❞ يحب شخص فتاة من النظرة الأولى، وتحبه، ولكنهما يمضيان، أحياناً شهوراً قبل أن يقول الواحد منهما للآخر: ˝مرحباً˝! تصوّر (مرحبـا!) هذه تحتاج إلى شهور.. جنون! هل هناك جنون أكبر من ذلك. تصوّر لو أنهما قالا فوراً: مرحبًا. ما الذي يمكن أن يحدث عندها؟ ببساطة سيزيد عمر الواحد منهما شهرين لأنهما كسبا شهرين ضائعـين. ❝ ⏤إبراهيم نصر الله
❞ يحب شخص فتاة من النظرة الأولى، وتحبه، ولكنهما يمضيان، أحياناً شهوراً قبل أن يقول الواحد منهما للآخر: ˝مرحباً˝! تصوّر (مرحبـا!) هذه تحتاج إلى شهور.. جنون! هل هناك جنون أكبر من ذلك. تصوّر لو أنهما قالا فوراً: مرحبًا. ما الذي يمكن أن يحدث عندها؟ ببساطة سيزيد عمر الواحد منهما شهرين لأنهما كسبا شهرين ضائعـين . ❝
00 : 00 : 44
وقفة تأملية من محطات رواية "مسافرة في رحلة قصيرة" 🍀 للمزيد ادخل صندوق الوصف👇 - World Of Light
❞ وقفة تأملية من المحطة الأولى 🕌 وبداية الطريق نحو النقاء 🍀
ترى ماذا تجلّى لحنين في هذه المحطة التأملية المّلهمة ؟؟
هذا ما ستعرفه عندما تسافر في هذه الرحلة القصيرة مع حنين ورفيقتها المُحبة 👭 من خلال رواية (مسافرة في رحلة_قصيرة)
المؤلف :حنان عباس آل رحمه
الناشر والموزع المعتمد
مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع
🔹️الكتاب متوفر على موقع:👇
adab-book.com
🔹️وفي جميع أفرع مركز الأدب العربي
السعودية ، الامارات ، مصر
🔹️ولديهم توصيل لجميع دول العالم 🌎
متوفر في مكتبة جرير / مملكة البحرين
وعلى موقع بوكتشينو
https://bookccino.com
مع محبتي لقارئ روايتي وللجميع💜
حنان عباس آل رحمه. ❝ ⏤حنان عباس آل رحمه
❞ وقفة تأملية من المحطة الأولى 🕌 وبداية الطريق نحو النقاء 🍀
ترى ماذا تجلّى لحنين في هذه المحطة التأملية المّلهمة ؟؟
هذا ما ستعرفه عندما تسافر في هذه الرحلة القصيرة مع حنين ورفيقتها المُحبة 👭 من خلال رواية (مسافرة في رحلة_قصيرة)
المؤلف :حنان عباس آل رحمه
الناشر والموزع المعتمد
مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع
🔹️الكتاب متوفر على موقع:👇
adabbook.com
🔹️وفي جميع أفرع مركز الأدب العربي
السعودية ، الامارات ، مصر
🔹️ولديهم توصيل لجميع دول العالم 🌎
متوفر في مكتبة جرير / مملكة البحرين
وعلى موقع بوكتشينو
https://bookccino.com
مع محبتي لقارئ روايتي وللجميع💜
حنان عباس آل رحمه . ❝
❞ الفصل الأول
في محافظةِ الإسكندريةِ السّاحرةِ، عروسُ البحرِ الأبيضِ المتوسطِ، وفي أحدِ أطرافِها المتراميَة، في مدينةٍ صغيرةٍ ساحرةٍ، موقعُها خرافيٌّ، تتوسّطُ ثلاثَ محافظاتٍ، تُطّلُ على النّيلِ والبحرِ المتوسّطِ معًا منظرٌ ساحرٌ، وطبيعةٌ مبهرَةٌ، حيثُ الحدائق والأزهار، والجّوُ المعتدلُ، والمناظرُ الخلابةٌ، هنَا يقعُ منزلٌ هادئ جميلٌ، حيثُ يعيشُ الأَخَوَان: عبد الله وعبد القادر، وأسرتيهما الصغيرتان: سناء زوجة عبد الله، وابنهما أحمد، وسميحة زوجة عبد القادر، الّتي وهبها الله تعالى طفلة أسمتها {سمر} بعد خمس سنوات من الزواج. اليوم موعد حفلة استقبال المولودة الجديدة{سمر}، ستكونُ أجملَ الحفلاتِ، ستُذبحُ الذبّائحُ، وتُعلقُ الزينّاتُ، وتُوزعُ الهدايَا، فرحًا بالصّغيرةِ الّتي وُلدتْ، بعد صبرِ سنينَ عجافَ. الكلُّ يستعدُ بفرحٍ وسرورٍ، أمّا أحمد فقدْ كانتِ فرحتُه وشغفُه يفوقان الجميع، فقدْ طال به الانتظار خمسَ سنواتٍ حيث احتلتْه الوحدةُ، هناكَ في منزلِهم الكبيرِ، وأخيرًا سيكونُ له رفيقةٌ و صديقةٌ تفهمُه، وتشاركُه اللّعبَ والحياةَ. تلهف أحمد لرؤية الصغيرة وطلب من والدته مرافقتها للغرفة، ولكنها رفضت بشدّة، وذلك لأن سمر أُصيبت بمرض الصفراء، ومنَع عنها الطبيب الزيارة وحَظر الإضاءة، ليتم تعافيها سريعا. لم يعِ أحمدُ كلّ هذا، مازال صغيرا، ورغبته في رؤية سمر، كانت مُلّحة، وأقوى من أي أعذار، اغتاظ أحمد من رد فعل والدته، وهمَّ يفكرُ في طريقةٍ لرؤيةِ سمر دونَ أن ينتبِه له أحدٌ طالتْ جلسةُ التفكيرِ الخاصةِ به وبعدَ مدٍ وجزرٍ قرّرَ النزولَ للشارعِ، وراحَ ينفذُ خطتَه المبتكرَة ظنًّا منه أنّهَا ستنجحُ لكن وا أسفاه خابَ ظنّهُ وخانَه عقلُه المدبرُ، حيثُ أنّه قدْ استندَ على قامةِ كرسي وثبّتَه أسفلَ نافذةِ سمر الّتي كانَ جزءٌ منها مفتوحٌ وأخذَ يتحركُ على الكرسي ذاتِ اليمينِ والشّمالِ محاولًا بثَ نظراتِه التّفحصيةِ داخلَ الغرفةِ وإرسالِ جنودَ العينِ منْ وراءِ فتحةٍ صغيرةٍ بالنّافذةِ، في هذه الأثناء انزلقتْ رجلُه وراحَ طريحًا على الأرضِ، بعدهَا صدرتْ أصواتُ التأوهِ والألمِ منه فهرولَ إليه والدُه وحملَه للداخلِ وهو يتألمُ من شّدةِ الوقعةِ الّتي وقعَها، في هذه الأثناء استبدلَ أحمد ملامحَ الإصرارِ والسّعادة والأمل لرؤية سمر بملامح كئيبةٍ اعتلتْ وجهَه المصّفرِ الّذي حملَ مزيجًا من خيبةِ أملٍ في تحقيقِ الرغبةِ، وخجل من الموجودين حوله، كأنّهُ ارتكبَ جريمةً وكُشِفَ أمرُه قبلَ أن تكتملَ خطتَه. كانتْ إصابةُ أحمد بليغة جدًا راحَ ضحيتَها قدمه ممَا استدعَى مراجعةً طبيّةً له ولفَ القدمْ بالجبسِ، لم يسعدْ أحمدُ لهذَا الأمرْ إطلاقًا لأنّه من هذَا اليوم أصبحَ رهينةً بالبيتِ ولا يسعُه الخروجُ ولا المشي، الآن كيف له أن يحققَ رغبتَه في رؤية سمر؟. بعد فترةٍ من الزمنِ قد تكونُ أسبوعًا كاملًا استوطنَ المللُ على أحمد وخيمتْ الكآبةُ والوحدةُ داخلَه نتيجةَ ملازمتِه الفراشَ طولَ هذه المدة، في يومِ من أيّامِ خيبتِه دقَّ جرسُ البابِ، فتحتْ والدةُ أحمد، وكانتْ المفاجأة حضرتْ سميحَة زوجةُ عمّهِ ومعهَا سمر ليطمئنُوا على أحمد. مَا إن رأى أحمد سمرَ حتَّى فتحَ فاههُ دهشةً وفرحًا، وراحتْ سميحة تضعُها بين يديه؛ فرح فرحةً كبيرةً لا توصفُ واحمرَ خجلًا ما إنْ رددتْ سميحة قولَها: - ها هي عروسُك بين يديك متلهفةٌ لك مثلمَا أنتَ متلهفٌ لرؤيتِها. قالتْ قولَها هذا محاولةً التحسينَ من مزاجِه ومواساة آلامِه. تفحصَ أحمد بنظراتِه البريئة الّتي حملتْ كمًا هائلًا من الفرحِ والسّعادةِ والأملِ لا تصفُه الكلماتُ ولَا تعيه الحروفُ فإنّها المؤنسُ الّذي سيكسرُ روتين الوحدةِ داخلَه ويؤنسُ روحَه الظّليلة هنا وهناك، إنّها الملاكُ الّذي سيلفُه بعباءةِ الطمأنينة في كل ابتسامة ونظرة، والنورُ الّذي سينيرُ حياتَه المظلمةَ، بعدمَا كان يشعرُ بالمللِ ساعات طويلةٍ؛ لا يجدُ من يشاركُه حياتَه، إنّها الحياةُ الجديدة والحياة الأجملُ الّتي طالمَا تمناهَا وبحثَ عنهَا في رحلاتِه الطّويلةِ. توالتْ الأيّامُ واللّيالي وسابقَنا الزمنُ فمرتْ سنواتٌ عديدةٌ وكبرُ كلٌّ من سمر وأحمد وكانَا لا يفترقَان البتة دائمًا ما تخطفُك أصواتُ ضحكاتِهما المتّعاليةِ في الأرجاءِ وهمَا يتواثبانِ هنا وهناك يتشاركان اللّعبَ ولحظات السّعادةِ والمرحِ، وما زاد قوةَ علاقتهِما هو تلكَ الشّجارات الّتي تنشبُ بينهُما من فترةٍ لأخرَى بسببِ اختلاف رأيٍ أو ما شابهَ، مثالٌ للبراءةٍ هما تعلمَا الحبوَ على بساطِ الطّفولةِ معًا ولم يتركَا يدَ بعضهِما أبدًا، كلّ هذا كانَ في كنفِ عائلةِ محبةٍ ولطيفةٍ تحبُ العطاءَ والاحترامَ أفرادُها طيبُوا القلوب. بعد فترةٍ من الزّمنِ حملتْ سميحة والدةَ سمر مرة أخرى، ووضعتْ في حملِها هذا توأم { حسن وحسين} لكن لسوءِ الحظِ قد أصابتْها مضاعفاتٍ بعد الولادةِ وتعبتْ تعبًا شديدًا، وتعبَ معهَا المولودَان الجديدَان أيضًا، في هذه الأثناءِ شمرتْ الأحزانُ عن صاعديْها لتنهشَ من لحمِ هذه العائلةِ، وعمَ الخوفُ والقلقُ الشّديدُ على سميحة والولدين، لم تسلمْ سمر من جندِ الخوفِ وشيطانِه بلْ أنّه قد أكلَ من قلبِها الطيّبِ نصيبًا وافرًا واعتلتْ وجههَا صفرةٌ شديدةٌ وامتنعتْ عن الأكلِ؛ ذلكَ من شدةِ خوفِها وقلقِها على والدتِها وإخوتِها الصّغار. وبعدَ فترةٍ من الزمنِ تلوى فيهَا الجميعُ علىَ بساطِ القلقِ والخوفِ، عادتْ سميحةُ والأطفالُ للمنزلِ بعدمَا تماثلُوا للشفاءِ، ولكن سميحة لم تتعافَ تمامًا فهي لازالتْ تشعرُ بالتّعبِ؛ هذا ما دفعَ الطبيبَ إلى إخضاعِها لمجموعةٍ من التّحاليل الطّبية والأشعةِ وللأسفِ هذه الأخيرة أظهرتْ أنّهَا قد أصيبتْ بمرضِ بالقلبِ، ونتيجةَ هذا خرتْ قواهَا وضَعُفَ جسمُها ووهنتْ فلم تعدْ تقوَى على أداءِ أشغالِ البيتِ ولا رعايةِ الأطفالِ، فَهّمَ الجميعُ لمساعدتِها دونَ ترددٍ خاصّةً سناء أمّ أحمد الّتي كانتْ تقومُ بأعمالِ البيتِ عنهَا وترعَى الأطفالَ دونَ مللٍ ولا كللٍ. حاولتْ سميحةُ الانتظامَ في أخذِ العلاجِ والأدويةِ دونَ تهاونٍ في ذلك، لكنْ هذَا لمْ يخففْ من خوفِ سمر على والدتِها فهيَ كانتْ تخافُ فكرةَ أن تفقدَ والدتَها على حينِ غرةٍ فكانتْ تدعُو لهَا بالشّفاءِ أناءَ الّليلِ وأطرافَ النّهار، فهي لا تقوَى علَى أن تعيشَ دونَها. كبرتْ سمر وحانَ موعدُ التحاقِها بالمدرسةِ، أخيرًا ستلتحقُ بالصّف الأوّل لكنَها لم تكنْ سعيدةً بهذَا فاعتلتْ وجهَها ملامحُ الشحوبِ والاصفرارِ وضاقتْ عينيهَا ممَّا يدلُ على استيائِها لدخولِ المدرسةِ، وكانَ حزنُها لأسبابٍ أولّها مرضُ والدتِها وتعذر مرافقتِها للمدرسةِ أمّا السببُ الثّاني فهو سفرُ والدِها خارجَ البلدةِ ممّا يمنعُه من مرافقتِها كمَا كانتْ تحلمُ دائمًا؛ بدأتْ هستيريَا البكاءِ عندَ سمر ورفضتْ التّوقفَ عن ذلك ممَا مزّقَ قلبَ أحمد عليهَا وجعلًه يشعرُ بالسوءْ لحالِها. لمْ يتخلَ أحمد عنْ سمر لحظةً واحدةً ولمْ يتركْ يدهَا بل أنّه تشبثَ بها بقوةٍ واصطحبَها معه إلى المدرسةِ وحاولَ بطرقٍ جهيدةٍ طيلةَ الطّريقِ على أن يرسمَ الضحكةَ على وجههِا ويمسحَ الدموعَ من عينيها. لكن هذا لمْ يجدِ نفعًا حيثُ ما إنْ وطأتْ أقدامُ سمر بوابةَ المدرسةِ حتّى رأتْ كلّ التّلاميذ مع أبائهم يتبادلُون الحديثَ ويتمازحُون ويودعُون بعضَهم عندَ البابِ؛ هنا عادتْ سمر لحالتِها الأولى وباشرتْ البكاءَ من جديد لأنّها وجدتْ نفسَها وحيدةً في غيابِ والديهَا. توالتْ الأيّام وتعاقبتْ السنين ولازالَ الحالُ على ما هوَ عليه، فعّمَ الهدوءُ المنزلَ طيلةَ هذه المدةِ لكنَ مرضُ سميحة لازالَ يزدادُ يومًا بعدَ يومٍ وحالتِها في استياءٍ من يومٍ لأخر؛ ممَّا دفعَها لمراجعةِ طبيّةٍ عندَ مختلفِ الأطباءِ لكن ذهبَت هذه الجهودُ في مهبِ الرّيحِ. اختلسَ أحمدُ السمعَ لجلسةِ والدِه ووالدتِه وهمَا يتحدثَان عن حالةِ سميحة وعنْ الأطّباءِ الّذين زارتْهم، وأنهَت حديثَها بالتّأسفِ والبكاءِ ممّا دفعَ أحمدُ للبكاءِ أيضًا خوفًا على فراقِ سميحة وعلى سمر ومَا ستؤولُ إليه بعدَ هذا، لكنْ ما جالَ بخاطرِه وزادَ من خوفِه، قلقَه على سمر منْ أن تُصابَ بالمرضِ نفسِه ذاتَ يومٍ. طَالَ به الحالُ وهو يفكرُ في حالةِ سمر ولمْ ينتبِه حتّى سمعَ آذانَ الصّلاة، فقامَ يجرُ قدميه بتثاقلٍ شديدٍ كمنْ يحملُ ثقلَ أسفارٍ طالَ بها المرتحلُ، توضَأَ ونزلَ للمسجدِ معَ والدِه و تقابلَا معَ عمّه وحسنَ وحسين وأصرّت سمر أن تذهبَ أيضًا معهم، كانتْ المساجدُ في أبهَى زينتِها استعدادًا لشهر رمضان المبارك وما يميز هذه الأيّام ويزيدُها جمالًا هو لعب الأطفالِ وهم يتواثبُون هنا وهناكَ وصوتُ الشعائرِ الدينيةِ الّتي تريحُ النفس وتطمئنُ لها القلوبُ، وزينةُ الشوارعِ والمساجدِ الّتي جعلتْها تبدُو بأحلَى حلةٍ كأنّها عروسٌ زينَتْ ليلةَ حِنَتِهَا. أدَى الجميعُ صلاتَهم بالمسجدِ ثمّ عادُوا فرحينَ إلى البيتِ، ما إن وصلُوا دقَ حسنُ جرسَ البابِ مراتٍ ومراتِ لكنْ لمْ يفتحْ أحد ظنُوا أنَّ سميحةَ قد غفتْ، لكن عمّه قد نسّيَ حملَ المفاتيح معهُ فاضطرُوا لكسرِ البابِ وما إنْ ولجُوا البيتَ حتّى وجدُوا سميحة ملقاة علَى الأرضِ، فاقدةً الوعيَ بمنظرٍ مرعبٍ؛ ما إنْ رأتْها سمر حتّى راحتْ تعلِي صرخاتِها ونواحَها من شّدةِ الفزعِ والهلعِ على والدتِها.
