الاستيقاظ في الخامسة صباحا كل يوم من أهم الأنشطة الروتينية، فهو المحرك الدافع لتحويلك إلى إنسان لا يُقهر، إذ إن الطريقة التي تبدأ بها يومك هي التي تحدد مدى التركيز والطاقة والحماس الذي يسير عليه باقي يومك.
. ❝ ⏤روبن شارما
❞ 📚 ملخص كتاب ˝ نادي الخامسة صباحا ˝
الاستيقاظ في الخامسة صباحا كل يوم من أهم الأنشطة الروتينية، فهو المحرك الدافع لتحويلك إلى إنسان لا يُقهر، إذ إن الطريقة التي تبدأ بها يومك هي التي تحدد مدى التركيز والطاقة والحماس الذي يسير عليه باقي يومك.
❞ من أراد أن يعرف منزلة الدنيا في القلوب مقارنة بدين الله فلا عليه أن يقرأ النظريات والكتابات والأطروحات، بل عليه فقط أن يقارن بين الساعتين (( الخامسة "وقت صلاة الفجر" والسابعة صباحاً "وقت المدارس والعمل" )) وسيفهم بالضبط كيف صارت أعظم في نفوسنا من الله جل جلاله.. . ❝ ⏤إبراهيم السكران
❞ من أراد أن يعرف منزلة الدنيا في القلوب مقارنة بدين الله فلا عليه أن يقرأ النظريات والكتابات والأطروحات، بل عليه فقط أن يقارن بين الساعتين (( الخامسة "وقت صلاة الفجر" والسابعة صباحاً "وقت المدارس والعمل" )) وسيفهم بالضبط كيف صارت أعظم في نفوسنا من الله جل جلاله.. . ❝
❞ عندما يلعب القدر ويحول الاحتفال بيوم ميلاد طفله لم تتعدى الخامسة من عمرها لكارثة وما من نوع مختلف فكيف تواجه الصعاب التي لم يتحملها الكبار
#ميلاد_فرح. ❝ ⏤هند حمدي
❞ عندما يلعب القدر ويحول الاحتفال بيوم ميلاد طفله لم تتعدى الخامسة من عمرها لكارثة وما من نوع مختلف فكيف تواجه الصعاب التي لم يتحملها الكبار
ميلاد_فرح . ❝
❞ بدا يومى مثل الايام السابقة ولكن اللى لاحظته ان أحلامي مع عالم الجن تحدث عندما اتوقف تمام عن ذكر أحلامي لأحد ف بدا حلمى بدخول بيت العائلة بيت يتواجد فية اولاد أعمامي واخواتى بيت يتكون من أربع أدوار وبيت اخى فى الدور الثانى وانا بيتى فى الدور الأرضي صعدت السلالم إلى بيت اخى واحس بشعور غريب كان أحد يمسك ارجلى وعندما وصلت طرقت الباب فإذا باخى يفتح الباب ويرحب بى هو وزوجته وتعتبر زوجتة ابنه عمى وعندما دخلت البيت والقيت السلام قال لى اخى أشعر بان البيت خنقة لا اطيق الجلوس بة وامراتى مريضة ودائما تشكو من المرض واذهب بها إلى الدكتور ولكن جميع فحصاتها سليمة فسكت قليلا فقلت لة يوجد سحر فى البيت فاخى قال لى مين يعمل ليا سحر انا دائما حالى ولم يصدقني فوقفت فى وسط الصاله اتلو اية الكرسى فتحولت الصاله من بيت جميل إلى بيت اسود ملئ بالدخان وبدأ ظهر كائنات غريبة لا توصف من بشاعتها اشكال لا وصف يكفيها غير كلمة شياطين تخرج من الحوائط والاركان وتزحف مثل افلام الرعب وألعاب وعرائس تتحرك فى الصاله وتختفي ودولاب أوضة النوم يقفل ويفتح وصوت صراخ وخبط فى الحوائط والبيبان فنظرت إليهم واشرت باصبعي السبابة وتلوت اية الكرسى مرة أخرى فأصبح لسانى ثقيل جدا واقاوم اكثر واقرا قراءن ولكن الثقل بيكون كبير جدا ويحدث التواء فى الفم ولم استطيع الحركة وحسيت ان قولى أضعف منهم ودعوت ربى يساعدني فاختفى كل شىء واستيقظت من النوم حينها علمت بانى داخل عالم من عوالم الجن الخفى الذى يصيب احد اخوتى ولكن لم استطيع المقاومة فى بداية احلامى ولكن مع الايام استطعت ان اتلو القرآن فى احلامى ودائما اية الكرسى فلها من العجب العجاب معهم وعندما استيقظت واخبرت اخى بما حلمت فقال لى انه يشعر بكل ما حكيت لة وزوجتة مريضة بنفس الأعراض اللى عرفتها فى الحلم فذهبت مع اخى إلى شيخ يسكن فى محافظة أخرى وعندما قراء الشيخ اذا بها ينطق على لسانها خدام الاسحار ويستنجدون بزوجها من ايدى الشيخ بالدموع الخداعة فقال الشيخ اصبروا فسوف تبصر بعينها الان فنظرت إلى اخى واخى ينظر إلى كيف تبصر وهى مغلقه اعينها بقطعة من القماش فصرخت وهى تقول انى أرى نفسى فى المقابر فنظرنا إلى الشيخ باستغراب وقال لها احكى ما تراه فقالت انا أقف على المقابر واحد يجرنى من ارجلى ويدخلنى المقبرة وصفت لنا المنظر تقشعر لة الأبدان ايادى طويلة شاحبة اللون تميل إلى البياض المظلم وتجرها داخل المقبرة لا تريدها تخرج منها فقال لها الشيخ لا تخافي انى معك والقرآن رفيقك فوصفت نفسها تغوص فى طين المقبرة ويلتف عليها ثعابين سوداء ويخرج دود من جسدها وشعرها فاكمل الشيخ قراءه القرآن فإذا بها تقول بانها تنظف جسمها من الديدان والطين والثعابين وتخرج من المقبرة ويحملونها على كفن ويذهبون بها إلى بيتها ويفتح الباب فإذا بها تصرخ وتقول زوجة ابى تقف على الباب وعينيها سوداء ولا تريد دخولى البيت فقال لها الشيخ اصبري وسوف ترين العجب واكمل قرآءة القرآن فقالت انى أراها تهرب ولكن أناس يلبسون جلباب ابيض ياخذونها ويكفنوها ويضعوها فى اللحد على الأكتاف ويذهبون بها إلى المقابر واذا بالأيدي التى كانت تمسكها الان تمسك زوجة ابيها ويمتلا جسد زوجة ابيها بالثعابين والدود ويغلق عليها القبر وهنا الشيخ توقف عن القراءه وقال لها الان اصبحتى يابنتى نقية من تلبس الجن والشياطين والسحر ساعات مرت بينا كأنها ايام قصص تروى لنا من لسان زوجة اخى تقشعر لها الأبدان وعندما ازيل القماش من عينها أصبحت منيرة الوجة ففرح اخى وعودنا الى بيتنا سالمين
