█ قصص قصيرة جدا الزورق الجميل فجأة استيقظت كأنها نامت مائة عام أو أكثر!!؟ لتجد أنها تعيش واقعاَ لا يمت لأحلامها بأي صلة ! قفزت فى رأسها أسئلة : أين ومتى وكيف ؟! مر شريط ذكرياتها سريعا فاكتشفت نسيت أن تعش حياتها فقد راحت عليها نومة هذا الزورق الجميل !؟ ذهب مع الريح تنوي تتفاءل وتودع اليأس تحلم بما ستفعل غدا ستخرج إلى الحياة تلهو وتمرح تتسوق صديقتها تذهب البحر تتمتع بجوه تشعر بالنشوة تقفز من سريرها تفتح النافذة لتنفس الهواء العليل فجأة تهب عاصفة شديدة تغلق بقوة !! تعود لسريرها حزينة تلك العاصفة تقتلع أحلامها الجميلة فيسقط الأمل منها سهوا ويذهب الريح كتاب غربة روح مجاناً PDF اونلاين 2024 المجموعة تقع 148 صفحة القطع المتوسط وتحتوي 18 قصة مليئة الدهشة والتشويق مقدمة المجموعة: الغربة إحساس صعب شعور قاس ﻻبد أننا شعرناه يوماً ما ولكن أي غربة؟ الوطن ؟ فراق اﻷهل واﻷحباب؟ نعم هو اﻷصعب واﻷقسى الروح غريباً داخل نفسك ﻻتفهم حولك وﻻيفهمك أحد بل تقسو أكثر حين تجد تساؤلات كثيرة تدور داخلك وﻻتدري الجواب أنا وماذا أريد ولماذا أحيا؟ ﻻتعرف هدفك فتحيا تائها تلك هي الغربة الحقة
❞ لا .. الرقم خطأ !
ذات ليلة ممطرة شديدة البرودة شعرت بالتعب .. حاولت النوم مرارا دون جدوى .. تناولت بعض المسكنات .. ولكن دون فائدة ، حاولت أن أجد من أحادثه هاتفيا حتى أشغل هذا الوقت الممل المتعب .. لم أطق صبرا .. مللت وشعرت بضيق يكاد يخنقني فألقيت بالهاتف ، وحاولت ـ من جديد ـ أنام .. ولكن .. هيهات !!
تكالبت علىَ كل الذكريات الأليمة ، كل أحزان الماضى والحاضر، عدت إلى الهاتف أبحث عن أى رقم .. وجدت رقما لصديق قديم لم أحادثه منذ عام أو أكثر، اتصلت به .. ظل الهاتف يرن طويلا حتي مللت ، وعندما أوشكت علي غلقه ، اذا بصوت نسائى ، يشعرك بالدفء والرغبة في احتضانه !! كأنه نابع من جوف كهف ، يربت على أذني ، ويأسر لساني ! وسرت في روحي رعشة ، أفقدتني الإحساس بالزمان والمكان !! حتى إن فصول العام قد تجمعت كلها حولي ، شعرت برعشة برد تسري داخلي بينما أتصبب عرقا من حرارة قلبي !! أنعش نسيم الربيع روحي ، فأزهرت الورود وتفتحت الأزهار وفاح أريجها معطرا فضاء عمرى ، الذى تساقطت أوراق خريفه وأصابه اليأس ذات ليلة ، لتعود له الآن وتزهر رغم جفاف حياتى ، كأنني أصارع أمواج بحرهائج لأصل بنفسي لبر الأمان الذي أحسست إنه هو ذلك الصوت الهاديء !!
استعدت وعي واستجمعت قواي لأرد عليها ، سائلا عن صديقي ـ الذي كدت أنسى إسمه ـ وكيف لا وأنا قد نسيت من أكون في حضرة صوتها الناعس الذي احتواني وملك علي َ نفسي ؟!
أجابت نافية .. فالرقم خطأ .. أي خطأ تقصدين يا ملاك عمري وأنت الصواب الوحيد هنا في عالمي المزيف !!؟
أي صدفة هذه التي أوصلتني بكِ الليلة ، لأسجل لحظة غزو قلبي واستسلامه !؟ يا ويل قلبي وما أصابه من سهام الحب والعشق دون سابق إنذار !!