رواية الوفاء في زمن الخيانة. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ الفصل الأول
في محافظةِ الإسكندريةِ السّاحرةِ، عروسُ البحرِ الأبيضِ المتوسطِ، وفي أحدِ أطرافِها المتراميَة، في مدينةٍ صغيرةٍ ساحرةٍ، موقعُها خرافيٌّ، تتوسّطُ ثلاثَ محافظاتٍ، تُطّلُ على النّيلِ والبحرِ المتوسّطِ معًا منظرٌ ساحرٌ، وطبيعةٌ مبهرَةٌ، حيثُ الحدائق والأزهار، والجّوُ المعتدلُ، والمناظرُ الخلابةٌ، هنَا يقعُ منزلٌ هادئ جميلٌ، حيثُ يعيشُ الأَخَوَان: عبد الله وعبد القادر، وأسرتيهما الصغيرتان: سناء زوجة عبد الله، وابنهما أحمد، وسميحة زوجة عبد القادر، الّتي وهبها الله تعالى طفلة أسمتها {سمر} بعد خمس سنوات من الزواج. اليوم موعد حفلة استقبال المولودة الجديدة{سمر}، ستكونُ أجملَ الحفلاتِ، ستُذبحُ الذبّائحُ، وتُعلقُ الزينّاتُ، وتُوزعُ الهدايَا، فرحًا بالصّغيرةِ الّتي وُلدتْ، بعد صبرِ سنينَ عجافَ. الكلُّ يستعدُ بفرحٍ وسرورٍ، أمّا أحمد فقدْ كانتِ فرحتُه وشغفُه يفوقان الجميع، فقدْ طال به الانتظار خمسَ سنواتٍ حيث احتلتْه الوحدةُ، هناكَ في منزلِهم الكبيرِ، وأخيرًا سيكونُ له رفيقةٌ و صديقةٌ تفهمُه، وتشاركُه اللّعبَ والحياةَ. تلهف أحمد لرؤية الصغيرة وطلب من والدته مرافقتها للغرفة، ولكنها رفضت بشدّة، وذلك لأن سمر أُصيبت بمرض الصفراء، ومنَع عنها الطبيب الزيارة وحَظر الإضاءة، ليتم تعافيها سريعا. لم يعِ أحمدُ كلّ هذا، مازال صغيرا، ورغبته في رؤية سمر، كانت مُلّحة، وأقوى من أي أعذار، اغتاظ أحمد من رد فعل والدته، وهمَّ يفكرُ في طريقةٍ لرؤيةِ سمر دونَ أن ينتبِه له أحدٌ طالتْ جلسةُ التفكيرِ الخاصةِ به وبعدَ مدٍ وجزرٍ قرّرَ النزولَ للشارعِ، وراحَ ينفذُ خطتَه المبتكرَة ظنًّا منه أنّهَا ستنجحُ لكن وا أسفاه خابَ ظنّهُ وخانَه عقلُه المدبرُ، حيثُ أنّه قدْ استندَ على قامةِ كرسي وثبّتَه أسفلَ نافذةِ سمر الّتي كانَ جزءٌ منها مفتوحٌ وأخذَ يتحركُ على الكرسي ذاتِ اليمينِ والشّمالِ محاولًا بثَ نظراتِه التّفحصيةِ داخلَ الغرفةِ وإرسالِ جنودَ العينِ منْ وراءِ فتحةٍ صغيرةٍ بالنّافذةِ، في هذه الأثناء انزلقتْ رجلُه وراحَ طريحًا على الأرضِ، بعدهَا صدرتْ أصواتُ التأوهِ والألمِ منه فهرولَ إليه والدُه وحملَه للداخلِ وهو يتألمُ من شّدةِ الوقعةِ الّتي وقعَها، في هذه الأثناء استبدلَ أحمد ملامحَ الإصرارِ والسّعادة والأمل لرؤية سمر بملامح كئيبةٍ اعتلتْ وجهَه المصّفرِ الّذي حملَ مزيجًا من خيبةِ أملٍ في تحقيقِ الرغبةِ، وخجل من الموجودين حوله، كأنّهُ ارتكبَ جريمةً وكُشِفَ أمرُه قبلَ أن تكتملَ خطتَه. كانتْ إصابةُ أحمد بليغة جدًا راحَ ضحيتَها قدمه ممَا استدعَى مراجعةً طبيّةً له ولفَ القدمْ بالجبسِ، لم يسعدْ أحمدُ لهذَا الأمرْ إطلاقًا لأنّه من هذَا اليوم أصبحَ رهينةً بالبيتِ ولا يسعُه الخروجُ ولا المشي، الآن كيف له أن يحققَ رغبتَه في رؤية سمر؟. بعد فترةٍ من الزمنِ قد تكونُ أسبوعًا كاملًا استوطنَ المللُ على أحمد وخيمتْ الكآبةُ والوحدةُ داخلَه نتيجةَ ملازمتِه الفراشَ طولَ هذه المدة، في يومِ من أيّامِ خيبتِه دقَّ جرسُ البابِ، فتحتْ والدةُ أحمد، وكانتْ المفاجأة حضرتْ سميحَة زوجةُ عمّهِ ومعهَا سمر ليطمئنُوا على أحمد. مَا إن رأى أحمد سمرَ حتَّى فتحَ فاههُ دهشةً وفرحًا، وراحتْ سميحة تضعُها بين يديه؛ فرح فرحةً كبيرةً لا توصفُ واحمرَ خجلًا ما إنْ رددتْ سميحة قولَها: ها هي عروسُك بين يديك متلهفةٌ لك مثلمَا أنتَ متلهفٌ لرؤيتِها. قالتْ قولَها هذا محاولةً التحسينَ من مزاجِه ومواساة آلامِه. تفحصَ أحمد بنظراتِه البريئة الّتي حملتْ كمًا هائلًا من الفرحِ والسّعادةِ والأملِ لا تصفُه الكلماتُ ولَا تعيه الحروفُ فإنّها المؤنسُ الّذي سيكسرُ روتين الوحدةِ داخلَه ويؤنسُ روحَه الظّليلة هنا وهناك، إنّها الملاكُ الّذي سيلفُه بعباءةِ الطمأنينة في كل ابتسامة ونظرة، والنورُ الّذي سينيرُ حياتَه المظلمةَ، بعدمَا كان يشعرُ بالمللِ ساعات طويلةٍ؛ لا يجدُ من يشاركُه حياتَه، إنّها الحياةُ الجديدة والحياة الأجملُ الّتي طالمَا تمناهَا وبحثَ عنهَا في رحلاتِه الطّويلةِ. توالتْ الأيّامُ واللّيالي وسابقَنا الزمنُ فمرتْ سنواتٌ عديدةٌ وكبرُ كلٌّ من سمر وأحمد وكانَا لا يفترقَان البتة دائمًا ما تخطفُك أصواتُ ضحكاتِهما المتّعاليةِ في الأرجاءِ وهمَا يتواثبانِ هنا وهناك يتشاركان اللّعبَ ولحظات السّعادةِ والمرحِ، وما زاد قوةَ علاقتهِما هو تلكَ الشّجارات الّتي تنشبُ بينهُما من فترةٍ لأخرَى بسببِ اختلاف رأيٍ أو ما شابهَ، مثالٌ للبراءةٍ هما تعلمَا الحبوَ على بساطِ الطّفولةِ معًا ولم يتركَا يدَ بعضهِما أبدًا، كلّ هذا