#نحن نعلم أن عددا من حَملة الأقلام قد صُنعت رؤوسهم خارج هذه البلاد وأن تصوّرهم لكثير من الحقائق وحكمهم في كثير من القضايا لا صلة له بتراثنا ولا ارتباط له برسالتنا وأن آخر ما يكترثون له أو يهتمون به هو الإسلام وحاضره ومستقبله وإن كانت أسماؤهم إسلامية .
#وكنت أحسب أن معركة المصير بيننا وبين بنى إسرائيل ستكرههم على مراجعة أنفسهم وتصحيح أخطائهم ولكنني كنت واهما..
#لقد استيقظ بنو إسرائيل وهاجت في دمائهم غطرسة الماضي وانحرافات التدين ولوثات التعصب وهجموا على بلادنا يبغون محو أمة وحضارة وفي أيديهم كل ما استحدث العلم من أدوات الفتك !
#وفي ملاقاة هذا العدوان تقرأ لكاتب روايات مصري إنه مسرور من الجيل الحاضر لأنه يحسن الرقص والغناء !
قبحك الله من كاتب مكفوف البصيرة !
#وفي هذا الاتجاه الضرير ينشر كاتب آخر مقالات مسهبة عن "الشخصية المصرية" يمهد فيها طريق الشهوة ويرسم لها الأهداف الوضيعة.
#وتستغرب وأنت تقرأ في صحيفة الأهرام مقالاته في أي عصر يعيش هذا الكاتب ولأي جيل يكتب ؟
#نعم لقد ذهب "توفيق الحكيم" إلى باريس لا ليسأل: كيف دخل الفرنسيون النادي الذري؟ ولا ليبحث كيف يحاول جواسيس الصهيونية سرقة أسرار طائرات" الميراج" ؟ ولا ليحقق كيف أقامت فرنسا قوة ثالثة تريد أن تضارع جبابرة الأرض ؟ لا .. إن شيئا من ذلك لا يعنيه.
#إنه ذهب ليزيد القراء العرب فهما في الأمور الجنسية وليمد حريق الشهوات بوقود جديد يأتي على الأخضر واليابس ...
لنقرأ كاتب الأهرام الفيلسوف وهو يقرر رأيه في هذا الموضوع .. قال:
(....جعلت أفكر في الأمر مستعرضًا ما سبق من حضارات كبرى فوجدت بعض التشابه #إن سمة الحضارة في كل عصر هي البحث عن الحقيقة ولا حياء في البحث عن الحقيقة خصوصاً ما يتعلق بالإنسان وأسباب وجوده المادي والروحي...وإن كتب الأدب العربي القديم لأمثال الجاحظ وابن عبد ربه كانت تتحدث عن الجنس كما تتحدث عن الطعام وأكثر هذه الكتب لا يخلو من باب للطعام وباب للباه وما كان أحد وقتئذ يرى في ذلك بأساً ولا حرجا ولكن يظهر أنه عندما تأخذ الحضارات في الانحطاط تكثر المحظورات وتسدل البراقع على كثير من الموضوعات إلى أن تمتد إلى روح المعرفة وعادة البحث فتصيبها بالشلل وبهذا يقتل العلم وتخسر الحضارة)
#هذا هو فكر كاتب الأهرام الكبير ودرسه لتاريخ الحضارات السابقة واللاحقة..
#وظاهر من أسلوب الكاتب أنه لا يدري شيئا عن قضايا الحلال والحرام، ولا عن شرائع السماء في السلوك الخاص والعام ولا عن الطور العصيب الذى يمر به تاريخ العرب بل سنرى أنه لا يدري عن تاريخ الحضارات البشرية إلا هذه الأجزاء المبتورة عن اقتران الطعام بالباه في كتب الأدب العربي القديم !!
#ومع هذا التطور المزري فهو كاتب كبير يملك حق التوجيه للأجيال الجديدة من أعلى المنابر
#إن علماء الدين ما نادوا في بلادنا يومًا ما بكبْت الغريزة الجنسية ونحن نقدّس فطرة الله التي فطر الناس عليها ونحترم رغبة الذكر والأنثى في لقاء مقنع مشبع وسبيل ذلك الزواج فحسب ..
#أما تيسير الزنا وتكثير أسبابه وتمهيد سُبله وقبول نتائجه فهو ارتكاس إنساني يصحب الأمم عندما تبدأ شمسها في الغروب .
#وتاريخ الأمة العربية والإسلامية معروف بأنه لم يعترف بالرهبانية كما لم يعترف بتبرج الجاهلية واستباحة الأعراض على نطاق ضيق أو واسع فوصف الزنا العام بأنه زواج جماعي كلام قذر، وأي تمهيد لقبوله ـ كما ألمح الكاتب ـ مردود في وجه صاحبه .
#ثم إن العرب خلال هذا القرن قد حاقت بهم رزايا متلاحقة ثم استطاع عدوهم أن يضع أصابعه على مقاتلهم وها هو يشد قبضته على خناقهم ليوردهم الحتوف
#وصيحة العلم والإيمان التي ارتفعت بيننا الآن هي أمل الحياة، فلحساب من تغري أفواج الشباب بالانحلال والتردّي ويحددها كاتب مسلوخ عن الإيمان والعقل لتنسى ربها وشرفها ويومها وغدها !
#نحن نعلم أن أوربا ارتقت في العصور الأخيرة ارتقاءً بعيد المدى لكنه من أكذب الكذب أن يجيء بعض الكتاب المصريين ليزعموا أن سبب ارتقائها هو انسلاخها عن مناهج الفطرة ومقتضيات الأدب .
