❞ في قصر فرعون!
أنتِ أيضاً صحابيَّة!
عندكِ شغف رهيب لمعرفة أخبار الأمم السَّابقة،
تجدين في هذا تثبيتاً لقلبكِ،
وتعزيةً لروحكِ،
وتزدادين يقيناً أنَّ هذا الدِّين واحد عند الله،
بدأ بآدم عليه السَّلام وخُتم بمحمدٍ ﷺ!
تختلفُ الشَّرائع، وتتفاوتُ العبادات،
أما الدِّين فواحد لا يتغيَّر عنوانه قول ربِّكِ:
˝إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ˝
وها هو نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ يَسرجُ لكِ صهوة صوته العذب،
وها أنتِ تمتطين ظهر الكلام،
وتعودين أدراجكِ إلى ماضٍ سحيق لم تعيشيه،
وتطَّلعين على غيبٍ لم تشهديه!
يقولُ لكِ حبيبكِ ومصطفاكِ وقُرَّة عينيكِ:
لم يكذبْ إبراهيم عليه السَّلام إلا ثلاث كذباتٍ
ثنتين في ذات الله!
قوله: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ˝﴾
وقوله: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾
وبينما هو ذات يومٍ وسارة
إذ أتى على جبَّارٍ من الجبابرة
فقيل له: إنَّ ها هُنا رجلاً مع امرأةٍ من أحسن الناس،
فأرسلَ إليه فسأله عنها، فقال: من هذه؟
قال: أختي!
فأتى سارة فقال: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيركِ،
وإنَّ هذا سألني فأخبرته عنكِ أنكِ أختي،
فلا تُكذبيني!
فأرسلَ إليهما، فلما دخلتْ عليه ذهبَ يتناولها بيده،
فأُخِذ!
فقال لها: ادعي الله أن يُطلقَ يدي، ولا أضُرّكِ
فدعتْ، فأُطلِقَ!
ثم جاءَ يتناولها الثانية، فأُخِذَ مثلها أو أشدَّ،
فدعا بعض صحبته، فقال:
إنكم لم تأتوني بإنسانٍ، إنما أتيتموني بشيطان!
فأتتْ إبراهيم وهو يُصلي، وقالتْ:
كفَّ الله يدَ الفاجر، وأخدمني هاجر!
والقصّة أيتها الصحابيّة باختصار:
أنَّ إبراهيم عليه السّلام عندما أخرجه قومه من العراق،
توجه بزوجته سارة إلى مصر،
وكانتْ سارة أجمل امرأة في تاريخ البشرية،
حتى ليُقال أن جمال يوسف عليه السلام بعِرْقٍ منها فهي جدَّتُه!
وكان فرعون في ذلك الوقت زير نساء،
لا يرى امرأة جميلة إلا أرادها لنفسه،
وكان قد أمر جنوده إذا رأوا امرأةً جميلة أن يخبروه بها،
فأخبره جنوده بجمال سارة،
فأرسل فرعون إلى إبراهيم عليه السلام يطلبه،
فلما حضر عنده سأله عنها،
فقال له إبراهيم عليه السَّلام: هي أختي!
لأنه يعلمُ أنه لو قال إنها زوجته،
فسيقتله، ويأخذها منه!
ولما حضر إبراهيم وسارة إلى قصر فرعون،
أمر فرعون أن تُحملَ إليه
فلما أراد أن يمدَّ يده عليها تخشَّبتْ يده!
فطلبَ منها أن تدعو الله له أن يفكه ولن يقربها،
لأنه علم أنها وإبراهيم عليه السلام موحدين يعبدون الله،
فدعتْ له، فشُفيَ،
ولكنه حنثَ بوعده، وقام يحاولُ أن يمدَّ يده عليها،
فأصابه أشد مما أصابه في المرّة الأولى،
فنادى على خدمه وأخبرهم أنَّ هذه شيطانة لا إنسانة!
وأمرَ أن يطلقوها ويعطوها هاجر هديةً لها،
فعادتْ إلى إبراهيم عليه السلام وهو يصلي، وأخبرته بالأمر،
وقيل إنَّ الله سبحانه قد كشفَ الحجاب لإبراهيم عليه السلام،
فكان يرى ما يحدث بين فرعون وسارة
تعزيةً لخليله إبراهيم،
وطمأنة لقلبه أن عِرضه مُصان!
يا صحابية،
إنَّ الكذبَ الوارد في القصة ليس هو الكذب الذي تعرفينه،
ذاك الكذب الذي يقلب الحقَّ باطلاً،
وإنما هو إخبار بغير الحقيقة للضرورة،
والإسلام العظيم دين الواقعية والحياة بامتياز،
لذلك أباح الكذب في ثلاثة مواضع!
كذب المسلمُ على أعدائه،
فليس من المنطق أن يأخذ الكفار أسيراً مسلماً،
ويسألوه عن أسرار المسلمين فيخبرهم!
وكذب المسلم لإصلاح ذات البين
فعندما تقعُ الخلافات بين الناس يجب حلَّها،
فإذا وقع بين صديقتيكِ خلاف،
جئتِ إلى صديقة منهما وقلتِ لها:
فلانة تُحبكِ، ونادمة على ما كان منها،
وقد قالتْ عنكِ كلاماً جميلاً،
دعينا لا نتحدث عما حدث، ونصلح الذي كان،
وتقولين للأخرى مثل ذلك وبهذا ينتهي الخلاف،
ولكِ أجر الصلح وليس عليكِ إثم الكذب!
وأباح الإسلام العظيم كذب الرجل على امرأته،
وكذب المرأة على زوجها،
إذا ما تعلَّقَ الأمر بجبر الخواطر، ومراعاة المشاعر،
يقولُ الرجل لزوجته: أنتِ أجمل امرأة في الدنيا،
وهو يعرفُ أنَّ هناك من هي أجمل منها،
وهي تعرفُ كذلك،
ولكن هذا ليس مضمار الحقيقة،
لأن الحقيقة هنا تكسر القلب!
وقد يمدح ثوباً لبسته وهو لا يُعجبه
وتسريحة شعرٍ وهي لا تروق له،
وطبخة جديدة وهو لم يستطِبْها،
وكل هذا داخل في باب جبر الخواطر،
وجبر الخواطر عبادة!
وما يُقال في حق الزوج، يُقال في حق الزوجة أيضاً!
سألَ رجلٌ زوجته إن كانتْ تُحبُّه، وناشدها الله أن تصدقه،
فقالتْ: أما إنكَ ناشدتني الله، فلا أُحبُكَ!
فشكاها إلى عمر بن الخطاب،
فأرسل عُمر في طلبها، وأنَّبها على ما كان منها
فقالتْ له: يا أمير المؤمنين، أتريدني أن أكذب عليه؟!
فقال لها: نعم اكذبي عليه، أَكُلُّ البيوت بُنيت على الحُب،
ألا إنَّ الناس يتعاملون بالمروءة والذمة!
