█ _ سيد قطب 2001 حصريا كتاب ❞ هذا الدين ❝ عن دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر لبنان 2024 الدين:
يتناول الكتاب مجموعة أبحاث دينية تتناول الإسلام ومنهجه وسماحته
الحقيقة أن تجسيد فكري لإيمان عميق يختلف كليّاً الإيمان التقليدي الذي يتمثل صورة انتظار المعجزة
هذا الايمان ينقل الإنسان من وصفه فرد خاضع لقوة مسيطرة لا يستطيع إلا يقف عاجزاً مسلماً بقدرتها منتظراً دعمها دون عمل إلى تأسيس واعي يفهم بالله أعمق الاستسلام والخنوع يعني العمل والخوض فيه وبناء مجتمع متكامل بالإيمان المقترن بالعمل الكتاب بذرة البذور طريق نهضة الأمة
فكر إسلامي مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل اسلامي
عن كتاب هذا الدين:
يتناول الكتاب مجموعة أبحاث دينية تتناول الإسلام ومنهجه وسماحته
الحقيقة أن هذا الكتاب تجسيد فكري لإيمان عميق يختلف كليّاً عن الإيمان التقليدي الذي يتمثل في صورة انتظار المعجزة
هذا الايمان الذي ينقل الإنسان من وصفه فرد خاضع لقوة مسيطرة لا يستطيع إلا أن يقف عاجزاً مسلماً بقدرتها منتظراً دعمها دون عمل إلى تأسيس فرد واعي يفهم أن الإيمان بالله أعمق من الاستسلام والخنوع الإيمان يعني العمل والخوض فيه وبناء مجتمع متكامل بالإيمان المقترن بالعمل الكتاب بذرة من أعمق البذور في طريق نهضة الأمة
❞ ملخص كتاب ❞ هذا الدين❝ هذا الكتاب يتحدث عن إيمان أعمق من الإيمان التقليدي الذي ينتظر المعجزات لتحقيق أهدافه، يتحدث عن إيمان ينقل الإنسان من فرد ضعيف و خاضع للغير إلى فرد واعٍ، مستقل، يفهم أن الإيمان هو العمل. أن منهج الإسلام لا يتحقق في الأرض بمجرد نزوله، و لا بكلمة "كن" الإلهية مباشرة، و لا بمجرد تبليغه للناس، فكيف يتحقق إذن؟ 1- إذا كان هذا الدين من عند الله؛ فلماذا يحتاج للإنسان وقدراته؟: هناك حقيقة هامة عن هذا الدين كثيرًا ما تُنسي؛ فينشأ عن نسيانها خطأ كبير في النظر إلى هذا الدين. إن البعض ينتظر من هذا الدين - ما دام منزّلًا من عند الله - أن يعمل بطريقة سحرية غامضة، دون النظر لواقع البشر ولطبيعتهم، وينتظرون تلك الأشياء الخارقة التي ستغير ذلك الواقع، وحين يرون عكس ذلك، يصابون بخيبة أمل لم يكونوا يتوقعونها، أو يصابون بشكوك في ثقتهم بهذا الدين.
إن الإسلام يعتبر منهج إلهي للبشرية، يتم تحقيقه في حياة البشر بجهد البشر أنفسهم، وفي حدود واقعهم وحياتهم. ومیزته الأساسية أنه لا يغفل لحظة، عن طبيعة الإنسان وحدود طاقته، وواقع حياته أيضًا، وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّه يرتفع به أكثر من أي منهج آخر من صنع البشر. إن الله قادر على تبديل طبيعة الإنسان عن طريق هذا الدين وعن طريق غيره، ولكنه - سبحانه - شاء أن يخلق الإنسان بهذه الطبيعة لحكمة يعلمها، وشاء أن يجعل الهداية ثمرة للمجهود والرغبة في الهداية: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ".
هذا المنهج الإلهي لا يتحقق في الأرض بمجرد نزوله، ولا بمجرد كلمة (كُنْ )، ولا بمجرد الإبلاغ به، بل يتحقق بأن تحمله مجموعة من البشر؛ تؤمن به وتستقيم عليه، وتجاهد لتحقيقه في قلوب الآخرين. وهذه هي الحقيقة التي شاء الله أن يعلّمها للجماعة المسلمة وهو يقول لها: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "، "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض "، وهذه هي الحقيقة التي تعلمها الصحابة بالدماء يوم (أحد ). ولكن بما أن هذا الأمر متروكًا للجهد البشري، لا يعني استقلال الإنسان به، بل هو يحتاج إلى عون الله ومدده؛ فإرادة الله هي الفاعلة في النهاية، وبدونها لا يبلغ الإنسان شيئًا. ❝ ⏤سيد قطب
ملخص كتاب ❞ هذا الدين❝
هذا الكتاب يتحدث عن إيمان أعمق من الإيمان التقليدي الذي ينتظر المعجزات لتحقيق أهدافه، يتحدث عن إيمان ينقل الإنسان من فرد ضعيف و خاضع للغير إلى فرد واعٍ، مستقل، يفهم أن الإيمان هو العمل. أن منهج الإسلام لا يتحقق في الأرض بمجرد نزوله، و لا بكلمة "كن" الإلهية مباشرة، و لا بمجرد تبليغه للناس، فكيف يتحقق إذن؟
هناك حقيقة هامة عن هذا الدين كثيرًا ما تُنسي؛ فينشأ عن نسيانها خطأ كبير في النظر إلى هذا الدين. إن البعض ينتظر من هذا الدين - ما دام منزّلًا من عند الله - أن يعمل بطريقة سحرية غامضة، دون النظر لواقع البشر ولطبيعتهم، وينتظرون تلك الأشياء الخارقة التي ستغير ذلك الواقع، وحين يرون عكس ذلك، يصابون بخيبة أمل لم يكونوا يتوقعونها، أو يصابون بشكوك في ثقتهم بهذا الدين.
إن الإسلام يعتبر منهج إلهي للبشرية، يتم تحقيقه في حياة البشر بجهد البشر أنفسهم، وفي حدود واقعهم وحياتهم. ومیزته الأساسية أنه لا يغفل لحظة، عن طبيعة الإنسان وحدود طاقته، وواقع حياته أيضًا، وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّه يرتفع به أكثر من أي منهج آخر من صنع البشر. إن الله قادر على تبديل طبيعة الإنسان عن طريق هذا الدين وعن طريق غيره، ولكنه - سبحانه - شاء أن يخلق الإنسان بهذه الطبيعة لحكمة يعلمها، وشاء أن يجعل الهداية ثمرة للمجهود والرغبة في الهداية: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ".
هذا المنهج الإلهي لا يتحقق في الأرض بمجرد نزوله، ولا بمجرد كلمة (كُنْ )، ولا بمجرد الإبلاغ به، بل يتحقق بأن تحمله ....... [المزيد]
نحن يتوجب علينا تحقيق ذلك المنهج بدايةً؛ لكي نحقق حاكميته – سبحانه - ، والتي هي أهم خصائص الألوهية، التي لا يتحقق معنى الشهادتين إلا بها. ومتى ادَّعَي أحد حق التشريع لنفسه؛ فقد ادَّعَي حق الألوهية، وكل من أقره على ذلك؛ فقد اتخذه إلهًا من دون الله؛ فقد قال الله - تعالى - في حق اليهود الذين اتبعوا رهبانهم في تشريعاهم: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله ".
بالإضافة إلى ذلك، فإننا ملتزمون بتحقيق ذلك المنهج؛ لعدة أسباب تتعلق بالمنهج نفسه، وهي:
أنه المنهج الوحيد الذي يحقق كرامة الإنسان، ويمنحه الحرية، في حدود إنسانيته، وعبوديته لله.
