ثم غزا ﷺ بنفسه غزوة الأبواء ، ويقال لها ( وَدان ) ، وهي... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ ثم غزا ﷺ بنفسه غزوة الأبواء ويقال لها ( وَدان ) وهي أول غزاها وكانت صفر رأس اثني عشر شهراً مِن مُهَاجَرهِ وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب وكان أبيض واستخلف المدينة سعد عبادة وخرج المهاجرين خاصة يعترض عيراً لقريش فلم يلق كيداً وفي هذه الغزوة وادع مخشيَّ عمرو الضَّمْرِي سيدَ بني ضَمْرة زمانه ألا يغزو ضَمْرَة ولا يغزوه أن يُكثروا عليه جمعاً يُعِينُوا عدواً وكتب بينه وبينهم كتاباً غيبته عن خمس عشرة ليلة كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 من تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه
وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ ثم غزا ﷺ بنفسه غزوة الأبواء
, ويقال لها ( وَدان )
, وهي أول غزوة غزاها بنفسه ﷺ
, وكانت في صفر على رأس اثني عشر شهراً مِن مُهَاجَرهِ
, وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب
, وكان أبيض
, واستخلف على المدينة سعد بن عبادة
, وخرج في المهاجرين خاصة يعترض عيراً لقريش
, فلم يلق كيداً
, وفي هذه الغزوة وادع مخشيَّ بن عمرو الضَّمْرِي وكان سيدَ بني ضَمْرة في زمانه على ألا يغزو بني ضَمْرَة
, ولا يغزوه
, ولا أن يُكثروا عليه جمعاً
, ولا يُعِينُوا عليه عدواً
, وكتب بينه وبينهم كتاباً
, وكانت غيبته عن المدينة خمس عشرة ليلة. ❝
❞ { وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا } ..
يقول الصحابي كعب بن مالك ( أحد المُخلفين الثلاثة ) نهى رسول الله ﷺ المسلمين عن كلامنا نحن الثلاثة مِن بين مَنْ تخلف عنه في غزوة تبوك ، فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ ، وتغيروا لنا ، حتى تنكرت لي الأرض ، فما هي بالتي أعرِفُ ، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة ، فأما صاحباي ، فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان ، وأما أنا فكنتُ أشبَّ القوم وأجلدهم ، فكنتُ أخرج ، فأشهد الصلاة مع المسلمين ، وأطوف في الأسواق ، ولا يكلمني أحد ، وأتي رسول الله ﷺ ، فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة ، فأقول في نفسي : هل حرّك شفتيه برد السلام عليَّ أم لا ؟ ثم أصلي قريباً منه فأسارقه النظر ، فإذا أقبلتُ على صلاتي ، أقبل إلي ، وإذا التفت نحوه ، أعرض عني ، حتى إذا طال علي ذلك من جفوة المسلمين ، مشيتُ حتى تسوّرت جدار حائط أبي قتادة ، وهو ابن عمي ، وأحب الناس إليَّ ، فسلمت عليه ، فوالله ما رد علي السلام ، فقلت : يا أبا قتادة ! أنشدك بالله ، هل تعلمني أُحِبُّ الله ورسوله ﷺ فسكت ، فعدت ، فناشدته فسكت ، فعدت فناشدته ، فقال : الله ورسوله أعلم ، ففاضت عيناي ، وتولّيتُ حتى تسورت الجدار ، فبينا أنا أمشي بسوق المدينة ، إذا نبطي من أنباط الشام ممن قَدِمَ بالطعام يبيعه بالمدينة يقولُ : مَنْ يدل على كعب بن مالك ، فطفق الناسُ يُشيرون له حتى إذا جاءني ، دفع إلي كتاباً من ملك غسان ، فإذا فيه : أما بعد : فإنه بلغني أن صاحبك ( يقصد رسول الله ﷺ ) قد جفاك ، ولم يجعلك الله بدار هوان ، ولا مضيعة ، فالحق بنا نُواسِك ، فَقُلْتُ لما قرأتها وهذا أيضاً من البلاء ، فتيممتُ بها التنور فسجرتُها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين ، إذا رسول رسول الله ﷺ يأتيني ، فقال : إن رسول الله ﷺ يَأمُرُك أن تعتزل أمرأتك ، فقلتُ : أطلقها أم ماذا ؟ قال: لا ، ولكن اعتزلها ولا تقربها، وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك ، فقلتُ لامرأتي : الحقي بأهلك ، فكوني عندهم حتى يَقْضِي الله في هذا الأمر. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ { وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا } ..