(كاتب محمود عبدالحميد)
الرحلة الخامسة ( مدينة الجن وشيطان اختى )
بدا حلمى بدخول قرية كبيرة وضخمة سميت بقرية الجن حيث مبانيها واعمدتها تمتاز بالضخامة ولكن مدينة مظلمة يميل عليها الاحمرار والسواد فى اضائتها وكائنات غير مرئية ترتدى جلباب اسود لا أرى منها غير الجلباب كانى دخلت مدينة الأشباح مثل الأفلام ولكن المدهش فى الموضوع دائما بجد جسدى يسير ويكمل طريقه بدون توقف او خوف وكانى داخل المدينة لكى أشاهد واتفرج على مدينة سياحية فوجدت نفسى ادخل فى نفق مظلم يضيق كلما ادخل فإذا بى أجد مكان واسع جدا حيطانة مبنية من الصخور وشكل الطوب كبير الحجم مربع او مستطيل الشكل حتى مقاعدة من الحجارة ويجلس فى أحد الأركان شخص يرتدي اسود واقتربت منه لكى أراة واتفقد ملامحه فإذا بها امرأة ضخمة تشبة اختى وتقول لى اخيرا جيت انا هعلمك ازاى تمسك لجام الجن بايدك وقعدت تقرأ بأشياء لم افهما فقعدت اصرخ فيها واقول ولية امسك لجام الجن ولو همسك مش هقول زيك قالتى انا قرأ قراءن قولتلها وهو دة قراءن دى آيات قرانية مدسوس بداخلها السم فإذا بى انطق أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم واذا بها تصرخ وتقول اسمع كلامى وقول كلامى انا وانا اكمل بقرائتى فإذا بشى يظهر مثل لجام وكان من نور يظهر فى الظلام الدامس فقولت بسم الله العلى الاعظم واذا بى امسك اللجام بايدى واحاول لفة على ايدى فإذا بى استيقظ من حلمى وزوال الشخص الأسود الذى يراقبى دائما امامى عند استيقاظى ثم يختفى فجأه لأعلم ماذا يريد منى ولا أعلم لما يحاولون مرارا وتكرار ان ادخل عالمهم ولكن لن ادخل عالمهم لانى اخاف الله رب العالمين ثم بعدها بأيام قليلة احلم بنفس اختى وبذات الجلباب الأسود شديد السواد فى بيت على البحر بعيد عن الناس له جنينة قبلة تبدأ من سور البوابة إلى مدخل البيت وتغطة أوراق العنب من كل جانب واناس تدخل وتخرج ويقولون لى انة منزل احد كبار البلد الغريب انى بسافر بلاد وادخل بيوت لا اعلمها ولا اعرفها سابقا فدخلت هذا البيت واجد نفس المرأة التى تشبة اختى ذات الجلباب الأسود شديد السواد تقرأ على الناس المسحورة والملبوسة بكلمات لم اسمع بها من قبل وتقول اجلس بجوارى وتعلم فقولت لا لا والله فلتتعلمى انتى واذا بى امسك الرجل الذى تقرأ علية واذا بى اتلو علية آيات قرآنية ودائما ابدا بأية الكرسى وانطق باسم الله العلى الاعظم والرجل يصرخ تحت يدى ويغيب عن الوعي ولم تجد المراءة التى تشبة اختى الا الفرار واستيقظ من نومى واتعجب لية كل مرة يتشبهون بشكل احد اخوتى هذا السؤال الذى يتكرر بداخلى. ❝ ⏤الكاتب محمود عبد الحميد الحداد
❞ بدا يومى مثل الايام السابقة ولكن اللى لاحظته ان أحلامي مع عالم الجن تحدث عندما اتوقف تمام عن ذكر أحلامي لأحد ف بدا حلمى بدخول بيت العائلة بيت يتواجد فية اولاد أعمامي واخواتى بيت يتكون من أربع أدوار وبيت اخى فى الدور الثانى وانا بيتى فى الدور الأرضي صعدت السلالم إلى بيت اخى واحس بشعور غريب كان أحد يمسك ارجلى وعندما وصلت طرقت الباب فإذا باخى يفتح الباب ويرحب بى هو وزوجته وتعتبر زوجتة ابنه عمى وعندما دخلت البيت والقيت السلام قال لى اخى أشعر بان البيت خنقة لا اطيق الجلوس بة وامراتى مريضة ودائما تشكو من المرض واذهب بها إلى الدكتور ولكن جميع فحصاتها سليمة فسكت قليلا فقلت لة يوجد سحر فى البيت فاخى قال لى مين يعمل ليا سحر انا دائما حالى ولم يصدقني فوقفت فى وسط الصاله اتلو اية الكرسى فتحولت الصاله من بيت جميل إلى بيت اسود ملئ بالدخان وبدأ ظهر كائنات غريبة لا توصف من بشاعتها اشكال لا وصف يكفيها غير كلمة شياطين تخرج من الحوائط والاركان وتزحف مثل افلام الرعب وألعاب وعرائس تتحرك فى الصاله وتختفي ودولاب أوضة النوم يقفل ويفتح وصوت صراخ وخبط فى الحوائط والبيبان فنظرت إليهم واشرت باصبعي السبابة وتلوت اية الكرسى مرة أخرى فأصبح لسانى ثقيل جدا واقاوم اكثر واقرا قراءن ولكن الثقل بيكون كبير جدا ويحدث التواء فى الفم ولم استطيع الحركة وحسيت ان قولى أضعف منهم ودعوت ربى يساعدني فاختفى كل شىء واستيقظت من النوم حينها علمت بانى داخل عالم من عوالم الجن الخفى الذى يصيب احد اخوتى ولكن لم استطيع المقاومة فى بداية احلامى ولكن مع الايام استطعت ان اتلو القرآن فى احلامى ودائما اية الكرسى فلها من العجب العجاب معهم وعندما استيقظت واخبرت اخى بما حلمت فقال لى انه يشعر بكل ما حكيت لة وزوجتة مريضة بنفس الأعراض اللى عرفتها فى الحلم فذهبت مع اخى إلى شيخ يسكن فى محافظة أخرى وعندما قراء الشيخ اذا بها ينطق على لسانها خدام الاسحار ويستنجدون بزوجها