المنهج الوحيد البعيد عن الأهواء والرغبات، والضعف الإنساني، والرغبة في النفع الذاتي لجماعة المشرِّع؛ فَواضِع ذلك المنهج هو رب البشر أجمعين، الذي لا يفضل أحدًا عن أحد.
المنهج الوحيد البعيد عن نتائج الجهل الإنساني؛ فواضعه هو خالق الكون، العالم بكل خفاياه، ومن ثم يقول الله - تعالى -: "ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ".
المنهج الوحيد، الذي يقوم نظام البشر فيه على تفسير أسباب وجودنا، وليحقق هدف الخلق ....... [المزيد]
3- لماذا نحقق هذا المنهج السامي؟ رغم أنه مجهد، ولم تصبر عليه البشرية طويلًا؟
4- هل طلب المنهج الإسلامي من الجيل الأول الخروج عن طبيعتهم البشرية؟
5- رصيد الفطرة: كيف استطاع رجل واحد أن يقف في وجه الدنيا كلها؟
6- رصيد التجربة: الأمل الباقي للعودة
7- الآثار التي تركها الإسلام في جاهلية اليوم
8- الفرق بين الجاهلية القديمة، والجاهلية المعاصرة
❞ وأظن أني عرفت لماذا سمي هذا الكتاب (افراح الروح) ..
فهو يجعل الروح تطرب لتلك الكلمات الرائعة ؛ فتعيش أفراح عامرة بين تلك الصفحات القليلة أنها سعادة مابعدها سعادة... أن تلتمس الخير في النفوس ...لحظة أن تشعر أن هناك نفوس طيبة...وحتى تلك المتجهمه داخلها طيبة ، ونقاء....عندما يدخل لقلبك اليقين بأن مشاركة افكارك مع الناس سيسعدك أنت بقدر سعادتهم ....عندما تعرف أن فكرتك ستعيش حتى بعد موتك أن كانت طاهرة ونقية ...فهناك اخرين سيقومون بها...لإن افكارنا لن تموت معنا أن كانت صالحة للبقاء...
أن هذا الكتاب يجعل الروح تعيش افراح عامرة فعلاً ، بين ٣٦ صفحة أفراح لامتناهية.
بين ثلاثين صفحة وجدت نفسي 🌹. ❝ ⏤سيد قطب
❞ وأظن أني عرفت لماذا سمي هذا الكتاب (افراح الروح) ..
فهو يجعل الروح تطرب لتلك الكلمات الرائعة ؛ فتعيش أفراح عامرة بين تلك الصفحات القليلة أنها سعادة مابعدها سعادة... أن تلتمس الخير في النفوس ...لحظة أن تشعر أن هناك نفوس طيبة...وحتى تلك المتجهمه داخلها طيبة ، ونقاء....عندما يدخل لقلبك اليقين بأن مشاركة افكارك مع الناس سيسعدك أنت بقدر سعادتهم ....عندما تعرف أن فكرتك ستعيش حتى بعد موتك أن كانت طاهرة ونقية ...فهناك اخرين سيقومون بها...لإن افكارنا لن تموت معنا أن كانت صالحة للبقاء...
أن هذا الكتاب يجعل الروح تعيش افراح عامرة فعلاً ، بين ٣٦ صفحة أفراح لامتناهية.
بين ثلاثين صفحة وجدت نفسي 🌹 . ❝
❞ أن المبادئ ، والأفكار في ذاتها -بلا عقيدة دافعة- مجرد كلمات خاوية، أو على الأكثر أمعانٍ ميتة! والذي يمنحها الحياة هو حرارة الإيمان المشعة من قلب إنسان ! لن يؤمن الأخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد لافي قلب مشع. ❝ ⏤سيد قطب
❞ أن المبادئ ، والأفكار في ذاتها بلا عقيدة دافعة مجرد كلمات خاوية، أو على الأكثر أمعانٍ ميتة! والذي يمنحها الحياة هو حرارة الإيمان المشعة من قلب إنسان ! لن يؤمن الأخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد لافي قلب مشع . ❝
بدأ كتاب طفل من القرية بالحديث عن سيرته الذاتية منذ أن كان طفلًا في السادسة من عمره، وقد فصَّل سيد قطب في هذا الكتاب الحياة في الريف، مع ذكر عمق تلك الحياة والمآسي والمخاوف التي يعيشها الناس هناك، وقد أظهرت كلماته الشفقة حول تلك المآسي، فقد ذكر تفاصيل دراسته في المدرسة ثم انتقاله إلى الكتَّاب، من ثمَّ عودته إلى المدرسة مرة أخرى هربًا من سوء الكتاب
وذكر القصص التي تدور في الريف عن الأساطير والجن والعفاريت، وقصص الأولياء والصالحين التي يؤمن بها كثير من الناس، كما وضَّح من خلال ذلك مشاعر أهل الريف وتصورهم عن الحياة، وأشار إلى الطرق التي يتبعها أهل الريف في طعامهم وشرابهم وعلاج مرضاهم، وكيف أنَّه سعى بكل وسعه لشراء كتاب البخاري وذكرياته حول كل ذلك. وقد وضح في الكتاب علاقة الإنسان مع نهر النيل في مصر، إذ ينظر أهل الريف إلى النهر على أنه زائر عزيز كريم، يحمل الخير والبركة، وذكر أنّ الفضل الأكبر كان لوالدته في إكمال تعليمه ومن ثمَّ التحاقه بالأزهر الشريف في القاهرة.
: . ❝ ⏤سيد قطب
ملخص كتاب طفل من القرية
بدأ كتاب طفل من القرية بالحديث عن سيرته الذاتية منذ أن كان طفلًا في السادسة من عمره، وقد فصَّل سيد قطب في هذا الكتاب الحياة في الريف، مع ذكر عمق تلك الحياة والمآسي والمخاوف التي يعيشها الناس هناك، وقد أظهرت كلماته الشفقة حول تلك المآسي، فقد ذكر تفاصيل دراسته في المدرسة ثم انتقاله إلى الكتَّاب، من ثمَّ عودته إلى المدرسة مرة أخرى هربًا من سوء الكتاب
وذكر القصص التي تدور في الريف عن الأساطير والجن والعفاريت، وقصص الأولياء والصالحين التي يؤمن بها كثير من الناس، كما وضَّح من خلال ذلك مشاعر أهل الريف وتصورهم عن الحياة، وأشار إلى الطرق التي يتبعها أهل الريف في طعامهم وشرابهم وعلاج مرضاهم، وكيف أنَّه سعى بكل وسعه لشراء كتاب البخاري وذكرياته حول كل ذلك. وقد وضح في الكتاب علاقة الإنسان مع نهر النيل في مصر، إذ ينظر أهل الريف إلى النهر على أنه زائر عزيز كريم، يحمل الخير والبركة، وذكر أنّ الفضل الأكبر كان لوالدته في إكمال تعليمه ومن ثمَّ التحاقه بالأزهر الشريف في القاهرة.