كانَ في كنفِ عائلةِ محبةٍ ولطيفةٍ تحبُ العطاءَ والاحترامَ أفرادُها طيبُوا القلوب. بعد فترةٍ من الزّمنِ حملتْ سميحة والدةَ سمر مرة أخرى، ووضعتْ في حملِها هذا توأم { حسن وحسين} لكن لسوءِ الحظِ قد أصابتْها مضاعفاتٍ بعد الولادةِ وتعبتْ تعبًا شديدًا، وتعبَ معهَا المولودَان الجديدَان أيضًا، في هذه الأثناءِ شمرتْ الأحزانُ عن صاعديْها لتنهشَ من لحمِ هذه العائلةِ، وعمَ الخوفُ والقلقُ الشّديدُ على سميحة والولدين، لم تسلمْ سمر من جندِ الخوفِ وشيطانِه بلْ أنّه قد أكلَ من قلبِها الطيّبِ نصيبًا وافرًا واعتلتْ وجههَا صفرةٌ شديدةٌ وامتنعتْ عن الأكلِ؛ ذلكَ من شدةِ خوفِها وقلقِها على والدتِها وإخوتِها الصّغار. وبعدَ فترةٍ من الزمنِ تلوى فيهَا الجميعُ علىَ بساطِ القلقِ والخوفِ، عادتْ سميحةُ والأطفالُ للمنزلِ بعدمَا تماثلُوا للشفاءِ، ولكن سميحة لم تتعافَ تمامًا فهي لازالتْ تشعرُ بالتّعبِ؛ هذا ما دفعَ الطبيبَ إلى إخضاعِها لمجموعةٍ من التّحاليل الطّبية والأشعةِ وللأسفِ هذه الأخيرة أظهرتْ أنّهَا قد أصيبتْ بمرضِ بالقلبِ، ونتيجةَ هذا خرتْ قواهَا وضَعُفَ جسمُها ووهنتْ فلم تعدْ تقوَى على أداءِ أشغالِ البيتِ ولا رعايةِ الأطفالِ، فَهّمَ الجميعُ لمساعدتِها دونَ ترددٍ خاصّةً سناء أمّ أحمد الّتي كانتْ تقومُ بأعمالِ البيتِ عنهَا وترعَى الأطفالَ دونَ مللٍ ولا كللٍ. حاولتْ سميحةُ الانتظامَ في أخذِ العلاجِ والأدويةِ دونَ تهاونٍ في ذلك، لكنْ هذَا لمْ يخففْ من خوفِ سمر على والدتِها فهيَ كانتْ تخافُ فكرةَ أن تفقدَ والدتَها على حينِ غرةٍ فكانتْ تدعُو لهَا بالشّفاءِ أناءَ الّليلِ وأطرافَ النّهار، فهي لا تقوَى علَى أن تعيشَ دونَها. كبرتْ سمر وحانَ موعدُ التحاقِها بالمدرسةِ، أخيرًا ستلتحقُ بالصّف الأوّل لكنَها لم تكنْ سعيدةً بهذَا فاعتلتْ وجهَها ملامحُ الشحوبِ والاصفرارِ وضاقتْ عينيهَا ممَّا يدلُ على استيائِها لدخولِ المدرسةِ، وكانَ حزنُها لأسبابٍ أولّها مرضُ والدتِها وتعذر مرافقتِها للمدرسةِ أمّا السببُ الثّاني فهو سفرُ والدِها خارجَ البلدةِ ممّا يمنعُه من مرافقتِها كمَا كانتْ تحلمُ دائمًا؛ بدأتْ هستيريَا البكاءِ عندَ سمر ورفضتْ التّوقفَ عن ذلك ممَا مزّقَ قلبَ أحمد عليهَا وجعلًه يشعرُ بالسوءْ لحالِها. لمْ يتخلَ أحمد عنْ سمر لحظةً واحدةً ولمْ يتركْ يدهَا بل أنّه تشبثَ بها بقوةٍ واصطحبَها معه إلى المدرسةِ وحاولَ بطرقٍ جهيدةٍ طيلةَ الطّريقِ على أن يرسمَ الضحكةَ على وجههِا ويمسحَ الدموعَ من عينيها. لكن هذا لمْ يجدِ نفعًا حيثُ ما إنْ وطأتْ أقدامُ سمر بوابةَ المدرسةِ حتّى رأتْ كلّ التّلاميذ مع أبائهم يتبادلُون الحديثَ ويتمازحُون ويودعُون بعضَهم عندَ البابِ؛ هنا عادتْ سمر لحالتِها الأولى وباشرتْ البكاءَ من جديد لأنّها وجدتْ نفسَها وحيدةً في غيابِ والديهَا. توالتْ الأيّام وتعاقبتْ السنين ولازالَ الحالُ على ما هوَ عليه، فعّمَ الهدوءُ المنزلَ طيلةَ هذه المدةِ لكنَ مرضُ سميحة لازالَ يزدادُ يومًا بعدَ يومٍ وحالتِها في استياءٍ من يومٍ لأخر؛ ممَّا دفعَها لمراجعةِ طبيّةٍ عندَ مختلفِ الأطباءِ لكن ذهبَت هذه الجهودُ في مهبِ الرّيحِ. اختلسَ أحمدُ السمعَ لجلسةِ والدِه ووالدتِه وهمَا يتحدثَان عن حالةِ سميحة وعنْ الأطّباءِ الّذين زارتْهم، وأنهَت حديثَها بالتّأسفِ والبكاءِ ممّا دفعَ أحمدُ للبكاءِ أيضًا خوفًا على فراقِ سميحة وعلى سمر ومَا ستؤولُ إليه بعدَ هذا، لكنْ ما جالَ بخاطرِه وزادَ من خوفِه، قلقَه على سمر منْ أن تُصابَ بالمرضِ نفسِه ذاتَ يومٍ. طَالَ به الحالُ وهو يفكرُ في حالةِ سمر ولمْ ينتبِه حتّى سمعَ آذانَ الصّلاة، فقامَ يجرُ قدميه بتثاقلٍ شديدٍ كمنْ يحملُ ثقلَ أسفارٍ طالَ بها المرتحلُ، توضَأَ ونزلَ للمسجدِ معَ والدِه و تقابلَا معَ عمّه وحسنَ وحسين وأصرّت سمر أن تذهبَ أيضًا معهم، كانتْ المساجدُ في أبهَى زينتِها استعدادًا لشهر رمضان المبارك وما يميز هذه الأيّام ويزيدُها جمالًا هو لعب الأطفالِ وهم يتواثبُون هنا وهناكَ وصوتُ الشعائرِ الدينيةِ الّتي تريحُ النفس وتطمئنُ لها القلوبُ، وزينةُ الشوارعِ والمساجدِ الّتي جعلتْها تبدُو بأحلَى حلةٍ كأنّها عروسٌ زينَتْ ليلةَ حِنَتِهَا. أدَى الجميعُ صلاتَهم بالمسجدِ ثمّ عادُوا فرحينَ إلى البيتِ، ما إن وصلُوا دقَ حسنُ جرسَ البابِ مراتٍ ومراتِ لكنْ لمْ يفتحْ أحد ظنُوا أنَّ سميحةَ قد غفتْ، لكن عمّه قد نسّيَ حملَ المفاتيح معهُ فاضطرُوا لكسرِ البابِ وما إنْ ولجُوا البيتَ حتّى وجدُوا سميحة ملقاة علَى الأرضِ، فاقدةً الوعيَ بمنظرٍ مرعبٍ؛ ما إنْ رأتْها سمر حتّى راحتْ تعلِي صرخاتِها ونواحَها من شّدةِ الفزعِ والهلعِ على والدتِها.