يقول الصحابي كعب بن مالك ( أحد المُخلفين الثلاثة ) نهى رسول الله ﷺ المسلمين عن كلامنا نحن الثلاثة مِن بين مَنْ تخلف عنه في غزوة تبوك ، فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ ، وتغيروا لنا ، حتى تنكرت لي الأرض ، فما هي بالتي أعرِفُ ، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة ، فأما صاحباي ، فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان ، وأما أنا فكنتُ أشبَّ القوم وأجلدهم ، فكنتُ أخرج ، فأشهد الصلاة مع المسلمين ، وأطوف في الأسواق ، ولا يكلمني أحد ، وأتي رسول الله ﷺ ، فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة ، فأقول في نفسي : هل حرّك شفتيه برد السلام عليَّ أم لا ؟ ثم أصلي قريباً منه فأسارقه النظر ، فإذا أقبلتُ على صلاتي ، أقبل إلي ، وإذا التفت نحوه ، أعرض عني ، حتى إذا طال علي ذلك من جفوة المسلمين ، مشيتُ حتى تسوّرت جدار حائط أبي قتادة ، وهو ابن عمي ، وأحب الناس إليَّ ، فسلمت عليه ، فوالله ما رد علي السلام ، فقلت : يا أبا قتادة ! أنشدك بالله ، هل تعلمني أُحِبُّ الله ورسوله ﷺ فسكت ، فعدت ، فناشدته فسكت ، فعدت فناشدته ، فقال : الله ورسوله أعلم ، ففاضت عيناي ، وتولّيتُ حتى تسورت الجدار ، فبينا أنا أمشي بسوق المدينة ، إذا نبطي من أنباط الشام ممن قَدِمَ بالطعام يبيعه بالمدينة يقولُ : مَنْ يدل على كعب بن مالك ، فطفق الناسُ يُشيرون له حتى إذا جاءني ، دفع إلي كتاباً من ملك غسان ، فإذا فيه : أما بعد : فإنه بلغني أن صاحبك ( يقصد رسول الله ﷺ ) قد جفاك ، ولم يجعلك الله بدار هوان ، ولا مضيعة ، فالحق بنا نُواسِك ، فَقُلْتُ لما قرأتها وهذا أيضاً من البلاء ، فتيممتُ بها التنور فسجرتُها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين ، إذا رسول رسول الله ﷺ يأتيني ، فقال : إن رسول الله ﷺ يَأمُرُك أن تعتزل أمرأتك ، فقلتُ : أطلقها أم ماذا ؟ قال: لا ، ولكن اعتزلها ولا تقربها، وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك ، فقلتُ لامرأتي : الحقي بأهلك ، فكوني عندهم حتى يَقْضِي الله في هذا الأمر . ❝
❞ هديه ﷺ في العقيقة
سُئل رسول الله ﷺ عَنِ العَقِيقَةِ ، فقال ( لا أُحِبُّ العُقُوقَ ) وكَأَنَّهُ كَرِهَ الأَسْمَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ يَنْسُكُ أَحَدُنَا عَنْ وَلَدِهِ ؟ فَقَالَ ( مَنْ أَحَبَّ مِنْكُم أَن يَنْسُكَ عَنْ وَلَدِهِ ، فَلْيَفْعَلْ ، عَنِ الغُلَامِ شَاتَانِ وَعَنِ الجَارِيَةِ شَاة ) ، وصح عنه من حديث عائِشَةَ رضي الله عنها ( عَنِ الغُلَامِ شَاتَانِ، وَعَنِ الجَارِيَةِ شَاةٌ ) ، وقال ﷺ ( كُلُّ غُلَام رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ ، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمَّى ) ، قال الإمام أحمد : معناه : أنه محبوس عن الشفاعة في أبويه ، والرهن في اللغة : الحبس، قال تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) وظاهر الحديث أنه رهينة في نفسه ، ممنوع محبوس عن خير يُراد به ، ولا يلزم من ذلك أن يُعاقب على ذلك في الآخرة ، وإن حبس بترك أبويه العقيقة عما يناله مَنْ عَقَّ عنه أبواه ، وقد يفوتُ الولد خير بسبب تفريط الأبوين وإن لم يكن من كسبه ، كما أنه عند الجماع إذا سمى أبوه ، لم يضر الشيطان ولده ، وإذا ترك التسمية ، لم يحصل للولد هذا الحفظ ، وأيضاً فإن هذا إنما يدل على أنها لازمة لا بد منها ، فشبه لزومها وعدَمَ انفكاك المولود عنها بالرهن. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ هديه ﷺ في العقيقة
سُئل رسول الله ﷺ عَنِ العَقِيقَةِ ، فقال ( لا أُحِبُّ العُقُوقَ ) وكَأَنَّهُ كَرِهَ الأَسْمَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ يَنْسُكُ أَحَدُنَا عَنْ وَلَدِهِ ؟ فَقَالَ ( مَنْ أَحَبَّ مِنْكُم أَن يَنْسُكَ عَنْ وَلَدِهِ ، فَلْيَفْعَلْ ، عَنِ الغُلَامِ شَاتَانِ وَعَنِ الجَارِيَةِ شَاة ) ، وصح عنه من حديث عائِشَةَ رضي الله عنها ( عَنِ الغُلَامِ شَاتَانِ، وَعَنِ الجَارِيَةِ شَاةٌ ) ، وقال ﷺ ( كُلُّ غُلَام رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ ، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمَّى ) ، قال الإمام أحمد : معناه : أنه محبوس عن الشفاعة في أبويه ، والرهن في اللغة : الحبس، قال تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) وظاهر الحديث أنه رهينة في نفسه ، ممنوع محبوس عن خير يُراد به ، ولا يلزم من ذلك أن يُعاقب على ذلك في الآخرة ، وإن حبس بترك أبويه العقيقة عما يناله مَنْ عَقَّ عنه أبواه ، وقد يفوتُ الولد خير بسبب تفريط الأبوين وإن لم يكن من كسبه ، كما أنه عند الجماع إذا سمى أبوه ، لم يضر الشيطان ولده ، وإذا ترك التسمية ، لم يحصل للولد هذا الحفظ ، وأيضاً فإن هذا إنما يدل على أنها لازمة لا بد منها ، فشبه لزومها وعدَمَ انفكاك المولود عنها بالرهن . ❝
❞ مَسجِدَ الضِرّار ..
