«جسدي ينزف» تلك الجروح التي تترك أثرًا على جسدي، تلك... 💬 أقوال گ/انجى محمد "بنت الأزهر" 📖 كتاب يومياتي
- 📖 من ❞ كتاب يومياتي ❝ گ/انجى محمد "بنت الأزهر" 📖
█ «جسدي ينزف»
تلك الجروح التي تترك أثرًا جسدي تلك الدماء تكسوه كل من حولي يؤلمني أقوم بجرح نفسي بيدي كثرة آلمي لا أعلم ماذا أفعل؟
لتتوقف هذه ولكن ما أعلمه أن أجزاء تنزف حزنًا ووجعنًا قلبي ينزف روحي متهالكة أعيش ديجور تام كيف أتخلص هذا؟
فقط يدور يجعلني أبكي دمًا جروح جسدي؛ فجروح تؤلمني أكثر أستطيع الهروب هذا اتألم صمتٍ أجد السبب الذي غير مبالية لما يحدث شيء قط دائمًا أتساءل: عن أُمزق إلى أشلاءٍ صغيرة إنني أُدمر ولا التخلص ذلك المرض رغم أنه مؤلم جدًا؛ أشعر به
گ إنجي محمد "بنت الأزهر " كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
تلك الجروح التي تترك أثرًا على جسدي
, تلك الدماء التي تكسوه
, كل من حولي يؤلمني
, أقوم بجرح نفسي بيدي من كثرة آلمي
, لا أعلم ماذا أفعل؟ لتتوقف كل هذه الجروح
, ولكن ما أعلمه أن كل أجزاء جسدي تنزف حزنًا
, ووجعنًا
, قلبي ينزف
, روحي متهالكة
, أعيش في ديجور تام
, لا أعلم كيف أتخلص من كل هذا؟ فقط ما أعلمه أن كل ما يدور من حولي يؤلمني
, يجعلني أبكي دمًا
, لا أبكي على جروح جسدي؛ فجروح قلبي تؤلمني أكثر
, لا أستطيع الهروب من كل هذا
, ولكن اتألم في صمتٍ
, لا أجد السبب الذي يجعلني غير مبالية لما يحدث من حولي
, لا أعلم شيء قط
, دائمًا أتساءل: عن السبب الذي يجعلني أُمزق جسدي إلى أشلاءٍ صغيرة
, ولكن ما أعلمه إنني أُدمر جسدي بيدي
, ولا أستطيع التخلص من ذلك المرض الذي يجعلني أُمزق جسدي
, رغم أنه مؤلم جدًا؛ ولكن لا أشعر به.
وسط جفون الليل الحالك وبين خباياه، يسير مُتجهًا نحو عُزلته، يريد التئام روحه المُحطمة، ولكن لا يستطيع فعل ذلك، يتذكر الخذلان الذي تعرض له؛ ليصبح قلبه هشَّا وروحه هزيلة ينكسر بسهولة، ويفقد شغفه وراحته، ولكن إلى متىٰ سيظل هكذا؟ ألم يكفي كل هذا الوقت الذي ضاع من حياته؟
ليتجه نحو الباب راكلًا إياه يريد أن يخطو خطوة تلو الأخرى نحو حلمه، مُتناسيًا كل من بثَّ بداخله روح اليأس؛ حتى وإن كانوا أقرب الناس إلى قلبه، يعملون على تحطيم آماله، يستهزئون به وبقدراته بدلًا من تصديقه ودعمه، لجأ إليهم ليشعر بالقوة التي يحتاجها، ولكن لم يحظى بشيءٍ سوى الخذلان وتفتت أحلامه، يخشى التفوه بما يريد؛ كي لا يحبطون كل شيءٍ بداخله ويعود إلى نقطة الصفر من جديد، يوم خلف الآخر يظهر نجاحه وتفوقه، حينها اعتقد أنهم سيفرحون به وبنجاحه ولم يكن يعلم إنهم يسعون لتدميره، يحزنون لرؤية فرحته، لم يكفيهم جرح واحد فقط؛ بل مزقوه إلى إربٍ صغيرة وكأنهم يتلذذون بأذيته، يبكي بحسرةٍ على كل ما يمر به، كان يتمنى مساندتهم