❞ إن هذا القرآن لا يمنح كنوزه إلا لمن يُقبل عليه بهذه الروح: روح المعرفة المنشئة للعمل، إنه لم يجئ ليكون كتاب متاع عقلي، ولا كتاب أدب وفن، ولا كتاب قصة وتاريخ - وإن كان هذا كله من محتوياته - إنما جاء ليكون منهاج حياة، منهاجا إلهيا خالصا. ❝ ⏤سيد قطب
❞ إن هذا القرآن لا يمنح كنوزه إلا لمن يُقبل عليه بهذه الروح: روح المعرفة المنشئة للعمل، إنه لم يجئ ليكون كتاب متاع عقلي، ولا كتاب أدب وفن، ولا كتاب قصة وتاريخ وإن كان هذا كله من محتوياته إنما جاء ليكون منهاج حياة، منهاجا إلهيا خالصا . ❝
❞ ملخص كتاب ❞ الإسلام ومشكلات الحضارة❝ إن ما تتسبب فيه حضارة اليوم، من تدمير خصائص الإنسان، وتحويله إلى آلة وحيوان، والجهل المطبق الذي يمر به الإنسان، على الرغم من التقدم المادي، والعلاقة بين جنسي الرجل والمرأة وما بها من تخبُّط، وما حدث في النظم الاجتماعية والاقتصادية من اضطراب، يحتاج إلى نظام شامل يعالج كل هذا التخبط. يلاحظ (سيد قطب ) هذا التخبط، ويقترح الحل الإسلامي في مواجهة أثر الحضارة الحديثة على نفوس البشر، وكيفية التخلص من هذه الأعباء التي جلبتها الحضارة المادية. 1- المجتمع الإسلامي ضرورة إنسانية: الحياة الإنسانية - كما هي سائرة اليوم - لا يمكن أن تستمر في طريقها هذا، ولا بد لها من تغيير أساسي في القاعدة التي تقوم عليها، تغيير يعصمها من تدمير الإنسان ذاته، بتدمير خصائصه الأساسية؛ فالحياة الإنسانية لا تستطيع أن تبقى إذا ما دُمِّرَت خصائص الإنسان. وخط الحياة الحالي يمضي يومًا بعد يوم في تدمير خصائص الإنسان، وتحويله إلى آلة من ناحية، وإلى حيوان من ناحية أخرى. وإذا كان هذا الخط لم يصل إلى نهايته بعد، فالذي ظهر منه حتى اليوم، يقول بتناقص الخصائص الإنسانية وضمورها وتراجعها، وهذا يكفي لتقرير أن خط الحياة يمضي يومًا بعد يوم في تدمير خصائص الإنسان. والأمل في رحمة الله يمنع من توقع هذا المصير البائس، ويوجه توقعاتنا إلى ناحية أخرى، ناحية تجنب الإنسانية - بفطرتها - لهذا المصير البائس، بالتحول عن طريق الخطر في الوقت المناسب، واختيار خط آخر وطريق آخر. وفي كل مرة كانت الحياة الإنسانية والخصائص الإنسانية مهددة تهديدًا مدمرًا، وقع التحول، وتجنبت البشرية ذلك الدمار الإنساني. أما في هذه المرة؛ فالتهديد أشد من كل ما عرفته البشرية من قبل من كل أنواع التهديدات.
وكان الكثيرون قد عقدوا آمالهم في هذا التغيير على الماركسية – التي تقوم على المادة، وعلى التفسير الاقتصادي للتاريخ –، ولكن هذا لم يكن إلا وهمًا؛ فالماركسية لا تمثّل إلا دَفْعة في خط الدمار ذاته. ونحن إذا نظرنا في الماضي والحاضر وفي المستقبل؛ لا نجد الحل المقترح لتجنيب البشرية ذلك الدمار، وللخروج من هذه الأزمة، إلا في التصور الإسلامي، ومن ثم نعتقد أن قيام المجتمع الإسلامي ضرورة إنسانية، وأنه إذا لم يقم اليوم سيقوم غدًا، وإذا لم يقم هنا فسيقوم هناك؛ ليعصم البشرية من تدمير الإنسان. ❝ ⏤سيد قطب
ملخص كتاب ❞ الإسلام ومشكلات الحضارة❝
إن ما تتسبب فيه حضارة اليوم، من تدمير خصائص الإنسان، وتحويله إلى آلة وحيوان، والجهل المطبق الذي يمر به الإنسان، على الرغم من التقدم المادي، والعلاقة بين جنسي الرجل والمرأة وما بها من تخبُّط، وما حدث في النظم الاجتماعية والاقتصادية من اضطراب، يحتاج إلى نظام شامل يعالج كل هذا التخبط. يلاحظ (سيد قطب ) هذا التخبط، ويقترح الحل الإسلامي في مواجهة أثر الحضارة الحديثة على نفوس البشر، وكيفية التخلص من هذه الأعباء التي جلبتها الحضارة المادية.
الحياة الإنسانية - كما هي سائرة اليوم - لا يمكن أن تستمر في طريقها هذا، ولا بد لها من تغيير أساسي في القاعدة التي تقوم عليها، تغيير يعصمها من تدمير الإنسان ذاته، بتدمير خصائصه الأساسية؛ فالحياة الإنسانية لا تستطيع أن تبقى إذا ما دُمِّرَت خصائص الإنسان. وخط الحياة الحالي يمضي يومًا بعد يوم في تدمير خصائص الإنسان، وتحويله إلى آلة من ناحية، وإلى حيوان من ناحية أخرى. وإذا كان هذا الخط لم يصل إلى نهايته بعد، فالذي ظهر منه حتى اليوم، يقول بتناقص الخصائص الإنسانية وضمورها وتراجعها، وهذا يكفي لتقرير أن خط الحياة يمضي يومًا بعد يوم في تدمير خصائص الإنسان. والأمل في رحمة الله يمنع من توقع هذا المصير البائس، ويوجه توقعاتنا إلى ناحية أخرى، ناحية تجنب الإنسانية - بفطرتها - لهذا المصير البائس، بالتحول عن طريق الخطر في الوقت المناسب، واختيار خط آخر وطريق آخر. وفي كل مرة كانت الحياة الإنسانية والخصائص الإنسانية مهددة تهديدًا مدمرًا، وقع التحول، وتجنبت البشرية ذلك الدمار الإنساني. أما في هذه المرة؛ فالتهديد أشد من كل ما عرفته البشرية من قبل من كل أنواع ....... [المزيد]
إن الحضارة الإنسانية إذا ما استمرت على ما هي عليه الآن، فإن نهايتها ستكون الدمار، وذلك راجع إلى الأسباب الأتية:
جهلنا المطبق بالإنسان - على الرغم من سعة علمنا نسبيًا بالمادة -، ومن ثم عدم استطاعتنا أن نضع له من عند أنفسنا نظامًا شاملًا لجوانب حياته كلها، ويتناسب مع طبيعته وخصائصه، ويحتفظ بها جميعًا في حالة تجدد ونمو.
تخبط الحياة البشرية لقيامها على أساس من هذا الجهل، منذ افتراق طريقها عن المنهج الذي وضعه للإنسان خالقه الحكيم. هذا المنهج الذي يراعي حاجاته الفطرية الحقيقية الكاملة، وتنمية خصائصه وترقيتها كذلك؛ حتى تتكافأ مع الدور المقسوم لهذا الكائن في الخلافة في الأرض.
قيام حضارة مادية لا تلائم الإنسان، ولا تحترم خصائصه، وتعامله بمقاييس الآلة، وبالمقاييس الحيوانية، التي أمكن دراستها في عالم الحيوان.
بروز آثار هذه الحضارة وتضخمها في الأمم التي وصلت إلى قمة الحضارة المادية، وسارت شوطًا بعيدًا في تطبيق المنهج الآلي الحيواني على الحياة الإنسانية، بدون اعتبار للخصائص الإنسانية الأصيلة، التي تَفْرُقُ الإنسان عن الآلة وعن الحيوان، وظهور ....... [المزيد]
3- الطبيعة الخاصة للإنسان
4- نظرة الإنسان لنفسه بعيدًا عن هدي الله
5- علاقة الرجل بالمرأة في الإسلام
6- أثر التقدم المادي على الإنسان والحضارة الإنسانية
7- المنهج الإسلامي للحضارة الإنسانية
❞ ملخص كتاب ❞ العدالة الاجتماعية في الإسلام❝ الكل ينظر إلى العدالة الاجتماعية من الناحية المالية فقط، ولكن العدالة الاجتماعية في الإسلام شيءٌ أكبر من سياسة المال؛ فكان من الواجب أن نكشف نظرة الإسلام الكاملة إلى هذه العدالة، وأن نستعرض طبيعتها وأسسها ووسائلها في محيطها الواسع، مع بيان بعض جوانب العدالة الاجتماعية في التاريخ الإسلامي.