من ايدى الشيخ بالدموع الخداعة فقال الشيخ اصبروا فسوف تبصر بعينها الان فنظرت إلى اخى واخى ينظر إلى كيف تبصر وهى مغلقه اعينها بقطعة من القماش فصرخت وهى تقول انى أرى نفسى فى المقابر فنظرنا إلى الشيخ باستغراب وقال لها احكى ما تراه فقالت انا أقف على المقابر واحد يجرنى من ارجلى ويدخلنى المقبرة وصفت لنا المنظر تقشعر لة الأبدان ايادى طويلة شاحبة اللون تميل إلى البياض المظلم وتجرها داخل المقبرة لا تريدها تخرج منها فقال لها الشيخ لا تخافي انى معك والقرآن رفيقك فوصفت نفسها تغوص فى طين المقبرة ويلتف عليها ثعابين سوداء ويخرج دود من جسدها وشعرها فاكمل الشيخ قراءه القرآن فإذا بها تقول بانها تنظف جسمها من الديدان والطين والثعابين وتخرج من المقبرة ويحملونها على كفن ويذهبون بها إلى بيتها ويفتح الباب فإذا بها تصرخ وتقول زوجة ابى تقف على الباب وعينيها سوداء ولا تريد دخولى البيت فقال لها الشيخ اصبري وسوف ترين العجب واكمل قرآءة القرآن فقالت انى أراها تهرب ولكن أناس يلبسون جلباب ابيض ياخذونها ويكفنوها ويضعوها فى اللحد على الأكتاف ويذهبون بها إلى المقابر واذا بالأيدي التى كانت تمسكها الان تمسك زوجة ابيها ويمتلا جسد زوجة ابيها بالثعابين والدود ويغلق عليها القبر وهنا الشيخ توقف عن القراءه وقال لها الان اصبحتى يابنتى نقية من تلبس الجن والشياطين والسحر ساعات مرت بينا كأنها ايام قصص تروى لنا من لسان زوجة اخى تقشعر لها الأبدان وعندما ازيل القماش من عينها أصبحت منيرة الوجة ففرح اخى وعودنا الى بيتنا سالمين
(كاتب محمود عبدالحميد)
الرحلة الخامسة ( مدينة الجن وشيطان اختى )
بدا حلمى بدخول قرية كبيرة وضخمة سميت بقرية الجن حيث مبانيها واعمدتها تمتاز بالضخامة ولكن مدينة مظلمة يميل عليها الاحمرار والسواد فى اضائتها وكائنات غير مرئية ترتدى جلباب اسود لا أرى منها غير الجلباب كانى دخلت مدينة الأشباح مثل الأفلام ولكن المدهش فى الموضوع دائما بجد جسدى يسير ويكمل طريقه بدون توقف او خوف وكانى داخل المدينة لكى أشاهد واتفرج على مدينة سياحية فوجدت نفسى ادخل فى نفق مظلم يضيق كلما ادخل فإذا بى أجد مكان واسع جدا حيطانة مبنية من الصخور وشكل الطوب كبير الحجم مربع او مستطيل الشكل حتى مقاعدة من الحجارة ويجلس فى أحد الأركان شخص يرتدي اسود واقتربت منه لكى أراة واتفقد ملامحه فإذا بها امرأة ضخمة تشبة اختى وتقول لى اخيرا جيت انا هعلمك ازاى تمسك لجام الجن بايدك وقعدت تقرأ بأشياء لم افهما فقعدت اصرخ فيها واقول ولية امسك لجام الجن ولو همسك مش هقول زيك قالتى انا قرأ قراءن قولتلها وهو دة قراءن دى آيات قرانية مدسوس بداخلها السم فإذا بى انطق أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم واذا بها تصرخ وتقول اسمع كلامى وقول كلامى انا وانا اكمل بقرائتى فإذا بشى يظهر مثل لجام وكان من نور يظهر فى الظلام الدامس فقولت بسم الله العلى الاعظم واذا بى امسك اللجام بايدى واحاول لفة على ايدى فإذا بى استيقظ من حلمى وزوال الشخص الأسود الذى يراقبى دائما امامى عند استيقاظى ثم يختفى فجأه لأعلم ماذا يريد منى ولا أعلم لما يحاولون مرارا وتكرار ان ادخل عالمهم ولكن لن ادخل عالمهم لانى اخاف الله رب العالمين ثم بعدها بأيام قليلة احلم بنفس اختى وبذات الجلباب الأسود شديد السواد فى بيت على البحر بعيد عن الناس له جنينة قبلة تبدأ من سور البوابة إلى مدخل البيت وتغطة أوراق العنب من كل جانب واناس تدخل وتخرج ويقولون لى انة منزل احد كبار البلد الغريب انى بسافر بلاد وادخل بيوت لا اعلمها ولا اعرفها سابقا فدخلت هذا البيت واجد نفس المرأة التى تشبة اختى ذات الجلباب الأسود شديد السواد تقرأ على الناس المسحورة والملبوسة بكلمات لم اسمع بها من قبل وتقول اجلس بجوارى وتعلم فقولت لا لا والله فلتتعلمى انتى واذا بى امسك الرجل الذى تقرأ علية واذا بى اتلو علية آيات قرآنية ودائما ابدا بأية الكرسى وانطق باسم الله العلى الاعظم والرجل يصرخ تحت يدى ويغيب عن الوعي ولم تجد المراءة التى تشبة اختى الا الفرار واستيقظ من نومى واتعجب لية كل مرة يتشبهون بشكل احد اخوتى هذا السؤال الذى يتكرر بداخلى . ❝
❞ نشرَت جريدة الصنداي تايمز، هذا النهار، خبر تسرب شعاع غامض من مدينة أدرنَّة التركية على الحدود اليونانية، وتكهّن مواطن يوناني الْتقتهُ مراسلة الصحيفة، بأنهم على الحدّ الفاصل لليونان، شاهدوا ليومين متتاليين، أشِعّة أرجوانية اللون، غامضة تومض لدقائق ثم تنْساب على مدَى الأفق وكأنها طيفٌ خيالي، تبعتها رياح مُغْبّرة، وما زادَ الأمر تعقيدًا، إصابة كلّ من صادف تواجدهُ تلك الساعة بالمنطقة، بحكّة جلْدية شرِسة، وتوَسّعت المراسلة الصحفية في الخبر، بالتحقيق مع سكان المنطقتين من كلا الجانبين، ما أفضى بالنهاية، لتوْقيفها من قبل السلطات التركية ومصادرة الكاميرا ولكنها تمكّنت من تسريب صور التحقيق...