#إن أسباب النهوض شيء ومظاهر الانحلال شيء آخر ولكى نعرف تفاهة كتابنا وانحدارهم الذهني والنفسي ننقل إليك ما كتبه المؤرخ الإنجليزي الكبير(أرنولد توينبي) لتدرك منه حقيقة ما يتعرض له الكيان الأوربي من أخطار .
#إن الأمراض التي يتعرض لها هذا الكيان المهتز هي هي (الخصائص البراقة) التي يريد نقلها إلى بلادنا كتاب تائهون مثل توفيق الحكيم وغيره من ذوى الأسماء والمناصب !
#قال توينبي "تحت عنوان درس من التاريخ للإنسان المعاصر":
( لقد فشلت جميع جهودنا لحل مشكلاتنا بوسائل مادية بحتة وأصبحت مشروعاتنا الجريئة موضع سخرية ! إننا ندَّعي أننا خطونا خطوات كبيرة في استخدام الآلات وتوفير الأيدي العاملة ولكن إحدى النتائج الغريبة لهذا التقدم تحميل المرأة فوق طاقتها من العمل وهذا ما لم نشهده من قبل فالزوجات في أمريكا لا يستطعن أن ينصرفن إلى أعمال البيت كما يجب ..
#إن امرأة اليوم لها عملان: العمل الأول من حيث هي أم وزوجة والثاني من حيث هي عاملة في الإدارات والمصانع وقد كانت المرأة الإنجليزية تقوم بهذا العمل الثنائي فلم نؤمل الخير من وراء عملها المرهق إذ أثبت التاريخ أن عصور الانحطاط هي تلك العصور التي تركت فيها المرأة بيتها ..
(في القرن الخامس قبل الميلاد حين وصلت اليونان إلى أوج حضارتها كانت المرأة منصرفة إلى عملها في البيت وبعد مجيء الإسكندر الكبير وسقوط دولة اليونان كانت هناك حركة تسوية شبيهة بالحركة التي نشهدها اليوم ! ..
(#لقد نسوا الله (والكلام لتوينبي) حين وضعوا حلولاً لمعالجة الأمراض الاجتماعية انتهت بالأمم إلى علل مستعصية ومآس كبيرة ..
(إن عصر الآلة أوجد لنا نقصا لم يسبق له مثيل نقصا في المساكن مثلاً وخلق لنا فترات متناوبة من البطالة، ونقصاً في الأيدي العاملة)
#ويقول توينبي: (لقد مشى الإنسان قديماً في الطريق الذى مشى فيه اليوم ووضع القواعد نفسها لتنظيم السير والمرور والفرق الوحيد أن الأوائل استخدموا عربات الخيل بدل السيارات وأن مخالفة تعليمات المرور لم تكن مروعة ومميتة كما هي اليوم ..
#إن التقدم الفني والصناعي ليس بحد ذاته دليل الحكمة أو ضمان البقاء، وإن الحضارات التي انبهرت وقنعت بمهارتها الآلية إنما كانت تخطو خطوة نحو الانتحار ! ..
#إن أحد مصادر الخطر على عصرنا الحاضر هو أننا تربينا على عبادة الوطن وعبادة الراية وعبادة التاريخ الماضي ـ العنصري ـ ويجب على الإنسان أن يعبد الله وحده وأن يتمسك بالقانون الإلهي في تكامل الفرد والمجتمع وإن فشلنا لمحتم عندما نحيد عنه) هكذا يقول توينبي .
ومن عباراته في هذا المقال: (لقد أقنعتني دراستي لإحدى وعشرين حضارة أن الثقافة الخلاقة هي فقط الثقافة الصحيحة، تلك التي تتمكن من حل المشكلات المستجدة في الظروف المختلفة ..
إن التقدم العلمي الحديث قد حل مشكلاتنا الصناعية بجدارة ..
#ولكن مشكلات العصر ليست من ذلك النوع الذى يحل في المختبرات إنها مشكلات معنوية ولا علاقة للعلم بالقضايا المعنوية)
يعنى: أن الأمر في هذه الأحوال لمنطق الإيمان ولذلك يقول:
(قد يبدو هذا غريباً ولكن المدنيات الكبيرة بلغت نضجها وضمنت تكاملها بالتغيير الروحي) !
#نقول: إن المؤرخ الأوربي الغيور على حضارته يلمح أسباب اعتلالها ويصف الدواء بحذق أما الصحافي المصري فهو يذهب إلى مسرح عابث فيصفه بإعجاب ويتذكر أن مصر والهند كانتا قديما تقيم التماثيل لأعضاء التناسل !!
#أي فكر هذا ؟ وكيف تتداعى المعاني المثيرة على هذا النحو في ذهن أديب لتنشرها صحيفة كبرى ؟
ومتى ؟ في أيام استعداد العرب لجولة أخرى مع بنى إسرائيل يحررون بها أرضهم ويدركون ثأرهم !
#ما ننتظر غير هذا من أقلام شبَّت على العبث وشاخت فيه .. بيد أننا نلفت الشباب المسلم إلى حقائق قد تغيب عن ذهنه في غمرة الأحداث.
#إن أعيننا ترمق قوما يكرهون الإسلام من أعماق قلوبهم ويتحينون الفرص للتنفيس عن ضغنهم بوسيلة أو أخرى
وهؤلاء يغضبون عندما ننتسب ـ مجرد انتساب ـ إلى الإسلام ولا يتحركون أية حركة إذا تعصب المتعصبون لأية نحلة أخرى على ظهر الأرض .
#على الشباب المسلم أن يرمق هؤلاء بحذر وأن يدرك ما في خباياهم من سواد ..