1- علاقة الدين بالدنيا: هناك من يرى أن الدين هو علاقة بين العبد وربه، وأنه لا دخل للدين في العلاقات بين الناس ومشكلات الحياة، وسياسة الحكم، وسياسة المال؛ فهؤلاء يرون أن الدين لا يصلح للحياة. والحقيقة أن الإسلام لم يكن بعيدًا عن الحياة العملية، ولا يستطيع أن يكون في عزلة عن المجتمع، ولن يكون أهله مسلمين، وهم لا يُحكِّمُونَه في حياتهم العملية؛ فالإسلام هو العبودية لله وحده. والإسلام دين متكامل لا يتجزأ، والشعائر التعبدية ليست منفصلة عن المعاملات؛ فالصلاة – وهي من أخص الشعائر التعبدية – تعني المساواة بين الناس جميعًا في عبوديتهم لله. وليس هذا الذي نقوله عن الإسلام فهمًا جديدًا، وإنما هو الإسلام كما فهمه الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكما فهمه أصحابه المخلصون له، وجاء في القرآن الكريم: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ، فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله".
كلنا يعلم كم تستغرق الصلاة المفروضة من الزمن في اليوم، فهو للعمل. وقت الصلاة نسبة ضئيلة في حياة الإنسان والمجتمع . وقد وجاء في موضع آخر: "وجعلنا الليل لباسًا ، وجعلنا النهار معاشًا "؛ لأن الغالب في النهار هو المعاش لا الشعائر التعبدية. وقد حدث على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسألون عن عبادته، فلما أُخْبِروا كأنهم تَقَالُّوهَا! قالوا: أين نحن من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد غُفِرَ له ماتقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدًا، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الآخر: وأنا أعتزل النساء ولا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إليهم فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أَمَا والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني"، ولم يكن ذلك من محمد – صلى الله عليه وسلم – استهانة بأمر الصوم أوالصلاة، ولكن إدراكًا لحقيقة هذا الدين، الذي يعمل للحياة كما يعمل للعقيدة؛ فلا يفصل الدين عن الحياة. ❝ ⏤سيد قطب
ملخص كتاب ❞ العدالة الاجتماعية في الإسلام❝
الكل ينظر إلى العدالة الاجتماعية من الناحية المالية فقط، ولكن العدالة الاجتماعية في الإسلام شيءٌ أكبر من سياسة المال؛ فكان من الواجب أن نكشف نظرة الإسلام الكاملة إلى هذه العدالة، وأن نستعرض طبيعتها وأسسها ووسائلها في محيطها الواسع، مع بيان بعض جوانب العدالة الاجتماعية في التاريخ الإسلامي.
هناك من يرى أن الدين هو علاقة بين العبد وربه، وأنه لا دخل للدين في العلاقات بين الناس ومشكلات الحياة، وسياسة الحكم، وسياسة المال؛ فهؤلاء يرون أن الدين لا يصلح للحياة. والحقيقة أن الإسلام لم يكن بعيدًا عن الحياة العملية، ولا يستطيع أن يكون في عزلة عن المجتمع، ولن يكون أهله مسلمين، وهم لا يُحكِّمُونَه في حياتهم العملية؛ فالإسلام هو العبودية لله وحده. والإسلام دين متكامل لا يتجزأ، والشعائر التعبدية ليست منفصلة عن المعاملات؛ فالصلاة – وهي من أخص الشعائر التعبدية – تعني المساواة بين الناس جميعًا في عبوديتهم لله. وليس هذا الذي نقوله عن الإسلام فهمًا جديدًا، وإنما هو الإسلام كما فهمه الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكما فهمه أصحابه المخلصون له، وجاء في القرآن الكريم: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ، فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله".
كلنا يعلم كم تستغرق الصلاة المفروضة من الزمن في اليوم، فهو للعمل. وقت الصلاة نسبة ضئيلة في حياة الإنسان والمجتمع . وقد ....... [المزيد]
يقيم الإسلام العدالة الاجتماعية على أسس ثابتة. هذه الأسس هي: التحرر الوجداني المطلق، والمساواة الإنسانية الكاملة، والتكامل الاجتماعي الوثيق.
أولًا: التحرر الوجداني المطلق:
العدالة الاجتماعية لن تتحقق كاملة، ما لم تستند إلى شعور نفسي داخلي باستحقاق الفرد، وبحاجة الجماعة إلى هذه العدالة، وأنها تؤدي إلى طاعة الله وإلى واقع إنساني أفضل، وما لم تستند كذلك إلى واقع مادي يهيئ للفرد أن يتمسك بها، ويتحمل تكاليفها، ويدافع عنها. ولقد بدأ الإسلام بتحرير البشر من عبادة أحد غير الله، ومن الخضوع لأحد غير الله فما من أحد يميته أو يحييه إلا الله؛ فالله وحده هو الذي يستطيع، والكل سواه عبيد، لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم شيئًا. ويحرص الإسلام على هذا المعنى حرصًا شديدًا.
ولما كان الأنبياء أكثر عرضة لأن يتجه الناس إليهم بالعبادة، أو التقديس الذي يقترب من العبادة؛ فقد اهتم الإسلام بتحرير النفس البشرية من هذه الناحية تحريرًا كاملًا؛ فقال تعالى عن نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم –: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم"، كما ....... [المزيد]
3- كيف ضمن الإسلام تحقيق العدالة الاجتماعية؟ وما علاقة ذلك بسياسة الحكم؟
4- كيف ينظر الإسلام إلى الملكية الفردية وطرق كسب المال؟
5- دور الزكاة في تحقيق العدالة الاجتماعية
6- جوانب العدالة الاجتماعية من الواقع التاريخي الإسلامي
7- حاضر الأمة ومستقبلها
❞ ملخص كتاب ❞ معالم في الطريق❝ أشهر كتب (سيد قطب) ومن أكثرها جدلًا، وقد كان هذا الكتاب سببًا رئيسيًّا في إعدامه. يتحدث فيه الكاتب عن الجيل القرآني الفريد وطبيعة المنهج القرآني، ونشأة المجتمع المسلم، والجهاد في سبيل الله، وجنسية المسلم وعقيدته باعتبارها معالم مهمة في طريق الأمة الإسلامية للتمكين و قيادة العالم. ويعتبر (سيد قطب ) أن العالم اليوم يعيش في جاهلية رغم التقدم التكنولوجي الهائل؛ وذلك لعدة أسباب سوف يبينها بين سطور الكتاب. 1- حافة الهاوية والبَعْث الإسلامي: تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية، لا بسبب التهديد بالفناء المعلق على رأسها -فهذا عَرَضٌ للمرض وليس هو المرض -ولكن بسـبب فقدانها للقِيَم، التي يمكن أن تنمو الحياة الإنسانية في ظلالها نموًّا سليمًا. وهذا واضح كل الوضوح في العالم الغربي الذي لم يعد لديه ما يعطيه للبشرية من القِيَم، بل الذي لم يعد لديه ما يُقنِع ذاته به بأنه يستحق أن يوجد أو أن يعيش، بعدما انتهت الديمقراطية فيه، وبدأت تستعير وتقتبس من أنظمة المعسكر الشرقي -وبخاصة في الأنظمة الاقتصادية -تحت اسم الاشتراكية.
إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال؛ فالنظام الغربي قد انتهى دوره؛ حيث لم يعد يملك رصيدًا من القِيَم يسمح له بالقيادة. لابد من قيادة تملك إبقاء وتنمية الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية، عن طريق العبقرية الأوروبية في الإبداع المادي، وتزوِّد البشرية بقِيَم جديدة كاملة وبمنهج أصيل وإيجابي وواقعي في الوقت ذاته. والإسلام وحده هو الذي يملك تلك القِيَم وهذا المنهج.
