أمره فقد قال وصيته: «وأبو فلا يفارقك وأشركه المشورة كل أمرك فإنه موضع لذلك منك» ولما أحس بهذه المنزلة زينوا له إعلان قوله نشراً لمذهبهم وليكتسبوا إجلال العامة واحترامهم فأعلن 212هـ وناظر يغشى مجلس مناظرته هذا الشأن وأدلى بحججه وأدلته وترك أحراراً عقائدهم لا يُحملون فكرة يرونها عقيدة يستسيغون الخوض شأنها 218هـ بدا يدعو بقوة السلطان اعتناق فأراد يحملهم قهراً فابتدأ بإرسال كتبه بالرقة نائبه إسحاق إبراهيم يأمره بامتحان ليحملهم جاء أول أرسله بغداد: «فاجمع بحضرتك القضاة واقرأ عليهم أمير المؤمنين إليك فابدأ بامتحانهم فيما يقولون وتكشيفهم عما يعتقدون وإحداثه وأعلمهم غير مستعين عمله واثق فيمن قلده واستحفظه رعيته بمن يوثق بدينه وخلوص توحيده ويقينه فإذا أقروا بذلك ووافقوا فيه وكانوا سبيل الهدى والنجاة فمرهم بنص يحضرهم الشهود ومسألتهم علمهم شهادة يقر محدث يره والامتناع توقيعها عنده واكتب بما يأتيك قضاة عملك مسألتهم والأمر أشرف وتفقد آثارهم تنفذ إلا بشهادة البصائر الدين والإخلاص للتوحيد » وقعت وأدَّت إيذاء أشهرهم حنبل فأحضر وكل تصدى للفتوى والتعليم والإرشاد فاختبرهم وامتحنهم وأرسل إجاباتهم مسألته فأرسل كتاباً يبين سخف هذه الإجابات نظره ويجرح المجيبين ذكر الكتاب عقوبات لمن يقل أمر بحمل موثقاً سارع تنفيذ رغبته فأحضر المحدثين والفقهاء والمفتين وفيهم وأنذرهم بالعقوبة الصارمة والعذاب العتيد يقروا ويحكموا بالحكم الذي ارتآه تردد أو مراجعة فنطقوا جميعاً وأعلنوا أربعة أصروا موقفهم إصراراً جريئاً وهم: ومحمد نوح والقواريري وسجادة فشُدوا الوثاق وكبلوا بالحديد وباتوا ليلتهم مصفدين الأغلال الغد أجاب سجادة فخلوا عنه وفكوا قيوده الباقون حالهم اليوم التالي أعيد السؤال وطلب الجواب إليهم فخارت القواريري وأجابهم ما طلبوا ففكوا وبقي اثنان فسيقا الحديد ليلتقيا بالمأمون طرسوس الطريق وأما أجابوا يواجهوا فقدموا كفلاء بأنفسهم ليوافوه بطرسوس وبينما ولكنه يودِّع الدنيا يوصي بالاستمساك بمذهبه ودعوة وبسبب الوصية فإن تنقطع بوفاة اتسع نطاقها وزادت ويلاتها شراً مستطيراً المتوقفين الزهاد والعلماء وعلى رأسهم البلاء أشده والمحنة أقصاها المعتصم لم يكن رجل علم سيف فترك لأحمد يدبر الأمر لينفذ وصية وأحمد صاحب الفكرة حمل القول وعنف الامتحان وإنزال والسجن والتقييد ووضع الاغلال تبين قد عندما مقيداً مسوقاً فأعيد ببغداد يصدر شأنه سيق واتُّخذت ذرائع الإغراء والإرهاب فما أجدى حمله ترغيب ترهيب فنفذوا الوعيد فأخذوا يضربونه بالسياط المرة بعد الأخرى يُترك مرة يغمى وينخس بالسيف يحس وتكرر نحواً استيئسوا منه وثارت نفوسهم بعض نوازع الرحمة أطلقوا سراحه وأعادوه بيته أثخنته الجراح وأثقله الضرب المبرح المتوالي والإلقاء غيابات وبعد عاد استقر يقوى