وأقبل رسول الله ﷺ من تبوك ، حتى نزل بذي أَوَان ، وبينها وبين المدينة ساعة ، وكان أصحاب مسجد الضّرار أَتَوه وهو يتجهز إلى تبوك ، فقالوا : يا رسول الله ! إنا قد بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة الشاتية ، وإنا نُحِبُّ أن تأتينا فتصَلِّيَ لنا فيه ، فقال ﷺ ( إنِّي عَلى جَناحَ سَفَرٍ ، وَحَالِ شُغْلِ ، وَلَوْ قَدِمْنا إِنْ شَاءَ اللهُ لأَتَيْنَاكُم فَصَلَّيْنَا لَكُم فيه ) ، فلما نزل بذي أوان جاءه خبرُ المسجد من السماء ، فدعا مالك بن الدخشم أخا بني سلمة بن عوف ، ومعن بن عدي العجلاني ، فقال ﷺ ( انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله ، فاهدِماه ، وحَرِّقاه ) ، فخرجا مسرعين حتى أتيا بني سالم بن عوف ، وهم رهط مالك بن الدخشم ، فقالى مالك لمعن : أنظرني حتى أخرج إليك بنارٍ من أهلي ودخل إلى أهله ، فأخذ سعفاً من النخل ، فأشعل فيه ناراً ، ثم خرجا يشتدان حتى دخلاه - وفيه أهله - فحرقاه وهدماه ، فتفرقوا عنه ، فأنزل الله فيه { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ } ، إلى آخر القصة ، وذكر ابن إسحاق الذين بنوه ، وهم إثنا عشر رجلاً ، منهم : ثعلبة بن حاطب. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ مَسجِدَ الضِرّار ..
وأقبل رسول الله ﷺ من تبوك ، حتى نزل بذي أَوَان ، وبينها وبين المدينة ساعة ، وكان أصحاب مسجد الضّرار أَتَوه وهو يتجهز إلى تبوك ، فقالوا : يا رسول الله ! إنا قد بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة الشاتية ، وإنا نُحِبُّ أن تأتينا فتصَلِّيَ لنا فيه ، فقال ﷺ ( إنِّي عَلى جَناحَ سَفَرٍ ، وَحَالِ شُغْلِ ، وَلَوْ قَدِمْنا إِنْ شَاءَ اللهُ لأَتَيْنَاكُم فَصَلَّيْنَا لَكُم فيه ) ، فلما نزل بذي أوان جاءه خبرُ المسجد من السماء ، فدعا مالك بن الدخشم أخا بني سلمة بن عوف ، ومعن بن عدي العجلاني ، فقال ﷺ ( انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله ، فاهدِماه ، وحَرِّقاه ) ، فخرجا مسرعين حتى أتيا بني سالم بن عوف ، وهم رهط مالك بن الدخشم ، فقالى مالك لمعن : أنظرني حتى أخرج إليك بنارٍ من أهلي ودخل إلى أهله ، فأخذ سعفاً من النخل ، فأشعل فيه ناراً ، ثم خرجا يشتدان حتى دخلاه وفيه أهله فحرقاه وهدماه ، فتفرقوا عنه ، فأنزل الله فيه { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ } ، إلى آخر القصة ، وذكر ابن إسحاق الذين بنوه ، وهم إثنا عشر رجلاً ، منهم : ثعلبة بن حاطب . ❝