#في يوم ما جاء إلى صحن الأزهر وفد يجمع بين جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار ولويس عوض وتوفيق الحكيم وآخرين لا أذكرهم ..
كان فيلسوف الوجودية وعشيقته مدعوين لزيارة القاهرة وإلقاء محاضرات بها.
#من الذى استقدم إلى عاصمة العروبة والإسلام هذا الفرنسي الكفور ليلقى فيها بذور انحلاله ؟!
لا يهم أن نعرف الأشخاص، وإنما المهم أن نحذر النيات المبيّتة وأن نتقى التوجيهات المسمومة وأن نتبين الدائرة الواسعة التي يعمل فيها عدونا، لهدم عقائدنا ودك حصوننا فإن هؤلاء الأعداء كثيرون
(ولو نشاء لأرَيناكهم فلعَرَفتهم بِسيماهم )
. ❝ ⏤محمد الغزالى السقا
❞ يقول الشيخ الغزالي "رحمة الله عليه":
"قال الإنسان وقال الحيوان"
نحن نعلم أن عددا من حَملة الأقلام قد صُنعت رؤوسهم خارج هذه البلاد وأن تصوّرهم لكثير من الحقائق وحكمهم في كثير من القضايا لا صلة له بتراثنا ولا ارتباط له برسالتنا وأن آخر ما يكترثون له أو يهتمون به هو الإسلام وحاضره ومستقبله وإن كانت أسماؤهم إسلامية .
وكنت أحسب أن معركة المصير بيننا وبين بنى إسرائيل ستكرههم على مراجعة أنفسهم وتصحيح أخطائهم ولكنني كنت واهما..
لقد استيقظ بنو إسرائيل وهاجت في دمائهم غطرسة الماضي وانحرافات التدين ولوثات التعصب وهجموا على بلادنا يبغون محو أمة وحضارة وفي أيديهم كل ما استحدث العلم من أدوات الفتك !
وفي ملاقاة هذا العدوان تقرأ لكاتب روايات مصري إنه مسرور من الجيل الحاضر لأنه يحسن الرقص والغناء !
قبحك الله من كاتب مكفوف البصيرة !
وفي هذا الاتجاه الضرير ينشر كاتب آخر مقالات مسهبة عن "الشخصية المصرية" يمهد فيها طريق الشهوة ويرسم لها الأهداف الوضيعة.
وتستغرب وأنت تقرأ في صحيفة الأهرام مقالاته في أي عصر يعيش هذا الكاتب ولأي جيل يكتب ؟
نعم لقد ذهب "توفيق الحكيم" إلى باريس لا ليسأل: كيف دخل الفرنسيون النادي الذري؟ ولا ليبحث كيف يحاول جواسيس الصهيونية سرقة أسرار طائرات" الميراج" ؟ ولا ليحقق كيف أقامت فرنسا قوة ثالثة تريد أن تضارع جبابرة الأرض ؟ لا .. إن شيئا من ذلك لا يعنيه.
إنه ذهب ليزيد القراء العرب فهما في الأمور الجنسية وليمد حريق الشهوات بوقود جديد يأتي على الأخضر واليابس ...
لنقرأ كاتب الأهرام الفيلسوف وهو يقرر رأيه في هذا الموضوع .. قال:
(....جعلت أفكر في الأمر مستعرضًا ما سبق من حضارات كبرى فوجدت بعض التشابه إن سمة الحضارة في كل عصر هي البحث عن الحقيقة ولا حياء في البحث عن الحقيقة خصوصاً ما يتعلق بالإنسان وأسباب وجوده المادي والروحي...وإن كتب الأدب العربي القديم لأمثال الجاحظ وابن عبد ربه كانت تتحدث عن الجنس كما تتحدث عن الطعام وأكثر هذه الكتب لا يخلو من باب للطعام وباب للباه وما كان أحد وقتئذ يرى في ذلك بأساً ولا حرجا ولكن يظهر أنه عندما تأخذ الحضارات في الانحطاط تكثر المحظورات وتسدل البراقع على كثير من الموضوعات إلى أن تمتد إلى روح المعرفة وعادة البحث فتصيبها بالشلل وبهذا يقتل العلم وتخسر الحضارة)
هذا هو فكر كاتب الأهرام الكبير ودرسه لتاريخ الحضارات السابقة واللاحقة..
وظاهر من أسلوب الكاتب أنه لا يدري شيئا عن قضايا الحلال والحرام، ولا عن شرائع السماء في السلوك الخاص والعام ولا عن الطور العصيب الذى يمر به تاريخ العرب بل سنرى أنه لا يدري عن تاريخ الحضارات البشرية إلا هذه الأجزاء المبتورة عن اقتران الطعام بالباه في كتب الأدب العربي القديم !!
ومع هذا التطور المزري فهو كاتب كبير يملك حق التوجيه للأجيال الجديدة من أعلى المنابر
إن علماء الدين ما نادوا في بلادنا يومًا ما بكبْت الغريزة الجنسية ونحن نقدّس فطرة الله التي فطر الناس عليها ونحترم رغبة الذكر والأنثى في لقاء مقنع مشبع وسبيل ذلك الزواج فحسب ..
أما تيسير الزنا وتكثير أسبابه وتمهيد سُبله وقبول نتائجه فهو ارتكاس إنساني يصحب الأمم عندما تبدأ شمسها في الغروب .
وتاريخ الأمة العربية والإسلامية معروف بأنه لم يعترف بالرهبانية كما لم يعترف بتبرج الجاهلية واستباحة الأعراض على نطاق ضيق أو واسع فوصف الزنا العام بأنه زواج جماعي كلام قذر، وأي تمهيد لقبوله ـ كما ألمح الكاتب ـ مردود في وجه صاحبه .