يا صحابية،
صرتِ تعرفين الآن أن ما كان عليه إبراهيم عليه السّلام،
إنما كان من باب حُسن التدبير والحيلة،
وكذلك قوله ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾
كان كي لا يخرج معهم إلى عبادة غير الله،
وقوله ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾
كان من باب إقامة الحُجة عليهم،
وكي يريهم أن هذه الأصنام التي يعبدونها من دون الله
إنما هي عاجزة لا تضر ولا تنفع!
فلا تكوني فظّة بدعوى أنكِ تقولين الحقيقة!
عند جبر الخواطر ˝الدبلوماسية˝ هي المطلوبة،
وعندما تقع الخلافات كوني رسول خير،
ولا تمشي بالنميمة بين المتخاصمين، فتصبين الزيت على النار
وتذكري: لا يدخل الجنة نمَّام!
يا صحابية،
من أرادتْ العِفَّة عفَّها الله،
إنَّ الله أعدل من يراك تطلبين الستر فيفضحك،
وأجلَّ من أن تطلبي الخير فيوقعكِ في الشَّر،
أصلحي قلبكِ ونيّتكِ ثم اتركيها على الله،
كل الأسباب بيده سبحانه،
شُلَّتْ يد فرعون لأنها امتدتْ إلى امرأة عفيفة،
فكوني مع الله يكُنْ معكِ!
يا صحابية،
الجمال، المال، والمنصب نِعَم يجب أن تُصان،
الجمال يُصان بستره وعدم كشفه إلا لصاحبه،
والمال يُصان بالحمد ومساعدة الفقراء،
والمنصب يُصان بخدمة الناس،
كوني جميلة، واهتمي بأنوثتكِ،
ضعي مساحيق التجميل،
والبسي أجمل الثياب،
واستخدمي أجمل العطور،
ولكن في موضعها، موضعها فقط!
تعلمي، واحصلي على الشهادات، وتاجري إن شئتِ،
كوني ثرية ولكن دون كبر وكفران النعمة!
وانجحي في وظيفتكِ، واسعي لمنصب أعلى،
ولكن لا تنسي أبداً أنَّ الذي رفعكِ،
قادرٌ على أن يُنزلكِ بدعوة مظلوم!
يا صحابية،
مهما كنتِ جميلة وثرية وناجحة،
كوني دوماً في كنف زوجكِ،
ولا تتكبري عليه، أو تنتقصي من رجولته!
ما هذا دأبُ الصالحات، ولا أخلاقهُنَّ،
مهما بلغتِ من الجمال فلن تصلي إلى جمال سارة،
وقد كانت في كنف إبراهيم عليه السلام،
زوجة مُحبَّة، ورفيقة درب!
ومهما بلغتِ من الثراء
فلن تصلي إلى ثراء خديجة رضي الله عنها
وقد جعلتْ كل مالها في يد زوجها،
وأعطته حين حرمه الناس،
وصدقته حين كذَّبه الناس،
وآمنتْ به حين كفرَ به الناس!
مالكِ لكِ لا شكَّ،
وهذا حقكِ الذي لا يجادلك فيه أحد،
ولكن البيوت التي يكون فيها جيبان،
وهذا لكَ وهذا لي،
العيشُ فيها لا يُطاق!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ في قصر فرعون!
أنتِ أيضاً صحابيَّة!
عندكِ شغف رهيب لمعرفة أخبار الأمم السَّابقة،
تجدين في هذا تثبيتاً لقلبكِ،
وتعزيةً لروحكِ،
وتزدادين يقيناً أنَّ هذا الدِّين واحد عند الله،
بدأ بآدم عليه السَّلام وخُتم بمحمدٍ ﷺ!
تختلفُ الشَّرائع، وتتفاوتُ العبادات،
أما الدِّين فواحد لا يتغيَّر عنوانه قول ربِّكِ:
˝إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ˝
وها هو نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ يَسرجُ لكِ صهوة صوته العذب،
وها أنتِ تمتطين ظهر الكلام،
وتعودين أدراجكِ إلى ماضٍ سحيق لم تعيشيه،
وتطَّلعين على غيبٍ لم تشهديه!
يقولُ لكِ حبيبكِ ومصطفاكِ وقُرَّة عينيكِ:
لم يكذبْ إبراهيم عليه السَّلام إلا ثلاث كذباتٍ
ثنتين في ذات الله!
قوله: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ˝﴾
وقوله: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾
وبينما هو ذات يومٍ وسارة
إذ أتى على جبَّارٍ من الجبابرة
فقيل له: إنَّ ها هُنا رجلاً مع امرأةٍ من أحسن الناس،
فأرسلَ إليه فسأله عنها، فقال: من هذه؟
قال: أختي!
فأتى سارة فقال: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيركِ،
وإنَّ هذا سألني فأخبرته عنكِ أنكِ أختي،
فلا تُكذبيني!
فأرسلَ إليهما، فلما دخلتْ عليه ذهبَ يتناولها بيده،
فأُخِذ!
فقال لها: ادعي الله أن يُطلقَ يدي، ولا أضُرّكِ
فدعتْ، فأُطلِقَ!
ثم جاءَ يتناولها الثانية، فأُخِذَ مثلها أو أشدَّ،
فدعا بعض صحبته، فقال:
إنكم لم تأتوني بإنسانٍ، إنما أتيتموني بشيطان!
فأتتْ إبراهيم وهو يُصلي، وقالتْ:
كفَّ الله يدَ الفاجر، وأخدمني هاجر!
والقصّة أيتها الصحابيّة باختصار:
أنَّ إبراهيم عليه السّلام عندما أخرجه قومه من العراق،
توجه بزوجته سارة إلى مصر،
وكانتْ سارة أجمل امرأة في تاريخ البشرية،
حتى ليُقال أن جمال يوسف عليه السلام بعِرْقٍ منها فهي جدَّتُه!
وكان فرعون في ذلك الوقت زير نساء،
لا يرى امرأة جميلة إلا أرادها لنفسه،
وكان قد أمر جنوده إذا رأوا امرأةً جميلة أن يخبروه بها،
فأخبره جنوده بجمال سارة،
فأرسل فرعون إلى إبراهيم عليه السلام يطلبه،
فلما حضر عنده سأله عنها،
فقال له إبراهيم عليه السَّلام: هي أختي!
لأنه يعلمُ أنه لو قال إنها زوجته،
فسيقتله، ويأخذها منه!
ولما حضر إبراهيم وسارة إلى قصر فرعون،
أمر فرعون أن تُحملَ إليه
فلما أراد أن يمدَّ يده عليها تخشَّبتْ يده!
فطلبَ منها أن تدعو الله له أن يفكه ولن يقربها،
لأنه علم أنها وإبراهيم عليه السلام موحدين يعبدون الله،
فدعتْ له، فشُفيَ،
ولكنه حنثَ بوعده، وقام يحاولُ أن يمدَّ يده عليها،
فأصابه أشد مما أصابه في المرّة الأولى،
فنادى على خدمه وأخبرهم أنَّ هذه شيطانة لا إنسانة!