والإسلام لا يملك أن يؤدّي دوره إلا أن يتمثَّل في مجتمع، أي أن يتمثل في (أُمَّة)؛ فالبشرية لا تستمع إلى عقيدة مجردة لا ترى مصداقها الواقعي في الحياة. ووجود الأُمَّة المسلمة يعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة؛ فالأُمَّة المسلمة ليست أرضًا كان يعـيش فيها الإسـلام، وليست قومًا كان أجدادهم في عصر من عصور التاريخ يعيشون بالنظام الإسلامي، إنما الأُمَّة المسلمة: جماعة من البشر تخرج حياتهم وتصوراتهم وأوضاعهم وأنظمتهم وقِيَمهم وموازينهم كلها من المنهج الإسلامي، وهذه الأُمَّة بهذه المواصفات قد انقطع وجودها منذ انقطاع الحكم بشريعة الله من فوق ظهر الأرض.
ولا بد من إعادة وجود هذه الأُمَّة؛ لكي يؤدي الإسلام دوره الأساسي في قيادة البشرية مرة أخرى. والمسافة بين محاولة البعث والإحياء وبين تسلُّم قيادة البشر مسافة شاسعة؛ فقد غابت الأُمَّة المسلمة عن الوجود دهرًا طويلًا، وقد تولّت قيادة البشرية أفكارٌ أخرى وأممٌ أخرى وأوضاعٌ أخرى فترة طويلة، وقد أبدعت العبقرية الأوروبية في هذه الفترة رصيدًا ضخمًا من العلم والثقافة والأنظمة والإنتاج المادي. وهو رصيد ضخم تقف البشرية على قمّته ولا تفرِّط فيه ولا فيمن يمثّله بسهولة، وخاصة أن ما يسمى (العالم الإسلامي) يكاد يكون عاطلًا من كل هذه الزينة، ولكن لا بد من البعث الإسلامي مهما كانت المسافة شاسعة بين محاولة البعث وبين تسلُّم قيادة البشرية؛ فمحاولة البعث الإسلامي هي الخطوة الأولى التي لا يمكن أن نسير في الطريق بدونها. ❝ ⏤سيد قطب
ملخص كتاب ❞ معالم في الطريق❝
أشهر كتب (سيد قطب) ومن أكثرها جدلًا، وقد كان هذا الكتاب سببًا رئيسيًّا في إعدامه. يتحدث فيه الكاتب عن الجيل القرآني الفريد وطبيعة المنهج القرآني، ونشأة المجتمع المسلم، والجهاد في سبيل الله، وجنسية المسلم وعقيدته باعتبارها معالم مهمة في طريق الأمة الإسلامية للتمكين و قيادة العالم. ويعتبر (سيد قطب ) أن العالم اليوم يعيش في جاهلية رغم التقدم التكنولوجي الهائل؛ وذلك لعدة أسباب سوف يبينها بين سطور الكتاب.
تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية، لا بسبب التهديد بالفناء المعلق على رأسها -فهذا عَرَضٌ للمرض وليس هو المرض -ولكن بسـبب فقدانها للقِيَم، التي يمكن أن تنمو الحياة الإنسانية في ظلالها نموًّا سليمًا. وهذا واضح كل الوضوح في العالم الغربي الذي لم يعد لديه ما يعطيه للبشرية من القِيَم، بل الذي لم يعد لديه ما يُقنِع ذاته به بأنه يستحق أن يوجد أو أن يعيش، بعدما انتهت الديمقراطية فيه، وبدأت تستعير وتقتبس من أنظمة المعسكر الشرقي -وبخاصة في الأنظمة الاقتصادية -تحت اسم الاشتراكية.
إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال؛ فالنظام الغربي قد انتهى دوره؛ حيث لم يعد يملك رصيدًا من القِيَم يسمح له بالقيادة. لابد من قيادة تملك إبقاء وتنمية الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية، عن طريق العبقرية الأوروبية في الإبداع المادي، وتزوِّد البشرية بقِيَم جديدة كاملة وبمنهج أصيل وإيجابي وواقعي في الوقت ذاته. والإسلام وحده هو الذي يملك تلك القِيَم وهذا المنهج.
والإسلام لا يملك أن يؤدّي دوره إلا أن يتمثَّل في مجتمع، أي أن يتمثل في (أُمَّة)؛ فالبشرية لا تستمع ....... [المزيد]
إنَّ العالم كله يعيش اليوم في جاهلية من ناحية الأصل الذي تخرج منه مقوِّمات الحياة وأنظمتـها، جاهلية لا تخفف منها شيئًا هذه التيسيرات المادية الهائلة، وهذا الإبداع المادي الكبير.
هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض، وعلى أخص خصائص الألوهية وهي (الحاكمية). إنها تسند (الحاكمية ) إلى البشر؛ فتجعل بعضهم لبعض أربابًا، لا في الصورة البدائية الساذجة التي عرفتها الجاهلية الأولى، ولكن في صورة ادّعاء حق وضْع التصورات والقِيَم والشرائع والقوانين، بدون منهج الله للحياة؛ فينشأ عن هذا الاعتداء على سلطان الله والاعتداء على عباده. وما مهانة الإنسان عامة في الأنظمة الجماعية، وما ظلم الأفراد والشعوب والاستعمار في النُّظُم الرأسمالية، إلا أثرٌ من آثار الاعتداء على سلطان الله، وإنكار الكرامة التي قررها الله للإنسان.
وفي هذا يتفرَّد المنهج الإسلامي؛ فالناس في كل نظام -غير النظام الإسلامي -يعبد بعضهم بعضًا. وفي المنهج الإسلامي وحده يتحرر الناس جميعًا من عبادة بعضهم لبعض بعبادة الله وحده، وتلقّي الأوامر من الله وحده، والخضوع لله وحده. ....... [المزيد]
إن قرآن هذه الدعوة بين أيدينا، وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهَدْيه العملي وسيرته الكريمة كلها بين أيدينا كذلك، كما كانت بين أيدي ذلك الجبل الأول الذي لم يتكرر في التاريخ، ولم يَغِبْ إلا شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهل هذا هو السر؟ لو كان وجود شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتميًّا لقيام هذه الدعوة وإيتائها ثمراتها، ما جعلها الله دعوة للناس كافة، وما جعلها آخر رسالة إلى آخر الزمان، ولكن الله سبحانه علم أن هذه الدعوة يمكن أن تقوم بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويمكن أن تؤتي ثمارها؛ فاختاره إلى جواره بعد ثلاثة وعشرين عامًا من الرسالة، وأبقى هذا الدِّين من بعده إلى آخر الزمان. إذن فإن غياب شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يفسِّر فشلنا الآن ولا يمكن أن يكون هو السبب فيه.
لقد كان القرآن وحده هو المصدر الذي يَسْتلهمون منه، ولم يكن ذلك بسبب أن البشرية لم يكن لديها يومها حضارة ولا ثقافة ولا علم ولا دراسات، بل كانت هناك حضارة الرومان وثقافتها وكتبها وقانونها، الذي ما تزال أوروبا تعيش عليه، وكانت هناك مُخَلَّفات الحضارة ....... [المزيد]
ربما قِيل أنه كان في استطاعة محمد -صلى الله عليه وسلم -وهو الصادق الأمين، الذي حكَّمه أشراف قريش قبل ذلك في وضْـع الحجر الأسود وارتضوا حُكْمه -أن يجعلها قوميّة عربية تستهدف تجميع قبائل العرب التي أكلتْها الحروب ومزّقتْها النزاعات، ويوجهها وجْهة قومية لاستخلاص أرضها المغتَصَبة من الإمبراطوريات المستعمِرة؛ فلو دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -هذه الدعوة لاستجاب العرب كلهم له، بدلًا من أن يعاني ثلاثة عشر عامًا في معارضة أهواء أصحاب السلطان في الجزيرة، وبعد ذلك يستخدم هذا كله في إقرار عقيدة التوحيد التي بُعِث بها في تعبيد الناس لسُلطان ربهم، بعد أن عبَّدهم لسُلطانه البشريّ.