ثم إن العرب خلال هذا القرن قد حاقت بهم رزايا متلاحقة ثم استطاع عدوهم أن يضع أصابعه على مقاتلهم وها هو يشد قبضته على خناقهم ليوردهم الحتوف
وصيحة العلم والإيمان التي ارتفعت بيننا الآن هي أمل الحياة، فلحساب من تغري أفواج الشباب بالانحلال والتردّي ويحددها كاتب مسلوخ عن الإيمان والعقل لتنسى ربها وشرفها ويومها وغدها !
نحن نعلم أن أوربا ارتقت في العصور الأخيرة ارتقاءً بعيد المدى لكنه من أكذب الكذب أن يجيء بعض الكتاب المصريين ليزعموا أن سبب ارتقائها هو انسلاخها عن مناهج الفطرة ومقتضيات الأدب .
إن أسباب النهوض شيء ومظاهر الانحلال شيء آخر ولكى نعرف تفاهة كتابنا وانحدارهم الذهني والنفسي ننقل إليك ما كتبه المؤرخ الإنجليزي الكبير(أرنولد توينبي) لتدرك منه حقيقة ما يتعرض له الكيان الأوربي من أخطار .
إن الأمراض التي يتعرض لها هذا الكيان المهتز هي هي (الخصائص البراقة) التي يريد نقلها إلى بلادنا كتاب تائهون مثل توفيق الحكيم وغيره من ذوى الأسماء والمناصب !
قال توينبي "تحت عنوان درس من التاريخ للإنسان المعاصر":
( لقد فشلت جميع جهودنا لحل مشكلاتنا بوسائل مادية بحتة وأصبحت مشروعاتنا الجريئة موضع سخرية ! إننا ندَّعي أننا خطونا خطوات كبيرة في استخدام الآلات وتوفير الأيدي العاملة ولكن إحدى النتائج الغريبة لهذا التقدم تحميل المرأة فوق طاقتها من العمل وهذا ما لم نشهده من قبل فالزوجات في أمريكا لا يستطعن أن ينصرفن إلى أعمال البيت كما يجب ..
إن امرأة اليوم لها عملان: العمل الأول من حيث هي أم وزوجة والثاني من حيث هي عاملة في الإدارات والمصانع وقد كانت المرأة الإنجليزية تقوم بهذا العمل الثنائي فلم نؤمل الخير من وراء عملها المرهق إذ أثبت التاريخ أن عصور الانحطاط هي تلك العصور التي تركت فيها المرأة بيتها ..
(في القرن الخامس قبل الميلاد حين وصلت اليونان إلى أوج حضارتها كانت المرأة منصرفة إلى عملها في البيت وبعد مجيء الإسكندر الكبير وسقوط دولة اليونان كانت هناك حركة تسوية شبيهة بالحركة التي نشهدها اليوم ! ..
(لقد نسوا الله (والكلام لتوينبي) حين وضعوا حلولاً لمعالجة الأمراض الاجتماعية انتهت بالأمم إلى علل مستعصية ومآس كبيرة ..
(إن عصر الآلة أوجد لنا نقصا لم يسبق له مثيل نقصا في المساكن مثلاً وخلق لنا فترات متناوبة من البطالة، ونقصاً في الأيدي العاملة)
ويقول توينبي: (لقد مشى الإنسان قديماً في الطريق الذى مشى فيه اليوم ووضع القواعد نفسها لتنظيم السير والمرور والفرق الوحيد أن الأوائل استخدموا عربات الخيل بدل السيارات وأن مخالفة تعليمات المرور لم تكن مروعة ومميتة كما هي اليوم ..
إن التقدم الفني والصناعي ليس بحد ذاته دليل الحكمة أو ضمان البقاء، وإن الحضارات التي انبهرت وقنعت بمهارتها الآلية إنما كانت تخطو خطوة نحو الانتحار ! ..
إن أحد مصادر الخطر على عصرنا الحاضر هو أننا تربينا على عبادة الوطن وعبادة الراية وعبادة التاريخ الماضي ـ العنصري ـ ويجب على الإنسان أن يعبد الله وحده وأن يتمسك بالقانون الإلهي في تكامل الفرد والمجتمع وإن فشلنا لمحتم عندما نحيد عنه) هكذا يقول توينبي .
ومن عباراته في هذا المقال: (لقد أقنعتني دراستي لإحدى وعشرين حضارة أن الثقافة الخلاقة هي فقط الثقافة الصحيحة، تلك التي تتمكن من حل المشكلات المستجدة في الظروف المختلفة ..
إن التقدم العلمي الحديث قد حل مشكلاتنا الصناعية بجدارة ..
ولكن مشكلات العصر ليست من ذلك النوع الذى يحل في المختبرات إنها مشكلات معنوية ولا علاقة للعلم بالقضايا المعنوية)
يعنى: أن الأمر في هذه الأحوال لمنطق الإيمان ولذلك يقول:
(قد يبدو هذا غريباً ولكن المدنيات الكبيرة بلغت نضجها وضمنت تكاملها بالتغيير الروحي) !
نقول: إن المؤرخ الأوربي الغيور على حضارته يلمح أسباب اعتلالها ويصف الدواء بحذق أما الصحافي المصري فهو يذهب إلى مسرح عابث فيصفه بإعجاب ويتذكر أن مصر والهند كانتا قديما تقيم التماثيل لأعضاء التناسل !!
أي فكر هذا ؟ وكيف تتداعى المعاني المثيرة على هذا النحو في ذهن أديب لتنشرها صحيفة كبرى ؟
ومتى ؟ في أيام استعداد العرب لجولة أخرى مع بنى إسرائيل يحررون بها أرضهم ويدركون ثأرهم !