السير منقطعاً الدرس والتحديث ريثما التأمت جراحه واستطاع يخرج المسجد رُدت العافية وذهبت وعثاء جسمه وإن تركت آثاراً وندوباً وأوجاعاً أجزائه مكث يُحدِّث ويُدرس بالمسجد الواثق لما الحكم أعاد يتناول السوط ويضربه فعل رأى زاده منزلة وزاد فكرته ذيوعاً ومنع دعوة تَذيع وتفشو فوق ترتب سخط ونقمة مَن سماهم ابنُ "حشو الأمة" ولذلك يُرِد يعيد الجسمي منعه فقط وقال له: «لا تجمعن تساكني بلد أنا فيه» فأقام مختفياً صلاة غيرها وبذلك يكون انقطع الدراسة مدة تزيد خمس سنوات 232هـ وبعدها مكرماً عزيزاً ترفعه عزة التقى وجلال السن والقناعة والزهادة وحسن وينبغي الذكر تكن مقصورة سبق غيره الصبر تجاوزته يساقون الأمصار ليُختبروا المسألة وممن نزل ذلك: يوسف يحيى البويطي الفقيه المصري حُمل مقيَّداً مغلولاً أصفاده ومنهم نعيم حماد سجن رُوي رجع آخر حياته إنزال يرى الرأي وذلك بسبب مناظرة جرت بين يديه الأَولى تركُ امتحان المتوكل ولي فقام بإنهاء بأهل القائلين بأن التيمي قاضي البصرة: «الخلفاء ثلاثة: بكر الصديق قاتلَ الردة استجابوا وعمر العزيز ردَّ مظالم بني أمية والمتوكل محا البدع وأظهر السنة» الجوزي: «أطفأ نيران البدعة وأوقد مصابيح ثم بعث مضي سنين ولايته بتسيير خرج رُدَّ وولي مكانه ابنه فنَقل أعداء يُخفي أحفاد علي طالب فكتب إسحاق: «أن وجِّه عندك طلبة (يعني المتآمرين إسقاطه)» فحُلِّف أحد أولئك وفُتش منزله ومنزل صالح فلم يجدوا فثبتت براءة أرسل يُخيِّره يفعل بالمحرضين أحمد: جاءني خاقان فقال لي: «إن جاءه فيه: يُقرئك السلام ويقول لك: لو سَلِم سَلمتَ أنت ها هنا رفع عليك أيدينا محبوس علوياً توجَّه قِبل خراسان بعثت برجل أصحابك يتلقاه ذا شئتَ ضربتُه حبستُه بعثتُ إليك» قال: «فقلت أعرف مما شيئاً أرى تطلقوه تعرضوا له» فقيل للإمام «سفك دمه أشاط بدمائكم» فقال: «ما أراد استئصالنا قلت: لعل والدة أخوات بنات تخلوا سبيله الجهم بالخروج يعقوب حجاب ليتلقى جائزة ونصحه بأخذ الجائزة يُبعد الشبهة نفسه فذهب يعقوب: «يا أبا يقرأ ويقول: صحَّ عندنا نقاء ساحتك أحببت آنس بقربك وأن أتبرك بدعائك وجهت عشرة درهم معونة سفرك» وأخرج بدرة صرة ينظر إليها فشدّها وبعثها فوزعها أبناء المهاجرين والأنصار وغيرهم يبق منها شيء وكتب البريد تصدق بالدراهم يومه بالكيس معيشته ومصادر رزقه عاش فقيراً مكدوداً محدوداً يعش مجدوداً مال وفير يؤثر الخصاصة يعرف حلال خالص منة العطاء وكثيراً تضطره حاله يعمل بيديه ليكسب يؤجر عمل يعمله إذا يقبل يعيش غلة عقار تركه أبوه ويظهر دكاكين يؤجرها تجعله بحبوحة العيش فإنها تسد خلته وتدفع حاجته والأخبار متضاربة أنها كبيرة ضئيلة مقدارها «وكانت غلته ملك سبعة عشر درهماً ينفقها عياله ويتقنع رحمة صابراً محتسباً» ويُروى رجلاً سأل العقار يستغله ويسكن