لم يلفت ذلك الخبر نظر العالم الذي كان مشغولاً بأخبار الأمير هاري وميغان، وحتى خبر الصنداي حول الشعاع الأرجواني نُشر بصفحةٍ داخلية، وغطى عليه بذات اليوم، خبر اغتيال قاسم سليماني...وحدهُ القرمزي، الذي قرأ الجريدة في المساء، متأخرًا عن عادة قراءتها في الصباح، بينما كان يحتسي قهوته السوداء في رصيف مقهى ميدان الكاتدرائيّة...
قربّ السفارة البحرينية في لندن نهار اليوم التالي، كان ثمّة بضعة عشرات من متظاهرين احتشدوا تحت رذاذ المطر، حملوا يافطات ورقية هزيلة مسَحَت قطرات المطر حِبرها، مطالبين بديمقراطية، بينمّا كان واحدٌ منهم يحمل صورة القتيل قاسم سليماني...كانت فجْوَة غير مُنصفة تلك اللحظة التي ضاع فيها خبر الصنداي، وعلى الضفة الأخرى من الشارع، تدخل البوليس لتفريق مجموعة مُتعرّية، حملت شعاراتٍ بيئية، كان الطقس ضبابيًا وحركة السير مرتبكة...
˝لا أستطيع دخول السفارة هذا اليوم، سوف الْفتُ الأنظار، وأخشى لو سلَمت الجواز لتجديده، تتم مصادرته، ما رأيكِ أوليفيا؟ هل استمر؟˝
وقف ناصر رجب، مرتديًا بدلة سوداء فضفاضة، متخفيًا بجهٍةٍ من الشارع، بجانب ثلاثة أجانب رجل وامرأتين يحاولون جرّ أحد الكلاب، قاوم رغبتهم في السير...كان يتحدّث في الهاتف ويحاول جاهدًا استراق النظر نحو ما يجري قربّ السفارة...
كانت أوليفيا روي على الطرفِ الآخر، من الهاتف تقبع بركنٍ من مطعم صغير، يطلّ على ساحل بُحَيرة، تحتجز بطرفِها عدّة قواربّ صغيرة، بعضها شراعي، وثمّة زبائن آخرين يحلِّقون على موائد الرصيف، وكان هنالك نباح كلب يأتي من مسافة...كانت تتحدّث بالهاتف وسرعان ما أنْهَت المكالمة لدي دخول بسام داوود الأسود...كان يحمل معه حقيبة رجل أعمال ويرتدي قميصًا أبيض ومعطفًا كحلي، مع سروال أسود، أبقى نظارته السوداء رغم الطقس الغائم...جلس مقابلاً لها، وعلت وجههُ ابتسامة صفراء...
˝أوليفيا˝
قال ذلك وهو يشير لنادل صغير السِنّ، أمْهَق البشرة، ضيق العينين، أقتربّ منه حالمّا لمح إشارته...
˝متى وصَلت َلوغانو؟˝
سألته المرأة السويسرية، وهي تُشير للنادل أن ينتظر لحظة...
˝الآن˝
أجابها وعادَ للنادل، طلب نبيذًا أحمر، التفتَ للمرأة يسألها بحِيرةٍ بدت على وجهه.
˝ماذا تأكلين؟˝
˝بيتزا˝
أجابتهُ.
عادَ للنادل وقال وهو يحُكّ ذقنه مفكرًا...
˝لا شيء، فقط نبيذ احمر˝
˝كنت على الهاتف منذ لحظة مع ناصر رجب، يواجه مشكلة انتهاء صلاحية جواز سفره، لهذا تأخر بالمجيء إلى ميلانو˝
بدت عليه العصبية، زفَر بحدّة وقال بنبرةٍ يائِسة...
˝هذا الأحمق لا يعرف كيف يتدَبر أمره بتاتًا، كيف تمكّن من الإثراء؟!
تنهّد ثانية واستدرك وهو ينظر لسيدة مُسِنّة دخلت المطعم وهي تواجه صعوبة في إغلاق مظلة المطر...
˝كيف تثقين به؟ ألا تخشين أن يورّطكِ؟˝
قطع تركيزه اصطدام إحدى النادلات بأحد الزبائن قادم من جهة الحمام كما يبدو، تصاعدَت رائحة شواء من الداخل، نظر الأسود إلى حقيبته بجانبه قربّ عمود الطاولة ثم التفت وراءه، وعاد ينظر للمرأة، كانت تحدّق بكوب القهوة أمامها...
˝أُفضل أن تسوي القضية معهم خارج المحكمة، مُجرّد ذهابكَ للمحاكمة سيشوِّش عليك، أنت تحت الأنظار منذ قضية الورق. اشْتر بعض المساهمين، وأضْمَن أنك ستكْسب أضعافًا لأنّني سأكون حرّة في عقد صفقات خارجية، دون إثارة الرأي العام في بلدك...˝
ارْجَع ظهره للوراء، قهقه بازدراءٍ وقال بنبرةِ مقت...
˝هؤلاء جشعون، لن يرضوا بالقليل، مع أنهم مفلسون ولا أصدق تعنتهم وعدم بيعهم للأسهم˝
وفجأة خرجت مُنفلِتة إحدى النادلات وهي تهرول، ولَحِق بها أحد الزبائن...انتصب بعض الرواد قربّ سياج المكان وراحوا يحدقون من النافذة بفضول ...
˝ماذا يجري في الخارج؟˝
سأل بسام الأسود باهتمام...