ما ننتظر غير هذا من أقلام شبَّت على العبث وشاخت فيه .. بيد أننا نلفت الشباب المسلم إلى حقائق قد تغيب عن ذهنه في غمرة الأحداث.
إن أعيننا ترمق قوما يكرهون الإسلام من أعماق قلوبهم ويتحينون الفرص للتنفيس عن ضغنهم بوسيلة أو أخرى
وهؤلاء يغضبون عندما ننتسب ـ مجرد انتساب ـ إلى الإسلام ولا يتحركون أية حركة إذا تعصب المتعصبون لأية نحلة أخرى على ظهر الأرض .
على الشباب المسلم أن يرمق هؤلاء بحذر وأن يدرك ما في خباياهم من سواد ..
في يوم ما جاء إلى صحن الأزهر وفد يجمع بين جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار ولويس عوض وتوفيق الحكيم وآخرين لا أذكرهم ..
كان فيلسوف الوجودية وعشيقته مدعوين لزيارة القاهرة وإلقاء محاضرات بها.
من الذى استقدم إلى عاصمة العروبة والإسلام هذا الفرنسي الكفور ليلقى فيها بذور انحلاله ؟!
لا يهم أن نعرف الأشخاص، وإنما المهم أن نحذر النيات المبيّتة وأن نتقى التوجيهات المسمومة وأن نتبين الدائرة الواسعة التي يعمل فيها عدونا، لهدم عقائدنا ودك حصوننا فإن هؤلاء الأعداء كثيرون
(ولو نشاء لأرَيناكهم فلعَرَفتهم بِسيماهم )
. ❝
❞ اعتقد الأقدمون أن للخطابة علماً، له أصول وقوانين ، من أخذ بها ، أو بعبارة أدق من استطاع الأخذ بها والسير في طريقها – عد خطيباً. وعرفوا هذا العلم بأنه مجموع قوانين ، تعرف الدارس طرق التأثير بالكلام، وحسن الإقناع بالخطاب؛ فهو يعني بدراسة طريق التأثير ، ووسائل الإقناع، وما يجب أن يكون عليه الخطيب من صفات، وما ينبغي أن يتجه إليه من المعاني في الموضوعات المختلفة . وما يجب أن تكون عليه ألفاظ الخطبة ، وأساليبها ، وترتيبها ، وهو بهذا ينير الطريق أما من عنده استعداد الخطابة؛ ليربي ملكاته ، وينمي استعداداته، ويطب لما عنده من عيوب ، ويرشده إلي طريق إصلاح نفسه ؛ ليسير في الدرب ، ويسلك السبيل. هذا العلم ينير الطريق، ولا يحمل علي السلوك؛ فهو يرشد دراسة إلي مناهج، ومسالك، ولا يحمله علي السير فيها ، هو يعطيه المصباح ، ولا يضمن له أن يري به إذا كان في عينيه رمد؛ وإن أرسطو واضع كتاب الخطابة لم يكن خطيباً، بل قال فيه الجاحظ إنه كان بكئ اللسان. وليس علم الخطابة بدعا في ذلك، فعلم النحو لا يضمن لمتعلمه أن ينطق بالفصحي ما لم يمرس نفسه عليه؛ وعلم الأخلاق لا يضمن لعارفه سلوكا قويماً ما لم يرض نفسه علي الأخذ به؛ وعلم العروض لا يكون شاعراًوعلم المنطق يسن قانونا لاعتصام الذهن ، ولا يضمن للعالم به عصمه الذهن ما لم يرض نفسه عليه رياضة كاملة.وهكذا كل العلوم النظرية التي تظهر ثمرتها في العمل ، تعطي من يريدها قانونا يساعده ، ولا تضمن له العمل إلا إذا راض نفسه علي قانونها. . ❝ ⏤محمد أبو زهرة
❞ اعتقد الأقدمون أن للخطابة علماً، له أصول وقوانين ، من أخذ بها ، أو بعبارة أدق من استطاع الأخذ بها والسير في طريقها – عد خطيباً. وعرفوا هذا العلم بأنه مجموع قوانين ، تعرف الدارس طرق التأثير بالكلام، وحسن الإقناع بالخطاب؛ فهو يعني بدراسة طريق التأثير ، ووسائل الإقناع، وما يجب أن يكون عليه الخطيب من صفات، وما ينبغي أن يتجه إليه من المعاني في الموضوعات المختلفة . وما يجب أن تكون عليه ألفاظ الخطبة ، وأساليبها ، وترتيبها ، وهو بهذا ينير الطريق أما من عنده استعداد الخطابة؛ ليربي ملكاته ، وينمي استعداداته، ويطب لما عنده من عيوب ، ويرشده إلي طريق إصلاح نفسه ؛ ليسير في الدرب ، ويسلك السبيل. هذا العلم ينير الطريق، ولا يحمل علي السلوك؛ فهو يرشد دراسة إلي مناهج، ومسالك، ولا يحمله علي السير فيها ، هو يعطيه المصباح ، ولا يضمن له أن يري به إذا كان في عينيه رمد؛ وإن أرسطو واضع كتاب الخطابة لم يكن خطيباً، بل قال فيه الجاحظ إنه كان بكئ اللسان. وليس علم الخطابة بدعا في ذلك، فعلم النحو لا يضمن لمتعلمه أن ينطق بالفصحي ما لم يمرس نفسه عليه؛ وعلم الأخلاق لا يضمن لعارفه سلوكا قويماً ما لم يرض نفسه علي الأخذ به؛ وعلم العروض لا يكون شاعراًوعلم المنطق يسن قانونا لاعتصام الذهن ، ولا يضمن للعالم به عصمه الذهن ما لم يرض نفسه عليه رياضة كاملة.وهكذا كل العلوم النظرية التي تظهر ثمرتها في العمل ، تعطي من يريدها قانونا يساعده ، ولا تضمن له العمل إلا إذا راض نفسه علي قانونها. . ❝
أتتني رسالة من صديقي عبد الرحمن السعيد يقول فيها: ˝صبحك الله بالخير يا صاح!