له، لكن ليس كل شيءٍ كما يتمنى، ظل يسير نحو حلمه متناسيًا اليأس والإحباط حتى بعد طيلة الجهد والتعب، الاستمرار والتوقف، كان بداخله نقيض يعمل على شتاته، تارةٌ يريد الانطلاق وتارةً أخرى يستسلم لحديثهم، حتى توصل به الأمر بالوصول إلى تلك الأمنية التي تمناها مرارًا وتكرارًا، ظهر عليه الثراء الفاحش أثر تحقيق مشروعه الذي توسع به، يومًا عن يومٍ ينجح ويزداد غناء، ثم بعد ذلك يعود من خذلوه، يرسمون عليه الحب من جديد، كاد قلبه يتقافز من السعادة، ولكن سرعان ما تذكر كل ما حدث معه، الآن فقط صدقوه، لم يشجعوه ولم يصدقوا قدرته؛ بل كانوا يقتلونه ببطء بكلماتهم التي كانت تهطُل عليه كالسهامِ، أيعتقدون منه أن ينسى كل هذا ويعيش معهم بسلامٍ؟ أم يعتقدون أن ما فعلوه ليس بخطأ معه؟ كان القلب يُنعت بالجنونٍ ليس من شيءٍ ولكن من تصديقه لحبهم المزيف من جديد بعد الحطام الذي كان يستحوذ عليه بسببهم، الآن وصل إلى مبتغاه، ومع ذلك سمح لهم القرب مرة أخرى، حتمًا سيفتح جروح الماضي التي يسعى على غلقها مُنذ زمنٍ بعيد.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝. ❝ ⏤گ/انجى محمد "بنت الأزهر"
❞ ˝وصول بعد حطام˝
وسط جفون الليل الحالك وبين خباياه، يسير مُتجهًا نحو عُزلته، يريد التئام روحه المُحطمة، ولكن لا يستطيع فعل ذلك، يتذكر الخذلان الذي تعرض له؛ ليصبح قلبه هشَّا وروحه هزيلة ينكسر بسهولة، ويفقد شغفه وراحته، ولكن إلى متىٰ سيظل هكذا؟ ألم يكفي كل هذا الوقت الذي ضاع من حياته؟
ليتجه نحو الباب راكلًا إياه يريد أن يخطو خطوة تلو الأخرى نحو حلمه، مُتناسيًا كل من بثَّ بداخله روح اليأس؛ حتى وإن كانوا أقرب الناس إلى قلبه، يعملون على تحطيم آماله، يستهزئون به وبقدراته بدلًا من تصديقه ودعمه، لجأ إليهم ليشعر بالقوة التي يحتاجها، ولكن لم يحظى بشيءٍ سوى الخذلان وتفتت أحلامه، يخشى التفوه بما يريد؛ كي لا يحبطون كل شيءٍ بداخله ويعود إلى نقطة الصفر من جديد، يوم خلف الآخر يظهر نجاحه وتفوقه، حينها اعتقد أنهم سيفرحون به وبنجاحه ولم يكن يعلم إنهم يسعون لتدميره، يحزنون لرؤية فرحته، لم يكفيهم جرح واحد فقط؛ بل مزقوه إلى إربٍ صغيرة وكأنهم يتلذذون بأذيته، يبكي بحسرةٍ على كل ما يمر به، كان يتمنى مساندتهم له، لكن ليس كل شيءٍ كما يتمنى، ظل يسير نحو حلمه متناسيًا اليأس والإحباط حتى بعد طيلة الجهد والتعب، الاستمرار والتوقف، كان بداخله نقيض يعمل على شتاته، تارةٌ يريد الانطلاق وتارةً أخرى يستسلم لحديثهم، حتى توصل به الأمر بالوصول إلى تلك الأمنية التي تمناها مرارًا وتكرارًا، ظهر عليه الثراء الفاحش أثر تحقيق مشروعه الذي توسع به، يومًا عن يومٍ ينجح ويزداد غناء، ثم بعد ذلك يعود من خذلوه، يرسمون عليه الحب من جديد، كاد قلبه يتقافز من السعادة، ولكن سرعان ما تذكر كل ما حدث معه، الآن فقط صدقوه، لم يشجعوه ولم يصدقوا قدرته؛ بل كانوا يقتلونه ببطء بكلماتهم التي كانت تهطُل عليه كالسهامِ، أيعتقدون منه أن ينسى كل هذا ويعيش معهم بسلامٍ؟ أم يعتقدون أن ما فعلوه ليس بخطأ معه؟ كان القلب يُنعت بالجنونٍ ليس من شيءٍ ولكن من تصديقه لحبهم المزيف من جديد بعد الحطام الذي كان يستحوذ عليه بسببهم، الآن وصل إلى مبتغاه، ومع ذلك سمح لهم القرب مرة أخرى، حتمًا سيفتح جروح الماضي التي يسعى على غلقها مُنذ زمنٍ بعيد.
وقت سكون الليل وعتمته تشرد العقول فيما يحدث طيلة النهار، يأتي الظلام على البعض فرحًا، وعلى البعض الآخر حزنًا، تذهب بعقلها بعيدًا عن العالم، متذكرةً اليد التي مُدَّت إليها؛ لتنتشلها من غرقها وتألمها، ضياءٌ بعد ظلامٍ اجتاح كيانها، وكأنها خلقت لتنقذها من قسوة العالم، يدٌ لم تكن تعلم أنها الراحة والأمان، كانت عونًا لها وقت حزنها، حنانٌ وقت الضعف، رفقٌ عند فعل الخطأ، عقل شارد، عيونٌ لامعة بالدموع المتلألئة، ليس حزنًا، ولكنها خوفًا من خسارة الدفء الذي ظهر عند مجيئه، تنظر نحو القمر المضيء تراسله وتستأنس به عند غيابه؛ فضياؤُه يذكرها به؛ فهو من أضاء حياتها التي كانت من قبل تواجده مظلمةً محطمةً هشَّة، والآن يطمئن قلبها له، وحين النظر إلى بندقية عينيه ترى الحياة مزهرةً من جديد، تُحادث نفسها وتتمنى عودته قريبًا؛ فبعده يقتلها، لم تتحمله حتى وإن كان مجرد لحظات بسيطة، قلبٌ ينبض، دقاتٌ تتعالى، يتقافز من الفرح، تشعر بوجوده ولكنها تعلم أن مجيئه سيكون في الأسبوع المقبل، تريد أن تعانقه وتقص له ما حدث معها طيلة غيابه، تغمض عينيها بشدةٍ تريد تصديق عدم وجوده، حينها استنشقت رائحته النفاذة التي تُنعش قلبها قبل أنفها، تعتقد أنها تتخيل ذلك من كثرة اشتياقها له، ولكن بعد غضونِ ثواني سمعت صوتًا محببًا إلى أذنها، نظرت بسرعةٍ خلفها لتجده واقفًا مستندًا على الحائط باسطًا يديه بجانبه؛ لتركض نحوه بحبٍ وتدخل بداخل حضنه، يشد من احتضانها فاشتياقه لها كفيلًا بأن يكسر عظامها من قوة مكامحته، دقائق تمر وهما على حالهما، لم يستطع أحدهما البعد؛ فكلاهما يجذب الآخر نحوه، يسيران سويًا خطوة تلو الأخرى حتى جلسا سويًا، تتشبث بيديها الناعمة وتضمه بقوةٍ لها وكأنها تخشى مغادرته ثانيةً، بعد أن عاد لها أمانها وراحتها التي افتقدتها وقت انشغاله، بالرغم من أنه يحادثها كثيرًا ولكن لا شيء يعوض وجوده بالنسبة لها، تريد أن تبقى دائمًا معه في أي مكان يذهب إليه، حتى لا تشعر بالوحدة التي تستحوذ على قلبها وحياتها وهو بعيدًا عنها، كان عشقه يريح قلبها، كان بمثابة مسكن لما مرت به من قبل، لم يكن لها غيره يهون عليها، أضحى كل شيءٍ بالنسبة لها، وأصبحت كل ما يريده من الحياة، حبٌ أذاب جليد قلبهما؛ ليحتل العشق محله وتصبح الحياة أجمل بالنظرة إلى عينيه، فنظرة منه كفيلة بوضع الحلول التي لم يجدها عقلها، والآن حياةٌ جديدةٌ معه تنسيها الألم الذي عاشته من قبل.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝. ❝ ⏤گ/انجى محمد "بنت الأزهر"