وأمرَ أن يطلقوها ويعطوها هاجر هديةً لها،
فعادتْ إلى إبراهيم عليه السلام وهو يصلي، وأخبرته بالأمر،
وقيل إنَّ الله سبحانه قد كشفَ الحجاب لإبراهيم عليه السلام،
فكان يرى ما يحدث بين فرعون وسارة
تعزيةً لخليله إبراهيم،
وطمأنة لقلبه أن عِرضه مُصان!
يا صحابية،
إنَّ الكذبَ الوارد في القصة ليس هو الكذب الذي تعرفينه،
ذاك الكذب الذي يقلب الحقَّ باطلاً،
وإنما هو إخبار بغير الحقيقة للضرورة،
والإسلام العظيم دين الواقعية والحياة بامتياز،
لذلك أباح الكذب في ثلاثة مواضع!
كذب المسلمُ على أعدائه،
فليس من المنطق أن يأخذ الكفار أسيراً مسلماً،
ويسألوه عن أسرار المسلمين فيخبرهم!
وكذب المسلم لإصلاح ذات البين
فعندما تقعُ الخلافات بين الناس يجب حلَّها،
فإذا وقع بين صديقتيكِ خلاف،
جئتِ إلى صديقة منهما وقلتِ لها:
فلانة تُحبكِ، ونادمة على ما كان منها،
وقد قالتْ عنكِ كلاماً جميلاً،
دعينا لا نتحدث عما حدث، ونصلح الذي كان،
وتقولين للأخرى مثل ذلك وبهذا ينتهي الخلاف،
ولكِ أجر الصلح وليس عليكِ إثم الكذب!
وأباح الإسلام العظيم كذب الرجل على امرأته،
وكذب المرأة على زوجها،
إذا ما تعلَّقَ الأمر بجبر الخواطر، ومراعاة المشاعر،
يقولُ الرجل لزوجته: أنتِ أجمل امرأة في الدنيا،
وهو يعرفُ أنَّ هناك من هي أجمل منها،
وهي تعرفُ كذلك،
ولكن هذا ليس مضمار الحقيقة،
لأن الحقيقة هنا تكسر القلب!
وقد يمدح ثوباً لبسته وهو لا يُعجبه
وتسريحة شعرٍ وهي لا تروق له،
وطبخة جديدة وهو لم يستطِبْها،
وكل هذا داخل في باب جبر الخواطر،
وجبر الخواطر عبادة!
وما يُقال في حق الزوج، يُقال في حق الزوجة أيضاً!
سألَ رجلٌ زوجته إن كانتْ تُحبُّه، وناشدها الله أن تصدقه،
فقالتْ: أما إنكَ ناشدتني الله، فلا أُحبُكَ!
فشكاها إلى عمر بن الخطاب،
فأرسل عُمر في طلبها، وأنَّبها على ما كان منها
فقالتْ له: يا أمير المؤمنين، أتريدني أن أكذب عليه؟!
فقال لها: نعم اكذبي عليه، أَكُلُّ البيوت بُنيت على الحُب،
ألا إنَّ الناس يتعاملون بالمروءة والذمة!
يا صحابية،
صرتِ تعرفين الآن أن ما كان عليه إبراهيم عليه السّلام،
إنما كان من باب حُسن التدبير والحيلة،
وكذلك قوله ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾
كان كي لا يخرج معهم إلى عبادة غير الله،
وقوله ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾
كان من باب إقامة الحُجة عليهم،
وكي يريهم أن هذه الأصنام التي يعبدونها من دون الله
إنما هي عاجزة لا تضر ولا تنفع!
فلا تكوني فظّة بدعوى أنكِ تقولين الحقيقة!
عند جبر الخواطر ˝الدبلوماسية˝ هي المطلوبة،
وعندما تقع الخلافات كوني رسول خير،
ولا تمشي بالنميمة بين المتخاصمين، فتصبين الزيت على النار
وتذكري: لا يدخل الجنة نمَّام!
يا صحابية،
من أرادتْ العِفَّة عفَّها الله،
إنَّ الله أعدل من يراك تطلبين الستر فيفضحك،
وأجلَّ من أن تطلبي الخير فيوقعكِ في الشَّر،
أصلحي قلبكِ ونيّتكِ ثم اتركيها على الله،
كل الأسباب بيده سبحانه،
شُلَّتْ يد فرعون لأنها امتدتْ إلى امرأة عفيفة،
فكوني مع الله يكُنْ معكِ!
يا صحابية،
الجمال، المال، والمنصب نِعَم يجب أن تُصان،
الجمال يُصان بستره وعدم كشفه إلا لصاحبه،
والمال يُصان بالحمد ومساعدة الفقراء،
والمنصب يُصان بخدمة الناس،
كوني جميلة، واهتمي بأنوثتكِ،
ضعي مساحيق التجميل،
والبسي أجمل الثياب،
واستخدمي أجمل العطور،
ولكن في موضعها، موضعها فقط!
تعلمي، واحصلي على الشهادات، وتاجري إن شئتِ،
كوني ثرية ولكن دون كبر وكفران النعمة!
وانجحي في وظيفتكِ، واسعي لمنصب أعلى،
ولكن لا تنسي أبداً أنَّ الذي رفعكِ،
قادرٌ على أن يُنزلكِ بدعوة مظلوم!
يا صحابية،
مهما كنتِ جميلة وثرية وناجحة،
كوني دوماً في كنف زوجكِ،
ولا تتكبري عليه، أو تنتقصي من رجولته!
ما هذا دأبُ الصالحات، ولا أخلاقهُنَّ،
مهما بلغتِ من الجمال فلن تصلي إلى جمال سارة،
وقد كانت في كنف إبراهيم عليه السلام،
زوجة مُحبَّة، ورفيقة درب!
ومهما بلغتِ من الثراء
فلن تصلي إلى ثراء خديجة رضي الله عنها
وقد جعلتْ كل مالها في يد زوجها،
وأعطته حين حرمه الناس،
وصدقته حين كذَّبه الناس،
وآمنتْ به حين كفرَ به الناس!
مالكِ لكِ لا شكَّ،
وهذا حقكِ الذي لا يجادلك فيه أحد،
ولكن البيوت التي يكون فيها جيبان،
وهذا لكَ وهذا لي،
العيشُ فيها لا يُطاق! . ❝
❞ أنتِ أيضاً صحابيَّة!
تركتِ بيتكِ في مكة،
وهاجرتِ إلى المدينة تابعةً قلبكِ ودينكِ ونبيّكِ ﷺ
كلُّ شيءٍ فيكِ يشتاقُ إلى مكة،
الحنين إلى الكعبة لا يهدأ،
وتنتظرين بفارغ الصبر تلك اللحظة التي
ستكحلين فيها عينيكِ برؤيتها مجدداً!
ويُخبركِ النبيُّ ﷺ أنه قد عزمَ على فتح مكة،
فيرقصُ قلبكِ فرحاً بهذا الخبر،
ولكنَّ النبيَّ ﷺ قد طلب منكم
أن تُبقوا هذا الأمر سراً!
فالحربُ نهاية المطاف خدعة،
والذي يملكُ عنصر المفاجأة نادراً ما يُهزم!