أغلقت الهاتف ، ونسيت أن تغلق معها ريح دفعتني نحو أحلام جارفة فتحت آلاف الأبواب لقلبي لأحلم من جديد ، وبنيت قصورا وشيدت آلاف السفن لأبحر في بحور العشق معها !!
وبرغم الأرق والإرهاق والملل ، عشت أجمل ليلة كأنها ليلة من ليالي ألف ليلة .. !! .. واختفى النوم مرغما !!
تجاذبني الأماني والأحلام المزهرة !! .. وغيبوبة عشق جميلة !! أفقت على أشعة الشمس المتسللة من خلال النافذة .. فتحت النافذة لأرى الشمس وأشعتها الذهبية تملأ الكون نورا و أملا ليمتلىء قلبي فرحا ونشوة !!
ذهبت إلى العمل بنشاط وتفاؤل أدهشني قبل أن يدهش الجميع !! مراليوم سريعا وقد أنجزت كل أعمالى .. فالحب منحني قوة وطاقة تفوق كل الحدود !! وددت لو قلت لها إني أحبك كما لم يحب أحد قبلي وبعدي ، فيا ليتني أصالح النوم هذه الليلة لعلي أجدكِ حلما ، أو ألقاكِ فى روضة عشق وردي ! . ❝
❞ حياة
جميلة مثل الوردة ، أريجها يبعث البهجة في القلوب .. الكل يتشوق لرؤيتها ، لحديثها .. لخفة دمها و أناقتها ، فأينما حلت تبث الحياة .. إنها (حياة)
عندما أتت المدرسة كمعلمة جديدة جذبت إنتباه الجميع .. مع مرور الوقت تمنى البعض زواجها .. لكن مستواها المادي والإجتماعي حال دون ذلك .. وهي في قرارة نفسها ترفض الزواج التقليدي وتحلم أن تتزوج عن قصة حب رومانسية !
المدرسون يرونها أميرة ، ويطلقون عليها (البرنسيسية ) .. أما المدرسات فكن يغرن منها ويحسدونها على كل شيء .. ويتمنون نقلها من المدرسة !!
ومع الإنشغال بالعمل ،هدأت العاصفة قليلا .. إلى أن جاء إلى المدرسة مدرس جديد اسمه (طارق) كان في منتهى الأناقة والوسامة !
ما إن رأى (حياة) نبض قلبه .. وزادت دقاته وأثره جمالها و وقع في غرامها !! ، لكن غروره منعه من إظهار حبه لها بهذه السرعة ، إلى جانب إحساسه بأن ظروفه المادية لا تتناسب معها .. فركن إلى الصمت شهورا، رغم إن لديه إحساس قوي بأنها تبادله حبا بحب !! لم يستطع الاستمرار في صمته .. فقد فاض الكيل ، واشتدت اللهفة والشوق ، وأحس بأنه إن لم يفضي إليها بحبه .. فسيموت عشقا !! .. وصمم على مواجتها بحبه لها .. وقد كان .. فإذا بها غارقة في حبه .. يتبادلان الحب والسعادة ، تفوح من عيونهما لمعة العشق ، حاولا ألا يعرف بحبهما زملاء العمل .. لكن (الصبُ تفضحه عيونه ) !!
أصبحا حديث الكل .. يتعرضان للنقد اللاذع ،الاستنكار الشديد ،لأن (حياة) كانت تكبر (طارق) بثلاث سنوات ، وكأنها جريمة يعاقب عليها القانون ، لم يسلما من كلام الحاسدين والحاقدين ونظراتهم القاتلة !! .. (طارق) لا يهمه شيء ، لكن (حياة) تتألم وتحزن مما تسمع !
كانت (حياة) تتسأل كيف يروا فارق السن عيبا ؟! ، ألم تتزوج السيدة (خديجة ) من رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وهي تكبره ؟! لماذا يشغلون أنفسهم بشئون غيرهم !؟
اتفقا على تتويج حبهما بالزواج .. وأيضا لقطع ألسنة الملسنين !!
عندما صارح (طارق) أهله .. اعترضوا .. لفارق السن بينهما .. وبأنها أكبر منه سنا !! .. حاول كثيرا .. وهم مصرون على رأيهم .. وثار صراع داخله .. إنها حياته ومستقبله ، وليست حياتهم فلماذا يرفضون ؟! .. هذا ظلم لا يرضاه الله ..
إنهار نفسيا حتى إنه فكر في الانتحار .. إلا إنه تراجع لأنه سيخسر كل شىء .. دينه وحبه وحياته .. فوض أمره إلى الله !
وكما حدث من أهل (طارق) .. فقد حدث مثله مع (حياة ) التي تدهورت حالتها هى الأخرى .. وتفوض هى الأخرى أمرها إلى الله !! . ❝
❞ استلقيت على فراشى عدة ساعات !! رحت في نوم عميق .. ما إن استيقظت حتى تناولت هاتفي ، ظللت أحدق في رقمها طويلا ، مترددا بين رغبتي في محادثتها وخوفي من ردها !!
وجازفت وطلبتها !! .. وكانت المفاجأة التى لم أتوقعها .. فقد ردت سريعا ، وكأنها كانت تنتظر مكالمتي !!
أُلجم لساني .. فإذا بصوتها الناعس يهمس مهدهدا أذني قلبي : كيف حالك ؟! .. هل استطعت مكالمة صديقك أم أن .. ؟! وتتبعها بضحكة دلال أسكرتني واشعلت في قلبي رغبة جارفة في أحتضانها .. بعد شرودي وسكرتي ..
رددت ˝ نعم .. أقصد لا .. لم أستطع ˝ .. ضحكت مرة أخرى .. فألهبت روحي .. لم نشعر بالوقت .. حتى هاجمنا الفجر .. فأغلقت الهاتف على وعد !!
انتظر في نفس الموعد على أحر من الجمر .. ونار الانتظار تحرقني .. فلا تنطفىء إلا عندما يعلن الهاتف قدومها .. فيدفعني الشوق الحارق لصوتها .. لتزهر في جنبات قلبي زهور الفل والياسمين ..
لم نردد كلمات الحب يوما ، لم أعترف لها بحبي ولم تلمح لي بمشاعرها .. لكننا كنا سعداء تحكي لي كل ما يحدث لها ، وأروي لها كل ما يدور بعالمي ، حكت لي عن أخيها وأمها وأبيها الذين فقدتهم .. كانت تحكي وهى تبكي ، وإنها وجدت لديَ، ما يعوضها عنهم جميعا !! وتمنت إلا أخذلها أبدا !!
أسعدني كلامها .. وفى نفس الوقت أخافني كثيرا !!! تمنيت لوْمِتُ قبل أن أكون سببًا فى بكائها يوما ما !! تذكرت ظروفي التي نسيتها معها كدت أن أنساها .. فأنا زوج وأب لأربعة أبناء تركتهم مع زوجتي وأمي منذ عامين في غربتي المرة ، لأوفر لهم سبل الراحة !
فقد خدعتها وأوهمتها بأني أرمل منذ عامين !! ولدي طفل هو كل حياتي وخشيت أن تكون قد بنت قصورا من الأماني والأحلام معي ، إلا إنني لم أعدها بشىء رغم إنني أحببتها كثيرا !؟
كان ضميري يؤنبني ، وحلمي وحبي يحولان بيني وبين ألا أفكر إلا في نفسي !!؟
دفعني هذا كله إلى أن أتوقف .. فأغلقت هاتفي عدة أيام محاولا أن أنساها ، ولكن هيهات !! فصوتها وصورتها التي تخيلتها يطارداني فى كل لحظة .. اشتقت إليها كثيرا .
بعد صراع دام أيام ما بين قلبى وعلقى .. اتصلت بها .. جاء صوتها باكيا متحشرجا .. ظننت أنها تبكي اشتياقا !! لكنها تبكي من الغدر والخذلان لقد تأخرت عليها ، فقد اكتشفت من خلال صفحتي على الفيس أن مَنْ أخبرتُها بأنه أخي هو إبني الأكبر !! .. ثم أغلقت الهاتف . ❝