˝لوغانو أهدأ مكان على الأرض، لا تهتم˝
في الخارج كان يدور جدَل بين بعض الأفراد، وهناك على بعد مسافة أمتار بمحاذاة البحر طفق تجمعٌ يرْصدُ الأفق، كانت سيارات متنوِّعة تعبُر الشارع البحري من الجهتين، وثمّة أشخاصٌ يحاولون العبور، نحو الحشد الذي كان يتَطلَّع نحو لا شيء! الوقت قبل الغروب، والسماء غائِمة، ونسمات هواء باردة تُحرك أوراق الأشجار التي تساقط بعضها، صفراء على الأرض.
˝مجرّد وميضٍ خريفي من ذلك الذي يسْبقُ فترة تباين الفصول، الناس في المدينة الناعِسة، تهتم بتفاصيل رتيبة لعدمِ وجود ما يثير هنا، أي شيءٍ تافه ولو انتحار نحلة يحرك الناس!˝
قالت أوليفيا ذلك بنغمةٍ لا مبالية لدى انتهاء لقائهما... وقبل أن ينفصلا عند واجهة رصيف المطعم، سأل الأسود أحد المارَّة، وفي نظرتهِ فضول تجاه بقايا التجمع عند مرفأ البحر، مقابل شارع رئيسي، لم تتوقف عليه حركة السيارات، بكلّا الاتجاهين...
˝يقال وميض شمسي حاد قصَف بعض من كانوا يتنزهون على الساحل˝
أجاب رجل متوسط العمر تبدو عليه ملامح جنوب آسيا...ثم مضى في سبيله.
˝غريب˝
قال الأسود بعدمِ مبالاة
˝ ما وجهُ الغرابة؟˝
سألَت أوليفيا روي وهي تهم بالانصراف وقد تدَلّت حقيبة بيضاء بكتفِها، فيما حمل الأسود حقيبة رجل الأعمال بيده اليسرى.
˝ألم تسمعِ منذ أيام خبر الصنداي تايمز؟˝!!
مطّت شفتيها، بمُجرّد مغادرتهِ، سارَت بتمَهُّلٍ نحو رصيف الشارع، توقفَت عند نافورة مياه، أشعلَت سيجارة، وتلفَّتَت حوْلها، لمحَت زوجين عجوزين، يقبِّلان بعضهما، بينما شابين مراهقين، يتشاجران برتابةٍ مُمِلّة، مقابلهما...بدت حائرة حتى نطَّ فجأة بجانبِها طفلٌ بسنِّ الخامسة أفلَتَ من يدِ والده الخمسيني العمر، الذي انْشغل بتَملُّقِ فتاة تصْغرهُ سنّا ونسي طفلهُ...تعلَّق بأوليفيا وخاطبَها ببراءةٍ ورأسه لفوْق يحدّق بها...
˝تشبهين جدتي˝
مطاردة هزيلة
بداية موْسِم خريفي، زخَرت فيه سماء مدينة ميلانو، بطقْسٍ رمادي اللون، ملأّت أرصفتها وريقاتٌ صفراء، بكثافةٍ، وفاحَت طرقاتها بنكهةِ الأشجار والأزهار، امْتزَجت بروائح عطر المارَّة من سكانها، صادف أحمد القرمزي، مرّة أخرى، غازي فلاح في ساحة ميركاتي تبعه خلال تجوّلهُ بشارع فيا دانتي، حتى حديقة بريرا! كان قد جَمدَ بالبدءِ في مكانه لومضةٍ خاطفة...شعر بأنهُ إن تأخر عن متابعتهِ سوف يتيه الرجل منهُ بزحْمة الشارع بذلك المساء الذي سبق غروب الشمس التي كانت في الأصلِ شحيحة منذ بداية النهار...
خرج القرمزي مرتديًا قميصًا أزرق قطنيًا سميكًا اعتقد أنه سيكْفيه بتلك الأمسية، حتى اصطدم ببرودة الطقس الغائم جزئيًا، كما شعر بضيقِ سرواله الجينز، ممّا زاده ضيقًا، ظنًا منه أنه ثَخُن، حتى تبيّن له أنّهُ بعد الغسْل يختلف ويضيق عن ارتدائه للمرّة الأولى، ما أزاح عنه شعور الاكتئاب المُباغت وصرف نظره عن العودّة للشَقّة، وفيما كان يمضي بالسيّر نحو مقهاه المسائي، في جوْلة قرّر خلالها الاكتفاء بالبطالة والبدء في العمل...فاجأه العقيد غازي فلاح يتمَشّى وقد ارتدي زيًا رياضيًا وبيده قارورة مياه صغيرة...بدا حيويًا نقيض المرّة السابقة التي صادفهُ فيها، ما أوْحَى إليه أن الرجل، لم يتلاشَ ضمير الجلاد منهُ...
كلمّا لمحهُ استيقظَت في رأسهِ صور ومشاهد وحوارات، جميعها مشحونةٌ بإهاناتٍ وإذلال أذاقهُ إياه لسنواتٍ...هل يريد الانتقام منه؟ أم مواجهته فقط والاكتفاء بتذكّيره...
˝لن أُسامحهُ بالطبع، وإلا محوْتُ ذاتي حين أتتني فرصة استعادتها˝
سار خلفه بخطواتٍ مُتلافي الاقتراب منه، كان قلبه يخفق كما في كلّ مرّة يراه، بل ولمُجرّد تذكّره، لا يعْرفُ الهدف من ملاحقتهِ، وإن كان يدفعه فضولٌ قوي، لمعْرفّة أينّ وصلَ الرجل في حياتهِ...كيف يعيش؟ ماذا يفعل؟ هل تغيّر؟ ما الذي يفعله في إيطاليا؟ هل هي صُدفة أن يتواجدا على أرضٍ واحدة بعد سنوات الجمْر؟ أو هو قدَرٌ أن يلقاه لتصفية حسابه معه...؟ لا يمكن للحياة أن تتناهَى بهما عند نقطة المُنْعطَف هذه إلا وقد رسَمَت هدفًا إلهيًا وربّمّا إنسانيًا من ذلك...هكذا فكَّر حين بلغ معه طرف الحديقة حيث توقَف الرجل، وتلفّت حوْلهُ ثم سار نحو البوابة، وهناك توقف...
أدرك القرمزي أنه لم يقْصدَ الحديقة النباتية التي كانت تفتح لفتراتٍ محدّدةٍ، من شهر سبتمبر حتى أكتوبر، برسومٍ أو مجانًا بحسَب الظّروف... سبق له واستمتع مرّات عدّة بأجوائِها التي تعجُ بأشجارٍ وأزهار خيالية وبأشكالٍ غيْر مسبوقة، وثمّة قصر وتماثيل...ترك تفكّيره في الحديقة وشدّدَ انتباههُ إلى صاحبه الذي كان بالانتظار...