ولكن الله -سبحانه وهو العليم الحكيم -لم يوجِّه رسوله - صلى الله عليه وسلم - هذا التوجيه؛ لأنه ليس الطريق أن يتحرر الناس في هذه الأرض من طاغوت روماني أو فارسي إلى طاغوت عربي؛ فالطاغوت كله طاغوت. والناس عبيد لله وحده، ولا يكونون عبيدًا لله وحده إلا عندما ترتفع راية (لا إله إلا الله)، كما يدركها العربي العارف بمدلولات لغته: لا حاكمية إلا الله، ولا شريعة إلا من الله، ولا سلطان لأحد ....... [المزيد]
إن الجاهلية التي حولنا كما أنها تضغط على أعصاب بعض المخلصين من أصحاب الدعوة الإسلامية؛ فتجعلهم يتعجّلون خطوات المنهج الإسلامي، هي كذلك تتعمّد أحيانًا أن تحرجهم سائلة: أين تفصيلات نظامكم الذي تدْعُون إليه؟ وماذا أعددتم لتنفيذه من بحوث ومن دراسات ومِن فِقْه مبنيّ على الأصول الحديثة؟ كأن الذي ينقص الناس في هذا الزمان لإقامة شريعة الإسلام في الأرض هو مجرد الأحكام الفقهية والبحوث الفقهية الإسلامية، وكأنما هم مستسلِمون لحاكمية الله، راضون بأن تحكمهم شريعته، ولكنهم فقط لا يجدون من المجتهدين فقهًا مُقَنَّنًا بالطريقة الحديثة. وهي سخرية هازلة يجب أن يرتفع عليها كل ذي قلب يحسّ لهذا الدين بِحُرمة.
إن الجاهلية لا تريد بهذا الإحراج إلا أن تجد لنفسها علّة في رفض شريعة الله، واستبقاء عبوديـة البشر للبشر، وأن تُحوِّل منهج أصحاب الدعوة الإسلامية عن طبيعته التي تَتَبَلْوَر فيها النظرية من خلال الحركة. ومن واجب أصحاب الدعوة الإسلامية ألا يستجيبوا لهذه المناورة، من واجبهم أن يرفضوا إملاء منهج غريب على حركتهم وعلى دينهم.
ومن واجبهم أن يكشفوا مناورة ....... [المزيد]
❞ ملخص كتاب ❞ السلام العالمي والإسلام❝ يبحث كل العالم الآن عن تحقيق السلام، ولكن الواقع يقول أنها مجرد محاولات فاشلة لم تحقق السلام أبدًا. يناقش الأستاذ (سيد قطب) هذه القضية في هذا الكتاب من وجهة نظر الإسلام، من حيث رأي الدين الإسلامي في قضية السلام العالمي، والأسس الإسلامية التي يقوم عليها السلام العالمي، والخطوات التي يخطوها الإسلام للوصول إلى السلام العالمي بدءًا بالفرد مرورًا بالأسرة ثم المجتمع، وصولًا إلى الأمة. وقد أبدع (سيد قطب) في بيان الجوانب المتعددة التي اعتنى بها الإسلام ليحلّ السلام في الأرض، حتى الجهاد في سبيل الله؛ فهو وسيلة إلى السلام بين البشر. 1- أثر العقيدة الدينية في الحياة: العقيدة الدينية القوية، هي التي تجعل الإنسان يقف أمام قوى السلطان، وقوى المال، التي تنهزم أمام العقيدة الدينية القوية الواثقة. ولا تملك أي قوة أخرى أن تمنح الإنسان الضعيف هذه القوى غير العقيدة الدينية. إن هذه العقيدة قوة هائلة في أيدينا، قوة لا يتخلى عنها صاحبها في زحمة الصراع، إلا أن يكون به حمق، ونحن نواجه صراعًا ضخمًا من حولنا. فإذا كانت عقيدتنا تعيننا على مواجهة هذا الصراع؛ فأي ضمير يملك أن يفرّط في تلك القوى لمجرد أنها نابعة من تلك العقيدة؟ إن بعض النظم الأخرى قد تقدم لنا بعض الحلول، لبعض المشكلات في بعض الأحيان، ولكن قيمة العقيدة التي ندعو إليها ليست مجرد تقديم الحلول المؤقتة للمشكلات، إنما قيمتها أنها تقدم هذه الحلول، وتقدم معها القوة الضامنة لتحقيقها.
إن العقيدة الدينية تمثل تصوُّرًا شاملًا، يربط الإنسان بقوى الكون الظاهرة والخافية، ويثبّت روحه بالثقة والطمأنينة، وهذه العقيدة تفسّر للفرد علاقاته بما حوله من الناس والأحداث والأشياء، وتوضح له غايته واتجاهه وطريقه، وَتُجمِّع طاقاته وقواه كلها. والشخصية الإنسانية السليمة هي وحدة متماسكة؛ فهي تحتاج إلى عقيدة موحدة ترشدها في كل اتجاه، وتساعدها في مواجهة الكون والحياة، وترجع النفس إليها في كل صغيرة وكبيرة؛ فالفرد كالجماعة، كلاهما في حاجة ملحّة إلى عقيدة تتسع لكل ألوان النشاط في الحياة، وتعمل في كل اتجاهاتها، والعقيدة الإسلامية هي الحالة المثالية الوحيدة التي عرفتها الإنسانية في تاريخها الطويل. إنها العقيدة التي تتسع فتشمل كل نشاط الإنسان في كل مناحي الحياة. ❝ ⏤سيد قطب
ملخص كتاب ❞ السلام العالمي والإسلام❝
يبحث كل العالم الآن عن تحقيق السلام، ولكن الواقع يقول أنها مجرد محاولات فاشلة لم تحقق السلام أبدًا. يناقش الأستاذ (سيد قطب) هذه القضية في هذا الكتاب من وجهة نظر الإسلام، من حيث رأي الدين الإسلامي في قضية السلام العالمي، والأسس الإسلامية التي يقوم عليها السلام العالمي، والخطوات التي يخطوها الإسلام للوصول إلى السلام العالمي بدءًا بالفرد مرورًا بالأسرة ثم المجتمع، وصولًا إلى الأمة. وقد أبدع (سيد قطب) في بيان الجوانب المتعددة التي اعتنى بها الإسلام ليحلّ السلام في الأرض، حتى الجهاد في سبيل الله؛ فهو وسيلة إلى السلام بين البشر.
العقيدة الدينية القوية، هي التي تجعل الإنسان يقف أمام قوى السلطان، وقوى المال، التي تنهزم أمام العقيدة الدينية القوية الواثقة. ولا تملك أي قوة أخرى أن تمنح الإنسان الضعيف هذه القوى غير العقيدة الدينية. إن هذه العقيدة قوة هائلة في أيدينا، قوة لا يتخلى عنها صاحبها في زحمة الصراع، إلا أن يكون به حمق، ونحن نواجه صراعًا ضخمًا من حولنا. فإذا كانت عقيدتنا تعيننا على مواجهة هذا الصراع؛ فأي ضمير يملك أن يفرّط في تلك القوى لمجرد أنها نابعة من تلك العقيدة؟ إن بعض النظم الأخرى قد تقدم لنا بعض الحلول، لبعض المشكلات في بعض الأحيان، ولكن قيمة العقيدة التي ندعو إليها ليست مجرد تقديم الحلول المؤقتة للمشكلات، إنما قيمتها أنها تقدم هذه الحلول، وتقدم معها القوة الضامنة لتحقيقها.