وقد أراد النبيُّ ﷺ فتحاً بأقل الخسائر،
نمتِ تلكَ الليلة وأنت تحلمين بتلك اللحظة،
التي ستُقبّلين فيها تُراب مكة،
وستشهدين الأصنام تُداس بالأقدام،
وسترين بلالاً يصعدُ على ظهر الكعبة،
منادياً ملء حنجرته أنَّ ˝الله أكبر˝!
ولكن طارئاً قد حدث هدَّدَ كل هذا الحلم بالانهيار،
يستدعي النبيُّ ﷺ ثلاثةً من خيرة أصحابه،
علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود
في مهمة عاجلة وخطيرة،
ويأمرهم بالتوجه إلى ˝روضة خاخ˝
وهناك سيجدون امرأةً تحملُ رسالة،
عليهم إحضارها فوراً مهما كلَّفَ الأمر!
وينطلقُ الفرسان الثلاثة على جناح السرعة،
وهناك يعثرون على المرأة التي أخبرهم عنها نبيهم ﷺ،
فلم ينطقْ مرةً ﷺ عن هوىً
كانت معيَّة الله تحفُّه، والوحي يؤيده!
طلبوا من المرأة أن تعطيهم الرسالة التي تحملها،
ولكنها أنكرتْ وجودها!
فقالوا لها: إما أن تُخرجي الكتاب، أو لنضعنَّ الثياب!
فلما عرفتْ أنهم قد عزموا تفتيشها،
أخرجت الرسالة من بين ضفائر شعرها حيث خبأتها!
فأخذوا الرسالة وعادوا بها إلى النبيِّ ﷺ،
وفي المدينة يفتحُ النبيُّ ﷺ الرسالة،
فإذا بها من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش،
يُعلمهم فيها أنَّ النبيَّ ﷺ قد عزمَ على فتح مكة!
في العلوم العسكرية يُعتبر هذا خرقاً أمنياً خطيراً،
وإن شئتِ فهذه خيانة عُظمى!
ويُبرر حاطبٌ للنبيِّ ﷺ فعلته هذه،
بأنَّ له أهلاً ضعافاً في مكة قد نالهم أذى قريش،
وأنه أراد أن يُخففوا عنهم،
وأنَّ الإيمان في قلبه كالجبال الرواسي لم يتزحزح قيد أُنملة!
ويقبلُ النبيُّ ﷺ عُذر حاطب بن أبي بلتعة،
ولكن عمر بن الخطاب الحازم في دين الله،
الشرس إذا تعلَّقَ الأمر بالإسلام،
يقولُ للنبيِّ ﷺ:
يا رسول الله، ائذنْ لي أن أضربَ عنق هذا المنافق!
فقال له النبيُّ ﷺ: لا يا عُمر،
إنه قد شهدَ بدراً، لعلَّ اللهَ اطلعَ على أهل بدر فقال:
اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم!
يا للوفاء يا رسول الله، يا للوفاء!
لم يُنسِه هذا التصرف الخاطئ ماضيَ صاحبه المشرق معه!
فلا تنسي أنتِ كلَّ معروف أُسديَ إليكِ،
عندما يقعُ خلافٌ بينكِ وبين زوجكِ،
لا تنسي تلك اللحظات الحلوة التي عشتماها معاً!
تذكري تلكَ المواقف التي طيَّبَ فيها خاطركِ،
تذكري الهدايا التي ملأ قلبكِ بها سعادة،
تذكري حنانه عليكِ يوم مرضتِ،
وتذكري مشواراً لم يكن يرغبُ فيه،
ولكنه ذهبَ لأنه يريدُ أن يُسعدكِ!
تذكري أنه إن بخلَ عليكِ مرةً،
فقد كان كريماً عليكِ مرَّاتٍ!
وإن لم يسمح له وقته باصطحابكِ إلى أهلكِ،
فقد فعلها عشرات المرات!
تذكري أنه إن غضبَ منكِ الآن،
فقد صفحَ عنكِ في غيرها!
تذكري اللقمة التي كان يضعها في فمكِ حُباً،
والكلمة التي كان يقولها لكِ شوقاً،
والحُرُّ من راعى وداد لحظة،
وقد كان نبيُّكِ لا ينسى المعروف،
فاقتدي به ولا تنسي المعروف أيضاً!
أخوكِ الذي غضبتِ منه الآن،
ألم تضحكان من قبل معاً وتبكيان معاً؟!
فلِمَ ستهون عليكِ تلكَ اللحظات الحلوة؟!
أختكِ التي حصل بينكِ وبينها خصام
ألم تكن يوماً حبَّة قلبكِ؟!
فما بالكِ تهدمين عمراً من المودة لأجل خصام عابر؟!
ابنكِ الذي قصَّر معكِ هذه المرَّة
ألم يبرَّكِ مراتٍ ومراتٍ؟!
أليس من النُّبلِ أن تهبي هذه لتلكَ؟!
حماتكِ التي أغضبتكِ الآن
ألم تكُنْ لكَ مرةً أُماً؟
أما كانتْ في صفّكِ مرَّةً؟
فلمَ تهون عليكِ العِشرة؟!
جارتكِ التي لم يُعجبكِ منها تصرفها هذه المرَّة
أما أعجبكِ تصرفها مرَّاتٍ؟!
أما أهدتكِ يوماً من طعامها؟
أما زارتكِ في مرضٍ؟
فلماذا تريدين من الناس أن يكونوا ملائكةً على الدَّوام؟!
كان نبيُّكِ ﷺ وفياً،
ولن تكوني صحابيَّةً إلا إذا كنتِ مثله!
جاءه يوماً موفدان من مسيلمة الكذاب،
فسألهما: هل تؤمنان أنه نبيٍّ؟!
فقالا: نعم!
فقال لهما: لولا أن الرُّسل لا تُقتل لقتلتكما!
كذَّباه في نبوته، واعترفا بنبوة غيره،
ومع هذا لم يخرجه غضبه من وفائه،
فإن كان المرسل الكافر لا يُقتل على كفره،
بل يؤمّنُ ويُكرم
أليس الزوج المسلم أحقُّ بالوفاء؟!
أليست الأخت والحماة والجارة والصديقة أحقُّ بالوفاء؟!
أرسلتْ قريشٌ أبا رافعٍ موفداً إلى النبيِّ ﷺ،
فلما جاء إلى المدينة دخلَ الإسلامُ إلى قلبه،
فأخبرَ النبيَّ ﷺ أنه يريدُ أن يبقى في المدينة،
فقال له النبيُّ ﷺ: إني لا أخيسُ بالعهد،
ولا أحبسُ الرُّسُلَ، ولكن ارجعْ إلى قومكَ،
فإن كان في نفسكَ الذي فيها الآن فارجِعْ!
وأنتِ أيضاً إن كنتِ صحابية فلا تخيسي بالعهد!
أنتِ عِرضُ رجلٍ فاحفظيه،
وأمان أولادكِ فالزميهم،
وسُمعة أبيكِ فحاربي لأجلها،
لا تحني رأس رجالٍ أحبوكِ وربوكِ لأجل لحظة طيش،
ولا لأجل شعور عابر،
من أمَّنكِ فأدِّي إليه أمانته!