انا حقا لا استحق منك كل هذا.
لماذا تجريحنى لماذا؟
˝في المرة الأولى كنتى جميلة معي لبقّ الكلام جميلة الاحساس رائعة الفهم تُشعري ما بداخلي, في المرة الثانية أبتعدت قليلًا قل الكلام بدأ صوتك يعلو قليلًا على توافة الأمورلم أعد أعرفك كمثل قبل, في المرة الثالثة أبكيتني حد الوجع واوجعتني حد البكاء لاأعلم أبكي لأنك أوجعتني او لأني أحببتُك˝.
حقا قلوب البشر لاتشبه ملامحهم خدعتنى وكنت فى عينى مثل الملاك وانتى شيطانه لعينه.
سيبقى كسر قلبي فى ذمتك للأبد؛ كن مستعدًا لتلقي الصدمات فالحياة مفاجأت، قد تأتيك من البعيد وقد تأتي من أقرب الناس إليك.
˝نحن نصنع خيباتنا بأنفسنا نتيجة التوقعات العالية التي نضعها سواء في علاقتنا بأنفسنا أو في علاقتنا بالآخرين.˝
سبحان من أزاح حبهم عن قلبي ، كأنهم لم يكونوا فيه يومًا.
أنا اعطيتك كل الحب وانتى أعطيتنى جرح وألم؛أنا تعلمت منك الكثير أنى ماأحب أحد ولا أثق أنتى كرهتنى فى كل الفتيات لماذا تفعلى بيا كل هذا!
هذا ذنبى؟
ذنبي أنى حبيتك ذنبي أنى أعطيك كل الحب ووثقت فيكى أنا أتالم کثيرا.
˝لا أريدُ التحدُث معكي مُجددًا ومع ذلك لازلتُ أنتظرُ منكَ رسالة، أريدُ نسيانَك ولا أستطيعُ النومَ دون أن أتذكرك، أتمنى لو أنّي لم أعرفك ومع ذلك أعتبرُك أجملَ ماحدث لي في هذه الدُنيا، أحببتُك حتّى باتَ حُبّي يُؤلمني، أنا فعلاً تعبتُ من تناقُضَ الشُّعور داخلي.˝
ک/حبيبه طه. ❝ ⏤أبنه طه
❞ لماذا تولمنى!
انا حقا لا استحق منك كل هذا.
لماذا تجريحنى لماذا؟
˝في المرة الأولى كنتى جميلة معي لبقّ الكلام جميلة الاحساس رائعة الفهم تُشعري ما بداخلي, في المرة الثانية أبتعدت قليلًا قل الكلام بدأ صوتك يعلو قليلًا على توافة الأمورلم أعد أعرفك كمثل قبل, في المرة الثالثة أبكيتني حد الوجع واوجعتني حد البكاء لاأعلم أبكي لأنك أوجعتني او لأني أحببتُك˝.
حقا قلوب البشر لاتشبه ملامحهم خدعتنى وكنت فى عينى مثل الملاك وانتى شيطانه لعينه.
سيبقى كسر قلبي فى ذمتك للأبد؛ كن مستعدًا لتلقي الصدمات فالحياة مفاجأت، قد تأتيك من البعيد وقد تأتي من أقرب الناس إليك.
˝نحن نصنع خيباتنا بأنفسنا نتيجة التوقعات العالية التي نضعها سواء في علاقتنا بأنفسنا أو في علاقتنا بالآخرين.˝
سبحان من أزاح حبهم عن قلبي ، كأنهم لم يكونوا فيه يومًا.
أنا اعطيتك كل الحب وانتى أعطيتنى جرح وألم؛أنا تعلمت منك الكثير أنى ماأحب أحد ولا أثق أنتى كرهتنى فى كل الفتيات لماذا تفعلى بيا كل هذا!
هذا ذنبى؟
ذنبي أنى حبيتك ذنبي أنى أعطيك كل الحب ووثقت فيكى أنا أتالم کثيرا.
˝لا أريدُ التحدُث معكي مُجددًا ومع ذلك لازلتُ أنتظرُ منكَ رسالة، أريدُ نسيانَك ولا أستطيعُ النومَ دون أن أتذكرك، أتمنى لو أنّي لم أعرفك ومع ذلك أعتبرُك أجملَ ماحدث لي في هذه الدُنيا، أحببتُك حتّى باتَ حُبّي يُؤلمني، أنا فعلاً تعبتُ من تناقُضَ الشُّعور داخلي.˝
ک/حبيبه طه . ❝
❞ وسواس الخوف
كما يقال ˝لكل بداية نهاية˝ فحكايتنا ليس لها نهاية، أحداثها مشوقه مليئة بالمغامرة والحزن والحب والشجاعة والخوف، نعم الخوف الذي يتملكنا كليًا ويجعل منَّا أشخاص أكثر هشاشة لا تستطيع مواجهة الحياة، أشخاص تلتفت حولها كل دقيقة خوفًا أن يلتهما شيء، أشخاص تنام ولكن عيناها مفتوحتان تتلفت يمينًا ويسارًا خوفًا من الأشباح الذي تظهر في العتمة بعد منتصف الليل.
تجلس في شرفة المنزل وفي يداها كوبًا من الشاي -المنعنع- واليد الأخرى بها كتابٌ تقرأ فيه، ثم تغلق الكتاب وتنظر إلى السماء وترفع يداها وتدعو أن يهدأ فؤادها وينزع الله منه شعور الخوف الذي يتملكها، حتى سمعت صوت ينادى باسمها:
- أطياف.
= من المنادى
- أنا أنت.
= من أنت ولماذا أتيتِ؟
- لا تخافي لقد جئتُ لأساعدك عزيزتي، أنا طيفك وجئت لأتخلص من الخوف الذي بداخلك وأمحو الصراع الذي تعيشيه كل ليلة مع نفسك.
= أنا هنا لأساعد نفسي ولست بحاجة لكِ.
- منذ سنوات طويلة وأنتِ تُعاني من الوسواس الذي جعل الخوف يتملكك كليًا ولا تستطيعي طرد تلك الأفكار من عقلك بل تسيطر عليه أكثر.
شعرت أطياف أنها على حق ولأول مرة يصارحها أحد بالحقيقة المُرة.
كانت أطياف تعاني من الوسواس منذ صغرها فقد تركها والديها وأختها الصغرى وتوفاهم الله وهي في سن العاشرة وعاشت مع جدتها حتى تركتها جدتها أيضًا وعاشت وحيدة بقية حياتها ربما مؤنسها هو الخوف كأنه صديق وفي يكمل معها لنهاية المطاف.