خلال دقائق، وصلت سيارة فولكس واجن صفراء، توَقَّفت عند رصيف الطريق، توجّه غازي فلاح نحوها...فتح الباب ووَلَجَ...لم يتحرك السائق بدا ثمّة حديث بينه وبين سائقها، بعد فترة خرج الاثنان، انتصبا بجانب السيارة وراحا يدخنان بصمتٍ...
برز سائق السيارة، شابٌ ثلاثيني، ذو وجه صغير مستطيل عظْميّ، وأنْف مدبّب يشبه حبّة الّلوْز، بشرته جافَة، لونها نبيذي فاتح، متوسّط القامَة، نحيف لدرجة الضمور ...تساءل في داخله عن هوية الشاب، وعلاقته بكهلٍ جلاد؟ كانت أفكاره تعود به إلى سجن دياره، فترة الجَمْر، ثم سرعان ما يتَسلّل شريطُ الأحداث ويفْسد عليه خياره بانتقاء ميلانو ملجأ راحة واسترخاء وعمل، ليلاحقه كابوسٌ فرَّ منه في الأصل ليتبعه إلى هنا، تذكّر ليلاف سعيد، وما روَتهُ له في إحدى فضْفضَتها الشجيّة، عن وجود جودت باور ضابط الجيش التركي... الذي يعيش سرًا، تحت اسم مستعار، أنيس أبيك X وهو مُعذِبُها مع آلاف الأكراد خلال غزْو عفرين...
˝ترى تحت أي اسم مستعار، ينام غازي فلاح، هنا في ميلانو؟˝!!
تساءل وهو يُحدّق فيه وقد بدا بصحةٍ وحيوية، ولو تقوّس ظهره قليلاً، وتدلت كتفاه وظهر بسحنةِ النهاية، لكن ما فتِئ َتنبثق من عينيه، جمْرة التعذيب المجنون الذي سقاهُ إياه...
شعر، أنه أفْسَد مساءهُ بهذه المطاردة التي أحسَّ بها هزيلَة، ولن توْصلهُ إلى نتيجة، طالما ظلّ يكتفي بمطاردته كلمّا صادفه...
˝لابد من خطّة لمواجهتهِ˝
إلى متى سيظلّ يكتفي بتسْمِيم حياته حتى وهو هنا، هاربّا من كوابيس دياره، ليجد نفسه، في دوامة الماضي المُعْتم؟
مرّت خمس دقائق ولعلّها أكثر، دون حوار بين الاثنين، لكنه لمح في نهايتها، قيام السائق الشاب بتسليم ورقة صغيرة للجلاد، مقابل أوراق لم يتبيّن ماهيتها، إن كانت أوراقًا مالية، أو شيئًا آخر...عندما غادر السائق المكان، التفَّ فلاح منكفئًا من ذات الطريق...زَفَر القرمزي وتبعه...!
***. ❝ ⏤احمد جمعه
❞ نشرَت جريدة الصنداي تايمز، هذا النهار، خبر تسرب شعاع غامض من مدينة أدرنَّة التركية على الحدود اليونانية، وتكهّن مواطن يوناني الْتقتهُ مراسلة الصحيفة، بأنهم على الحدّ الفاصل لليونان، شاهدوا ليومين متتاليين، أشِعّة أرجوانية اللون، غامضة تومض لدقائق ثم تنْساب على مدَى الأفق وكأنها طيفٌ خيالي، تبعتها رياح مُغْبّرة، وما زادَ الأمر تعقيدًا، إصابة كلّ من صادف تواجدهُ تلك الساعة بالمنطقة، بحكّة جلْدية شرِسة، وتوَسّعت المراسلة الصحفية في الخبر، بالتحقيق مع سكان المنطقتين من كلا الجانبين، ما أفضى بالنهاية، لتوْقيفها من قبل السلطات التركية ومصادرة الكاميرا ولكنها تمكّنت من تسريب صور التحقيق...
لم يلفت ذلك الخبر نظر العالم الذي كان مشغولاً بأخبار الأمير هاري وميغان، وحتى خبر الصنداي حول الشعاع الأرجواني نُشر بصفحةٍ داخلية، وغطى عليه بذات اليوم، خبر اغتيال قاسم سليماني...وحدهُ القرمزي، الذي قرأ الجريدة في المساء، متأخرًا عن عادة قراءتها في الصباح، بينما كان يحتسي قهوته السوداء في رصيف مقهى ميدان الكاتدرائيّة...
قربّ السفارة البحرينية في لندن نهار اليوم التالي، كان ثمّة بضعة عشرات من متظاهرين احتشدوا تحت رذاذ المطر، حملوا يافطات ورقية هزيلة مسَحَت قطرات المطر حِبرها، مطالبين بديمقراطية، بينمّا كان واحدٌ منهم يحمل صورة القتيل قاسم سليماني...كانت فجْوَة غير مُنصفة تلك اللحظة التي ضاع فيها خبر الصنداي، وعلى الضفة الأخرى من الشارع، تدخل البوليس لتفريق مجموعة مُتعرّية، حملت شعاراتٍ بيئية، كان الطقس ضبابيًا وحركة السير مرتبكة...
˝لا أستطيع دخول السفارة هذا اليوم، سوف الْفتُ الأنظار، وأخشى لو سلَمت الجواز لتجديده، تتم مصادرته، ما رأيكِ أوليفيا؟ هل استمر؟˝
وقف ناصر رجب، مرتديًا بدلة سوداء فضفاضة، متخفيًا بجهٍةٍ من الشارع، بجانب ثلاثة أجانب رجل وامرأتين يحاولون جرّ أحد الكلاب، قاوم رغبتهم في السير...كان يتحدّث في الهاتف ويحاول جاهدًا استراق النظر نحو ما يجري قربّ السفارة...
كانت أوليفيا روي على الطرفِ الآخر، من الهاتف تقبع بركنٍ من مطعم صغير، يطلّ على ساحل بُحَيرة، تحتجز بطرفِها عدّة قواربّ صغيرة، بعضها شراعي، وثمّة زبائن آخرين يحلِّقون على موائد الرصيف، وكان هنالك نباح كلب يأتي من مسافة...كانت تتحدّث بالهاتف وسرعان ما أنْهَت المكالمة لدي دخول بسام داوود الأسود...كان يحمل معه حقيبة رجل أعمال ويرتدي قميصًا أبيض ومعطفًا كحلي، مع سروال أسود، أبقى نظارته السوداء رغم الطقس الغائم...جلس مقابلاً لها، وعلت وجههُ ابتسامة صفراء...