قال الشاعر:
ولا بد للقلب من آلة •• ورأي يصدع صمَّ الصفا.
ما الآلة؟˝.
وقلتُ في جوابي: ˝الآلة هي الأداة التي بها يُستطاع الفِعل:
فالقلم -مثلًا- آلة الكتابة، والعين آلة النظر، والكفّ آلة التربيت أو البطش، والهاتف آلة التواصل مع الآخرين. وكل شيء تتوصَّل أنتَ به إلى فعل شيء آخر فهو آلة.
وقال الجاحظ إن فقهاء المدينة كانوا يقيمون الحدّ على مَن يَحمِل زِقًّا (وِعاءً من الجِلْد/زَمْزميَّة باللغة المصرية المعاصرة) وكانوا يقولون: لأن الزِّقَّ آلة شرب الخمر والإسكار.
وهنا صاح الجاحظ على هذه الفتوى غاضبًا وقال: هلَّا أقاموا حدَّ الزِّنا على كل رجل. إذ إن كل رجل لا يمشي إلا وهو يحمل معه آلة الزنا (يقصد الذَّكَر)؟!
وأعود إلى قول الشاعر فأقول: لا بد للقلب مِن عقلٍ ورأي صوابٍ نافذ، ولا بد للقلب من أعضاءٍ تُحقِّق ما يريده.
و˝صم الصفا˝ هي الصخور الصماء. والصخرة الصماء هي الصخرة الصلبة التي لا تسمع لها رنَّة إذا قرعتَها. ومضادها: صخرة جوفاء، وهي الصخرة التي بداخلها فجوة. وإذا شِئتَ مزيد بيانٍ فجرِّد أرضية الشقة التي تسكن فيها من البساط، وانقر بأصابعك على بلاطها: بلاطةً بلاطةً، فإن سمعتَ رنةً وشعرتَ بأن تحت إحدى البلاطات مساحة فارغة لم يملأها مُبلِّط السيراميك بالأسمنت فقل: هذه بلاطة جوفاء!
والفعل ˝يُصدّع˝ معناه: يُشقِّق.
والرأي الذي يشقق الصخور الصلبة رأي حازمٌ نافذ حكيم قويّ غالبٌ بلا شك.
والبيت من وزن المتقارب:
فَعُوْلُنْ فعولن فعولن فَعو •• فعولن فعولن فعولن فعو
وفي العروض والضرب وقع الحذف فصارت (فعولن) فعو.
وهو منسوب إلى أبي الطيب المتنبي، وبعده:
وَمَن يَكُ قَلبٌ كَقَلبي لَهُ •• يَشُقُّ إِلى العِزِّ قَلبَ التَوَى
تَوِيَ الإنسانُ يَتوَىٰ تَوًىٰ: هَلَكَ. التَّوَىٰ: الهلاك. وقد استعار للهلاك قلبًا يشُقُّه الشاعرُ.
والمعنى: ومَن كان له قلبٌ كقلبي فإنه يخوض المنايا والمهالِك حتى يَبلغ العِزّ والمجد والشرف.
ثم أتتني من صديقي رسالة نصها: ˝صديقي أشكرك كل الشكر على توضيحك وتبيينك اليسير، وما زدتنيه من مفاهيم وتفسيرات شقت ضروب جهلي! أحسنت القول وأفضت وعلمتني ما لم أكن أعلم. لا فُضَّ فوك يا صاح وسلمت أناملك!
قال الشاعر:
فلا برحت لعين الدهر إنسانا
ما إنسان العين؟ وهل غرض الشاعر هنا المدح أو الهجاء؟˝.
فكتبتُ إليه أنَّ ˝العين فيها سوادان: سواد داخل سواد، يحيط بهما بياض.
إنسان العين هو تلك الدائرة الصغيرة التي تنتصف سواد العين، والبعض يعتقد أن هذه الدائرة الصغيرة هي المسئولة عن عملية الإبصار.
العين غالية ونفيسة، ولكن أجزاء العين متفاوتة من حيث القيمة، فسواد العين خير من بياضها، وإنسان العين لا يُسوَّىٰ بينَهُ وبين سواد العين.
انظر في سواد عينك في المرآة وسوف تجد تلك النقطة السوداء داخله.
قال أبو العلاءِ المعري:
لَمْ نَلْقَ غَيْرَكَ إِنْساناً يُلاذُ بهِ •• فَلا برحْتَ لِعيْنِ الدهْر إِنْسانا
بين ˝إِنْسانا˝ و˝إنسانا˝ جناس تامّ.
الشاعر هنا يمدح، ويلعب بالألفاظ.
وقد قال المتنبي يومًا لممدوحه:
الدهر لفظ أنتَ معناهُ.