فكرت أطياف بكلام تلك المرأة التي تشبهها كثيرًا كأنها هي ولكن تختلف عنها داخليًا فتلك المرأة شجاعة من داخلها تمتلك القوة التي تجعلها سعيدة.
ذهبت أطياف إلى فراشها وتركت روحها للقدر ونامت في ثبات عميق، ولكن تلك المرأة التي تدعى طيف تلاحقها حتى في أحلامها وتخبرها أنها هنا لها؛ وجاءت لكي تمحو الخوف الذي بداخلها وتجعل منها شخصًا سوى نفسيًا وشجاع.
استيقظت أطياف على صوت يخبرها أنها قوية ولكنها لا تمتلك الخطوة الأولي وعليها أن تصدق قلبها ولا تترك نفسها لأفاكرها التي تُهلكها، نهضت أطياف إلى شرفة المنزل حتى فكرت بشيء كانت تفكر فيه منذ سنوات عديدة ولكنها كانت بداخلها خائفة بدلت ملابسها وذهبت إلى مكان يذهب إليه بعض البشر للتعافي من أشياء بداخلهم تسبب لهم مخاوف في حياتهم، وجدت نفسها عند طبيبة نفسية تدعى د/ونيسة، كانت أقدامها تقودها بسرعة رهيبة كأنها تخبرها أنها فعلت الخطوة الصواب، دلفت الباب بصعوبة فكانت داخلها خائفة حتى اتجهت إلى المقعد وجلست عليه وتحدثت قائلة؛ أنا لستُ مريضة نفسية ولكن تعرضت لأشياء جعلت مني شخصًا أكثر هشاشة لا أستطيع مواجهة الحياة، لدي أحلام كثيرة ولكني لا أمتلك الخطوة الأولى، دائمًا الخوف يتملكني وجعل مني شخصًا لا أعرفه، لا أستطيع التعامل مع البشر لأنني خائفة أخاف أن أعتاد على أحد يتركني كما فعلت عائلتي معي.
قالت الطبيبة: أنا هنا لست طبيبة نفسية أنا هنا صديقة لكِ.
قالت أطياف بصوت يرتجف: أخاف أن أعتبرك صديقة وبعدما ننتهي من فترة العلاج والتعافي تتكريني وأعود وحيدة مرة أخري.
قالت الطبيبة: الأصدقاء الحقيقيون لا يتركون بعض أبدًا، وأنا سأكون صديقة لكِ وونيسة لكِ.
قالت أطياف: هل يوجد علاج للوسواس؟
قالت الطبيبة: أولًا الوسواس أفكار متكررة ومستمرة وغير مرغوب فيها، وأعراض الوسواس كثيرة منها: الخوف من التلوث والقاذورات، الشك وعدم اليقين، أفكار عدوانية أو مروعة حول فقدان السيطرة وإيذاء نفسك أو الآخرين.
أولًا للتخلص من الوسواس عليك الإيمان بالله والإستعاذة من الشيطان الرجيم والتحصن بالقرآن الكريم والإكثار من الذكر والدعاء والصلاة على النبي دائمًا.
قالت أطياف: الوسواس الذي يتملكني هو الوسواس بالأفكار وعدم اليقين والخوف من كل شيء حتى نفسي والتفكير الزائد الذي يتملكني وعدم الثقة في نفسي والآخرين.
قالت الطبيبة: لكل داء دواء، وإن شاء الله سوف تتعافي تمامًا من الوسواس.
قالت أطياف: وشيء آخر أريد أن أخبرك عنه، هناك امرأة تدعى طيف تظهر لي دائمًا كأنها روحي الداخلية؛ تخبرني أنها تريد مساعدتي وتريد التخلص من الخوف الذي بداخلي.
قالت الطبيبة: إنها روحك ولكن هذه شخصية وهمية تظهر لكِ لتساعدك على التعافي من الوسواس.
ذهبت أطياف من عند الطبيبة وقررت أن تمنح نفسها فرصة لتصبح شخصًا أحسن مما هي عليه الآن، ذهبت إلى منزلها وقررت أن تدون كل اللحظات التي مرت بها وفي صفحة جديدة وورقة بيضاء وفي أول السطر كتبت بداية جديدة.
كل شخص منّا يحتاج إلى بداية جديدة، بداية تبدأ فيها حياتك من جديد، حياة أنت التي تصنعها بنفسك، تصنع السعادة بنفسك تجعل نفسك في المقدمة دائمًا، أنت فقط.
كانت أطياف كل ليلة تنتظر طيف أن تأتي ولكنها منذ أشهر مرت لها لم تأتي مجددًا كانت تنتظرها حتى في المنام ولكنها لم تأتي أيضًا.
كانت أطياف تذهب للطبيبة كُل أسبوع حتى أصبحوا أصدقاء أوفياء وبعد عام كامل من العلاج تعافت أطياف تمامًا وكان السبب في هذا التعافي هي ونيسة؛ فكانت تمتلك من اسمها نصيب، كانت مؤنسة أطياف طوال العُمر.
عادت أطياف ترى الزهور مجددًا، ترى الحياة كأنها ربيع، تستمتع بكل الأوقات وما زالت تتذكر عائلتها وتذهب لهم وتشاركهم كل لحظاتها، وكانت ونيسة هي من جعلت الربيع يأتي.
عادت الحياة تضحك من جديد، وعادت معها كل المعاني الجميلة، وذهب الخوف الذي كان الشبح بالنسبة لنا، وعاد مكانه الأمان، ولأول مرة تمتلك لذة النصر وتشعر بالأمان.
تمت
مَدِيحَة مُحَمَّد بَنْدِيرِي
كيان خطوط. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ وسواس الخوف
كما يقال ˝لكل بداية نهاية˝ فحكايتنا ليس لها نهاية، أحداثها مشوقه مليئة بالمغامرة والحزن والحب والشجاعة والخوف، نعم الخوف الذي يتملكنا كليًا ويجعل منَّا أشخاص أكثر هشاشة لا تستطيع مواجهة الحياة، أشخاص تلتفت حولها كل دقيقة خوفًا أن يلتهما شيء، أشخاص تنام ولكن عيناها مفتوحتان تتلفت يمينًا ويسارًا خوفًا من الأشباح الذي تظهر في العتمة بعد منتصف الليل.
تجلس في شرفة المنزل وفي يداها كوبًا من الشاي المنعنع واليد الأخرى بها كتابٌ تقرأ فيه، ثم تغلق الكتاب وتنظر إلى السماء وترفع يداها وتدعو أن يهدأ فؤادها وينزع الله منه شعور الخوف الذي يتملكها، حتى سمعت صوت ينادى باسمها:
أطياف.
