█ ((نظرت تيرانا الحزينة لكبيرهم الغول العجوز فقام ورفع حربته متباهيًا تقدم وأمسك الخنزأور ومدده أرضًا بسهولة أخذ الكأس من وأفرغه فم وأجبره الشرب عاد وأعطى لتيرانا فأعادته لدولابها وبقي الوزير مستلقيا يبكي ويلطم دقائق واسترخى جسمه تمامًا جلس هادئًا ينظر لمن حوله رضاء كأنه شرب كأسا البنج المخلط بالحشيش والخمر فجأة الضحك العميق خمارة مترعة بالسلم والسلام وليس بين غيلان خضر والموت ينتظره قالت الحزينة: «المشروب أحيانا يجعل الشارب مزاج ضاحك وأحيانا قاتم حماسة وغيرها الحالات» )) كتاب بهاء الدين السقا بلاد الغيلان مجاناً PDF اونلاين 2024 يدخل الروائي والقاص حجاج أدول مسار آخر مغاير لما يعرفه عنه القارئ ما يعد طريقا مختلفا سرد الحكايات الشيقة والتي تأتي الغالب حالة أسطرة وفانتازيا رحبة وقابلة للتأويل لنتذكر الفور كتابات ألف ليلة وحكايات الغلمان فهذه الحكاية: (بهاء الغيلان) غرابتها وعمقها وكترة رموزها المبعثرة أكثر فترة وشكل وألاعيب الأنظمة السياسية التي تتحكم مصائر البشر تغوص مآس الإنسان المعاصر من خلال شخصيات عميقة وحنونة وغير مألوفة قبل طرائق السرد العربي حيث تعتمد الكنايات وتلبيس الأحداث والبشر بممارساتهم شكل أردية الحيوانات حتى منهم صراعه مع الموروث الجمعي التسلط والقهر والتجبر وهذا شخصية والغول الرواية تستعيض بالحيوانات عن تماس وتشابه السلوكيات الفجة فنرى الخنزيروالخنزأور وتعاطي والحشيش المخلوط كمشرورب يحول المقهور أو النقيض قاتمًا وثالث مراوحات مابين الحماسة والفتور الشعور بالخيبة والهزيمة فالنشوة الخادعة والإنتصار الزائف " : تطرح مفهوم نادر ماهيات التراجيكوميديا أرض الرؤية والسرد مشروع الكاتب
❞ ((˝وتمضي الأيام رتيبة، والشهور ثقيلة، والسنون تمضي مملة مؤلمة.
حياة الفقراء لا تسر الخاطر، لكن ما باليد حيلة، فالهوجة التي قاموا بها، جعلتهم أكثر فقرا وأعمق ذلا.
وخلال تلك السنين، توغل الأمير الهطل في العمر، فصارت شهرته الأمير الأهطل العجوز)) . ❝
❞ ((˝فتح باب كهف، تراجع المسجونون جميعًا، وتراصو على الجدران وكل واحد يحاول الاختباء في الآخر، خمسة من الجنود بكروش ومؤخرات ضخمة يتقدمون شاهرين سيوفهم يحمل شعلة متوهجة تبث النار والدخان، يجذبون مسجونين شابين كانا متجاورين.
يعودون بالسجنين وكل منهما مزنوق بين حارسين ضخمين يمسكان بساعديه المكبلين بالسلاسل، المصير واضح هذه آخر ساعات لهم في هذه الدنيا، هما ابنا الرامبيزي زعيم قبائل الجنوب التي تثور دائمًا على السلطان بوهان)) . ❝
❞ اختار الكاتب لشخوصه أسماء تتصل بالطبيعة الخيالية للنص مثل ˝زلنبح˝، ˝شينكا˝، ˝حوحو˝، ˝تايرو˝، ˝خنزب˝، ˝كروب˝ و˝سفساف˝، وفي مواضع أخرى من السرد كان فيها الواقع أكثر حضوراً، تخيَّر الكاتب لشخوصه أسماء لها دلالات حية، جاء بعضها متّسقاً مع معناه مثل ˝عصفة˝ الفاتنة التي سلبت فتنتها عقل الشيطان وعصفت به، ˝محفوظة˝ التي حافظت الأم على حياتها بالتضحيات الثمينة، ˝ظريفة˝ المرأة السمحة التي لا تحمل حقداً ولا ضغينة. بينما حملت أسماء أخرى دلالات عكسية مثل ˝حلالي˝ الماجنة و˝مكين˝ الضعيف. واستمراراً لاستخدام الدلالة، لجأ الكاتب إلى الأحلام والكوابيس ليبرز من خلالها الجانب الإنساني من شخصية ˝زلنبح˝ وجلده لذاته ورفض عقله الباطن لكل سلوك يحرّضه عليه عقله الواعي. ولم تبثّ أحلام الشخصية المحورية في النص الدلالات وحسب، وإنما عزَّزت الجانب الخرافي من الأحداث الذي ينسجم مع الخط العام للسرد وأضفت عليه مزيداً من المتعة والتشويق. الألوان أيضاً كانت إحدى أدوات الكاتب الرمزية التي أجاد توظيفها داخل النص، فشخوصه الشيطانية ترتدي اللون الأحمر ذا الدلالة النارية لتؤكد طاقة الشر والهيمنة، و˝زلنبح˝ حين يركن إلى نصفه الشيطاني لا يرتدي سوى الأحمر، وفي طريقه لاستعادة إنسانيته، يتخلّى عن هذا اللون . ❝