˝أوليفيا˝
قال ذلك وهو يشير لنادل صغير السِنّ، أمْهَق البشرة، ضيق العينين، أقتربّ منه حالمّا لمح إشارته...
˝متى وصَلت َلوغانو؟˝
سألته المرأة السويسرية، وهي تُشير للنادل أن ينتظر لحظة...
˝الآن˝
أجابها وعادَ للنادل، طلب نبيذًا أحمر، التفتَ للمرأة يسألها بحِيرةٍ بدت على وجهه.
˝ماذا تأكلين؟˝
˝بيتزا˝
أجابتهُ.
عادَ للنادل وقال وهو يحُكّ ذقنه مفكرًا...
˝لا شيء، فقط نبيذ احمر˝
˝كنت على الهاتف منذ لحظة مع ناصر رجب، يواجه مشكلة انتهاء صلاحية جواز سفره، لهذا تأخر بالمجيء إلى ميلانو˝
بدت عليه العصبية، زفَر بحدّة وقال بنبرةٍ يائِسة...
˝هذا الأحمق لا يعرف كيف يتدَبر أمره بتاتًا، كيف تمكّن من الإثراء؟!
تنهّد ثانية واستدرك وهو ينظر لسيدة مُسِنّة دخلت المطعم وهي تواجه صعوبة في إغلاق مظلة المطر...
˝كيف تثقين به؟ ألا تخشين أن يورّطكِ؟˝
قطع تركيزه اصطدام إحدى النادلات بأحد الزبائن قادم من جهة الحمام كما يبدو، تصاعدَت رائحة شواء من الداخل، نظر الأسود إلى حقيبته بجانبه قربّ عمود الطاولة ثم التفت وراءه، وعاد ينظر للمرأة، كانت تحدّق بكوب القهوة أمامها...
˝أُفضل أن تسوي القضية معهم خارج المحكمة، مُجرّد ذهابكَ للمحاكمة سيشوِّش عليك، أنت تحت الأنظار منذ قضية الورق. اشْتر بعض المساهمين، وأضْمَن أنك ستكْسب أضعافًا لأنّني سأكون حرّة في عقد صفقات خارجية، دون إثارة الرأي العام في بلدك...˝
ارْجَع ظهره للوراء، قهقه بازدراءٍ وقال بنبرةِ مقت...
˝هؤلاء جشعون، لن يرضوا بالقليل، مع أنهم مفلسون ولا أصدق تعنتهم وعدم بيعهم للأسهم˝
وفجأة خرجت مُنفلِتة إحدى النادلات وهي تهرول، ولَحِق بها أحد الزبائن...انتصب بعض الرواد قربّ سياج المكان وراحوا يحدقون من النافذة بفضول ...
˝ماذا يجري في الخارج؟˝
سأل بسام الأسود باهتمام...
˝لوغانو أهدأ مكان على الأرض، لا تهتم˝
في الخارج كان يدور جدَل بين بعض الأفراد، وهناك على بعد مسافة أمتار بمحاذاة البحر طفق تجمعٌ يرْصدُ الأفق، كانت سيارات متنوِّعة تعبُر الشارع البحري من الجهتين، وثمّة أشخاصٌ يحاولون العبور، نحو الحشد الذي كان يتَطلَّع نحو لا شيء! الوقت قبل الغروب، والسماء غائِمة، ونسمات هواء باردة تُحرك أوراق الأشجار التي تساقط بعضها، صفراء على الأرض.
˝مجرّد وميضٍ خريفي من ذلك الذي يسْبقُ فترة تباين الفصول، الناس في المدينة الناعِسة، تهتم بتفاصيل رتيبة لعدمِ وجود ما يثير هنا، أي شيءٍ تافه ولو انتحار نحلة يحرك الناس!˝
قالت أوليفيا ذلك بنغمةٍ لا مبالية لدى انتهاء لقائهما... وقبل أن ينفصلا عند واجهة رصيف المطعم، سأل الأسود أحد المارَّة، وفي نظرتهِ فضول تجاه بقايا التجمع عند مرفأ البحر، مقابل شارع رئيسي، لم تتوقف عليه حركة السيارات، بكلّا الاتجاهين...
˝يقال وميض شمسي حاد قصَف بعض من كانوا يتنزهون على الساحل˝
أجاب رجل متوسط العمر تبدو عليه ملامح جنوب آسيا...ثم مضى في سبيله.
˝غريب˝
قال الأسود بعدمِ مبالاة
˝ ما وجهُ الغرابة؟˝
سألَت أوليفيا روي وهي تهم بالانصراف وقد تدَلّت حقيبة بيضاء بكتفِها، فيما حمل الأسود حقيبة رجل الأعمال بيده اليسرى.
˝ألم تسمعِ منذ أيام خبر الصنداي تايمز؟˝!!
مطّت شفتيها، بمُجرّد مغادرتهِ، سارَت بتمَهُّلٍ نحو رصيف الشارع، توقفَت عند نافورة مياه، أشعلَت سيجارة، وتلفَّتَت حوْلها، لمحَت زوجين عجوزين، يقبِّلان بعضهما، بينما شابين مراهقين، يتشاجران برتابةٍ مُمِلّة، مقابلهما...بدت حائرة حتى نطَّ فجأة بجانبِها طفلٌ بسنِّ الخامسة أفلَتَ من يدِ والده الخمسيني العمر، الذي انْشغل بتَملُّقِ فتاة تصْغرهُ سنّا ونسي طفلهُ...تعلَّق بأوليفيا وخاطبَها ببراءةٍ ورأسه لفوْق يحدّق بها...
˝تشبهين جدتي˝
مطاردة هزيلة
بداية موْسِم خريفي، زخَرت فيه سماء مدينة ميلانو، بطقْسٍ رمادي اللون، ملأّت أرصفتها وريقاتٌ صفراء، بكثافةٍ، وفاحَت طرقاتها بنكهةِ الأشجار والأزهار، امْتزَجت بروائح عطر المارَّة من سكانها، صادف أحمد القرمزي، مرّة أخرى، غازي فلاح في ساحة ميركاتي تبعه خلال تجوّلهُ بشارع فيا دانتي، حتى حديقة بريرا! كان قد جَمدَ بالبدءِ في مكانه لومضةٍ خاطفة...شعر بأنهُ إن تأخر عن متابعتهِ سوف يتيه الرجل منهُ بزحْمة الشارع بذلك المساء الذي سبق غروب الشمس التي كانت في الأصلِ شحيحة منذ بداية النهار...