= من المنادى
أنا أنت.
= من أنت ولماذا أتيتِ؟
لا تخافي لقد جئتُ لأساعدك عزيزتي، أنا طيفك وجئت لأتخلص من الخوف الذي بداخلك وأمحو الصراع الذي تعيشيه كل ليلة مع نفسك.
= أنا هنا لأساعد نفسي ولست بحاجة لكِ.
منذ سنوات طويلة وأنتِ تُعاني من الوسواس الذي جعل الخوف يتملكك كليًا ولا تستطيعي طرد تلك الأفكار من عقلك بل تسيطر عليه أكثر.
شعرت أطياف أنها على حق ولأول مرة يصارحها أحد بالحقيقة المُرة.
كانت أطياف تعاني من الوسواس منذ صغرها فقد تركها والديها وأختها الصغرى وتوفاهم الله وهي في سن العاشرة وعاشت مع جدتها حتى تركتها جدتها أيضًا وعاشت وحيدة بقية حياتها ربما مؤنسها هو الخوف كأنه صديق وفي يكمل معها لنهاية المطاف.
فكرت أطياف بكلام تلك المرأة التي تشبهها كثيرًا كأنها هي ولكن تختلف عنها داخليًا فتلك المرأة شجاعة من داخلها تمتلك القوة التي تجعلها سعيدة.
ذهبت أطياف إلى فراشها وتركت روحها للقدر ونامت في ثبات عميق، ولكن تلك المرأة التي تدعى طيف تلاحقها حتى في أحلامها وتخبرها أنها هنا لها؛ وجاءت لكي تمحو الخوف الذي بداخلها وتجعل منها شخصًا سوى نفسيًا وشجاع.
استيقظت أطياف على صوت يخبرها أنها قوية ولكنها لا تمتلك الخطوة الأولي وعليها أن تصدق قلبها ولا تترك نفسها لأفاكرها التي تُهلكها، نهضت أطياف إلى شرفة المنزل حتى فكرت بشيء كانت تفكر فيه منذ سنوات عديدة ولكنها كانت بداخلها خائفة بدلت ملابسها وذهبت إلى مكان يذهب إليه بعض البشر للتعافي من أشياء بداخلهم تسبب لهم مخاوف في حياتهم، وجدت نفسها عند طبيبة نفسية تدعى د/ونيسة، كانت أقدامها تقودها بسرعة رهيبة كأنها تخبرها أنها فعلت الخطوة الصواب، دلفت الباب بصعوبة فكانت داخلها خائفة حتى اتجهت إلى المقعد وجلست عليه وتحدثت قائلة؛ أنا لستُ مريضة نفسية ولكن تعرضت لأشياء جعلت مني شخصًا أكثر هشاشة لا أستطيع مواجهة الحياة، لدي أحلام كثيرة ولكني لا أمتلك الخطوة الأولى، دائمًا الخوف يتملكني وجعل مني شخصًا لا أعرفه، لا أستطيع التعامل مع البشر لأنني خائفة أخاف أن أعتاد على أحد يتركني كما فعلت عائلتي معي.
قالت الطبيبة: أنا هنا لست طبيبة نفسية أنا هنا صديقة لكِ.
قالت أطياف بصوت يرتجف: أخاف أن أعتبرك صديقة وبعدما ننتهي من فترة العلاج والتعافي تتكريني وأعود وحيدة مرة أخري.
قالت الطبيبة: الأصدقاء الحقيقيون لا يتركون بعض أبدًا، وأنا سأكون صديقة لكِ وونيسة لكِ.
قالت أطياف: هل يوجد علاج للوسواس؟
قالت الطبيبة: أولًا الوسواس أفكار متكررة ومستمرة وغير مرغوب فيها، وأعراض الوسواس كثيرة منها: الخوف من التلوث والقاذورات، الشك وعدم اليقين، أفكار عدوانية أو مروعة حول فقدان السيطرة وإيذاء نفسك أو الآخرين.
أولًا للتخلص من الوسواس عليك الإيمان بالله والإستعاذة من الشيطان الرجيم والتحصن بالقرآن الكريم والإكثار من الذكر والدعاء والصلاة على النبي دائمًا.
قالت أطياف: الوسواس الذي يتملكني هو الوسواس بالأفكار وعدم اليقين والخوف من كل شيء حتى نفسي والتفكير الزائد الذي يتملكني وعدم الثقة في نفسي والآخرين.
قالت الطبيبة: لكل داء دواء، وإن شاء الله سوف تتعافي تمامًا من الوسواس.
قالت أطياف: وشيء آخر أريد أن أخبرك عنه، هناك امرأة تدعى طيف تظهر لي دائمًا كأنها روحي الداخلية؛ تخبرني أنها تريد مساعدتي وتريد التخلص من الخوف الذي بداخلي.
قالت الطبيبة: إنها روحك ولكن هذه شخصية وهمية تظهر لكِ لتساعدك على التعافي من الوسواس.
ذهبت أطياف من عند الطبيبة وقررت أن تمنح نفسها فرصة لتصبح شخصًا أحسن مما هي عليه الآن، ذهبت إلى منزلها وقررت أن تدون كل اللحظات التي مرت بها وفي صفحة جديدة وورقة بيضاء وفي أول السطر كتبت بداية جديدة.
كل شخص منّا يحتاج إلى بداية جديدة، بداية تبدأ فيها حياتك من جديد، حياة أنت التي تصنعها بنفسك، تصنع السعادة بنفسك تجعل نفسك في المقدمة دائمًا، أنت فقط.
كانت أطياف كل ليلة تنتظر طيف أن تأتي ولكنها منذ أشهر مرت لها لم تأتي مجددًا كانت تنتظرها حتى في المنام ولكنها لم تأتي أيضًا.
كانت أطياف تذهب للطبيبة كُل أسبوع حتى أصبحوا أصدقاء أوفياء وبعد عام كامل من العلاج تعافت أطياف تمامًا وكان السبب في هذا التعافي هي ونيسة؛ فكانت تمتلك من اسمها نصيب، كانت مؤنسة أطياف طوال العُمر.
عادت أطياف ترى الزهور مجددًا، ترى الحياة كأنها ربيع، تستمتع بكل الأوقات وما زالت تتذكر عائلتها وتذهب لهم وتشاركهم كل لحظاتها، وكانت ونيسة هي من جعلت الربيع يأتي.
عادت الحياة تضحك من جديد، وعادت معها كل المعاني الجميلة، وذهب الخوف الذي كان الشبح بالنسبة لنا، وعاد مكانه الأمان، ولأول مرة تمتلك لذة النصر وتشعر بالأمان.
تمت
مَدِيحَة مُحَمَّد بَنْدِيرِي
كيان خطوط . ❝