داراً كيف «هذا ورثته فصحح خرجت ودفعته إليه» وكان يرضى يأخذ عطاءً معونةً ولقد تشتد الحال أحياناً تكفي الغلة لنفقات وتنزل العسرة يتحملها وتعلو الاحتمال سفر وانقطع الزاد يهن يضعف ويتعب أيضاً راحة القلة المال أسخى يده يستطيع حريصاً متشدداً ماله حلالاً طيباً الزكاة يبالغ الإيجاب فيختار أشد الأقوال يدفع زكاة عقاره يغل يسكنه مستأنساً بفتوى لعمر الخطاب فتح سواد يتعفف يبعده درجة النفور فعندما الثانية أقام ونشر مذهبه التزم مجلسه يفارقه لطلب حديث السفر الحضر ولاحظ يرحل اليمن الرزاق همام يلاحظ الشقة وعظم المشقة يعانيها الرحلة قلة الخليفةُ الأمين كلَّف يختار قاضياً لليمن فوجد التسهيل ليَسهُل السماع مشقة فعرض فرفض فكرر العرض للشافعي وله التجلة والاحترام: سمعتُ منك ثانياً ترني عندك» دفع شيخ شيوخ عصره مالاً ليقسمه أصحاب لأن فيهم ضعفاء يعينهم خصصوا أنفسهم بقي أخذ عدا يرد عطاء ولو ليوزعه الحاجة والمعوزين وجه ألف دينار ليوزعها «أنا البيت منقطع أعفاني أكره وهذا أكره» مرضه ووفاته ومدفنه قال واصفاً مرضَ أبيه قُبيل وفاته: «لما يوم إحدى وأربعين ومئتين حُمَّ ليلة الأربعاء فدخلتُ محموم يتنفس تنفساً شديداً وكنت عرفت علته أمرِّضُه اعتل فقلت أبة علام أفطرت البارحة؟» «على ماء باقلَّاء» القيام «خذ بيدي» فأخذت بيده صار الخلاء ضعفت رجلاه توكأ يختلف غيرُ متطبب كلهم مسلمون فوصف يُقال الرحمن قَرعةً تُشوى ويُسقى ماءها الثلاثاء وتوفي الجمعة صالح» «لبيك» منزلك منزل أخيك» وصار الفتح سهل الباب ليعوده فحجبته وأتى الجعد وكثُر فقلت: أبةِ كثر الناس» «فأي ترى؟» «تأذن فيدعون لك» «أستخير الله» فجعلوا يدخلون أفواجاً تمتلئ الدار فيسألونه ويدعون يخرجون ويدخل فوج وكثر وامتلأ الشارع وأغلقنا باب الزقاق وجاء جيراننا خضب فدخل «إني لأرى الرجلَ يُحيي فأفرح به» فجعل يقول: «له ولجميع المسلمين» «تلطَّفْ لي بالإذن فإني حضرت ضربه وأريد أستحله» «فأمسك» أزل «أدخله» فأدخلته وجعل يبكي وقال: كنت ممن حضر ضربك أتيتك أحببتَ القِصاص فأنا يديك رأيتَ تُحلَّني فعلت» تعود لمثل ذلك» «نعم» «قد جعلتك حل» فخرج وبكى خُريقة قُطيعات الشيء أعطينا يشتري وأنا عنده: «انظر خريقتي شيء؟» فنظرت «وجِّه فاقتَضِ السكان» فوجهت فأعطيت فاشتر تمراً وكفِّر عني كفارة يمين» فاشتريت وكفرت يمين ثلاثة دراهم نحو فأخبرته «الحمد لله» «اقرأ الوصية» فقرأتها فأقرَّها » ومات وقت الضحى الثاني سبع ودُفن حنبل: «توفي ضحوة ودفناه لاثنتي خلت وأربعين» ودفن مقبرة حرب أكده العديد المؤرخين الخطيب البغدادي تاريخ وياقوت الحموي وابن الجوزي المنتظم وباب الربض الواقع شمال غرب الكاظمية الحالية والمتواتر نقل رفات أيام فيضان نهر دجلة 1937م مسجد عارف أغا منطقة الحيدرخانة بالقرب جامع حسن باشا "ضريح حنبل"