❞ ˝عشقٌ يريح القلب˝
وقت سكون الليل وعتمته تشرد العقول فيما يحدث طيلة النهار، يأتي الظلام على البعض فرحًا، وعلى البعض الآخر حزنًا، تذهب بعقلها بعيدًا عن العالم، متذكرةً اليد التي مُدَّت إليها؛ لتنتشلها من غرقها وتألمها، ضياءٌ بعد ظلامٍ اجتاح كيانها، وكأنها خلقت لتنقذها من قسوة العالم، يدٌ لم تكن تعلم أنها الراحة والأمان، كانت عونًا لها وقت حزنها، حنانٌ وقت الضعف، رفقٌ عند فعل الخطأ، عقل شارد، عيونٌ لامعة بالدموع المتلألئة، ليس حزنًا، ولكنها خوفًا من خسارة الدفء الذي ظهر عند مجيئه، تنظر نحو القمر المضيء تراسله وتستأنس به عند غيابه؛ فضياؤُه يذكرها به؛ فهو من أضاء حياتها التي كانت من قبل تواجده مظلمةً محطمةً هشَّة، والآن يطمئن قلبها له، وحين النظر إلى بندقية عينيه ترى الحياة مزهرةً من جديد، تُحادث نفسها وتتمنى عودته قريبًا؛ فبعده يقتلها، لم تتحمله حتى وإن كان مجرد لحظات بسيطة، قلبٌ ينبض، دقاتٌ تتعالى، يتقافز من الفرح، تشعر بوجوده ولكنها تعلم أن مجيئه سيكون في الأسبوع المقبل، تريد أن تعانقه وتقص له ما حدث معها طيلة غيابه، تغمض عينيها بشدةٍ تريد تصديق عدم وجوده، حينها استنشقت رائحته النفاذة التي تُنعش قلبها قبل أنفها، تعتقد أنها تتخيل ذلك من كثرة اشتياقها له، ولكن بعد غضونِ ثواني سمعت صوتًا محببًا إلى أذنها، نظرت بسرعةٍ خلفها لتجده واقفًا مستندًا على الحائط باسطًا يديه بجانبه؛ لتركض نحوه بحبٍ وتدخل بداخل حضنه، يشد من احتضانها فاشتياقه لها كفيلًا بأن يكسر عظامها من قوة مكامحته، دقائق تمر وهما على حالهما، لم يستطع أحدهما البعد؛ فكلاهما يجذب الآخر نحوه، يسيران سويًا خطوة تلو الأخرى حتى جلسا سويًا، تتشبث بيديها الناعمة وتضمه بقوةٍ لها وكأنها تخشى مغادرته ثانيةً، بعد أن عاد لها أمانها وراحتها التي افتقدتها وقت انشغاله، بالرغم من أنه يحادثها كثيرًا ولكن لا شيء يعوض وجوده بالنسبة لها، تريد أن تبقى دائمًا معه في أي مكان يذهب إليه، حتى لا تشعر بالوحدة التي تستحوذ على قلبها وحياتها وهو بعيدًا عنها، كان عشقه يريح قلبها، كان بمثابة مسكن لما مرت به من قبل، لم يكن لها غيره يهون عليها، أضحى كل شيءٍ بالنسبة لها، وأصبحت كل ما يريده من الحياة، حبٌ أذاب جليد قلبهما؛ ليحتل العشق محله وتصبح الحياة أجمل بالنظرة إلى عينيه، فنظرة منه كفيلة بوضع الحلول التي لم يجدها عقلها، والآن حياةٌ جديدةٌ معه تنسيها الألم الذي عاشته من قبل.