يقول حُذيفة بن اليمان:
ما منعني أن أشهدَ بدراً إلا أني
خرجتُ أنا وأبي حسيل نريدُ النبيَّ ﷺ
فأخذنا كفار قريش، وقالوا: إنكم تريدون محمداً؟
فقلنا لهم: ما نريده، ما نريد إلا المدينة؟
فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفنَّ إلى المدينة
ولا نُقاتل معه!
فأتينا النبيَّ ﷺ وأخبرناه بالخبر
فقال: انصرفا، نفي لهم بعهدهم، ونستعينُ باللهَ عليهم!
هذا هو نبيّكِ ﷺ!
كان يفي بعهده للكافر الذي جاء لقتاله!
فإن كنتِ تريدين حيازة شرفَ أن تكوني صحابيَّة
فوفاءعهود المسلمين أولى!
فلا تنسي عهداً قطعته،
ولا معروفاً أُسديَ إليكِ،
ولا لحظةً حُلوة عشتها،
كوني وفيَّةً كما يليقُ بالصحابيَّة أن تكون!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ أنتِ أيضاً صحابيَّة!
تركتِ بيتكِ في مكة،
وهاجرتِ إلى المدينة تابعةً قلبكِ ودينكِ ونبيّكِ ﷺ
كلُّ شيءٍ فيكِ يشتاقُ إلى مكة،
الحنين إلى الكعبة لا يهدأ،
وتنتظرين بفارغ الصبر تلك اللحظة التي
ستكحلين فيها عينيكِ برؤيتها مجدداً!
ويُخبركِ النبيُّ ﷺ أنه قد عزمَ على فتح مكة،
فيرقصُ قلبكِ فرحاً بهذا الخبر،
ولكنَّ النبيَّ ﷺ قد طلب منكم
أن تُبقوا هذا الأمر سراً!
فالحربُ نهاية المطاف خدعة،
والذي يملكُ عنصر المفاجأة نادراً ما يُهزم!
وقد أراد النبيُّ ﷺ فتحاً بأقل الخسائر،
نمتِ تلكَ الليلة وأنت تحلمين بتلك اللحظة،
التي ستُقبّلين فيها تُراب مكة،
وستشهدين الأصنام تُداس بالأقدام،
وسترين بلالاً يصعدُ على ظهر الكعبة،
منادياً ملء حنجرته أنَّ ˝الله أكبر˝!
ولكن طارئاً قد حدث هدَّدَ كل هذا الحلم بالانهيار،
يستدعي النبيُّ ﷺ ثلاثةً من خيرة أصحابه،
علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود
في مهمة عاجلة وخطيرة،
ويأمرهم بالتوجه إلى ˝روضة خاخ˝
وهناك سيجدون امرأةً تحملُ رسالة،
عليهم إحضارها فوراً مهما كلَّفَ الأمر!
وينطلقُ الفرسان الثلاثة على جناح السرعة،
وهناك يعثرون على المرأة التي أخبرهم عنها نبيهم ﷺ،
فلم ينطقْ مرةً ﷺ عن هوىً
كانت معيَّة الله تحفُّه، والوحي يؤيده!
طلبوا من المرأة أن تعطيهم الرسالة التي تحملها،
ولكنها أنكرتْ وجودها!
فقالوا لها: إما أن تُخرجي الكتاب، أو لنضعنَّ الثياب!
فلما عرفتْ أنهم قد عزموا تفتيشها،
أخرجت الرسالة من بين ضفائر شعرها حيث خبأتها!
فأخذوا الرسالة وعادوا بها إلى النبيِّ ﷺ،
وفي المدينة يفتحُ النبيُّ ﷺ الرسالة،
فإذا بها من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش،
يُعلمهم فيها أنَّ النبيَّ ﷺ قد عزمَ على فتح مكة!
في العلوم العسكرية يُعتبر هذا خرقاً أمنياً خطيراً،
وإن شئتِ فهذه خيانة عُظمى!
ويُبرر حاطبٌ للنبيِّ ﷺ فعلته هذه،
بأنَّ له أهلاً ضعافاً في مكة قد نالهم أذى قريش،
وأنه أراد أن يُخففوا عنهم،
وأنَّ الإيمان في قلبه كالجبال الرواسي لم يتزحزح قيد أُنملة!
ويقبلُ النبيُّ ﷺ عُذر حاطب بن أبي بلتعة،
ولكن عمر بن الخطاب الحازم في دين الله،
الشرس إذا تعلَّقَ الأمر بالإسلام،
يقولُ للنبيِّ ﷺ:
يا رسول الله، ائذنْ لي أن أضربَ عنق هذا المنافق!
فقال له النبيُّ ﷺ: لا يا عُمر،
إنه قد شهدَ بدراً، لعلَّ اللهَ اطلعَ على أهل بدر فقال:
اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم!
يا للوفاء يا رسول الله، يا للوفاء!
لم يُنسِه هذا التصرف الخاطئ ماضيَ صاحبه المشرق معه!
فلا تنسي أنتِ كلَّ معروف أُسديَ إليكِ،
عندما يقعُ خلافٌ بينكِ وبين زوجكِ،
لا تنسي تلك اللحظات الحلوة التي عشتماها معاً!
تذكري تلكَ المواقف التي طيَّبَ فيها خاطركِ،
تذكري الهدايا التي ملأ قلبكِ بها سعادة،
تذكري حنانه عليكِ يوم مرضتِ،
وتذكري مشواراً لم يكن يرغبُ فيه،
ولكنه ذهبَ لأنه يريدُ أن يُسعدكِ!
تذكري أنه إن بخلَ عليكِ مرةً،
فقد كان كريماً عليكِ مرَّاتٍ!
وإن لم يسمح له وقته باصطحابكِ إلى أهلكِ،
فقد فعلها عشرات المرات!
تذكري أنه إن غضبَ منكِ الآن،
فقد صفحَ عنكِ في غيرها!
تذكري اللقمة التي كان يضعها في فمكِ حُباً،
والكلمة التي كان يقولها لكِ شوقاً،
والحُرُّ من راعى وداد لحظة،
وقد كان نبيُّكِ لا ينسى المعروف،
فاقتدي به ولا تنسي المعروف أيضاً!
أخوكِ الذي غضبتِ منه الآن،
ألم تضحكان من قبل معاً وتبكيان معاً؟!
فلِمَ ستهون عليكِ تلكَ اللحظات الحلوة؟!
أختكِ التي حصل بينكِ وبينها خصام
ألم تكن يوماً حبَّة قلبكِ؟!
فما بالكِ تهدمين عمراً من المودة لأجل خصام عابر؟!
ابنكِ الذي قصَّر معكِ هذه المرَّة
ألم يبرَّكِ مراتٍ ومراتٍ؟!
أليس من النُّبلِ أن تهبي هذه لتلكَ؟!
حماتكِ التي أغضبتكِ الآن
ألم تكُنْ لكَ مرةً أُماً؟
أما كانتْ في صفّكِ مرَّةً؟
فلمَ تهون عليكِ العِشرة؟!