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات

ملخص كتاب ❞كتاب ترجمة الإمام أحمد بن حنبل❝

منقول من engzketab.com ، مساهمة من: MrMr
المقدمة: لا يختلف أحد على أن الإمام (أحمد ابن حنبل) هو إمام أهل السنة والجماعة، فما هي ظروف نشأته وطلبه للعلم؟ وكيف وصل إلى هذه المكانة؟ وما هي قصة ثباته في فتنة القول بخلق القرآن؟ وجهوده في كتابه (المسند)؟

1- نسبه، وسعيه في طلب العلم

هو شيخ الإسلام، (أبو عبد الله): (أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس الشيباني). ولد في ربيع الأول سنة 164هـ في (بغداد)، توفى أبوه وهو لا يزال طفلًا؛ فَرُبِّي (أحمد) يتيمًا، وظهرت عليه علامات النبوغ والورع منذ طفولته. بدأ الإمام في طلب العلم مبكرًا، واتجهت همته إلى طلب الحديث وله من العمر خمس عشرة سنة، وذلك في سنة 179هـ، ومش شدة حبه للعلم كان يريد أن يخرج لطلب العلم قبل أن تشرق الشمس فتمنعه أمه، وتقول: "حتى يصبح الناس". وكان أول من كتب (أحمد) الحديث عنه هو الإمام (أبو يوسف القاضي). وظل (أحمد) ملازمًا لمحدِّث (بغداد) (هشيم بن بشير) حتى وفاته، وكتب عنه أكثر من ثلاثة آلاف حديث، وبدأ يظهر قدر (أحمد) منذ تلك الأيام. ثم رحل الإمام (أحمد) بعد وفاة شيخه (هشيم) إلى الكوفة ماشيًا، وكانت هذه الرحلة هي أولى رحلاته، وكان له من العمر عشرون سنة، فسمع فيها (أبو معاوية الضرير) و (وكيع) وذاع صيته في (الكوفة) أنه حجة في حديث (هشيم)، حتى أن الإمام (وكيع) سأله ذات مرة عن حديث إن كان عند (هشيم)؟ فأجابه (أحمد): لا، وفي (الكوفة) حفظ كتب (وكيع) كلها، وكان الإمام (وكيع) يجله ويحترمه ويعرف قدره.

وتوالت رحلات الإمام (أحمد) بعد ذلك سعيًا لطلب العلم، فرحل في سنة 186هـ إلى (البصرة)، وكان دائم الرحلة بين (الكوفة) و (البصرة)، ورحل في سنة 187هـ إلى (الحجاز) أول مرة، فسمع هناك عن (سفيان بن عيينة)، وكان يقول: "فاتني (مالك) فأخلف الله عليَّ (سفيان بن عيينة)"، والتقى في (مكة) بـِِِ (الشافعي) أول مرة، ثم تعددت اللقاءات بينهما في (بغداد)، حين أقام بها (الشافعي) سنة 195هـ مدة سنتين، وقد كتب الإمام (أحمد) كتب (الشافعي) كلها. وفي سنة 199هـ خرج الإمام (أحمد) إلى (اليمن)، مع رفيق رحلته (يحيى بن معين)، للسماع من (عبد الرزاق بن همَّام الصنعاني) صاحب (المصنف)، وكان صيت الإمام (أحمد) قد سبقه إليه، فأقام عنده قرابة عشرة أشهر، سمع في أثنائها منه الكتب، وبعد عودته إلى (بغداد) شرع الإمام (أحمد) بتصنيف (المسند)، وهو في السادسة والثلاثين من عمره. وللشيخ رحلات أخرى كثيرة إلى (الشام) و (واسط) و (طرطوس).. وغيرها، وما من بلد رحل إليه الإمام، إلا وله إليه رحلات متكررة، وليس رحلة واحدة، وكانت آخر رحلاته في سنة 209هـ إلى (الشام)، ثم رجع منها إلى (بغداد) ولم يخرج منها حتى كانت المحنة سنة 218هـ.