إن العقيدة الدينية تمثل تصوُّرًا شاملًا، يربط الإنسان بقوى الكون الظاهرة والخافية، ويثبّت روحه بالثقة والطمأنينة، وهذه العقيدة تفسّر للفرد علاقاته بما حوله من الناس والأحداث والأشياء، وتوضح له غايته واتجاهه وطريقه، وَتُجمِّع طاقاته وقواه كلها. والشخصية الإنسانية السليمة هي وحدة ....... [المزيد]
فكرة السلام في الإسلام فكرة أصيلة، تتصل اتصالًا قويًا بطبيعته وتصوّره الكلّي عن الكون والحياة والإنسان. وطبيعة السلام في الإسلام مستمَدَّة من هذا التناسق في طبيعة الكون، وفي أصل الإنسان؛ فالسلام هو القاعدة الدائمة، والحرب هي الاستثناء الذي يستلزم الخروج عن هذا التناسق المتمثل في دين الله الواحد، بالبغي والظلم، أو بالفساد والاحتلال. وأشد الظلم الشرك بالله، وأسوأ الفساد عبادة غير الله، فيستلزم ذلك كله الحرب، يقول تعالى: " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّي لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِير".
والإسلام ينفي - منذ اللحظة الأولى - معظم الأسباب التي تثير في الأرض الحروب، ويستبعد ألوانًا من الحروب لا يُقِرُّ بواعثها وأهدافها. يستبعد الحروب التي تثيرها القومية العنصرية؛ فالإسلام يعترف أن الناس كلهم من أصل واحد، وأنهم خلقوا من نفس واحدة، ويستبعد الحروب التي تُثِيرُهَا المطامع والمنافع، حروب الاستعمار والاستغلال، بل يعتبر الكون كله وحدة واحدة غير متنازعة الأهداف، وهو يأمر ....... [المزيد]
لا سلام لعالم ضمير الفرد فيه لا يستمتع بالسلام، تلك هي نظرة الإسلام. وللفرد. السلام في النظام الإسلامي يمثل قيمة أساسية؛ فهو اللبنة الأولى في بناء الجماعة، وفي ضمير الفرد يغرس الإسلام بذرة السلام، السلام الإيجابي الذي يرفع الحياة، لا السلام السلبي الذي يرضى بكل شيء، ويترك المبادئ العليا تداس في سبيل العافية والسلامة، والسلام الذي يعترف للفرد بوجوده، ويعترف في الوقت ذاته بالجماعة ومصالحها وأهدافها، وبالإنسانية وحاجاتها، وبالدين والخُلُقِ، كل ذلك في توافق. فالضمير الفردي في قلق دائم؛ لأنه إما أن يؤمن فيبتعد عن المنطق، وإما أن يعتصم بالمنطق فيقوده إلى الكفر والإلحاد، وإما أن يبقى في حيرة بينهما، ولكن الإسلام يريح الضمير من كل هذه الأشياء المقلقة؛ فالإسلام يُعرّف الإنسان أن الله قريب منه، مستجيب له، لا يغفل عن رعايته ولا ينساه، يقول – تعالى –: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون ". والإسلام منذ اللحظة الأولى يعترف ....... [المزيد]
الفرد الذي لا يستمتع في بيته بالسلام، لن يعرف للسلام قيمة، ولن يتذوق له طعمًا، ولن يكون عامل سلام وفي عقله معارك طاحنة، وفي نفسه قلق؛ ولذلك يتجه الإسلام إلى نشر السلام في البيت، في الوقت ذاته الذي يتجه فيه إلى الضمير الفردي، وإلى المجتمع الدولي، فكلها حلقات متصلة. والنواة الأولى لتكوين الأسرة هي الزواج، يقول الله – تعالى –: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً "؛ فهو صلة النفس بالنفس والسكن والاستقرار، وهو تعبير كامل عن حقيقة الصلة التي يفترضها الإسلام لذلك الرباط الإنساني الوثيق، فيحيط الإسلام الأسرة بكل رعايته وبكل ضماناته، وحَسَب طبيعة الإسلام الكلية، فإنه لا يكتفي بالإشعاعات الروحية، بل يتبعها التنظيمات القانونية. فأولًا: لا بد في هذا الارتباط من الرضا والاستئذان، فلا تُزَوَّج المرأة بغير إذنها ورضاها. وثانيًا: لا بد فيه من نية الاستمرارية، فالزواج علاقة أصلها الدوام؛ ولكي يهيئ الإسلام للبيت جوه، ويهيئ للأطفال فيه رعايته، أوجب على الرجل ....... [المزيد]
عندما تفرض بعض المذاهب الاجتماعية أن العلاقة بين الفرد والفرد هي علاقة الصراع والخصومة، وأن العلاقة بين الأفراد والسلطات هي علاقة الكبت والإجبار، يقرر الإسلام أن العلاقة بينهم جميعًا في المجتمع المسلم هي علاقة الود والرحمة، وعلاقة التضامن والتعاون، وعلاقة الأمن والسلام. إن الإسلام لا يقيم هذا السلام الشامل على حساب الفرد أو حساب الجماعة، ولا يقيمه على أساس مصلحة طبقة ضد طبقة، أو سلطة ضد سلطة، إنما يقيمه بتعاونهم جميعًا.
يبدأ الإسلام بناء المجتمع في ضمائر الأفراد ووجدانهم؛ فيغرس في النفوس الحب والرحمة، يقول – تعالى –: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ". والرحمة ليست مطلوبة من المسلمين وحدهم، بل من البشر أجمعين. ولكي يحقق الإسلام الحب والصفاء في النفوس، يؤدبها بآداب نفسية واجتماعية؛ فهو يكره الكِبْر، ويحرّم كل ما يمس كرامة الناس، وينهى عن المنّ بالمعروف ....... [المزيد]
الإسلام لم يكلف المسلمين إكراه غيرهم على اعتناق الإسلام؛ بسبب أنه الصورة الكاملة الشاملة الصادقة لدين الله الواحد في الأرض، يقول – تعالى –: " لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ "، إنما كلفهم أولا بحماية المؤمنين حتى لا يُفْتَنُوا عن دينهم، وكف القوة عنهم بالقوة؛ لأن الدعوة بالحسنى هنا لا تجدي. وكلفهم ثانيًا كفالة حرية الدعوة، وإزالة كل قوة طاغية في الأرض تمنع دعوة الإسلام أن تصل إلى الناس كافة. وكلفهم ثالثًا إقرار سلطان الله في الأرض، ودفع المعتدين على هذا السلطان، أولئك الذين يَدَّعُون أن لهم حق التشريع للناس من دون الله. وكلفهم رابعًا إقامة العدالة الكبرى في الأرض.