ورُوِيَ أن جريراً اجتمع مع الفرزدق في مجلس عبد الملك، فقال الفرزدق: النوار بنت مجاشع طالق ثلاثاً إن لم أقل بيتاً لا يستطيع ابن المَراغة أن ينقضه أبداً، ولا يجد في الزيادة عليه مذهباً، فقال عبد الملك: ما هو؟ فقال:
فإني أنا الموت الذي هو واقعٌ •• بنفسك فانظر كيف أنت مزاولُهْ
وما أحد يا ابنَ الأتان بوائلٍ •• من الموت إن الموت لاشك نائله
فأطرق جرير قليلاً ثم قال: أم حَرزة طالق مني ثلاثاً إن لم أستطع نقضه والزيادة عليه. فقال عبد الملك: هاتِ فقد - والله - طلَّق أحدُكما لا محالة، فأنشد جريرٌ:
أنا البدر يُعشي نورَ عينَيك فالتمِسْ •• بكفَّيك يا ابنَ القَين هل أنت نائلُه؟
أنا الدهر يَفنَىٰ الموتُ والدهرُ خالدٌ •• فجئني بمثلِ الدهرِ شيئاً يُطاوله
فقال عبد الملك: غلبَكَ والله يا أبا فِراس. فقال الفرزدق: فما ترى يا أمير المؤمنين؟ فقال: وايمُ الله لا تَريم حتى تكتب إلى النوار بطلاقها. فتأنى ساعة، فزجره عبد الملك، فكتب بطلاقها، وقال في ذلك:
نَدِمتُ ندامةَ الكُسَعيِّ لمَّا •• غَدَتْ مِنِّي مُطلَّقةً نَوارُ
ومعنى قول أبي العلاء:
لم نجد أحدًا نلجأ إليه غيرك.
ثم دعا له فقال:
لا برحتَ لعين الدهر إنسانا
أيْ: أبقاك اللهُ في تلك المنزلة الرفيعة التي أنت فيها.
والدهر عند العرب شيء قاهر يشتكون دائمًا منه، فإذا كان إنسانٌ مَّا جزءًا من الدهر نفسه فمعنى هذا أنْ لا شيءَ يُخافَ عليه منه. إذ إنه في صفّ الغالب القاهر.
قال مِهيار الديلميّ يشكو الدهر:
أفصخرةٌ يا دهرُ هذا القلبُ أمْ •• هُوَ لِلْهُمُومِ السَّارِياتِ قَرارُ؟
قوله: ˝لا برحتَ˝ أسلوب دعاء.
كما تقول:
لا بارك الله لك فيها!
لا أزال الله مُلكَكَ!
لا عَدمتُكَ!
لا فضَّ الله فاكَ!
ومن الأدعية المشهورة أن يدعو عليك شخص فيقول: لا كنتَ!
وهو كما ترى دعاء بالهلاك!
وقد افتتح أحد الشعراء قصيدته فقال:
لا زارَ عيني الكَرَىٰ لا مَسَّني الطَّرَبُ •• إنْ كنتُ يومًا لِغيرِ العُرْبِ أنتسِبُ˝. ❝ ⏤محمد سيد عبد الفتاح
❞ سؤال وجواب عن معاني الشعر:
أتتني رسالة من صديقي عبد الرحمن السعيد يقول فيها: ˝صبحك الله بالخير يا صاح!
قال الشاعر:
ولا بد للقلب من آلة •• ورأي يصدع صمَّ الصفا.
ما الآلة؟˝.
وقلتُ في جوابي: ˝الآلة هي الأداة التي بها يُستطاع الفِعل:
فالقلم مثلًا آلة الكتابة، والعين آلة النظر، والكفّ آلة التربيت أو البطش، والهاتف آلة التواصل مع الآخرين. وكل شيء تتوصَّل أنتَ به إلى فعل شيء آخر فهو آلة.
وقال الجاحظ إن فقهاء المدينة كانوا يقيمون الحدّ على مَن يَحمِل زِقًّا (وِعاءً من الجِلْد/زَمْزميَّة باللغة المصرية المعاصرة) وكانوا يقولون: لأن الزِّقَّ آلة شرب الخمر والإسكار.
وهنا صاح الجاحظ على هذه الفتوى غاضبًا وقال: هلَّا أقاموا حدَّ الزِّنا على كل رجل. إذ إن كل رجل لا يمشي إلا وهو يحمل معه آلة الزنا (يقصد الذَّكَر)؟!
وأعود إلى قول الشاعر فأقول: لا بد للقلب مِن عقلٍ ورأي صوابٍ نافذ، ولا بد للقلب من أعضاءٍ تُحقِّق ما يريده.
و˝صم الصفا˝ هي الصخور الصماء. والصخرة الصماء هي الصخرة الصلبة التي لا تسمع لها رنَّة إذا قرعتَها. ومضادها: صخرة جوفاء، وهي الصخرة التي بداخلها فجوة. وإذا شِئتَ مزيد بيانٍ فجرِّد أرضية الشقة التي تسكن فيها من البساط، وانقر بأصابعك على بلاطها: بلاطةً بلاطةً، فإن سمعتَ رنةً وشعرتَ بأن تحت إحدى البلاطات مساحة فارغة لم يملأها مُبلِّط السيراميك بالأسمنت فقل: هذه بلاطة جوفاء!
والفعل ˝يُصدّع˝ معناه: يُشقِّق.
والرأي الذي يشقق الصخور الصلبة رأي حازمٌ نافذ حكيم قويّ غالبٌ بلا شك.
والبيت من وزن المتقارب:
فَعُوْلُنْ فعولن فعولن فَعو •• فعولن فعولن فعولن فعو
وفي العروض والضرب وقع الحذف فصارت (فعولن) فعو.
وهو منسوب إلى أبي الطيب المتنبي، وبعده:
وَمَن يَكُ قَلبٌ كَقَلبي لَهُ •• يَشُقُّ إِلى العِزِّ قَلبَ التَوَى
تَوِيَ الإنسانُ يَتوَىٰ تَوًىٰ: هَلَكَ. التَّوَىٰ: الهلاك. وقد استعار للهلاك قلبًا يشُقُّه الشاعرُ.