جارتكِ التي لم يُعجبكِ منها تصرفها هذه المرَّة
أما أعجبكِ تصرفها مرَّاتٍ؟!
أما أهدتكِ يوماً من طعامها؟
أما زارتكِ في مرضٍ؟
فلماذا تريدين من الناس أن يكونوا ملائكةً على الدَّوام؟!
كان نبيُّكِ ﷺ وفياً،
ولن تكوني صحابيَّةً إلا إذا كنتِ مثله!
جاءه يوماً موفدان من مسيلمة الكذاب،
فسألهما: هل تؤمنان أنه نبيٍّ؟!
فقالا: نعم!
فقال لهما: لولا أن الرُّسل لا تُقتل لقتلتكما!
كذَّباه في نبوته، واعترفا بنبوة غيره،
ومع هذا لم يخرجه غضبه من وفائه،
فإن كان المرسل الكافر لا يُقتل على كفره،
بل يؤمّنُ ويُكرم
أليس الزوج المسلم أحقُّ بالوفاء؟!
أليست الأخت والحماة والجارة والصديقة أحقُّ بالوفاء؟!
أرسلتْ قريشٌ أبا رافعٍ موفداً إلى النبيِّ ﷺ،
فلما جاء إلى المدينة دخلَ الإسلامُ إلى قلبه،
فأخبرَ النبيَّ ﷺ أنه يريدُ أن يبقى في المدينة،
فقال له النبيُّ ﷺ: إني لا أخيسُ بالعهد،
ولا أحبسُ الرُّسُلَ، ولكن ارجعْ إلى قومكَ،
فإن كان في نفسكَ الذي فيها الآن فارجِعْ!
وأنتِ أيضاً إن كنتِ صحابية فلا تخيسي بالعهد!
أنتِ عِرضُ رجلٍ فاحفظيه،
وأمان أولادكِ فالزميهم،
وسُمعة أبيكِ فحاربي لأجلها،
لا تحني رأس رجالٍ أحبوكِ وربوكِ لأجل لحظة طيش،
ولا لأجل شعور عابر،
من أمَّنكِ فأدِّي إليه أمانته!
يقول حُذيفة بن اليمان:
ما منعني أن أشهدَ بدراً إلا أني
خرجتُ أنا وأبي حسيل نريدُ النبيَّ ﷺ
فأخذنا كفار قريش، وقالوا: إنكم تريدون محمداً؟
فقلنا لهم: ما نريده، ما نريد إلا المدينة؟
فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفنَّ إلى المدينة
ولا نُقاتل معه!
فأتينا النبيَّ ﷺ وأخبرناه بالخبر
فقال: انصرفا، نفي لهم بعهدهم، ونستعينُ باللهَ عليهم!
هذا هو نبيّكِ ﷺ!
كان يفي بعهده للكافر الذي جاء لقتاله!
فإن كنتِ تريدين حيازة شرفَ أن تكوني صحابيَّة
فوفاءعهود المسلمين أولى!
فلا تنسي عهداً قطعته،
ولا معروفاً أُسديَ إليكِ،
ولا لحظةً حُلوة عشتها،
كوني وفيَّةً كما يليقُ بالصحابيَّة أن تكون! . ❝
❞ اللهمَّ لا تجعلني مثله!
أنتِ أيضاً صحابيَّة!
لم ترتوي بعدُ من قصص الأولين،
بكِ عطشٌ إلى أخبارهم يزيدُ مع كل حكاية،
ومن غيرُ المؤيد بالوحي يروي لكِ ما حدث فعلاً؟!
وها أنتِ اليوم مع خبرٍ جديد، وحكايةٍ ماتعةٍ،
وها هو نبيُّكِ وحبيبكِ ﷺ يصحبكِ،
إلى الزمن الغابر على متنٍ قصة!
يقولُ لكِ بصوته العذب:
كانت امرأةٌ تُرضعُ ابناً لها من بني إسرائيل،
فمرَّ بها راكبٌ ذو شارةٍ،
فقالتْ: اللهم اجعلْ ابني مثلها!
فتركَ ثديها وأقبلَ على الراكب وقال: اللهمَّ لا تجعلني مثله!
ثم أقبل على ثديها يمصه،
وجعلَ النبيُّ ﷺ يمصُّ اصبعه ليجعلكِ تعيشين القصة،
وكأنها ترينها أمامكِ الآن!
ثم مُرَّ بأمةٍ تُضربُ،
فقالتْ: اللهم لا تجعل ابني مثلها!
فتركَ ثديها وقال، اللهمَّ اجعلني مثلها!
فقالتْ: ولِمَ ذاكَ؟
فقال: الراكبُ جبارٌ من الجبابرة،
وهذه الأمة يقولون سرقتِ، زنيتِ، ولم تفعل!
يا صحابيَّة،
القصص التي جاء بها الوحيُّ قرآناً أو سُنَّةً،
ليست للمتعة والتسلية وإن كانت ماتعة مسلية،
وإنما هي لتصديق بوقوعها أولاً،
وللعظة، والإعتبار، والعمل بها ثانياً!
فإبراهيم عليه السلام أُلقيَ في النار ولم يحترق حقاً!
وموسى عليه السلام شقَّ البحر بعصاه واقعاً!
ويونس عليه السلام مكث في بطن الحوت يقيناً!
وسليمان عليه السلام حكمَ الجن والإنس والطير فعلاً!
ونوح عليه السلام ركبَ السفينة في موجٍ كالجبال صدقاً!
والسكين لم تذبح إسماعيل عليه السلام أبداً!
والقصص النبوي كالقصص القرآني وحي لا مراء فيه،
فهو ليس مبالغات أبي زيد الهلالي،
ولا مهاترات جلجامش وبحثه عن نبتة الخلود،
ولا تخاريف الإلياذة الإغريقية، أو الشاهنامة الفارسية،
وعندما يُحدُّثكِ نبيُّكِ ﷺ بغرائب الأحاديث،
فكوني على يقين أنَّ هذا وقع فعلاً، والإيمان به واجب!
وإن الطفل الرَّضيع في هذه القصة قد تكلم حقاً في المهد!
تماماً كما تكلم عيسى عليه السلام يوم جاءت به أمه تحمله!
نحن أمة الإيمان بالغيب قبل الصلاة والصيام!
نؤمن بالجنة، والنار،
والصراط، والملائكة، والجن،
ومعجزات الأنبياء
وكل هذا غيب لم نشهده،
وإن لم نؤمن به فلا يصح بعد ذلك لا صلاة ولا صيام!
يا صحابيَّة،
لا تنخدعي بالمظاهر، فهي واللهِ خدَّاعة!
ولا تحكمي على الأشياء بظواهرها فقط فهذا من سوء الفطن!
إنكِ لو سرتِ في طرقات المدينة أيام أبي بكرٍ،
ورأيته بثيابه المتواضعة والأطفال يركضون خلفه ينادونه: يا أبتِ!
لقلتِ يا له من رجل بسيط،
هذا وهو خير الناس بعد الأنبياء!
صاحب رسول الله ﷺ، ورفيقه في الغار،
مؤدب المرتدين، والمدافع عن لا إله إلا الله!
