█ بعد محاولة «الفنية العسكرية» التي كانت أول لقلب نظام الحكم عهد السادات كان حادث اختطاف وقتل وزير الأوقاف الأسبق الدكتور الذهبي (يوليو 1977) الذي اغتيال من نوعه منذ يوليو 1952 أي نحو ربع قرن تقريبًا ثم حوادث الفتنة الطائفية (من الإسكندرية إلى أقصى الصعيد وبالعكس) المنصة (أكتوبر 1981) شعبي للحاكم مصر زمن الفراعنة تنظيم «الجهاد» الاستيلاء مدينة أسيوط بالقوة ساعات تدافعت الأحداث عنف واضح وبطموح أوضح وبعد سنوات قليلة الهدوء المشوب بالحذر والتوتر (1981 1985) انفجرت جديد أحداث التطرف الديني؛ الجامعات والمساجد والشوارع ومعظم المدن المصرية ومن تبادل النظام والجماعات الإسلامية الراديكالية العنف بدأت الدوائر المفرغة تدور وتدور ووقف المجتمع المصري أظافره مشدودًا مشدوهًا قلقًا لا يعرف ماذا يخبّئ القدر قليلة؟ كتاب الهجرة مجاناً PDF اونلاين 2024 هي بيت العقل هي وطن التفاهم ومزرعة التسامح وأرض الرحمة ولأن الحرية فلا أستطيع أن أتخيلها شكل مشنقة أو معسكر اعتقال غرفة خنق بالغاز ولأنها الحضارة مسدس قنبلة مدفع رشاش حزمة أصابع الديناميت الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة فإنني أستعين بالله وأفتح ملفات (لا أقول ملف) (أو العنف) الديني يزداد لهيبه يومًا آخر مهدِّدًا الأخضر واليابس العاقل والجاهل المؤمن والمشرك وربما المعتدل والمتطرف أيضًا
❞ منذ حادث «الفنية العسكرية» (أبريل 1974) وهذا الموضوع –الذي لم تتوقف أعراضه وحوادثه- يوصف بأنه موضوع الساعة.
وربما ظل كذلك حتى قيام الساعة...
ولو شئنا الدقة والإنصاف، فإن حادث «الفنية العسكرية» الذي دبَّره د.صالح سرية، ونفَّذه شباب حزب «التحرير الإسلامي» كان بداية لجيل جديد من التطرف الديني، لا يعترف بإسلام المسلمين... ويَصِمُ المجتمعَ بالجاهلية، ويسعى للتخلص منه، وإقامة الدولة الإسلامية –كما يتصورها- من جديد... جيل جديد جاء ليواصل مشوار جيل قديم سبقه، أعلن توبته بعد أن هدَّه الزمن وهدَّته المِحن والسجون والتجربة المرة، وإذا كان الزمن هو الذي دفع الجيل القديم إلى الابتعاد عن العنف، وممارسة العمل السياسي مثله مثل الآخرين، فإن المحن دفعت البعض منه لصياغة أفكار التكفير والجاهلية، ومقاطعة المجتمع، والاستعلاء عليه، ثم الانقضاض عليه بعد التمكن... وكان أبرز الفرسان هنا سيد قطب، الذي تحول كتابه «معالم في الطريق» إلى دستور لهذه الجماعات والتنظيمات التي انتمى إليها الجيل الجديد . ❝
❞ أكثر من ملاحظة مهمة وضرورية يجب تسجيلها قبل ضربة البداية، حتى نعرف طبيعة الرمال التي نغوص فيها، أو نضرب فيها بعصانا، لعل وعسى يكون طريقنا سليمًا.
1- إن عالمنا العربي يعيش الآن ما يسمى «المد الإسلامي»، وما يحدث في مصر يحدث بصورة أو بأخرى في عدد كبير من الدول العربية من الخليج إلى المحيط.
ويعتقد أنصار هذا المد بفشل كل الأيديولوجيات والنظريات والتجارب السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعاصرة، ويعتقدون أنها جُربت في النظم العربية المختلفة ولم تفلح!
وفي الحقيقة كانت تجاربنا مع هذه الأيديولوجيات تجارب مشوهة وغير مكتملة، وعندما فشلنا قلنا إن العيب فيها لا فينا، وقد سيطر علينا هذا الإحساس، وروَّجنا له، فَوَصَلَ إلى أجيال جديدة، كانت تسعى إلى الخروج مما حولها، وكان «الحل الإسلامي» جاهزًا، ينتظر على الأبواب . ❝
❞ في الحقيقة موقف كل من يؤمن بقضاء الله وقدره، ولا يعترض عليه. ويرى الخير، كل الخير، في ما آتاه الله حتى ولو بدا للناس شرًّا.
موقف من يسيطر على أعماقه يقين أن الله خير حافظ.
***
إن هذا الموضوع بالفعل ودون دليل إضافي، موضوع صعب... معقَّد... متشابك الأسباب والظواهر... ضروري... حيوي... مهم... مصيري... وأيضًا خطر.
فعندما يعجز الحوار عن النطق يتكلم الخنجر.
وعندما تصبح المناقشة ترفًا لا نملك الوقت ولا الجهد ولا الرغبة ولا الحاجة لفتحها، تنفجر القنبلة.
وعندما تفقد الحجة وجودها يكون مصير المؤمنين بها الذبح قبل أو بعد صلاة العشاء، دون نطق الشهادتين.
لا أخص بهذا الكلام فريقًا دون آخر، إنما أخص به الجميع: الشباب الذي دفعته ظروفه وظروف المجتمع من حوله للتطرف. الدولة التي ردَّت على التطرف بالقهر والتعذيب ولم تتوقف لتحديد وتحليل الأسباب... والجماعات والأحزاب والتيارات الأخرى التي تطرفت في موقفها بين الفريقين . ❝