█ قاطعتها وطبعًا جُنّ جنون النعمان نعم وقال مقولته التي سطرت نهاية الشاعرين لاحقًا: لقد وصف جسدها وصفَ مَن عاين لا تخيل ما زلتَ تبررُ لها أم أكمل لك تلك الملهاة؟ لا شعرت بغثيانٍ وبرودةٍ جسدي ورنينٍ أذني ورغبةٍ مُلّحَةٍ مغادرة الحيرة نظرت لي نظرةً حانيةً زلت تدافع عنها؟ أجبتها بصرامةٍ وقد ارتفعت نبرة صوتي الخيانة خيانة ولا مبرر ابتسمت ويدها تغادر مواضع يدي مدينة كالدنيا ملعونة ملعونٌ كلُ فيها رغم جمالها وسحرها فقد بُنيت لبنات وأحجار الغدر بداية من غدر بسِنِمَّار المعماريّ البيزنطيّ الذي شيد له قصر الخورنق أراده أجمل قصرٍ الإمبراطورية الساسانية ثم بدعته ابتدعها بعدما بنديمَيه وجعل العام يومين؛ يوم نعيم ويوم بؤس دخل نعيمه فاضت عليه الدنيا بخيرها ومَن دخلها بؤسه فقدَ حياته ولطّخ النعمانُ بدمه قبرَ النديمين المغدور بهما كتاب تبقين أنت حبيبتي مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ قصةٌ أخرى من قصص الخيانة! ألا تجد سواها أيها المغامر الذي تحاذيه الخبرة والفطنة كشريطي قطارٍ سريعٍ لا يتوقف إلا في محطته الأخيرة ‘ فلا تلتقط عجلاته أنفاسهما المتقطعة ولا القضيبان يلتقيان!
- نظرتُ إليها نظرة الملتاع من قسوة البعاد وعتمة ما بعد الوداع، لا تتعجلي الحكم عليها حبيبتي.
- بريبةٍ لا تخطئها عينٌ، هل أعجبتك هند بنت عامر؟
- تقصدين المتجردة؟ تلك الحورية معتدلة القد، نقيةُ اللونِ والثغر، القمراءُ، البيضاءُ، الكحلاءُ، أسيلةُ الخدين، شهيةُ المقبل، جذلةُ الشعر، عريضةُ الصدرِ، كاعبُ الثدي، ضامرةُ البطن، لفاءُ الفخذين، لم تغد في بؤس....
- قاطعتي بصوت غلفه الحنقُ وغيرةُ النساء.. وماذا أيضا أيها النخاس؟
ذكرتني بقول الأعشى:
غراءُ فرعاءُ مصقولٌ عوارضها
تمشي الهوينا كما يمشي الوَجي الوَحِلُ
ألا ترى أنك قللتَ من شأني كثيرًا حين محوتَ كلَ جميلٍ في روحي وصفاتي متعلقًا فقط بما يُرضِي شبقَ أشباه الرجال!
- لم أجد نفسي أمام ثورتها التي فاقت بركان فيزوف جحيمًا إلا أن أبدي اعتذاري، وأنثر معالم ندمي على عتبات قلبها..خانني اللفظ حبيبتي وغدرت بي الكلمات . ❝
❞ - حاولتُ كثيرًا أن أفهم ذلك الغموض الكامن خلف انجذاب روحٍ إلى أخرى، ما الذي يدفع أحدنا للشعور بالانتماء لشخصٍ آخر يشاركه الكوكب ذاته؟ ما سرّ كلّ هذه المشاعر المعقّدة والمتشابكة التي قد تدفع أحدنا لربط سعادته وتعاسته بكائنٍ آخر حتى وإن لم يبادله ذرّة؟ أتساءل وأضع عشرات الإجابات وأختم دائمًا بالإجابة الأكثر منطقية وإراحة لي: لا أعلم.
- هل تشك يا علاء في حبها لغسان، وأنها لم تكن تبادله المشاعر ذاتها التي جعلته أسيرًا لدائرتها؟
- بالعكس فأنا أومن تمامًا أنها أحبته كما أحبها تماما.
- ضحكت ضحكتها الساخرة كعادتها، لا تتعجل الحكم أيها الأغر، فالليل أمامنا لا يزال طويلًا لتتكشف أمامنا الحقائق وتزول عنها عتمتها.
- تمنيتُ أن أصرخَ في وجهها قائلًا: متى تتوقفين عن إفساد كل قصة حب آمنت بها وخلدتها دواوين العاشقين؟
- نظرت نحوي، وهي تعبث بلحيتي .. لستَ في حاجةٍ إلى أن تصرخ يا صغيري، فأنا ملهمتك التي تقرأ ما يدور بخلدك، لا تتعجل النتيجة، ودَعْ القصةَ تفصحْ عن مكنونها، . ❝
❞ هل تظن يا علاء أن زواجه بأخرى وحياتَه العائليّة المستقرّة والخاصة جَعَلاها تتجنّبُ الدخول معه في علاقةٍ جديّة لا أملَ منها؟
- وقع علي ّ كلامها كسكين حاد يتفنن في تمزيق أوصال إيماني بتلك القصة الرومانسية التي ألهمت الكثير من العاشقين..هل تزوج غيرها؟
- دعك من تلك الحقيقة التي فاجأتك، ولكن اقرأ لي الرسالة التالية:
- حاولتُ تجاهل هول المفاجأة وبدأتُ القراءة: ˝ غادة..يقولونَ إنّ علاقتنا هي علاقةٌ من طرفٍ واحدٍ، وإنّني ساقطٌ في الخيبة، قيلَ إنّني سأتعبُ ذاتَ يوم من لعقِ حذائك البعيد..يُقال إنّك لا تكترثينَ بي، وإنّكِ حاولتِ أن تتخلّصي منّي، ولكنّني كنتُ مِلْحاحاً كالعَلَق..يشفقونَ عليّ أمامي، ويسخرونَ منّي ورائي، ويقرأونَ لي كما يقرأونَ نماذجَ للشاعر المجنون..˝، في محاولةٍ يائسة مني حاولت أن أجد مبررًا ومخرجًا لكلا العاشقين.. إذا كانتْ غادة قد أرادتْ من نشر رسائل غسّان لها التشهيرَ به وإرضاء نرجسيّتها وغرورها، وتسليط الضوء عليها، فهي بذلك كشفتْ للكثير من القرّاء عن غسّان كنفاني النبيل، غسّان كنفاني الإنسان.
- بعبثية المنتصر، وثقته في إنهاء جولته مع فريسته سألتني..وما دليك؟ . ❝