ولو أنكِ مشيتِ في طرقات المدينة أيام خلافة عمر بن الخطاب،
ورأيته يسير بثوبه المرقَّع،
لقلتِ: مسكين لا يجدُ ثوباً أنيقاً،
هذا وهو الذي يهربُ الشيطان منه،
فاروق هذه الأمة، وهازم الإمبراطوريات العظمى،
الرجل الذي أرسى العدل، وأقام الشَّرع!
ولو أنكِ رأيتِ عبد الله بن مسعودٍ يصعدُ شجرةً،
لضحكتِ من دقة ساقيه ونحولها كما ضحك الصحابة،
ولكن النبيَّ ﷺ أخبرهم،
أنَّ هاتين الساقين أثقلُ في الميزان من جبل أُحد!
ولو أنكِ دخلتِ المسجد النبوي،
ورأيتِ حذيفة بن اليمان، وأبا هريرة في أهل الصُّفة،
والصُّفة مكان في المسجد للمساكين الذين لا يجدون طعاماً!
لقلتِ: يا للمساكين!
هذا وحذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله ﷺ!
وأبو هريرة أكثر الصحابة روايةً للحديث!
يا صحابيَّة،
ليس كل مشهورٍ يُغبطُ على ما هو فيه،
البعض على شهرتهم وثرائهم يستحقون الشفقة!
كان أبو جهل يصول ويجول، ويزبد ويرعدُ،
وقد نال بخزي وسام فرعون هذه الأمة!
ولا كل مجهول يُزدرى على ما هو فيه!
البعض على عدم شهرتهم ليتنا كنا مثلهم،
كان البراء بن مالك أشعث أغبر، ذي طمرين،
مدفوع بالأبواب، لا يأبه به أحد،
ولكنه لو أقسم على الله لأبرَّه!
الشهرة فتنة إلا ما كان منها للهِ،
والمال فتنة إلا ما كان منه في سبيل الله،
والعلم فتنة إلا ما كان هدايةً في ذات الله،
فلا تمدي عينيكِ إلى ما أُعطي غيركِ من الدنيا!
وهو نهاية المطاف متاع زائل، وعذاب مؤجل،
الفارس في هذه القصة كان في الظاهر مُهاباً!
ولكنه في الحقيقة كان ظالماً جباراً،
والأمة كانت في الظاهر متهمة مسكينة،
وهي في الحقيقة بريئة وحبيبة إلى الله،
فكوني ابنة الآخرة!
يا صحابيَّة،
نحن ندعو الله بأشياء فلا يعطينا إياها،
هذا لأنه يعلمُ ونحن لا نعلم!
حين يمنعنا اللهُ عطاءً فهذا لرحمته بنا،
كلنا تمنينا أشياء بشدة، وظننا أن حياتنا ستكون جحيماً بدونها،
ثم دعونا، وسألنا الله، فلم يستجب!
ثم مضت الأيام فاكتشفنا أن الجحيم كان لو أخذناها!
نحن البشر نظرنا محدود، وتفكيرنا قاصر،
ولا نرى من المشهد إلا جزءاً ضئيلاً نحسبه المشهد كله!
وإنكِ لو كنتِ من ركاب السفينة التي ثقبها الخضر،
لربما قلتِ: ألا يكفي أننا مساكين حتى نُصاب بتلف مصدر رزقنا؟
ثم تنكشف حجب الغيب ويتبين لكِ،
أنه لولا هذا الثقب لضاعت السفينة كلها!
ولو أنكِ كنتِ والدة الطفل الذي قتله الخضر،
لربما قلتِ: ما ذنبُ طفلٍ صغير أن يُقتل يا رب؟
ثم تنكشف الحُجب، وتنجلي الحقيقة، ويتبين لكِ،
أنه لو لم يمت لسلبَ منكِ دينكِ!
فسبحان من يُكدر علينا دنيانا أحياناً،
ليحفظ علينا ديننا الذي لو تكدر لن تنفعنا بعد ذلك الدنيا كلها!
يا صحابيَّة،
اُنظري إلى منع الله على أنه عطاء يستريحُ قلبكِ،
إنَّ الله تعالى يحمينا بطرقٍ لا نفهمها،
كان أحد الصالحين يقول:
إذا دعوتُ الله بمسألة فحرمتها،
كان فرحي بالحرمان أكثر من فرحي بالعطاء،
لأن العطاء اختياري لنفسي،
والحرمان اختيار الله لي!
فارفعي أكفكِ بالدعاء وسلي ربكِ ما شئتِ!
فإنه يُحِبُّ أن يسمعَ عبده يدعوه،
وفي الأثر أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام:
يا موسى، سلني علفَ دابتكَ، وشراكَ نعلكَ، وملحَ عجينتكَ!
فإن أخذتِ جواب دعائكِ، فاحمدي الله مرَّةً،
وإن مُنعتِ فاحمدي الله مرتين!
لأن الخير كل الخير كان أن تُمنعي!
وقد كان عمر بن الخطاب يقول:
لو كُشفت حُجب الغيب ما اختار إنسان قدراً،
غير الذي اختاره الله له!
فاحسني الظن بالله!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ اللهمَّ لا تجعلني مثله!
أنتِ أيضاً صحابيَّة!
لم ترتوي بعدُ من قصص الأولين،
بكِ عطشٌ إلى أخبارهم يزيدُ مع كل حكاية،
ومن غيرُ المؤيد بالوحي يروي لكِ ما حدث فعلاً؟!
وها أنتِ اليوم مع خبرٍ جديد، وحكايةٍ ماتعةٍ،
وها هو نبيُّكِ وحبيبكِ ﷺ يصحبكِ،
إلى الزمن الغابر على متنٍ قصة!
يقولُ لكِ بصوته العذب:
كانت امرأةٌ تُرضعُ ابناً لها من بني إسرائيل،
فمرَّ بها راكبٌ ذو شارةٍ،
فقالتْ: اللهم اجعلْ ابني مثلها!
فتركَ ثديها وأقبلَ على الراكب وقال: اللهمَّ لا تجعلني مثله!
ثم أقبل على ثديها يمصه،
وجعلَ النبيُّ ﷺ يمصُّ اصبعه ليجعلكِ تعيشين القصة،
وكأنها ترينها أمامكِ الآن!
ثم مُرَّ بأمةٍ تُضربُ،
فقالتْ: اللهم لا تجعل ابني مثلها!
فتركَ ثديها وقال، اللهمَّ اجعلني مثلها!
فقالتْ: ولِمَ ذاكَ؟
فقال: الراكبُ جبارٌ من الجبابرة،
وهذه الأمة يقولون سرقتِ، زنيتِ، ولم تفعل!
يا صحابيَّة،
القصص التي جاء بها الوحيُّ قرآناً أو سُنَّةً،
ليست للمتعة والتسلية وإن كانت ماتعة مسلية،
وإنما هي لتصديق بوقوعها أولاً،
وللعظة، والإعتبار، والعمل بها ثانياً!
فإبراهيم عليه السلام أُلقيَ في النار ولم يحترق حقاً!
وموسى عليه السلام شقَّ البحر بعصاه واقعاً!