خرج القرمزي مرتديًا قميصًا أزرق قطنيًا سميكًا اعتقد أنه سيكْفيه بتلك الأمسية، حتى اصطدم ببرودة الطقس الغائم جزئيًا، كما شعر بضيقِ سرواله الجينز، ممّا زاده ضيقًا، ظنًا منه أنه ثَخُن، حتى تبيّن له أنّهُ بعد الغسْل يختلف ويضيق عن ارتدائه للمرّة الأولى، ما أزاح عنه شعور الاكتئاب المُباغت وصرف نظره عن العودّة للشَقّة، وفيما كان يمضي بالسيّر نحو مقهاه المسائي، في جوْلة قرّر خلالها الاكتفاء بالبطالة والبدء في العمل...فاجأه العقيد غازي فلاح يتمَشّى وقد ارتدي زيًا رياضيًا وبيده قارورة مياه صغيرة...بدا حيويًا نقيض المرّة السابقة التي صادفهُ فيها، ما أوْحَى إليه أن الرجل، لم يتلاشَ ضمير الجلاد منهُ...
كلمّا لمحهُ استيقظَت في رأسهِ صور ومشاهد وحوارات، جميعها مشحونةٌ بإهاناتٍ وإذلال أذاقهُ إياه لسنواتٍ...هل يريد الانتقام منه؟ أم مواجهته فقط والاكتفاء بتذكّيره...
˝لن أُسامحهُ بالطبع، وإلا محوْتُ ذاتي حين أتتني فرصة استعادتها˝
سار خلفه بخطواتٍ مُتلافي الاقتراب منه، كان قلبه يخفق كما في كلّ مرّة يراه، بل ولمُجرّد تذكّره، لا يعْرفُ الهدف من ملاحقتهِ، وإن كان يدفعه فضولٌ قوي، لمعْرفّة أينّ وصلَ الرجل في حياتهِ...كيف يعيش؟ ماذا يفعل؟ هل تغيّر؟ ما الذي يفعله في إيطاليا؟ هل هي صُدفة أن يتواجدا على أرضٍ واحدة بعد سنوات الجمْر؟ أو هو قدَرٌ أن يلقاه لتصفية حسابه معه...؟ لا يمكن للحياة أن تتناهَى بهما عند نقطة المُنْعطَف هذه إلا وقد رسَمَت هدفًا إلهيًا وربّمّا إنسانيًا من ذلك...هكذا فكَّر حين بلغ معه طرف الحديقة حيث توقَف الرجل، وتلفّت حوْلهُ ثم سار نحو البوابة، وهناك توقف...
أدرك القرمزي أنه لم يقْصدَ الحديقة النباتية التي كانت تفتح لفتراتٍ محدّدةٍ، من شهر سبتمبر حتى أكتوبر، برسومٍ أو مجانًا بحسَب الظّروف... سبق له واستمتع مرّات عدّة بأجوائِها التي تعجُ بأشجارٍ وأزهار خيالية وبأشكالٍ غيْر مسبوقة، وثمّة قصر وتماثيل...ترك تفكّيره في الحديقة وشدّدَ انتباههُ إلى صاحبه الذي كان بالانتظار...
خلال دقائق، وصلت سيارة فولكس واجن صفراء، توَقَّفت عند رصيف الطريق، توجّه غازي فلاح نحوها...فتح الباب ووَلَجَ...لم يتحرك السائق بدا ثمّة حديث بينه وبين سائقها، بعد فترة خرج الاثنان، انتصبا بجانب السيارة وراحا يدخنان بصمتٍ...
برز سائق السيارة، شابٌ ثلاثيني، ذو وجه صغير مستطيل عظْميّ، وأنْف مدبّب يشبه حبّة الّلوْز، بشرته جافَة، لونها نبيذي فاتح، متوسّط القامَة، نحيف لدرجة الضمور ...تساءل في داخله عن هوية الشاب، وعلاقته بكهلٍ جلاد؟ كانت أفكاره تعود به إلى سجن دياره، فترة الجَمْر، ثم سرعان ما يتَسلّل شريطُ الأحداث ويفْسد عليه خياره بانتقاء ميلانو ملجأ راحة واسترخاء وعمل، ليلاحقه كابوسٌ فرَّ منه في الأصل ليتبعه إلى هنا، تذكّر ليلاف سعيد، وما روَتهُ له في إحدى فضْفضَتها الشجيّة، عن وجود جودت باور ضابط الجيش التركي... الذي يعيش سرًا، تحت اسم مستعار، أنيس أبيك X وهو مُعذِبُها مع آلاف الأكراد خلال غزْو عفرين...
˝ترى تحت أي اسم مستعار، ينام غازي فلاح، هنا في ميلانو؟˝!!
تساءل وهو يُحدّق فيه وقد بدا بصحةٍ وحيوية، ولو تقوّس ظهره قليلاً، وتدلت كتفاه وظهر بسحنةِ النهاية، لكن ما فتِئ َتنبثق من عينيه، جمْرة التعذيب المجنون الذي سقاهُ إياه...
شعر، أنه أفْسَد مساءهُ بهذه المطاردة التي أحسَّ بها هزيلَة، ولن توْصلهُ إلى نتيجة، طالما ظلّ يكتفي بمطاردته كلمّا صادفه...
˝لابد من خطّة لمواجهتهِ˝
إلى متى سيظلّ يكتفي بتسْمِيم حياته حتى وهو هنا، هاربّا من كوابيس دياره، ليجد نفسه، في دوامة الماضي المُعْتم؟
مرّت خمس دقائق ولعلّها أكثر، دون حوار بين الاثنين، لكنه لمح في نهايتها، قيام السائق الشاب بتسليم ورقة صغيرة للجلاد، مقابل أوراق لم يتبيّن ماهيتها، إن كانت أوراقًا مالية، أو شيئًا آخر...عندما غادر السائق المكان، التفَّ فلاح منكفئًا من ذات الطريق...زَفَر القرمزي وتبعه...!