2- صفات الإمام (أحمد بن حنبل)

كان للإمام (أحمد) الكثير من المناقب، فقد كان الإمام (أحمد) يخاف على نفسه الشهرة واجتماع الناس حوله، فقد كان يقول: "أريد أن أكون في بعض تلك الشعاب بـِِِ (مكة) حتى لا أُعرَف، فقد بُليت بالشهرة، وإني لأتمنى الموت صباحًا ومساءًا". كان الإمام مشهودًا له بالزهد والورع، يقول (أبو عبد الرحمن النسائي): "جمع (أحمد بن حنبل) المعرفة بالحديث والفقة، والورع والزهد والصبر". وقال (أبو داود): "كانت مجالس (أحمد) مجالس الآخرة، لا يُذكر فيها شيء من أمر الدنيا، ما رأيته ذَكر الدنيا قط". وعن (المروذي) قال: "لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس (أبو عبد الله)، وكان مائلًا إليهم مُقْصرًا عن أهل الدنيا، وكان فيه حلم، ولم يكن بالعَجُول، وكان كثير التواضع، تعلوه السكينة والوقار، إذا جلس في مجلسه بعد العصر لا يتكلم حتى يُسْأل، وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدر، يقعد حيث ينتهي به المجلس".

وكان رحمه الله كثير العبادة، قال ابنه (عبد الله): "كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة، فلما مرض من تلك الأسواط التي أضعفته، كان يصلي كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة. وكان يقرأ في كل أسبوع ختمتين، إحداهما بالليل والأخرى بالنهار، وقد ختم القرآن في ليلة بـِِِ (مكة) مصليًا به". وكان للإمام كرامات ظاهرة، وإجابة دعائه مشهورة، ومن ذلك، قال (محمد بن إبراهيم البوشنجي): "سمعت (أحمد بن حنبل) يقول: "تَبَيَّنت الإجابة في دعوتين، دعوت الله ألا يجمع بيني وبين (المأمون)، ودَعَوْتُه ألا أرى المتوكل، فلم أَرَ (المأمون) ولا (المتوكل)". وقال (عباس) الدوري: "حَدَّثَنِي (علي بن أبي فزارة) قال: "كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة، فقالت لي يومًا: "اذهب إلى (أحمد بن حنبل) فسله أن يدعوَ لي"، فأتيت فدققت عليه وهو في دهليزه، فلم يفتح لي، وقال: "مَنْ هذا؟"، قلت: "أنا رجل سألتني أمي وهي مقعدة أن أسألك أن تدعو الله لها، فسمعت كلامه كلام رجل مُغضب، فقال: "نحن أحوج إلى أن تدعو الله لنا"، فولّيت منصرفًا، فخرجت عجوز، فقالت: "إني قد تركته يدعو لها"، فجئت إلى بيتنا ودققت الباب، فخرجت أمي على رجليها، وقالت: "قد وهب الله لي العافية".

وأما نظافته وصفته الخِلْقية، فقد قال (ابن أبي حاتم): "ذكر (عبد الله بن أبي عمر البكري) قال: "سمعت (عبد الملك الميموني) يقول: " ما أعلم أني رأيت أحدًا أنظف ثوبًا، ولا أشد تعاهدًا لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبًا وأشد بياضًا من (أحمد بن حنبل)".

3- فتنة القول بخلق القرآن ودور الإمام فيها
4- مسند الإمام (أحمد بن حنبل)، قصة تصنيفه، ومكانته بين العلماء
5- جهود العلماء المبذولة في خدمة المسند

عماد علي عبد السميع حسين

منذ 1 سنة ، مساهمة من: MrMr
7
2 تعليقاً 0 مشاركة