ويونس عليه السلام مكث في بطن الحوت يقيناً!
وسليمان عليه السلام حكمَ الجن والإنس والطير فعلاً!
ونوح عليه السلام ركبَ السفينة في موجٍ كالجبال صدقاً!
والسكين لم تذبح إسماعيل عليه السلام أبداً!
والقصص النبوي كالقصص القرآني وحي لا مراء فيه،
فهو ليس مبالغات أبي زيد الهلالي،
ولا مهاترات جلجامش وبحثه عن نبتة الخلود،
ولا تخاريف الإلياذة الإغريقية، أو الشاهنامة الفارسية،
وعندما يُحدُّثكِ نبيُّكِ ﷺ بغرائب الأحاديث،
فكوني على يقين أنَّ هذا وقع فعلاً، والإيمان به واجب!
وإن الطفل الرَّضيع في هذه القصة قد تكلم حقاً في المهد!
تماماً كما تكلم عيسى عليه السلام يوم جاءت به أمه تحمله!
نحن أمة الإيمان بالغيب قبل الصلاة والصيام!
نؤمن بالجنة، والنار،
والصراط، والملائكة، والجن،
ومعجزات الأنبياء
وكل هذا غيب لم نشهده،
وإن لم نؤمن به فلا يصح بعد ذلك لا صلاة ولا صيام!
يا صحابيَّة،
لا تنخدعي بالمظاهر، فهي واللهِ خدَّاعة!
ولا تحكمي على الأشياء بظواهرها فقط فهذا من سوء الفطن!
إنكِ لو سرتِ في طرقات المدينة أيام أبي بكرٍ،
ورأيته بثيابه المتواضعة والأطفال يركضون خلفه ينادونه: يا أبتِ!
لقلتِ يا له من رجل بسيط،
هذا وهو خير الناس بعد الأنبياء!
صاحب رسول الله ﷺ، ورفيقه في الغار،
مؤدب المرتدين، والمدافع عن لا إله إلا الله!
ولو أنكِ مشيتِ في طرقات المدينة أيام خلافة عمر بن الخطاب،
ورأيته يسير بثوبه المرقَّع،
لقلتِ: مسكين لا يجدُ ثوباً أنيقاً،
هذا وهو الذي يهربُ الشيطان منه،
فاروق هذه الأمة، وهازم الإمبراطوريات العظمى،
الرجل الذي أرسى العدل، وأقام الشَّرع!
ولو أنكِ رأيتِ عبد الله بن مسعودٍ يصعدُ شجرةً،
لضحكتِ من دقة ساقيه ونحولها كما ضحك الصحابة،
ولكن النبيَّ ﷺ أخبرهم،
أنَّ هاتين الساقين أثقلُ في الميزان من جبل أُحد!
ولو أنكِ دخلتِ المسجد النبوي،
ورأيتِ حذيفة بن اليمان، وأبا هريرة في أهل الصُّفة،
والصُّفة مكان في المسجد للمساكين الذين لا يجدون طعاماً!
لقلتِ: يا للمساكين!
هذا وحذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله ﷺ!
وأبو هريرة أكثر الصحابة روايةً للحديث!
يا صحابيَّة،
ليس كل مشهورٍ يُغبطُ على ما هو فيه،
البعض على شهرتهم وثرائهم يستحقون الشفقة!
كان أبو جهل يصول ويجول، ويزبد ويرعدُ،
وقد نال بخزي وسام فرعون هذه الأمة!
ولا كل مجهول يُزدرى على ما هو فيه!
البعض على عدم شهرتهم ليتنا كنا مثلهم،
كان البراء بن مالك أشعث أغبر، ذي طمرين،
مدفوع بالأبواب، لا يأبه به أحد،
ولكنه لو أقسم على الله لأبرَّه!
الشهرة فتنة إلا ما كان منها للهِ،
والمال فتنة إلا ما كان منه في سبيل الله،
والعلم فتنة إلا ما كان هدايةً في ذات الله،
فلا تمدي عينيكِ إلى ما أُعطي غيركِ من الدنيا!
وهو نهاية المطاف متاع زائل، وعذاب مؤجل،
الفارس في هذه القصة كان في الظاهر مُهاباً!
ولكنه في الحقيقة كان ظالماً جباراً،
والأمة كانت في الظاهر متهمة مسكينة،
وهي في الحقيقة بريئة وحبيبة إلى الله،
فكوني ابنة الآخرة!
يا صحابيَّة،
نحن ندعو الله بأشياء فلا يعطينا إياها،
هذا لأنه يعلمُ ونحن لا نعلم!
حين يمنعنا اللهُ عطاءً فهذا لرحمته بنا،
كلنا تمنينا أشياء بشدة، وظننا أن حياتنا ستكون جحيماً بدونها،
ثم دعونا، وسألنا الله، فلم يستجب!
ثم مضت الأيام فاكتشفنا أن الجحيم كان لو أخذناها!
نحن البشر نظرنا محدود، وتفكيرنا قاصر،
ولا نرى من المشهد إلا جزءاً ضئيلاً نحسبه المشهد كله!
وإنكِ لو كنتِ من ركاب السفينة التي ثقبها الخضر،
لربما قلتِ: ألا يكفي أننا مساكين حتى نُصاب بتلف مصدر رزقنا؟
ثم تنكشف حجب الغيب ويتبين لكِ،
أنه لولا هذا الثقب لضاعت السفينة كلها!
ولو أنكِ كنتِ والدة الطفل الذي قتله الخضر،
لربما قلتِ: ما ذنبُ طفلٍ صغير أن يُقتل يا رب؟
ثم تنكشف الحُجب، وتنجلي الحقيقة، ويتبين لكِ،
أنه لو لم يمت لسلبَ منكِ دينكِ!
فسبحان من يُكدر علينا دنيانا أحياناً،
ليحفظ علينا ديننا الذي لو تكدر لن تنفعنا بعد ذلك الدنيا كلها!
يا صحابيَّة،
اُنظري إلى منع الله على أنه عطاء يستريحُ قلبكِ،
إنَّ الله تعالى يحمينا بطرقٍ لا نفهمها،
كان أحد الصالحين يقول:
إذا دعوتُ الله بمسألة فحرمتها،
كان فرحي بالحرمان أكثر من فرحي بالعطاء،
لأن العطاء اختياري لنفسي،
والحرمان اختيار الله لي!
فارفعي أكفكِ بالدعاء وسلي ربكِ ما شئتِ!
فإنه يُحِبُّ أن يسمعَ عبده يدعوه،
وفي الأثر أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام:
يا موسى، سلني علفَ دابتكَ، وشراكَ نعلكَ، وملحَ عجينتكَ!
فإن أخذتِ جواب دعائكِ، فاحمدي الله مرَّةً،
وإن مُنعتِ فاحمدي الله مرتين!
لأن الخير كل الخير كان أن تُمنعي!
وقد كان عمر بن الخطاب يقول:
لو كُشفت حُجب الغيب ما اختار إنسان قدراً،
غير الذي اختاره الله له!
فاحسني الظن بالله! . ❝