█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ قال ابن عباس : ما نُصِرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي مَوْطِنٍ نَصْرَه يَوْمَ أُحد ، فأُنْكِرَ ذَلِكَ عليه ، فَقَالَ : بيني وبَيْنَ من يُنكِرُ كِتابُ الله ، إنَّ الله يَقُولُ { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسّونَهُم بِإِذْنِهِ } ، قال ابن عباس : والحَسُّ : القتل ، ولقد كان لرسول الله ﷺ ولأصحابه أوَّلُ النهار حَتَّى قُتِلَ مِن أصحاب المشركين سبعة أو تسعة ، وأنزل الله عليهم النَّعَاسَ أمنةٌ مِنْهُ فِي غَزاة بدرٍ وأحد ، والنعاسُ في الحرب وعند الخوف دليل على الأمن ، وهو من الله ، وفي الصلاة ومجالس الذكر والعلم من الشيطان ، وقاتلت الملائكة يوم أحد عن رسول الله ﷺ ففي الصحيحين : عن سعد بن أبي وقاص ، قال : رأيتُ رَسُولِ الله ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ وَمَعَهُ رَجُلَانِ يُقَاتِلَانِ عَنْهُ ، عليهِمَا ثِيَابٌ بِيْضٌ كَأَشَدُ القِتَالِ ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ . ❝
❞ وأهم المصادر التي يمكننا أن نكون المعرفة عن طريقها ، هي : العقل ، والحس ـ كالإبصار واللمس ـ والخبر الصحيح الصادق ، كما أننا نكتسب من الفطرة معارف أولية تعتبر أساسًا لكثير من المعارف المكتسبة لاحقا . ❝
❞ ۞ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (30)
قوله تعالى : وقال نسوة في المدينة ويقال : نسوة بضم النون ، وهي قراءة الأعمش والمفضل والسلمي ، والجمع الكثير نساء . ويجوز : وقالت نسوة ، وقال نسوة ، مثل قالت الأعراب وقال الأعراب ; وذلك أن القصة انتشرت في أهل مصر فتحدث النساء .
قيل : امرأة ساقي العزيز ، وامرأة خبازه ، وامرأة صاحب دوابه ، وامرأة صاحب سجنه . وقيل : امرأة الحاجب ; عن ابن عباس وغيره .
تراود فتاها عن نفسه الفتى في كلام العرب الشاب ، والمرأة فتاة . قد شغفها حبا قيل : شغفها غلبها . وقيل : دخل حبه في شغافها ; عن مجاهد . وغيره . وروى عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال : دخل تحت شغافها . وقال الحسن : الشغف باطن القلب . السدي وأبو عبيد : شغاف القلب غلافه ، وهو جلدة عليه . وقيل : هو وسط القلب ; والمعنى في هذه الأقوال متقارب ، والمعنى : وصل حبه إلى شغافها فغلب عليه ; قال النابغة :
وقد حال هم دون ذلك داخل دخول الشغاف تبتغيه الأصابع
وقد قيل : إن الشغاف داء ; وأنشد الأصمعي للراجز :
يتبعها وهي له شغاف
وقرأ أبو جعفر بن محمد وابن محيصن والحسن ˝ شعفها ˝ بالعين غير معجمة ; قال ابن الأعرابي : معناه أحرق حبه قلبها ; قال : وعلى الأول العمل . قال الجوهري : وشعفه الحب أحرق قلبه . وقال أبو زيد : أمرضه . وقد شعف بكذا فهو مشعوف . وقرأ الحسن ˝ قد شعفها ˝ قال : بطنها حبا . قال النحاس : معناه عند أكثر أهل اللغة قد ذهب بها كل مذهب ; لأن شعاف الجبال . أعاليها ; وقد شغف بذلك شغفا بإسكان الغين إذا أولع به ; إلا أن أبا عبيدة أنشد بيت امرئ القيس :
لتقتلني وقد شعفت فؤادها كما شعف المهنوءة الرجل الطالي
قال : فشبهت لوعة الحب وجواه بذلك . وروي عن الشعبي أنه قال : الشغف بالغين المعجمة حب ، والشعف بالعين غير المعجمة جنون . قال النحاس : وحكي ˝ قد شغفها ˝ بكسر الغين ، ولا يعرف في كلام العرب إلا ˝ شغفها ˝ بفتح الغين ، وكذا ˝ شعفها ˝ أي تركها مشعوفة . وقال سعيد بن أبي عروبة عن الحسن : الشغاف حجاب القلب ، والشعاف سويداء القلب ، فلو وصل الحب إلى الشعاف لماتت ; وقال الحسن : ويقال إن الشغاف الجلدة اللاصقة بالقلب التي لا ترى ، وهي الجلدة البيضاء ، فلصق حبه بقلبها كلصوق الجلدة بالقلب .
قوله تعالى : إنا لنراها في ضلال مبين أي في هذا الفعل .
وقال قتادة : فتاها وهو فتى زوجها ، لأن يوسف كان عندهم في حكم المماليك ، وكان ينفذ أمرها فيه . وقال مقاتل عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : إن امرأة العزيز استوهبت زوجها يوسف فوهبه لها ، وقال : ما تصنعين به ؟ قالت : أتخذه ولدا ; قال : هو لك ; فربته حتى أيفع وفي نفسها منه ما في نفسها ، فكانت تنكشف له وتتزين وتدعوه من وجه اللطف فعصمه الله . ❝
❞ الجمال الحقيقي هو جمال الشخصية، وحلاوة السجايا، وطهارة الروح، النفسُ الفياضة بالرحمة والمودة والحنان والأمومة هي النفس الجميلة،
النفس العفيفة، والعفة درجات: عفة اللسان، وعفة اليد، وعفة القلب، وعفة الخيال، وكلها درجات جمال.
والخُلق الطيب الحميد، والطبع الصبور الحليم المتسامح، والفطرة الصريحة البسيطة، والروح الشفَّافة الحساسة... كل هذه ملامح الجمال الحقيقي . ❝