في ليلةٍ يسودها حطام الروح، تناثر أفكارٍ يصاحبها أنين القلب، عيونٌ باكيةٌ أثر ألم شديد، نحيبٌ يزداد بشهقاتٍ عالية، وكأن القلب يتمزق إلى أشلاءٍ صغيرة أثر ما حدث له، وكأنه هو الذي يبكي وليس العين، نغزةٌ تلو الأخرى تجعل الروح تُهدم وتتحطم، صار الجسمُ ضعيفًا هزيلًا، وأصبح الحب داءً، يؤرق ويؤلم من يبالي، من مر به يذوق الشَّجنَ والبلايا، ليس سوى تعلقًا للقلبِ، وعند الفراق تتحشرج الروح من بكاءٍ وهلاك، إرهاقٌ يجتاح صاحبه، يئن من ألم رأسه؛ فذكرياته كفيلةٌ بأن تسقطه أرضًا، يلاحقه ذلك اليوم الذي كان الفاصل لحياته، دمار حل به وأفقده شغفه، ذلك اليوم الذي أنهت به كل شيءٍ بينهما غير مباليةٍ لهذا القلب الذي يعشقها، لم تكن كلماتٍ تتفوه بها؛ بل كانت سهامًا تخترقه، حينها وضع يده على قلبه يُريد أن يطمئن عليه، فعبراته تسابقت مع حديثها؛ لتهطُل قبل استكماله، تخر قوته ويظهر ضعفه والصمود الذي حاول طويلًا على ثباته والتحلي به، ينظر لها نظرة عتاب ويريد لو يحتضنها ويخبرها أنه لا يستطيع العيش بدونها؛ هي التي سهر من أجل مُحادثتها، بالرغم من أن عمله يرهقه، ولكنه لا يبالي لذلك، كان يعتقد أنها الوصال، يخشى حزنها وتقلب مزاجها، يتساءل: ماذا فعل لتتركه وترحل؟ ماذا فعل لتنسى حبه وتدمر قلبه؟ ألم يكن حبه كافي لتبقى معه إلى نهاية المطاف؟
سؤال تلو الآخر يدور بخاطرهِ، حتى كاد يفتك بقلبه، يتألم أثر عشقه لها، ينظر هنا وهناك ليخفي كسرته ودموعه المتمردة، يتجه بخطواتٍ بطيئة نحو الخلف، يريد الفرار قبل أن تشفق عليه من مشهده، أنين، ألم، كسرة، مشاعر مبعثرة ومتضاربة، اضطراب يعتريه، يحطم كل شيءٍ أمامه ليهدأ قلبه، ولكن دون جدوىٰ، يشعر بإزهاق روحه وعدم قدرته على التحمل، يرى كل شيءٍ خلفه مُدمر، يحتاج إلى الراحة والأمان الذي سلبته منه برحيلها، ولكنه لا يستطيع حتى أن يكرهها، فهي من ملكت روحه وكل كيانه؛ ليجلس في بيته وحيدًا يتذكر كل الذكريات التي تجمعهم سويًا، من حديث ومشاركة تفاصيل يومهم وغير ذلك؛ ليترك العنان لقلبه وعقله للاستسلام وتصديق الواقع المرير، عتمة احتلت حياته، ضباب احتل بصره من كثرة دموعه التي تتسابق على وجنتيه كالشلالٍ، ولكنه في النهاية يحاول ليصمد من جديد.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝. ❝ ⏤گ/انجى محمد "بنت الأزهر"