والمعنى: ومَن كان له قلبٌ كقلبي فإنه يخوض المنايا والمهالِك حتى يَبلغ العِزّ والمجد والشرف.
ثم أتتني من صديقي رسالة نصها: ˝صديقي أشكرك كل الشكر على توضيحك وتبيينك اليسير، وما زدتنيه من مفاهيم وتفسيرات شقت ضروب جهلي! أحسنت القول وأفضت وعلمتني ما لم أكن أعلم. لا فُضَّ فوك يا صاح وسلمت أناملك!
قال الشاعر:
فلا برحت لعين الدهر إنسانا
ما إنسان العين؟ وهل غرض الشاعر هنا المدح أو الهجاء؟˝.
فكتبتُ إليه أنَّ ˝العين فيها سوادان: سواد داخل سواد، يحيط بهما بياض.
إنسان العين هو تلك الدائرة الصغيرة التي تنتصف سواد العين، والبعض يعتقد أن هذه الدائرة الصغيرة هي المسئولة عن عملية الإبصار.
العين غالية ونفيسة، ولكن أجزاء العين متفاوتة من حيث القيمة، فسواد العين خير من بياضها، وإنسان العين لا يُسوَّىٰ بينَهُ وبين سواد العين.
انظر في سواد عينك في المرآة وسوف تجد تلك النقطة السوداء داخله.
قال أبو العلاءِ المعري:
لَمْ نَلْقَ غَيْرَكَ إِنْساناً يُلاذُ بهِ •• فَلا برحْتَ لِعيْنِ الدهْر إِنْسانا
بين ˝إِنْسانا˝ و˝إنسانا˝ جناس تامّ.
الشاعر هنا يمدح، ويلعب بالألفاظ.
وقد قال المتنبي يومًا لممدوحه:
الدهر لفظ أنتَ معناهُ.
ورُوِيَ أن جريراً اجتمع مع الفرزدق في مجلس عبد الملك، فقال الفرزدق: النوار بنت مجاشع طالق ثلاثاً إن لم أقل بيتاً لا يستطيع ابن المَراغة أن ينقضه أبداً، ولا يجد في الزيادة عليه مذهباً، فقال عبد الملك: ما هو؟ فقال:
فإني أنا الموت الذي هو واقعٌ •• بنفسك فانظر كيف أنت مزاولُهْ
وما أحد يا ابنَ الأتان بوائلٍ •• من الموت إن الموت لاشك نائله
فأطرق جرير قليلاً ثم قال: أم حَرزة طالق مني ثلاثاً إن لم أستطع نقضه والزيادة عليه. فقال عبد الملك: هاتِ فقد والله طلَّق أحدُكما لا محالة، فأنشد جريرٌ:
أنا البدر يُعشي نورَ عينَيك فالتمِسْ •• بكفَّيك يا ابنَ القَين هل أنت نائلُه؟
أنا الدهر يَفنَىٰ الموتُ والدهرُ خالدٌ •• فجئني بمثلِ الدهرِ شيئاً يُطاوله
فقال عبد الملك: غلبَكَ والله يا أبا فِراس. فقال الفرزدق: فما ترى يا أمير المؤمنين؟ فقال: وايمُ الله لا تَريم حتى تكتب إلى النوار بطلاقها. فتأنى ساعة، فزجره عبد الملك، فكتب بطلاقها، وقال في ذلك:
نَدِمتُ ندامةَ الكُسَعيِّ لمَّا •• غَدَتْ مِنِّي مُطلَّقةً نَوارُ
ومعنى قول أبي العلاء:
لم نجد أحدًا نلجأ إليه غيرك.
ثم دعا له فقال:
لا برحتَ لعين الدهر إنسانا
أيْ: أبقاك اللهُ في تلك المنزلة الرفيعة التي أنت فيها.
والدهر عند العرب شيء قاهر يشتكون دائمًا منه، فإذا كان إنسانٌ مَّا جزءًا من الدهر نفسه فمعنى هذا أنْ لا شيءَ يُخافَ عليه منه. إذ إنه في صفّ الغالب القاهر.
قال مِهيار الديلميّ يشكو الدهر:
أفصخرةٌ يا دهرُ هذا القلبُ أمْ •• هُوَ لِلْهُمُومِ السَّارِياتِ قَرارُ؟
قوله: ˝لا برحتَ˝ أسلوب دعاء.
كما تقول:
لا بارك الله لك فيها!
لا أزال الله مُلكَكَ!
لا عَدمتُكَ!
لا فضَّ الله فاكَ!
ومن الأدعية المشهورة أن يدعو عليك شخص فيقول: لا كنتَ!
وهو كما ترى دعاء بالهلاك!
وقد افتتح أحد الشعراء قصيدته فقال:
لا زارَ عيني الكَرَىٰ لا مَسَّني الطَّرَبُ •• إنْ كنتُ يومًا لِغيرِ العُرْبِ أنتسِبُ˝ . ❝
❞ هل تعرف لماذا صار الجاحظ هو الجاحظ والمتنبي هو المتنبي وتشارلز ديكينز هو تشارلز ديكينز؟.. كان الأمر سهلاً بالنسبة لهم لأنه لم يكن في بيوتهم هاتف. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ هل تعرف لماذا صار الجاحظ هو الجاحظ والمتنبي هو المتنبي وتشارلز ديكينز هو تشارلز ديكينز؟.. كان الأمر سهلاً بالنسبة لهم لأنه لم يكن في بيوتهم هاتف . ❝