فالجهاد في سبيل الله معناه الجهاد لتحقيق ربوبية الله للعباد؛ لتكون كلمة الله هي العليا، لا بإكراه الناس ليكونوا مسلمين، بل بإتاحة فرصة الاختيار دون تدخّل من القوة الطاغية الضالة. وهذه الخطوط تصوِّر طبيعة السلام العالمي في الإسلام، فليس هو سلامًا بالمعنى الضيق (أي تجنب القتال بأي ثمن)، فحيثما كان ظلم؛ فالقتال مطلوب لرفعه ودفعه، والإسلام يواجه ....... [المزيد]
❞ ملخص كتاب ❞ التصوير الفني في القرآن (جزء ثان)❝ لقد قرأت القرآن وأنا طفل صغير، لا ترقى مداركي إلى آفاق معانيه، ولا يحيط فهمي بجليل أغراضه، ولكني كنت أجد في نفسي منه شيئًا. لقد كان خيالي الساذج الصغير يجسِّم لي بعض الأمور من خلال تعبير القرآن، وإنها لصور ساذجة ولكنها كانت تشوِّق نفسي وتلذ حسِّي؛ فأظل فترة أتملَّاها، وأنا بها فَرِح ولها نشيط. ثم دخلتُ المعاهد العلمية فقرأتُ تفسير القرآن في كتب التفسير، وسمعت تفسيره من الأساتذة، ولكنني لم أجد فيما أقرأ أو أسمع ذلك القرآن اللذيذ الجميل الذي كنت أجده في الطفولة والصبا. ترى هما قرآنان؟ قرآن الطفولة الميسَّر، وقرآن الشباب المعقَّد؟ أم أنها الطريقة المتَّبعة في التفسير؟ وعُدْتُ إلى القرآن أقرؤه في المصحف لا في كتب التفسير، وعُدْتُ أجد قرآني الحبيب الجميل، وأجد صوري المشوِّقة اللذيذة. إنها ليست في سذاجتها التي كانت هناك، ولكن سحرها ما يزال، وجاذبيتها ما تزال. الحمد لله، لقد وجدتُ القرآن.
1- لفظة واحدة: قد يستقل لفظ واحد برسم صورة شاخصة، لا بمجرد المساعدة على إكمال معالم صورة، وهذه خطوة أخرى في تنسيق التصوير، خطوة يزيد من قيمتها أن لفظًا مفردًا هو الذي يرسم الصورة، تارة بِجَرَسه الذي يلقيه في الأذن، وتارة بظله الذي يلقيه في الخيال، وتارة بالجرس والظل جميعًا. تسمع الأذن كلمة "اثَّاقَلْتُمْ" في قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَي الْأَرْضِ"؛ فيتصور الخيال ذلك الجسم المثّاقل، يرفعه الرافعون في جهد، فيسقط من أيديهم في ثقل. إن في هذه الكلمة "طنًّا" على الأقل من الأثقال، ولو أنك قلت: تثاقلتم، لخف الجرس، ولضاع الأثر المنشود، ولتوارت الصورة المطلوبة التي رسمها هذا اللفظ، واستقل برسمها.
وتقرأ: "وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ"؛ فترتسم صورة التَّبْطِئة في جرس العبارة كلها، وفي جرس "ليبطئن" خاصة. وإن اللسان ليكاد يتعثر، وهو يتخبط بها، حتى يصل ببطء إلى نهايتها. وتسمع كلمة: "يصطرخون" في الآية: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَي عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ، وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ". فيُخَيَّل إليك جرسها الغليظ، غلظ الصراخ المختلط المتجاوب من كل مكان، المنبعث من حناجر مكتظة بالأصوات الخشنة؛ كما تلقي إليك ظل الإهمال لهذا الاصطراخ، الذي لا يجد من يهتم به أو يلبيه. وتلمح من وراء ذلك كله صورة ذلك العذاب الغليظ الذي هم فيه يصطرخون.
ومثلها التعبير عن النوم بالنعاس، وعن التنويم بغشية النعاس: "إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ"؛ تجد جو النعاس الرقيق اللطيف، وكأنه غشاء شفيف، يغشى الحواس في لطف ولين: "أمنة منه"؛ فالجو كله أمن وهدوء. ❝ ⏤سيد قطب
ملخص كتاب ❞ التصوير الفني في القرآن (جزء ثان)❝
لقد قرأت القرآن وأنا طفل صغير، لا ترقى مداركي إلى آفاق معانيه، ولا يحيط فهمي بجليل أغراضه، ولكني كنت أجد في نفسي منه شيئًا. لقد كان خيالي الساذج الصغير يجسِّم لي بعض الأمور من خلال تعبير القرآن، وإنها لصور ساذجة ولكنها كانت تشوِّق نفسي وتلذ حسِّي؛ فأظل فترة أتملَّاها، وأنا بها فَرِح ولها نشيط. ثم دخلتُ المعاهد العلمية فقرأتُ تفسير القرآن في كتب التفسير، وسمعت تفسيره من الأساتذة، ولكنني لم أجد فيما أقرأ أو أسمع ذلك القرآن اللذيذ الجميل الذي كنت أجده في الطفولة والصبا. ترى هما قرآنان؟ قرآن الطفولة الميسَّر، وقرآن الشباب المعقَّد؟ أم أنها الطريقة المتَّبعة في التفسير؟ وعُدْتُ إلى القرآن أقرؤه في المصحف لا في كتب التفسير، وعُدْتُ أجد قرآني الحبيب الجميل، وأجد صوري المشوِّقة اللذيذة. إنها ليست في سذاجتها التي كانت هناك، ولكن سحرها ما يزال، وجاذبيتها ما تزال. الحمد لله، لقد وجدتُ القرآن.
قد يستقل لفظ واحد برسم صورة شاخصة، لا بمجرد المساعدة على إكمال معالم صورة، وهذه خطوة أخرى في تنسيق التصوير، خطوة يزيد من قيمتها أن لفظًا مفردًا هو الذي يرسم الصورة، تارة بِجَرَسه الذي يلقيه في الأذن، وتارة بظله الذي يلقيه في الخيال، وتارة بالجرس والظل جميعًا. تسمع الأذن كلمة "اثَّاقَلْتُمْ" في قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَي الْأَرْضِ"؛ فيتصور الخيال ذلك الجسم المثّاقل، يرفعه الرافعون في جهد، فيسقط من أيديهم في ثقل. إن في هذه الكلمة "طنًّا" على الأقل من الأثقال، ولو أنك قلت: تثاقلتم، لخف الجرس، ولضاع الأثر المنشود، ولتوارت الصورة المطلوبة التي رسمها هذا اللفظ، واستقل برسمها.
وتقرأ: "وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ"؛ فترتسم صورة التَّبْطِئة في جرس العبارة كلها، وفي جرس "ليبطئن" خاصة. وإن اللسان ليكاد يتعثر، وهو يتخبط بها، حتى يصل ببطء إلى نهايتها. وتسمع كلمة: "يصطرخون" في الآية: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَي عَلَيْهِمْ ....... [المزيد]
جاء في القرآن الكريم: "وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ". وجاء فيه حكاية عن كفار العرب: "بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ". وصدق القرآن الكريم، فليس هذا النسق شعرًا. ولكن العرب كذلك لم يكونوا مجانين، ولا جاهلين بخصائص الشعر، يوم قالوا عن هذا النَّسَق العالي أنه شعر. لقد راع خيالهم بما فيه من تصوير بارع؛ وسَحَرَ وجدانهم بما فيه من منطق ساحر؛ وأخذ أسماعهم بما فيه من إيقاع جميل. وتلك خصائص الشعر الأساسية، إذا نحن أغفلنا القافية والتفاعيل. على أن النَّسَق القرآني قد جمع بين مزايا النثر والشعر جميعًا؛ فقد أُعفِيَ التعبير من قيود القافية الموحَّدة والتفعيلات التامة؛ فنال بذلك حرية التعبير الكاملة عن جميع أغراضه العامة. وأخذ في الوقت ذاته من الشعر الموسيقى الداخلية، والفواصل المتقاربة في الوزن، التي تغني عن التفاعيل؛ والتقفية المتقاربة التي تغني عن القوافي؛ وضم ذلك إلى الخصائص التي ذكرنا، فنشأ النثر والنَّظْم جميعًا.
وحيثما تلا الإنسان القرآن أحس بذلك الإيقاع الداخلي في سياقه؛ يبرز ....... [المزيد]
3- اللوحة المرسومة
4- مدة عرض المشهد
5- بناء الشخصية في القصة - الجزء الاول
6- بناء الشخصية في القصة - الجزء الثاني