❞ ˝حشرجة الروح˝
في ليلةٍ يسودها حطام الروح، تناثر أفكارٍ يصاحبها أنين القلب، عيونٌ باكيةٌ أثر ألم شديد، نحيبٌ يزداد بشهقاتٍ عالية، وكأن القلب يتمزق إلى أشلاءٍ صغيرة أثر ما حدث له، وكأنه هو الذي يبكي وليس العين، نغزةٌ تلو الأخرى تجعل الروح تُهدم وتتحطم، صار الجسمُ ضعيفًا هزيلًا، وأصبح الحب داءً، يؤرق ويؤلم من يبالي، من مر به يذوق الشَّجنَ والبلايا، ليس سوى تعلقًا للقلبِ، وعند الفراق تتحشرج الروح من بكاءٍ وهلاك، إرهاقٌ يجتاح صاحبه، يئن من ألم رأسه؛ فذكرياته كفيلةٌ بأن تسقطه أرضًا، يلاحقه ذلك اليوم الذي كان الفاصل لحياته، دمار حل به وأفقده شغفه، ذلك اليوم الذي أنهت به كل شيءٍ بينهما غير مباليةٍ لهذا القلب الذي يعشقها، لم تكن كلماتٍ تتفوه بها؛ بل كانت سهامًا تخترقه، حينها وضع يده على قلبه يُريد أن يطمئن عليه، فعبراته تسابقت مع حديثها؛ لتهطُل قبل استكماله، تخر قوته ويظهر ضعفه والصمود الذي حاول طويلًا على ثباته والتحلي به، ينظر لها نظرة عتاب ويريد لو يحتضنها ويخبرها أنه لا يستطيع العيش بدونها؛ هي التي سهر من أجل مُحادثتها، بالرغم من أن عمله يرهقه، ولكنه لا يبالي لذلك، كان يعتقد أنها الوصال، يخشى حزنها وتقلب مزاجها، يتساءل: ماذا فعل لتتركه وترحل؟ ماذا فعل لتنسى حبه وتدمر قلبه؟ ألم يكن حبه كافي لتبقى معه إلى نهاية المطاف؟
سؤال تلو الآخر يدور بخاطرهِ، حتى كاد يفتك بقلبه، يتألم أثر عشقه لها، ينظر هنا وهناك ليخفي كسرته ودموعه المتمردة، يتجه بخطواتٍ بطيئة نحو الخلف، يريد الفرار قبل أن تشفق عليه من مشهده، أنين، ألم، كسرة، مشاعر مبعثرة ومتضاربة، اضطراب يعتريه، يحطم كل شيءٍ أمامه ليهدأ قلبه، ولكن دون جدوىٰ، يشعر بإزهاق روحه وعدم قدرته على التحمل، يرى كل شيءٍ خلفه مُدمر، يحتاج إلى الراحة والأمان الذي سلبته منه برحيلها، ولكنه لا يستطيع حتى أن يكرهها، فهي من ملكت روحه وكل كيانه؛ ليجلس في بيته وحيدًا يتذكر كل الذكريات التي تجمعهم سويًا، من حديث ومشاركة تفاصيل يومهم وغير ذلك؛ ليترك العنان لقلبه وعقله للاستسلام وتصديق الواقع المرير، عتمة احتلت حياته، ضباب احتل بصره من كثرة دموعه التي تتسابق على وجنتيه كالشلالٍ، ولكنه في النهاية يحاول ليصمد من جديد.